(الماحي) من مواليد أمدرمان لم أري في الدنيا شخصاً بهذا الهدوء عجيب هو يمشي بأطراف أصابعه خفيفاً حفيفاً (الأغبش) شيخ من الجموعية حريف في (الحريق) ودوماً يكون (قافل) بالرغم من أن فتوحه نادر نادر (بخيت) كباشي الأصل أطهي من تذوقته (شمس الدين) عريبي الحال من الجزيرة وناس وود (ناس) أذال من رأسي كثير مفاهيم خاطئة وبالتالي إحترمته للغاية (عبد الله) هو ولد شيخ الجموعية إبن الأغبش بتاع الكوتشينة أحد أبناء الجزيرة لم يشاركنا سوي بصمته الأنيق لذا كان أول من ذال من ذاكرة الأسماء لكنه باق في الخاطر لايروح
جميعنا سودانين ولا غلو في ذلك ،، نقطن في مدينة واحدة ،،، اليوم دعاني (الماحي) للخروج من هكذا أجواء عمل . عملنا الذي يبدأ بعد شروق الشمس (بشوية) وينتهي قبيل الغروب (بشويتين ) . نسكن أنا و(الماحي) مع بعضنا يفصل بيننا جدار عازل ففتحنا (كوة) صغيرة منه نصبح ونمسي ونواسي ونماسك بعضنا (كالبنيان و أشد) وتلك آية الله في سودانييه . يعزمني علي قهوتي التي أحب ونجلس قبالة تلفزيونه (الواحد وعشرين بوصة) ونتفرج علي البنات الوسيمات ونروح بعيداً متتبعين حال النيل من مصبيه فكتوريا وتانا حتي الدلتا ونتوقف كلما فاجأتنا بلادنا بخبر (من أخبارهم إياهم) . يحكي لي (الماحي) عن أمدرمان وشوارعها فيجيؤني أصدقاء وصديقاتي في تلك النواحي رماز وني بثوريتها العفوية وبلونها البرونزي حد الحد تجيئني (سلمي حسن) بصوتها الكورالي الذي أحب .....(ياسر فينست) أغبشاً وسائراً فوق الرصاص منافحاً (ياسر بدر) عكليتاً وصديقاً ورفيقاً (أحمد كوارث) في أسمي حالات الإنسان ....(قرمبوز) و(سفيان بشير) صحاباً فوق العادة (شفقان شريط -ــ هكذا أناديه فلا يملك سوي أن يبتسم ) سفيان ياهداكم الله ذاك الذي لكم تحملني وأنا أعد ماتيسر من (بنات الأفكار) لمواجهة أزمة عاطفية أوعلاقة عابرة جلست وتكلت في روح الروح ،،،، يحكي لي (الماحي) عن أمدرمان بوجع يخصه ، يحكي عن ودنوباوي والثورات بملحمة لامثيل لها يحكي عنها بلذة ولكأنه لن يعود إليها (كلو كلو) فأواسيه ثم أعود ويعود هو إلي حيث مفترض أن نكون أو (نعود) . ياخ أنسي !!! ومالو ياصديقي الجديد سأنسي وهل يمكن !!! ؟
حين ذهبنا إلي حيث يقيم أصدقاء (الماحي) وجدت السودان جالساً القرفصاء بينهم ، تزكرت وردي إذ (العطبراوي) إذ يقول أيها الناس نحن نفرٍ عمرٌو الأرض حيث ماقطنو ترااااام تتترم وكان أؤلئك القوم عند حسن ظن ال (الأتبراوي) ليته شاهدهم ،،، وجدت حالهم كحال السودانيين (أينما قبلوا) يحملون البلاد بمحبة عميقة بسطاء للغاية أغنياء الروح ، غير أن الأمان الذي ينتابك منذ أن تعبر نواحيهم ربما تظن أنها كانت ستكفي العالم وتملأه أناشيداً وحكايا أحدهم قال وأظنه أكثر المواكبين بأنو ياخوانا ، أتو بالشاي (المقنن) فتذكرت (أمي) ، أتي أحدهم بكيس مليئ بالخضروات فأتاني (أبي) وكلما نظرت في الوجوه وجدتني أستعيد أصدقائي وأهلي فرداً فرداً ، والله حكايتكم عجيبة ياسودانيين شبكتونا ناس شرق آسيا بتشابهو وطلعتم (copy & paste ) زي الترتيب . فاجأني أحدهم وأنا في نشوة التأمل بتعرفوا (الأب غبوش) أيوة ياخ !! هكذا رد (الأغبش) ليجيئه صوت الرجل البركة فيكم .... ثم واصل في توزيع العشرة وكأن لم يكن ،،، اللهم تقبله فهو بين يديك ،، فقد بذل أبانا غبوش ما بذل من أجل شعبه رجعت من هناك وأنا أفكر في حالنا ومآلنا ،،، عدنا من هناك دخلت غرفتي وإتجه (الماحي) نحو غرفته بعد أن ودعني بنصف إبتسامة حاولت أن أنام ،، تناومت وتناومت ولم أستطع نهضت من فراشي أشعلت سجارة مارلبورو ، أعددت كوباً من القهوة شربتها بخيال (مسطول) وأنا أقتفي آثر الدخاخين إلي أين تصعد في هذي الساعة المتأخرة ،،، تذكرت صديقي إذ كان يقول لي دوماً (سفر الدخان بالطاقة) وسفر البن (دق وحريق) تراها أين (ركت) وأين صديقي الآن ،،، عدت مرةً أخري لأمدرمان (لمرزوق) وليالينا الوضيئة زمانئذٍ (مرزوق) لها في البال معزات ومعزات فيها تعلمت الكثير وفيها تعرفت علي أصدقاء جميلين وصديقات جميلات بالحيل . يسرني أن أراهم مرةً أخري لا أدري كيف لي أن أحتضنهم جميعهم لا بد أنني حينها سأغنيهم فرداً فرداً
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
خضر حسين خليل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست