|
|
 نشوفكم على أحسن حال ...!!!
|
؟
ها هي خطواتي تتباعد عن البيت في وداع أشبه بمن فقد عزيز ولكن في حال السفر يؤمل عودته , وفي كلتيهما فراق وفي السفر على أمل أن نلتقي , كانت جدتي التي أكلت خير البلاد تودعني وهي تدمع عسى أن نلتقى وصميم فؤادها يخبرها بأن لا خير في ظاهر الارض بعد فقد تغير الناس وتبدل الحال .
غادرت تارك خلفي ألم يعتصر الصغار وسؤال يؤرقهم لماذا لا تكون معنا هنا ؟ وتلتحق بوظيفة تعيننا على الحياة في بلادنا ؟؟؟ وبعدهم ما بلغوا مبلغ أن تشرح لهم أن الانقاذ ومن ضمن مشروعها للنهوض بالبلاد أعملت فينا سيفها بمشميات الصالح العام وفائض العمالة وزيف المشروع الحرامي بعد بكر... تنكبت الطريق أحمل حقيبتي وأمتطي سيارة لأخي الصغير تسمى أمجاد وما فيها من المجد شئ سعاها لتوسع له في الرزق وضاقت به الخرطوم بعد أن منعت هذه الوسيلة من حرية الحركة لصالح رأسمالي طفيلي يحكم الخرطوم ليأتي هو بعرباته وبصاته ليحارب الشعب الذي يحكمه بالضرائب والاتاوت والخراج بل ويمارس فيهم كل صنوف الحاكمية.
عرفت الهجرة او الغربة في بدايات منتصف التسعينات حينها كانت عصابة الانقاذ تبشر بجنة الله في السودان وضباب دجلها يلف الحياة وينبئ بما سيحدث وماهو واقع اليوم فالحياة صارت من الصعوبة بمكان وعار قطع الارزاق يلاحقهم وأي عار لدولة تستهدف في قولها بناء مجتمع الطهر وتبدأ بتسريح الشرفاء للصالح الخاص بأهل الانقاذ فقراء الأمس أثرياء اليوم.
كان انسان هذه البقعة مضرب المثل في الانسانية والكرم وسائر مكارم الإنسان ... وعندما بشرت الانقاذ بمشروعها الحراااامي كنا على يقين بسوداوية النظرة لنخبة من أخس النفوس تعتمل في داخلها نظرة حاقدة لمجتمع مبدع ... جاء ت هذه الشرزمة من وحل الاضطهاد الذاتي لتجد نفسها على سدة الحكم جراء التفريط والإفراط من قبل الحاكمين جينها لتعمل في جسد الاقتصاد ماشاء لها الصمت الذي يعترينا ففككت كل مايربط هذا الجسد السوداني وأحالت الحياة لقطعة من جحيم وضاقت الارض بما رحبت ... هذا الانسان الخلاقٍ والذي يفيض بمشاعر المودة والشفافية إستحال بفعل آلاتهم الغشماء الى مسخ مشوه كان هذا الانسان السوداني حين يلمح موكب حزن ووداع لميت ينفطر قلبه وتهرب منه الدموع للخارج مترحما او متابعا وهو لا يعرف بعد من الذي مات اليوم يموت جار او قريب او عزيز ويكون الجار أخر من يعلم وربما يعلم ويمضي في سبيل عيشه ويأتي أخريات الليل ليعزي بيدين مفتوحتين وشفاء تتحرك ببله لا تعي ما تقول وبقلب شرود ومشرد في هموم اليومي ... كانت الاحياء تنسب للحياة فصارت المقابر أكثر حياة من المساكن لكثرة مرتدايها ماأتعسك يخرطومنا بعد أن سكنك الاوباش حديثي العهد بالنعم ... هذا الانسان الذي كان سفيرا للمشاعر ومنه تستمد الحياة إنسانيتها ماعاد كما كان تغير هذا الانسان ..زكنا في السابق لو ضربت موعدا لزفاف او فرح ومات من هو في اول الحي لو لم تلغي حفلك لإستأذنت أهل الميت او يأتونك لمنحك الاذن ... اليوم يتجاور الفرق والحزن وربما في مشهد مؤلم يبعث على الترحم والهروب ... في تلك الزمانات بنت الحلة هي أختك التي توصلها الي مستقرها وأنت تتمثل بيت العنترة بن شداد الذي ماعاد يفتن قوله أحد:
وأغض طرفي مابدت لي جارتي
حتى يواري جارتي مأواها...
اليوم بنت الجيران هدف للتحرش والنميمة والجري في عرضها ... ماعادت هي تأمن لك بفضل ما تطالعك به صحف مثل حكايات والدار اللتين تنقل أخبار الايدز ونشره والمفاجاءات المزعجة لمجتمع كان أمنه يسير بين يديه ولا يعلم الطريق للشرطة او التمنة في تلك الزمانات او البوليس كما يحلو لنا ... اليوم صارت الشرطة بسياراتها أكثر من الهم الذي يحيط الوطن والمواطن ولاامن في زوال وعن هذه الامبراطورية فحدث دونما حرج ... رجل المرور لا ينظم المرور فالإشارات كثيرة ولكنه صار بعبع من جراء دخوله سوق الايرادات التي تصيب الناس بالهلع...
الكل لاهث نحوماذا ؟ لست ادري ولكنه يلهث بلا هوادة الكل غادرت معجمه المصطلحي كلمات مثل الثورة او المطالبة او التنظيم الكل يلهث وراء الغنىاو دخول موكب الحكومة لأن الغنى عندها هي وفي معيتها رئيس الدولة رجل متواجد وحضورا في المناسبات العامة وكأنه بلا أعباء وكانما مشكلة الحروب وحركات التسلح في دولة مجاورة ,,, رئيسها هذه الدولة يحضر المناسبات ويقضي الساعات يحكي عن أخر نكات العام ... ويقتطع مساحة في ارقى أحياء الخرطوم الجميلة لتستحيل بقدرة قادر لمسمى مسقط رأسه وكأنما الحروب التي بالبلاد لا تعنيه وخرطوم ممزقة الاوصال زرعت الطغمة الحاكمة الفتنةبين شوارعها وفواصل جدرانها ما عاد أحد يحتمل الاخر ..زماعاد هم الشباب أن يتوحدوا لبناء نادي او قيام اسبوع ثقافي خدمي طبي ... صارت حتى الاحلام انتهازية .. متى إجتمعوا يتحاكون عن من صار ثريا اليوم ... الاجازات تعم البلاد اسبوع بكامله ودولاب الحياة يستمر لا يوجد اقتصاد عام ... ماعادت الميزانية لراحة المواطن بقدرما تركيزها على توفير اكبر ربط من الايرادات للسلطة وكأنها جهنم تطلب المزيد تتشاهق البنايات بأحدث ما وصلته فنون البناء فإما انتهازي جديد او قديم لم يكتفي بعد ... كباري لحاجة او بدون حاجة شوارع لحاجة او دون وهناك مايحتاج للصيانة لحفظ ارواح البسطاء ... السكان القدامى وذكرياتهم إنمحت بفعل فقر القديم الغني بقيمه وحضور جديد لا تاريخ له ومنكر ليحل محل القديم فيحيل كل ذكرياتنا لصالحه الخاص فيهدم بيت جيراني القدماء الفقراء البسيطين وبرغم كل تواضعهم يجودون بما لديهم في حب ومواساة صينيتهم لا تتخلف عن عزاء ونصيبهم في مساهمات الاعراس لا يغيب عن جار ... لكن الجديد المتمشدق بالوقار المدعى لا يعرف من يجاور من الانبياء والاغنياء من التعفف ...
تلك صورة كم أتمنى أن تزول لو تنظمنا وقراءنا بعين بصيرة وأيد خبيرة واقع السودان الذي ماعاد بخير.
وكل عام وأهلي الغبش بألف ألف خير ........
..............................................................................حجر.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
الرفاعي عبدالعاطي حجر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست