|
|
 Re: انتقال الحرب داخل السودان مثل انتقال انفلونزا الطيور (Re: الكيك)
|
الصحافة
صـــــــراع الأرض والحيـــــــاة
أمري..............القوة حتى الموت
تقرير :عارف الصاوي
انها الحرب ما لم تدركوا الامر؟هكذا نطقها الاهالي في امري وهم يواجهون الشرطة التي تريد ان تتم عمليات الاحصاء في المنطقة تمهيدا لترحيل الاهالي بموجب قيام سد مروي ، وهكذا تجددت الاشتباكات ليومين بين الاهالي الرافضين لعمليات الترحيل وبين الشرطة التي يبدو انها تلقت تعليمات صارمة بردع المتصدين لعملية الاحصاء ، وقد علمت ««الصحافة»» ان اليومين الماضيين شهدا اعمال شغب وعنف احرق فيها المواطنون مكاتب موظفي الاحصاء وعربات تابعة لادارة السد ، .ودوافع المواطنين الرافضين ترحيلهم من منطقتهم (امري)التي تقع في الحدود الجنوبية للولاية الشمالية وجنوب محلية مروي قرار بنقلهم الي منطقة امري الجديدة التي تقع في وادي المقدم ووادي الجديان في محلية كورتي حيث يقع المشروع في الضفة الغربية للنيل من محلية مروي علي بعد 35 كيلومتر جنوب غرب مدينة مروي . حسب عثمان المقدوم احد اهالي منطقة المناصير المتأثرين الاخرين من قيام السد انهم سبق وطالبوا ادارة سد مروي بقيام مسوحات من قبل خبراء لتحديد صلاحية المنطقة التي سيذهبون اليها ، اي امري الجديدة .
والمفارقة ان المواطنين منذ عمليات المسح الاولية للمشروع ظلوا في حالة اشتباك مع الدولة ، مبدين بعض الاعتراضات لقيام المشروع ، ومنذ نحو اكثر من اربعة اعوام اصبح سد مروي حقيقة ماثلة واوكلت الدولة امر ادارته الي احد اكثر شباب الاسلاميين نفوذا وهو اسامة عبدالله وزير الدولة بوزارة الري حاليا ، واسامة ما بين عمله في المنظمات الطلابية وحتي سد مروي مر بكثير من المراحل بالطبع من بينها ان رأسه اشتعل شيبا في وقت وجيز، وواضح ان الدولة رغما عن كل الاعتبارات تريد ان يقوم السد .
وكون مشروع السد هو اساسا مشروع لتوليد الطاقة الكهربائية بحجم 1250 ميغاواط (ضعف ما ينتجه السودان حاليا )الا ان اكثر من مشكلة كانت تواجه الحكومة وادارة السد منذ بداية المشروع ، واكثر المشاكل قلقا هي كيفية اقناع المواطنين المتأثرين من قيام السد ، والذين يجب ترحيلهم الي مناطق بعيدة عن المناطق التي ستغمرها بحيرة السد .
وتقول ادارة السد في ورقة لها عن عملية اعادة التوطين منشورة علي موقعها الاليكتروني (انه يجب توطين المتأثرين في بيئة شبيهة لبيئتهم والحفاظ علي ممارسة المتأثر لنفس نشاطه المهني في البيئة الجديدة ، هذه هي موجهات ادارة السد نفسها لترحيل المواطنين ، لكن بالمقابل امر اخر ربما يجعل التعقيد يكتنف المسألة فهناك امر جمهوري (امر رقم 2 صادر 2003 ) يعطي مفوض الشئون الاجتماعية والبيئية بادارة السد حق اختيار موقع اعادة التوطين ، وهذا يجعل ان اراء مواطني الحامداب وامري والمناصير الذين تحدث مجموعة منهم مع «الصحافة» حول قيام ادارة السد بكثير من الاجراءات دون مشاورتهم تبدو نقطة الانفجار الحقيقية ، وبالمقابل فان ادارة السد في ذات الورقة المنشورة علي موقعها الاليكتروني(حاولنا الاتصال بادارة السد لكن مسؤولين فيه رفضوا التعليق عن الامر )مما جعلنا نلجأ الي اوراق السد المنشورة لمعرفة استراتيجية الدولة في المنطقة ، عموما تري الورقة انها رغم التفويض الممنوح للمفوض الا ان ادارة السد رأت ان تشارك المواطنين في عمليات اختيار المناطق التي يفترض ان يرحلوا لها .
ومع ان مشكلة الصدام بين المواطنين والمتأثرين وبين ادارة السد في التعويضات واعادة التوطين قديمة الا ان المفاجئ في الامر انفجار الوضع في منطقة امري، التي تعتبرها ادارة السد ثاني منطقة متأثرة بقيام السد بعد منطقة الحامداب والذي حدث في امري تلقيناه علي نحو مفاجئ .
فحسب خطة ادارة السد فان عمليات اعادة التوطين يجب ان تسبقها عمليات احصاء لحصر المواطنين وممتلكاتهم تمهيدا لنقلهم الي المناطق الجديدة ، وبما ان عمليات النقل لن تتم في عدم موافقة المواطنين (هذا من الناحية المنطقية )، يقول عثمان المقدوم وهو احد قيادات تجمع اهالي المتأثرين ان مطالبات اهل امري كانت محصورة فقط في تكوين لجنة من الخبراء للنظر في المناطق الجديدة التي حددتها ادارة السد لترحيل المواطنين اليها واذا ما كانت صالحة وتتوافق بيئيا واجتماعيا واقتصاديا مع المواطنين ، والغريب في الامر ان دراسة مشروع سد مروي اكدت علي هذه النقطة في دراستها المنشورة علي موقعهم الاليكتروني ، وعندما اتصلت بالدكتور عادل بابكر المستشار الفني للمناصير عن مشكلة المنطقة ، قال ان هناك شائعات يجب علي ادارة السد التعامل معها بهدوء ، ومن ضمن هذه الشائعات ان المنطقة الجديدة التي رفض اهالي امري الرحيل اليها تدور حولها الكثير من الشائعات ، وما لم يحصل المواطنون علي تطمينات اكثر فانهم سيظلون في حالة مصادمات مستمرة .
وهذه النقطة الجدلية دفعت المواطنين الي اعتراض عمل لجنة الاحصاء ، واحرقوا السيارات مما دفع الشرطة الي استعمال القوة لوقف عمليات الشغب ، والنتيجة وفاة ثلاثة مواطنين ، واصابة اخرين بجروح بالغة ، حسب بيان الشرطة امس الاول .
وتجددت المواجهات امس ايضا ، علمت «الصحافة» ان اثنين لقيا حتفهما ، وما زالت عمليات العنف مستمرة مع اصرار ادارة السد علي ترحيل المواطنين ، الامر الذى يرفضونه بشدة.
والسؤال هو: ما هي احتمالات ان يستمر النزاع ويتحول المواطنون الي قوة مواجهة مع الدولة في منطقة الحمداب ، خصوصا وان معلومات تحصلت عليها «الصحافة» تشير الي محاولات بعض شباب المنطقة تكوين قوة عسكرية ، وان جزءاً منهم تلقي دورات تدريبية قتالية بمعاونة دولة جارة ومع بعض الحركات المسلحة الموجودة اصلا .
وفي حال هذه المعلومات المتضاربة فان مراقبين للوضع في الاقليم لا يستبعدون اياد ذات اجندة سياسية في الصراع ، ففضلا عن اهمال المحاولة التي ابتدرها بعض اهالي المنطقة بالسير في اتجاه القضاء وتسليم القضية الي المحامي كمال الجزولي ، الا ان بعضا منهم رأى افضلية السير في القضية باتجاه التصعيد السياسي ، وحسب الجزولي الذي لم يعد يتابع القضية بصفة قانونية رسمية ، فان ملف القضية فيه كثير من المسوغات القانونية التي كانت ستجعل الاهالي في وضع افضل .
لكن ، سارت القضية في اتجاه اخر انتهي وبدأ في نفس الوقت بالتصعيد والمواجهات في منطقة امري ، وفي اتجاه ما بعد الازمة سافر الي امري وفد من السد ، وارسلت الحركة الشعبية وفدا برئاسة مدثر محمد احمد وزير الخدمة العامة في الولاية الشمالية وهو متواجد هناك الان لبحثها .
ويقول احد قيادات الحركة الشعبية باقليم النوبة العقيد محجوب ناصر ان وفدا من الحركة الشعبية متواجد الان بمنطقة امري وسيرفع تقريرا لقيادة القطاع الشمالي تشمل رؤية للحل ، غير ان المعلومات التي لدينا تقول ان سد مروي لديه ادارة لا تتردد كثيرا في تنفيذ خططها ، فكيف تفكر ادارة السد الان في معالجة الامر ؟ .
حاولنا ان نفهم ، لكن جاءنا الرد من احد المسؤولين في ادارة الاعلام(لا نود التعليق علي امر حساس كهذا)، ثم طفق يحدثنا عن خططهم لملاحقة مروجي الشائعات ، حسب تعبيره .
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
الكيك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست