|
Re: الأستاذ المسرحى بـد رالـدين حسن عـــلى يطرق أبواب سودانيز أون لاين (Re: Mohamed Omer)
|
مسرح الأمس ....مسرح اليوم بمناسبة مرور أربعين عاما على المسرح السوداني الحديث يكتبها من تورنتو : بدرالدين حسن علي [email protected] ذكريات لا تنسى " 2" لا بد من الإشارة إلى أن هذه الذكريات أكتبها و أنشرها للمرة الأولى بناء على رغبة ملحة من عدد كبير من الأصدقاء المسرحيين ، وتلبية لوعد قطعته لأستاذي وخالي الفكي عبدالرحمن في إحدى محادثاتي الهاتفية معه قبل رحيله ويسعدني كثيرا أن تكون صحيفة " الأحداث " أول صحيفة تنشرها بإعتبار " مجانيتها " وحتى يتمكن أكبر قطاع ممكن من الجمهور المسرحي لمطالعتها . وأقول للمتسائلين : لماذا هذا التأخير ؟ ذلك أني ببساطة لا أحب كتابة المذكرات لأنها توحي بدنو القبر ، وأنا على الرغم من أني على مشارف العقد السادس تتملكني أمنية أن أعيش ستة عقود أخرى فقط لكي أشاهد متغيرات المناخ الجغرافي والسياسي والإجتماعي القادمة ، ولعشق داخلي لمزيد من حياة المكابدة والمشقة . إفتتاح المواسم المسرحية للمسرح القومي كان الشاعر الكبير إبراهيم العبادي قد كتب مسرحية " المك نمر " خلال عقد الثلاثينات لتضاف أيضا لمسرحية تاجوج التي كتبها خالد أبو الروس ، وهما مسرحيتان سودانيتان لحما ودما ، ولكن آثر الفكي عبدالرحمن أن يفتتح المواسم المسرحية للمسرح القومي بمسرحية العبادي " المك نمر " حيث قام الفكي بإخراجها ، وهي بالمناسبة المسرحية الأولى التي أخرجها الفكي للمسرح القومي وبعدها أخرج مسرحية " على عينك يا تاجر "ثم توقف عن الإخراج ، ذلك لأنه إنشغل بعدها بإدارة شؤون المسرح ذات نفسه وكانت مهمته دون أدنى شك في غاية الصعوبة والتعقيد ، لأنه وفي غضون فترة وجيزة تنوعت وإزدادت أنشطة المسرح القومي حتى أصبح قبلة لكل سكان العاصمة المثلثة ، فصالة المسرح تمتليء عندما تكون هناك مسرحية كما تمتليء في الحفلات الغنائية بنوعية خاصة من الجمهور يحجزون المقاعد الأمامية تفوح منهم ريحة المسك والعنبر . لماذا " المك نمر " ؟ في إحدى جلسات الغداء سألت الفكي عبدالرحمن : لماذا إخترت مسرحية " المك نمر " كبداية ؟ ألم تكن تاجوج أكثر شهرة منها ؟ قال لي تاجوج قصة حب لا تختلف كثيرا عن روميو وجوليت رائعة شكسبير الخالدة ، ولكني كنت أبحث عن شيء يتعلق بالشخصية السودانية ، بالهوية السودانية فوجدت ذلك في " المك نمر " ، كنت في ذلك الوقت وأنا ما أزال طالبا بالثانوية كتبت مقالا بمجلة الإذاعة والتلفزيون عن مسرحية " المك نمر " وأشرت في صلب المقال على ما أذكر إلى أن العبادي كان في مسرحيته عروبيا مناصرا للقبائل العربية عندما يتحدث عن الهوية السودانية ، بينما الفكي بتدخله في النص المسرحي وإضافة قبيلة الزاندي تمكن من تحويل المسرحية إلى وجهة تعني بكل قبائل السودان " . سنار المحروسة " سنار المحروسة " كانت المسرحية الثانية ضمن موسم " 1967 – 1968 وهي من تأليف وإخراج الطاهر شبيكة ، سليل أسرة شبيكة المعروفة ، ومن الواضح جدا أن إسم المسرحية يعكس ما يود شبيكة طرحه في تلك الفترة ، وقد كان الفكي عبدالرحمن موفقا تماما عندما وقع إختياره على الطاهر شبيكة ومسرحيته " سنار المحروسة " ، لأنه بذلك الإختيار ربط مسيرة المسرح السوداني الحديث منذ البداية بالخط الوطني ، وهو ما فجر فيما بعد ذلك الصراع الرهيب بين المسرح والسياسة ، أو بمعنى أصح بين المسرح والقوى الأمنية التي حاصرته في جميع الأعمال المسرحية التحريضية ، كما حاصرت الكتاب والمخرجين الذين آمنوا برسالة المسرح كفن يدعو للتوعية والإدراك والفهم للقضية الوطنية . خراب سوبا هي المسرحية الثالثة في ذلك الموسم الإفتتاحي ، وهي أيضا تكشف عن مدى وعي الفكي عبدالرحمن وإدراكه لفن المسرح ، والواقع أن المسرحية قدمت بإسم " إبليس " التي ألفها الكاتب والشاعر القدير خالد أبوالروس عام 1964 وأخرجها أحمد عثمان عيسى ، وهي أيضا رغم كثرة الخطوط الدرامية في المسرحية إلا أنها تصب في ذات الوجهة بالبحث عن الهوية حتى في داخل تلك الثورة السنارية المعروفة التي جعلت كتابا وشعراء فيما بعد مثل محمد عبدالحي وعثمان النور أبكر يوجدون ما عرف ب " العودة إلى سنار " . أكل عيش وهذه هي المسرحية الرابعة والأخيرة التي أختتم بها أول موسم مسرحي للمسرح القومي بأمدرمان وكانت من تأليف وإخراج الفنان الكوميدي الراحل المقيم الفاضل سعيد والذي أصبح فيما بعد من أعمدة كتاب ومخرجي الحركة المسرحية السودانية الحديثة .
|
|
|
|
|
|
|
|
|