|
Re: أوْجَـاعٌ تَحْـتَ سَـرَابـيـلِ الخَـاصِـرَة ... !!! . ( رِوَايَـة ). (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)
|
- الفصْـــلُ الـثـَّــاني -
* * *
- بِتْ حيمُورْ تُنادي ابْنَها الطَّيِّبْ : " هَا جَنَا الطَّيِّبْ " وتسألُ نفسَها مُسْتَفْسِرَةً : " الجَنَا ابْ كِليواتْ دا يا رَبِّي مَشَى وينْ في هَوايْدَ الليلْ دا ؟ "
.. الطَّيِّبُ في السَّـابعةِ والعشرينَ مِنْ عُمْرِهِ ، يَبْدُو وَسِيمَاً لوْ لا تجاعيدُ الزَّمَنِ التي جعـلَتْهُ وكأنَّهُ ابْنُ الخمسينَ مِنْ العُمْرْ ، تَخَرَّجَ في كليَّةِ الآدابَ ولمْ يجدْ عَمَلاً يَسْنُدُ بهِ ظَهْرَ والدتِهِ ، لكنَّهُ فضَّلَ أنْ يَعْمَلَ إسْكَافاً للأحذيةِ والتي تَدُرُّ لهُ مَبْلَغَاً يجعلُ والدتَهُ تَفرحُ حيناً وتغضبُ أحيانَـا ..
.. بِتْ حيمور امرأةٌ رائعةُ الدَّواخلِ وشاهِقَةُ البساطةِ ، كُلُّ هَمِّها أنْ يعيشَ أبناؤُها الثَّلاثةُ في سِترِ مِنْ الحَـالْ ، وأنْ تكونَ بعيدةً عنْ شَغَبِ الحياةِ وضوْضائِها ، لمْ تلْقَ نصيباً مِنْ التَّعليمِ ، ولشدَّةِ بساطَتِها وطيبتِها كانَ شرقُ الكلامِ عندَها غَرْبُ ، لا يستطيع أحدُ الجالسينَ ثنيَها عنْ جادَّةِ حديثِها عندمَا تلتَقِطُ أطرافَ مَوْضُوعٍ مَا دونَ أنْ تتبيَّنَ معالمَهُ جيِّداً ،
- " يُمَّة أنا هِنَا دايرة حاجَة " - " الحاجَة التَّحِيجَكْ ، مَعَـاكْ مِنُوا آجَنَا " - " معايْ أُسامة صاحبي " ..
.. جلسَ الطَّيِّبُ وصديقُهْ على عناقريبِ البيْتِ ، مُتَهَتِّكةِ الوِثَارْ ، وقد قاربتْ مؤخِّرتَاهُمَا ملامَسَةَ الأرْضِ ، لكنَّهما تعوَّدا على ذلك ، وبدءَا يتناقشانِ عنْ حافظَ إبراهيم شاعرِ النِّيلْ ، ومَا إنْ سَمِعتْ بتْ حيمور باسم حافظ فَبدأتْ تتحدَّثُ :
- " حافظْ ود عَجَبَتْ واللهِ مافي أحسَنْ مِِنُّو ، أكَّان شُفْتو كيفْ بِسَاعِدْ أمُّو ، وبِجيبْ لَيها المِلاياتْ واللهِ النِّسْوانْ إعَقْرَنْ عليهُو ... " ،
واسترسلتْ تُعَدِّدُ محاسنَهُ التي تعلمها عنهْ غيرَ آبِهةٍ للطَّيِّبِ الذي أرادَ أنْ يُصَحِّحَ لها فهمَها بأنَّهم يتحدَّثُونَ عَنْ حافِظَ آخَرَ ..
هَكَذا هيَ بِتْ حيمُور شَرْقُ الكلامِ عندَها غربُ ، امرأةٌ نادرةُ الوُجودِ ذاتَ صوتٍ جَهُورٍ وضخمٍ ، لكنَّها امرأةٌ غَيْمَة ، مُتراميةُ الأطرافِ طِيبَةً ، وبسيطةٌ كسريانِ الماءِ ، تَسْحَرُكَ عفويَّتُها ، تُرَمِّمُ في النَّاسِ حائطَ البراءةِ المُتَهَدِّمَ ، وتتزَيَّ النَّقَاءَ ثَوْبَاً ، تَحْفَظُ أجزاءً من الدّوبيتْ ، تَقُولُهُ على طريقتِها ، تَرَكَتِ الحديثَ عنْ " حافظَ ودْ عَجَبَتْ " وابتدأتْ تُنْشِدُ :
بِعَجِبْني الحُرْ المَا بِنْسَى عَرْضُو .. وبِعَجِبْني العِتابْ الأهلو بِرْضُو .. وبوجِعْني الدُّونْ إنْ طَنْطَنْ بَرْضُو .. مَالُنْ القُصَارْ أكَّانْ طالو وعِرْضُوا .. مَا تَرا الصَّقَّارْ فوقْ الرَّمَّامْ بِعَرْضُو ..
...
وبَدَأَ النُّعاسُ يَدِبُّ في جِسْمِهَا دَبيباً وبدأَ شَخِِيرُها يتَعَالَى شيئاً فشيئاً حتَّى صَارَ مُدَويَّـاً ودَخَلَتْ في سُباتٍ عَميقٍ جدَّا وشَفَتَـاها بِصُحْبَةِ سَفَّـةِ تُمْبَاكٍ عَجيبة ..
...
تُـبُـوعَـــاً ...
* * *
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أوْجَـاعٌ تَحْـتَ سَـرَابـيـلِ الخَـاصِـرَة ... !!! . ( رِوَايَـة ). | محمَّد زين الشفيع أحمد | 02-23-08, 09:25 AM |
Re: أوْجَـاعٌ تَحْـتَ سَـرَابـيـلِ الخَـاصِـرَة ... !!! . ( رِوَايَـة ). | ابو جهينة | 02-23-08, 09:27 AM |
Re: أوْجَـاعٌ تَحْـتَ سَـرَابـيـلِ الخَـاصِـرَة ... !!! . ( رِوَايَـة ). | هاشم أحمد خلف الله | 02-23-08, 09:35 AM |
Re: أوْجَـاعٌ تَحْـتَ سَـرَابـيـلِ الخَـاصِـرَة ... !!! . ( رِوَايَـة ). | محمَّد زين الشفيع أحمد | 02-23-08, 10:02 AM |
Re: أوْجَـاعٌ تَحْـتَ سَـرَابـيـلِ الخَـاصِـرَة ... !!! . ( رِوَايَـة ). | محمَّد زين الشفيع أحمد | 02-23-08, 01:30 PM |
Re: أوْجَـاعٌ تَحْـتَ سَـرَابـيـلِ الخَـاصِـرَة ... !!! . ( رِوَايَـة ). | محمَّد زين الشفيع أحمد | 02-23-08, 01:37 PM |
Re: أوْجَـاعٌ تَحْـتَ سَـرَابـيـلِ الخَـاصِـرَة ... !!! . ( رِوَايَـة ). | محمَّد زين الشفيع أحمد | 02-24-08, 07:35 AM |
Re: أوْجَـاعٌ تَحْـتَ سَـرَابـيـلِ الخَـاصِـرَة ... !!! . ( رِوَايَـة ). | محمَّد زين الشفيع أحمد | 02-26-08, 05:05 AM |
Re: أوْجَـاعٌ تَحْـتَ سَـرَابـيـلِ الخَـاصِـرَة ... !!! . ( رِوَايَـة ). | محمَّد زين الشفيع أحمد | 03-07-08, 01:27 PM |
Re: أوْجَـاعٌ تَحْـتَ سَـرَابـيـلِ الخَـاصِـرَة ... !!! . ( رِوَايَـة ). | Osman Musa | 03-07-08, 03:36 PM |
|
|
|