|
بات المواطن العادي في حيرة من أمره : ( تفاهمات المشير البشير والإمام الصادق تحت المجهر!!)
|
تفاهمات المشير البشير والإمام الصادق تحت المجهر!! ___________________________________________
جميع الحقوق © 2006 لصجيفة ( السودانى ).
العدد رقم: 839 2008-03-13 عادل عبده: بات المواطن العادي في حيرة من أمره وهو يحاول ملامسة ما وراء التفاهمات الجارية بين المؤتمر الوطني وحزب الأمة القومي وفهم المواطن العادي يؤخذ دائماً كمقياس طبيعي للادراك الذي يتسم بالحيدة والنزاهة في تقييم الأمور فالثابت ان غالبية الأحزاب السياسية والكتاب الصحفيين والمهتمين بالشأن العام على مختلف مشاربهم وإنتماءاتهم الايدلوجية قد ساهموا بتفسيراتهم المتباينة واطروحاتهم المتقاطعة لحقيقة مردود الحوار بين الرئيس البشير والإمام الصادق المهدي في زيادة حيرة المواطن العادي.
فالحزب الشيوعي السوداني قد أوضح على لسان القيادي سليمان حامد عن رفضهم لاي إتفاق يوقع بين الأمة والوطني دون التواضع على رؤية موحدة مع حلفائه من القوى السياسية ( الرأي العام 10/3/2008م) بينما يعتبر الحزب الشعبي على لسان الدكتور الترابي بأن ما يجري بين الأمة والوطني لا ينطبق عليه وصف التحالف لإنه لم يقم الا بين يدي الانتخابات وأن الإمام الصادق لم يبلغهم نتائج حواره مع الوطني (الأحداث 10/3/2008م) على صعيد متصل أبدى الكاتب الصحفي الدكتور حيدر إبراهيم نظرة تشاؤمية محفوفة بشئ من القنوط حول جدوى مشروع التفاهمات بين المؤتمر الوطني وحزب الأمة وخلاصة اللقاءات بين الطرفين ومارس الدكتور حيدر نوعاً من النقد الصارخ بالتركيز على تناقضات الإمام الصادق من منظوره فضلاً عن محاولة اختفاء عنصر التأثير وابراز النماذج التاريخية حتى توصف وجهة نظره بالفجاجة السياسية (الصحافة 8/3/2008م).
اما الاستاذ عبدالرحمن الأمين مدير تحرير صحيفة السوداني فقد انطلق من ارضية البعد الوطني وهو يتناول مشروع التفاهمات بين الوطني والأمة من زواية تقريظ خطوة الإمام الصادق في إطار التسلسل المنطقي لما وراء الفكرة وجمع عبدالرحمن في منطلقاته بين أرضيات مطلوبات الواقعية السياسية والتخوف من تقديرات إبتزال المشروع (السوداني 6/3/2008م).
يرى الدكتور حيدر إبراهيم بأن الإمام الصادق قد أعطى الانقاذيين شهادة حكم ديمقراطي بالتمام وهو يصك كلمات وإصطلاحات رنانة فقد أطلق على مرحلة مقاومته الأولى لهؤلاء الجماعة بالمخاشنة حتى وصل إلى المرحلة الثالثة وهي التراضي الوطني بعد علاوة بحسب تعبيره ويؤكد الدكتور حيدر بأن المؤتمر الوطني مازال حتى الآن يمارس القمع والمنع وملاحقة الصحف والصحفيين لكن بأساليب جديدة وناعمة لكنها تؤدي لذات الهدف ويضيف الكاتب بأن أي عاقل لا يقف ضد التراضي وجمع الصف الوطني ولكن تحت اي شروط وما هو الهدف من التراضي وهل هو من أجل الوطن أم من أجل السلطة ويسترسل الدكتور حيدر بأن الانقاذ اتصفت بنقض العهود والاتفاقيات عندها لاتساوي الحبر أو الورق المكتوب والصادق المهدي هو صاحب جيبوتي الذي اتى بالفيل من صيده المظفر لكنه لم يتعظ بتجربته ولا تجربة نيفاشا وابوجا.
ويذكر الدكتور حيدر بأن الإمام الصادق لم ينجح في أهم ابتلاءت وامتحانات تتعلق بالموقف العملي حيال الديمقراطية وهم تأييد حل الحزب الشيوعي ودخول الاتحاد الاشتراكي في مايو ثم الادهى حين خاطب قادة الانقاذ بعد أيام من الانقلاب بأنهم يملكون القوة وهو يمتلك الشرعية حتى يصل الكاتب بأن الكثير من القرائن توحي بأن الإمام كان على علم بانقلاب 30 يونيو 1989م من أجهزته الأمنية لكنه لم يتحرك لحماية الديمقراطية لحسابات معينة لذلك ترك الانقلاب يمر.
وفي رؤية مغايرة يشير الاستاذ عبدالرحمن الأمين بأن حزب الأمة القومي عندما اختار المفاوضات مع المؤتمر الوطني فإن ذلك جاء من زاوية ادراك الخطوب والمهددات التي تحيط بالوطن قبل ان تلج بالسودان وأهله مرحلة انفراط العقد وتناثر حباته حينها لات ساعة مندم ويرى عبدالرحمن بأن اختيار الإمام الصادق للدخول في الحكم عن طريق الصيغة الديمقراطية هو تأكيد لصدق التوجه القومي لحزب الأمة الداعي لعدم الاقصاء والاستئثار والاتفاق على توجه يجمع ولا يفرق ويستطرد عبدالرحمن في اشاراته بأن حزب الامام كان هو الحزب الوحيد الذي اتيحت امامه كل الفرص وجرت معه كل المحاولات وانعقدت معه المفاوضات لأجل ان ينخرط مشاركاً وان يقبل على الانقاذ مباركاً لكن الإمام دوماً يؤكد بأن الحزب لن يقبل ان يكون تابعاً ولامردوفاً وان الذبيحة قادمة فلماذا ترضى بما دونها بخلاف الآخرين الذين وسم فعلهم السياسي بالهرولة والتعلق بالبرق الخلب واللهاث خلف المناصب وبرقها والسلطة وسحرها فإن حزب الأمة اثبت ان سحر السلطة لم يغره ويريق ذهب المعز لم يطمعه.
غض النظر عن اختلاف الرؤيتين والمبررات التي ساقها الاستاذان حيدر إبراهيم وعبدالرحمن الأمين لجهة الابحار في موضوع التفاهمات بين الوطني والأمة فإن خلق التجانس بين الغريمين اللدودين صار يمثل نقطة ارتكاز وعلامة فارقة لها مابعدها على الساحة حيث يتوكأ المؤتمر الوطني على المال والسلطة ويرتكز حزب الأمة القومي على البعد الجماهيري وحسه التاريخي.
ولا يعرف أحد ما اذا كان الحوار يحمل في طياته صيغة تحالفية في إطار ورقة حمدي وطموحات الإمام الصادق ام ان المشروع المشترك يؤطر إلى رؤية تنسيقية بين حزبين ينهل كل منهما من ينبوع واحد!!.
|
|
|
|
|
|
|
|
|