|
فنان إبن فنان
|
ظاهرة غريبة ملأت الساحة الفنية مؤخراً وخاصة في المجال الغنائي وهي ولوج أبناء فنانين عمالقة للمجال الفني دون أن يملكوا في سوادهم الأعظم الموهبة ومن ثم لا يستطيعون الإبداع ما بقي مؤهل الواحد منهم أنه فقط إبن الفنان الراحل فلان أو إبن الفنان الكبير علان. هذا الوضع يقودنا إلى سؤال جداً محير هل الموهبة بصفة عامة تورث ، يعني لو كان أبوي جكسا أو بشارة لازم أكون لاعب كورة لا يشق له غبار أو لو كان أخوي الراحل الفاضل سعيد أو عبد العزيز العميري لازم أكون بنفس موهبتهما ، من المؤكد أن ذلك غير صحيح ، هناك أصوات تقول لك أن إبن الوز عوام ، وفي المقابل هناك أصوات تقول ليس الفتي من يقول كان أبي ، ودعونا نتفق مع الرأي القائل أن إبن الوز عوام هل إبن الوز قادر على العوم بطريقة الفراشة أو العوم على الظهر أو العوم في المحيط وهي كلها مواهب لا يجيديها إبن الوز إذن العوم في حق الأوز ليس موهبة بقدر ما هو صفة كالمشي والكلام في بني البشر والطيران عند بعض الطيور وخلافه. جميل أن يبدع نجم من النجوم ويمتلك الموهبة ويكون والده أو أسرته أسرة موهوبة لكن كل هذا لا علاقة له بالوراثة فالموهبة هي هبة تصقل صحيح بالعلم لتنتج إبداع لكنها قطعاً لا تورث. كثير من هؤلاء وغيرهم أخذوا فرصاً فقط لكونهم أبناء جيل عملاق في الفن لا لموهبتهم لأنه ومع شديد الأسف دخلت الواسطة والمجاملات التي تعطي ما لا تملك لمن لا يستحق فلو توفرت الفرصة لغيرهم من المواهب المغمورة لأبدعوا وأضافوا بعداً جديداً للفن. لكن مع هذا يبقي الجمهور هو الحكم ، ما موقف جمهور المشاهدين من هذه التقليعة ؟ قد ينخدع الجمهور في عمل أو يتعاطف في آخر لكن هل يستمر هذا طوال الوقت وهل الجمهور يقبل بمثل هؤلاء فقط لأنهم أبناء مشاهير في المجال الفني. أما موضوع التقليد والتعدي على حقوق الآخرين فهذا شأن آخر أكثر خطورة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|