|
مرتضى الغالي:لن تكتمل التوبة إذا لم يكتمل الإعتراف بالخطيئة
|
مسألة
مرتضي الغالي كُتب في: 2008-02-07
لن تكتمل التوبة إذا لم يكتمل الإعتراف بالخطيئة فتلك مهمة وواجب من يريد إعلان التوبة من اعضاء الجماعة التي جاءتنا في ذلك الصباح الأغبر الذي انفتحت فيه الشرور من (صندوق بندورا) فلم تهرب الشرور وحدها وإنما هرب معها (الأمل) الذي حاولت الأسطورة ان تغلق عليه الصندوق في آخر لحظة ..! ذلك الصباح الذي حاطته العتمة من كل حواشية وفارق فيه السودان آخر مظاهر العقلانية والمؤسسية وفقد فيه آخر رشفة من قوارير إحترام كرامة الانسان وآدميته وحريته بعد ان تم الانقضاض على الحياة العامة بقوة السلاح وبخديعة الأمة ومؤسساتها بالتمويه عن (طبيعة القادمين) فكانت بداية عهد قداسة الذوات البشرية وإفتراس الآخرين بغير رحمة في حياتهم ومعيشتهم ووظائفهم ووضعهم في مرتبة السوام واستجلاب(المرتاحين) من مهاجرهم الوادعة التي كانوا مشغولين فيها بحصد الدولارات والريالات ثم تركيبهم على وظائف المطرودين بغير جريرة وفتح الخزانة لهم بدون عيار حتى يكون ما يجدونه من الريع العام أعلى من (قروش الغربة) ومن أجل اكتمال ذلك أزالوا لهم كل المعوقات التي تمنع هذا الاندياح فذهب النقل الميكانيكي إلى (رياح العدم) متبوعاً بالمخازن والمهمات والاشغال وتمت الاحاطة بالأجهزة الرقابية والمؤسسات العدلية (إحاطة السوار بالمعصم) وتم تلجيم الخدمة المدنية حتى تقطع (الفرفرة) فلا يقفز في ساحاتها إلا (فرسان المائدة المستديرة) وبقية القصة معلومة ومستكنَّة في حشا كل سوداني فقد المساواة والصحة والرعاية ودخل الى المجاهل أو طرد من السوق أو فقد أولاده وبناته في محرقة الفاقة أو فقد وظيفته (بغير سبوبة) إما لأنه ليس من أصدقاء حركتهم أو لأنه لا زال يتمسك بأخلاقيات الانضباط البالية ولا يفهم ضرورة تقديم المواطنة والأمانة وخدمة الناس قرباناً من أجل (المشروع التمكيني العظيم).. !! الذي تحدث عن التوبة من قادة المؤتمر الشعبي قال كثيراً عن خطل ما كان مشتركاً فيه (وهذه حسنة) ولكنه قال إن (انقلاب الانقاذ لم يكن خطأ) وكيف تكون الأخطاء إذا لم يكن هذا الانقلاب هو رأس البلاء وذروة الخطأ ولا تقل لي إنه إنقلاب من أجل الوطن أو بدافع الخوف على المواطنين ..كلا.. إنه غضبة فريق سياسي دللته الديمقراطية وفسحت له الطريق وعندما أقصته الديمقراطية عن مقاعد السلطة بتحالف سياسي مشروع حتى يذوق طعم المعارضة التي تنسجم مع شعاره هي لله لا للسلطة ولا للجاه ذهب في الظلام ليأتى مع الصباح حانقاً من الممارسة الديمقراطية بغير ان يملك الشجاعة ليقول للناس أنا الحركة العظيمة التي تعرفونها والتي تحبونها وقد جئت إليكم على (خيول من حديد) بل طلب من بعض قادته الذهاب الى السجون ولآخرين ان يذهبوا للقصر حتى لا يعرف الناس حقيقة القادمين إلا بعد التمكين الخشن الذي مزق الكثير من صحائف القيم السودانية والانسانية ..! صاحب الإعتذار لم يقل كلمة واحدة عن ضحايا هذا التمكين من ناس وأعراف ومؤسسات وحتى عندما تحدث عن (طريق الانقاذ الغربي) وهو عمل دولة جعل دم الطريق متفرقاً بين قرارات حركتهم الاسلامية وبين حقوق الناس و (شوالات السكر) وقرارات الرئاسة ورغبة السلطة الأعلى في الحكومة ومن غير ان يقول للناس ما علاقة الحركة بقروش المواطنين وخدمات الطرق وأعاد كل القضية من جديد إلى مربع (خلوها مستورة) ..!! ______________________________________________________________ الايام
|
|
|
|
|
|