|
Re: بات المواطن العادي في حيرة من أمره : ( تفاهمات المشير البشير والإمام الصادق تحت المجهر!!) (Re: بكري الصايغ)
|
الربح والخسارة في حوار الرئيس البشير والإمام الصادق!! __________________________________________________
جميع الحقوق © 2006 لصجيفة ( السودانى ).
العدد رقم: 839 2008-03-13 عادل عبده قد يكون عصياً على المراقب التقاط معدلات الربح والخسارة في الحوار الممتد بين الرئيس البشير والإمام الصادق المهدي الذي لم تنتهِ حلقاته حتى الآن ليس لأن التفاهمات بين الخصمين اللدودين مازالت في مرحلة البداية بل لأن فاتورة التقاء المؤتمر الوطني وحزب الأمة القومي في مظلة مشتركة عند إزالة الخلافات والتباعد بينهما بشكل نهائي قد تكون باهظة الثمن ومكلفة الى حد بعيد للطرفين يتجاوز الفضاءات القديمة.
كيف يرتكز المؤتمر الوطني على الصيغة الشمولية واستخدام عنصر المال وأدواته في إدارة الحكم وهو يريد مشروعاً وفاقياً ديكورياً يضمن له الاستقرار وغياب الصوت المعارض ويجعله قابضاً على تلابيب الساحة السودانية بينما ينطلق حزب الأمة القومي من إرث الديمقراطية والمدرسة الانفتاحية والتلهف للسلطة الشرعية التي سرقت بليل!
فالمؤتمر الوطني عينه على الأعاصير والخطوب التي تحيط بسلطانه لكنه لا يريد إعطاء الثاني الأوراق التي قد تبدل أوضاع جبروته تحت مسمى الحكومة القومية الحقيقية أو صيغة أخرى ومن جانبه يريد حزب الأمة قلب الطاولة هذه المرة بعد ان أخفق في حوارات كثيرة مع الأول وهو يضع أمامه مآلات البوار إذا أفرط في ثوابت التحول الديمقراطي وبرنامج الشفافية باعتبار ان تلك المفاهيم تمثل بضاعته وخطه الأيديوجي.
قضية الحوار تبدو معقدة حيث ان ثوابت حزب الأمة لا تكاد تكون مقبولة على إطلاقها في باحة المؤتمر الوطني وبراعة الطرفين في المناورة السياسية تجعل نتائج الحوار بطيئة ورغبة كليهما في تجاوز الحواجز الموجودة بينهما تتطلب تقديم التنازلات المشتركة.
إذن كيف تنداح الصيغة المطلوبة وتتأطر الأفكار التي تخلق التجانس بين الغريمين فالوطن يئن من الجراح والملفات المتشابكة في ثنايا كناناتهما لا تخطئها العين فالثابت ان أصول اللعبة السياسية لا تعرف العداوة الدائمة ولا تحجب وصول الفرقاء الى صيغة محددة في إطار رسم خريطة توازن المصالح السياسية المبنية على الواقعية والبرغماتية فالمؤتمر الوطني بأمواله وسلطانه وحزب الأمة بقواعده وحسه التاريخي يكونان ناتجاً ومردوداً غنياً بالمؤثرات والمزايا.
لكن مثل هذا المردود الى أين يتجه وكيف تحدد مساراته.. هل في سياق تجفيف منابع الشمولية واستعادة الديمقراطية أم عكس ذلك؟!
حتى الآن مازال حزب الأمة متمسكاً برؤيته المعهودة وهاهو الدكتور عبد النبي علي أحمد يؤكد أن الحوار الجاري مع المؤتمر الوطني لا يشمل المشاركة في السلطة في الوقت الحالي (جريدة صوت الأمة 14/1/2008م) وعلى زاوية أخرى يصف الإمام الصادق المؤتمر الوطني بأنه قوة اجتماعية وله مقدرات وانه صار موديل 2008 بعد ان اقتنع بالتعددية واتاح هامشاً من الحريات للقوى السياسية (آخر لحظة 9/1/2008م) وعلى سياق ذي صلة يظهر موضوع التحاق بشرى نجل الإمام الصادق بجهاز الأمن والمخابرات دون ان تكذب أجهزة حزب الأمة المعلومة (تقرير بالرأي العام 13/1/2008م) من خلال هذه المعطيات قد يبدو مشهد الحوار بين المؤتمر الوطني والامة القومي مشحوناً بالتناقضات والأعمال غير المتوقعة لكنه في ذات الوقت يؤطر الى تعميق فلسفة خلق المواءمة والتناغم بين مطلوبات الفكرة والمبدأ وسلطان الواقع والفرضيات الحسية بحيث لا تظهر المحصلة خصماً على المبادئ العامة.
وقد يرى البعض ان الإمام الصادق قد حدد لنفسه هدفاً غير منطقي عندما كال المدح والثناء على المؤتمر الوطني على نطاق محدد لكن الإمام بالعين الأخرى لا يغيب عن باله أنه مازال حزباً انغلاقياً لا يفتح النافذة إلا حين يفكر في إخراج الهواء الساخن من الغرفة ولا يوزع الابتسامات من دون ان تكون محسوبة في اطار مصيدة منصوبة على خصومه.
معدلات الربح والخسارة في حوار الرئيس البشير والإمام الصادق يكون الحكم عليها استعجالاً للنتائج فهي تكتظ بالمفاجآت والاشياء المكتومة مثل ما ذكر الإمام الصادق غير انها تحرك الخيال والاستقراء في إطار قراءة حالة من يكسب ومن يخسر ومن الذي يتنازل للآخر هل يستطيع الطرفان إكمال الشوط الى نهايته قد يكون التحاق بشرى الصادق بجهاز الأمن والمخابرات مشاركة بالتقسيط وقد يكون الأمر شأناً عادياً يخصه وحده مثلما ذكرت الدكتورة مريم الصادق (الرأي العام بتاريخ 13/1/2008م) وقد لا يقبل المؤتمر الوطني بالمطلوبات التي يتعذر على حزب الأمة التخلي عنها فينهار المشروع وربما يتوصل الطرفان الى منطقة وسطى تتناسب مع الواقعية والمبدئية.
|
|
|
|
|
|
|
|
|