|
Re: انتقال الحرب داخل السودان مثل انتقال انفلونزا الطيور (Re: الكيك)
|
الراى العام الاربعاء26ابريل2006 وما أمرك الا لله.. يا أمري..!
بقلم: د. هاشم حسين بابكر
* تناقلت وسائل الاعلام المحلية والعالمية الانباء المحزنة التي وقعت في امري وراحت جراها ارواح بريئة وهُدمت صوامع ودُمرت بيوت برصاص جمع ثمنه من دافع الضرائب ليقتل به..!
* وما كان لهذه الاحداث ان تحدث لو ان البعض الذين اخذتهم العزة بالاثم استمعوا الى صوت الحق والعلم.
* وحتى اثبت عدم جدوى ما تم او ما اريد له ان يتم سأكتب من واقع علمي بحت تسنده جملة من الحقائق العلمية تشير الى بطلان ما يراد عمله علمياً واقتصادياً..!
* من المعلوم ان سد مروي صمم منذ الاربعينات على اساس تخزين لمنسوب 298 متراً فوق سطح البحر. والغرض من هذا السد توليد الطاقة الكهربائية..
* وتوليد الطاقة الكهربائية في السد يتم باستغلال نصيب مصر من مياه النيل وفي جملة اعتراضية اقول ان الشقيقة مصر ترحب بانشاء سدود من هذا النوع لتخفيف الضغط على السد العالي الذي يعاني من مشكلة الاطماء وهذا بالطبع موضع ترحيب من الاخوة المصريين..!
* لا ادري كيف طرأت في رأس احدهم تلك الفكرة المفاجئة SUDDEN THOUGHT ان يرفع المنسوب مترين ليبلغ 300 متر فوق سطح البحر..!
* والغرض من هذا الارتفاع تخزين مياه اضافية للري..!
* ومن المعلوم ان قراراً مثل هذا لا يتخذ الا بعد دراسات وافية تحدد نوع المشاكل التي يمكن ان تحدث نتيجة هذا التغيير الكبير..!
* ما الاثر الذي يمكن ان يحدثه هذا التغيير في جسم السد بالنسبة للتشغيل وزيادة نسبة الاطماء في البحيرة؟ وما اثره على الارض؟ بل وما اثره على الانسان الذي بنى من اجله هذا السد..؟
* ما هو الاثر البيئي لهذه الزيادة في حجم المياه المخزنة؟
* كل هذه الدراسات لم تتم بل ان الدراسات التي ذكرت جارية حتى اليوم ولم تخرج نتائج يبنى عليها رفع السد الى المنسوب 300 م..!
* لم تكتمل الدراسات والقرار اتخذ بالتعلية.. والمواطنون يقتلون بالرصاص..!
* والاستشاري الذي طلب منه اجراء دراسة فنية واقتصادية تحدد المساحات التي يمكن ريها من التخزين الاضافي قام بعمليات مسح «GIS» للمساحة من موقع السد الى مدينة دنقلا «400 كلم» ولبعد 25 كيلو متراً شرق النيل و75 كيلو متراً غرب النيل.
* الخبراء اوصوا بحصر المسح الجوي «GIS» في حدود 10 كيلو مترات على ضفتي النيل..!
* كانت نتيجة دراسة الاستشاري ان ليس هناك اراض يمكن زرعها غير تلك المحددة في الدراسات السابقة وهذا طابق رأي الخبراء المحليين. ورغم ذلك تم القرار بتعلية السد الى منسوب 300 متر..!
* كل هذا تم دون اعتبار لكمية المياه التي ستحتاجها المساحات الجديدة للري هل يا ترى تم هذا الامر بموافقة وزارة الري وهي المسؤولة الاولى والاخيرة عن نصيب السودان من مياه النيل..!
* ووزارة الري فيها من الخبراء في مجال المياه يمثلون مراجع عالمية في هذا المجال وعلى رأسها الوزير الخبير العالم كمال علي.. في اعتقادي انها لم تستشر والله اعلم..!
* ان كانت هناك تعلية فان الاولوية لتعلية خزان الرصيرص وهذه فيما لمست من اولى اولويات وزارة الري التي تشكو لطوب الارض لعدم التمويل.. وامر التعلية هذا يثير الارق صباح مساء في وزارة الري من اعلى مراتبها الى ادناها..!
* الاراضي الصالحة للزراعة على جانبي النيل كان يمكن تجميعها في مجمعات زراعية تروى كل منها من موقع واحد للمضخات. بدلاً عن هذا وبدافع العزة بالاثم وليس اعتمادا على علم او دراسة فنية واقتصادية تقرر حفر قناتين على ضفتي النيل احداها بطول 400 كيلو متر والثانية بطول 150 كيلو متراً تبطنان بالخرسانة المسلحة وبتصميم يختلف تماماً عن تلك التي تم تصميمها.. علما بان الجميع يعرف نوعية التربة في المنطقة والاثر المدمر للزحف الصحراوي مما يسبب مشاكل ري وفاقد مياه كبير..!
* وبناء عليه فقد تم تحديد مليون فدان يمكن ريها اذا تمت الاستفادة من نظم الري المختلفة والدراسات في طورها النهائي بهذا الخصوص..!
* كم هي تكلفة اصلاح وتجهيز مليون فدان مبعثرة هنا وهناك على امتداد 400 كيلو متر..!
* اين مبدأ التوسع الرأسي الذي انتهجه المؤتمر الاقتصادي اوائل التسعينات وتبنته وزارة الزراعة..؟
* القوة العاملة، الري والادارة، كم الحاجة من كل هذه العوامل..!
* وهل هذا يسير في توجه الخطة العامة للدولة في استغلال الموارد الطبيعية والمالية..!
* تقول الدراسات ان سكان الولاية الشمالية يقدرون بـ 500 الف اسرة من بين هذه توجد حوالى 200 الف اسرة نازحة. وما يمكن تعميره على نطاق السودان كله حوالى 150 الف فدان بما في ذلك القطاع الخاص المحلي بمعني آخر ان ما تم تخصيصه للاستثمار 850 الف فدان وهو ما خصص للاستثمار الاجنبي والمحلي..!
* وعلى بعد مئات الكيلو مترات شمالا قام مشروع توشكي في مصر وقد تم تعمير 300 الف فدان. والذي حدث ان مصر برغم خبرتها الثرة في مجال الاستثمار وعلاقاتها الاكثر انفتاحاً مع المستثمرين عجزت عن استقطابهم.. فكيف الحال يا ترى سيكون في السودان..!
* كم هي تكلفة تعمير مليون فدان في الصحراء..! وما هي تكلفة البنيات الاساسية لجعلها جاذبة للمستثمر الاجنبي..!
* وأمر آخر في غاية الاهمية هو ما حجم نسبة التبخر التي ستخصم من نصيبنا بعد هذه التعلية..؟ ان نصيب السودان بعد ان ضم الينا خزان جبل اولياء وتعلية مروي سيذهب في عمليات البخر التي يتم خصمها.. ونحن لا نستفيد الى الآن من خزان جبل اولياء ولن نستفيد من تعلية مروي.. الا اذا كانت الكميات التي ستخصم منا بسبب البخر تعتبر فائدة..!
* يا اهل القرار ان التعلية المطلوبة هي تعلية الرصيرص ما لكم كيف تخططون..؟
* وما أمرك الا لله يا أمري..!
|
|
|
|
|
|
|
|
|