|
ده أنت اللي قابلت الزومة يا جني؟
|
بين قوسين لأول مرة
عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2008-01-24
في مناسبة اجتماعية قابلني شخص منحه الله من (الذوق) بقدر ما منحه من العقل. بعد ان تعرَّف عليَّ قال لي إن كتاباتي (تغيظه)! فكرت ملياً وقلت لو أنني رددت على هذا (الحاقد الأحمق) بقولي: أدام الله غيظكم لما عرفت الدوافع الحقيقية لقوله ذاك وهو أمر تهمني معرفته لذلك فقد تسلحت بقدر من (ضبط النفس) لست أدري من أين جاءني. قلت له عبارات من شاكلة إن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية وقلت له أيضاً لو أن حديثي (يغيظه) فإن نفس الحديث يفرح خلقاً كثيراً! اطمأن الرجل اليَّ ثم عدنا الى ما أكتب. قلت له: ولكن قل لي "هل حقاً يغيظك كل ما أكتب"؟ قال نعم كل ما تكتب يغيظني! شعر أن كلماته تخلو من اللياقة والذوق! شدد على أنه سيكون صريحاً معي كما وعدني بعد أن وافق على مناقشة جميع المسائل معي. أبدى اعجابه (بسعة صدري) مستغرباً أن أكون بتلك الصورة التي كان لم يكن يتصورني عليها! شكرته على اطرائه ذلك وقلت له انني بالفعل أرحب بتلك الصراحة. قلت له يا أخي لا يمكن أن تغيظك كل كتاباتي لأنه ليست كل كتاباتي سياسية وليست كلها (تطبيلاً) للحكومة فأنا كثيراً ما أكتب في مسائل عامة يتفق عليها معظم أبناء السودان وذكرت له أمثلة لأشخاص يقولون لي انهم يختلفون معي سياسياً غير أنهم يداومون على قراءة (بين قوسين) وأنهم يحترمون وجهة نظري. قال لي: هذا هو ما أعنيه! قلت له: ماذا تقصد؟ قال حتى تلك الكتابات التي تقول إنها ليست سياسية وان معظم الناس يتفقون عليها أيضاً تغيظني! قلت له: لقد حيرتني! فكيف يغيظك قول أنت توافق على فحواه؟ قال لي: انني لا أريد أن يصدر ذلك القول (السمح) منك! طبعاً ارتحت كثيراً لقوله ذاك لأنه أثبت (نظريتي) فيه من أنه حاقد وأحمق! قلت له: حسناً وماذا يغيظك أيضاً من كتاباتي؟ قال إن أكثر العبارات (اغاظة) لي هي حديثك عما تسميه (انجازات الانقاذ)! وأنك في كل مرة تذكر واحداً من تلك (الانجازات) تقول إن ذلك الانجاز يحدث (لأول مرة) في تاريخ السودان! بل انه (بلغت بك الجرأة) أن قلت إن كوبري مروي هو حدث يعتبر الأول منذ عهد آدم. هنا توقفت عن الحديث مع الرجل بعد أن اكتشفت عنده صفة ثالثة وهي أنه (مريض)! وهو مرض لا يرجى شفاؤه لأن الانقاذ بالفعل تفعل أشياء لم تحدث منذ عهد آدم فكل المشروعات التي نفذتها تحدث (لأول مرة) كما أنها لم تمنع الذين كانوا قبلها من صنع انجازات حتى أقول (منذ العهد الفلانى) بدلاً من عبارة (من عهد آدم) ثم ان قولي ان انشاء كوبري مروي أنه لم يحدث منذ عهد آدم هو تقرير لحقيقة وليس رأياً (يغيظ) أحداً وماذا تفعل هذه الحكومة إذا كانت قد جاءت ووجدت البلد خراباً؟ وهذا ما جعل أعمالها كلها مما يمكن ان تطلق عليه عبارة (لأول مرة) وبعض تلك الأعمال عادية لكن الذين كانوا قبلها لم يفعلوها وكان قدر الانقاذ أن تقوم بها فالعديد من الطرق مثلاً كان من المفروض أن يتم تعبيدها قبل عشرات السنين ولكن محترفي السياسة والفاشلين قضوا كل الوقت في كلام لا طائل منه وفشلوا في كل شيء (حتى في حماية أنفسهم) وحماية حكمهم من السقوط وعندما (طاف) عليهم طائف الانقاذ بليل صاحوا ان الانقلابيين لم يعطوا الديموقراطية فرصة لتنمو وتطور نفسها.
|
|
|
|
|
|
|
|
|