|
Re: محمد سعيد القدال (Re: Mohamed Omer)
|
خمس كلمات في القرآن
محمد سعيد القدال
أُميّـــــــــون وأُمــــــــــي
اكتنف كلمة اميون وكلمة امي التباس كبير دام خمسة عشر قرنا، والمعني الذي ساد طوال هذه الفترة ان الاميين هم العرب الذين كان يجهل اغلبهم القراءة والكتابة وهنا نقف لنسأل: هل كانت الشعوب في اوروبا وآسيا يعرف اغلبها القراءة والكتابة، وان انتشارالامية كان وقفا على عرب الجزيرة العربية؟ وهل كان كل أهل الجزيرة العربية لايعرفون القراءة والكتابة حتى نطلق عليهم لفظة (الاميون؟) وهل كانت الامية امرا عربيا في ذلك الزمن وانها قاصرة على عرب الجزيرة العربية؟ وتذهب كتب التفسير الى ان الاميين هم الذين لا يعرفون القراءة والكتابة، وتذهب حينا آخرعلى انهم عرب الجزيرة العربية الذين ليس لهم دين سماوي ومازالوا على وثنيتهم، ويستمر هذا الخلط حتى عند مفسر معاصر هو الدكتور شوقي ضيف في كتابه الوجيز ، ولاسبيل الى الوقوف على المعنى الذي قصده القرآن والخروج من هذاالخلط الا بالرجوع الى النص القرآني. ورد وصف العرب بالاميين في ثلاث آيات: الجمعة 2 : «هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين». تشير الآية إلى امرين. الاول تعلم الكتاب وهو الدين السماوي، وتتكرر كلمة كتاب في كل الآيات الثلاث. الامرالثاني ان هؤلاء القوم كانوافي ضلال، فجاء الكتاب لهدايتهم. فليس في الآية ذكر لكتابة وقراءة. الاشارة واضحة للوثنية. الآية الثانية: آل عمران20: «وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين أأسلمتم فإن اسلموا فقد اهتدوا». وتتحدث الآية عن الذين لهم كتاب سماوي والذين ليس لهم كتاب سيماوي ووصفتهم بالاميين. وقالت انهم اذاسلمواامرهم الى الله اي اسلموا فقد اهتدوا. فكلمة اسلام في القرآن تعني التوحيد الذي يشمل كل أ هل الديانات السماوية. فليس في الآية اشارة الى معرفة القراءة والكتابة. آل عمران75: «ومن اهل الكتاب من ان تأمنه بقنطار يؤده اليك ومنهم من ان تأمنه بدينار لا يؤده اليك الا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الاميين سبيل». وتتحدث الآية مثل سابقتها عن اهل الكتاب وعن الذين ليس لهم كتاب سماوي وهم الاميون. وحتى مفسر تقليدي مثل الصابوني يقول ان الاميين هم العرب. (الصابوني، ج1، ص 211). ان الاميين هو الوصف الذي اطلقه اليهود على اهل الجزيرة العربية الذين ليس لهم دين سماوي، وهذا فهم ينسجم مع الخطاب القرآني. فليس في الامر قراءة وكتابة. والسياق الذي ورد فيه تعبير (اميون) لا علاقة له بالقراءة والكتابة. ويتأكد هذا المعنى في وصف القرآن لليهود الذين ضعفت عقيدتهم بانهم اميين: البقرة 78:« ومنهم اميون لايعلمون الكتاب الا اماني». وجاء وصف الرسول بالأمي في آيتين متتاليتين، هما الآيتان الوحيدتان اللتان جاء فيهما وصف الرسول بالأمي: الاعراف 157: «الذين يتبعون الرسول النبي الأمي» 158: «فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي» يقول احدث تفسيرمعاصر للدكتور شوقي ضيف: ان وصف الرسول بالامي معجزة كبرى مما يدل ان مانزل عليه من القرآن لم يكن من عمله وانما كان وحيا وفيضا إلهيا (ص285) وهذا هو الفهم الذي سار عليه كل المفسرين، فعندما ورد تعبير النبي الامي، امسكوا بتلابيبه واستخرجوا منه نظرية متكاملة عن امية الرسول وما في هذا اعجاز لتلقيه الرسالة السماوية، ان معرفة القراءة والكتابة لم تمكن اي شخص حتى ولو كان الرسول بأن يأتي بمثل هذا القرآن باعجازه المتكامل. وتذخر كتب التراث بمعجزات الرسول الخارقة لقوانين الطبيعة اسوة بمعجزات الرسل السابقين بينما معجزة الرسول هي القرآن وهي معجزة لم تنته بوفاة الرسول مثل المعجزات الاخرى بل هي معجزة باقية ابد الدهر. ولا يحتاج بقاؤها لمعرفة كتابة وقراءة. وتنسب اليه معجزات اخرى بعضها قد يصعب تصديقه. مثال ذلك ما اورده ابن كثير من ان الرسول اخذ حفنة من تراب في موقعة بدر ورمى بها الكفار فانهزموا. ان معركة بدر معركة حاسمة في التاريخ، النصر فيها كان لثبات المسلمين وبسالتهم وتخطيطهم المتقن وعمق ايمانهم، وليس بسبب حفنة من تراب. فما هو السياق الذي ورد فيه ذكر الآيتين؟ يخاطب القرآن في الآيتين قوم موسى، الذين يصفون العرب بالاميين. فخاطبهم بما درجوا عليه. وليس في الآيات اي ذكر لقراءة وكتابة. الامرالآخر ان القرآن كان ينزل على الرسول متفرقا حتى يتمكن من استيعابه. وقد اشار القرآن على هذا المنهج في العديد من الآيات، منها: «وقرآن فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا» (الاسراء106) كمااشار القرآن على الرسول بالتريث في تلقي الوحي: طه 114: «ولاتعجل بالقرآن من قبل ان يقضي اليك وحيه» القيامة 416/17/18: «لاتحرك به لسانك لتعجل به* ان علينا جمعه وقرآنه* فاذا قرآناه فاتبع قرآنه. ولم يكن العرب يتعلمون لغتهم في مدارس او معاهد، وانما يتلقونها في البادية مباشرة، فعندما يكبر الفتى يرسله اهله الى البادية، وقد تعلم الرسول في تلك البادية عنداهله، فقال: كنت ارعى غنم اهلي بأجياد، ولم يكن العرب بحاجة الى معاهد لفهم لغة القرآن، يقول الامام محمد عبده ان البدوي، راعي الغنم يسمع القرآن فيخر له ساجدا، فهل يقاس هذا بأى متعلم اليوم؟ وروي ان الاصمعي سمع بنتا من الاعراب، خماسية او سداسية تنشد: استغفر الله لذنبي كله قتلت انسانا بغير حله مثل غزال ناعم في دله وانتصف الليل ولم اصله فقال لها قاتلك الله، ما افصحك، فقالت له: ويحك ايعد هذافصاحة. مع قول الله تعالى (واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه فاذاخفت عليه فالقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين) فجمع في آية واحدة بين امرين ونهيين وبشارتين (الجزء الرابع ص 18) فهي تقصد بالامرين: ارضعيه والقيه،وبالنهي لا تخافي ولا تحزني، وبالبشارة رادوه وجاعلوه. لقد وضعت تلك الفتاة البدوية اصبعها على جوهر اسلوب القرآن الذي يقوم على التركيز الحاد للمعاني في اقل عدد من الكلمات والجمل. وهذاامر سنعود له في مجال آخر،. فما هي اهمية القراءة والكتابة، اذا استطاعت فتاة سداسية ان تتعمق في القرآن بهذا المستوى؟ وهناك آيتان تندرجان في اطار الحديث عن الرسول الأمي. الآية الاولى الفرقان 5: «وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملي عليه بكرة واصيلا».. يقول بعض المفسرين ان كلمة اكتتبها اي كلف آخرين بكتابتها ولكن في هذه الحالة لا نقول اكتتبها بل نقرأ استكتب. ولكن هيمنة فكرة الرسول الامي طغت على الاعتبار اللغوي. الآية الثانية: العنكبوت 48: «وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمنك اذا لارتاب المبطلون». وهنا يصل المفسرون مرحلة من الاضطراب غير مستساغة فالآية تصادم الفهم الذي ساد لديهم، وتخرج من نفق الرسول الأمي. نخلص الى ان كلمة اميون وامي في القرآن تختلف عن الفهم الذي ساد لقرون طوال. ان الاستسلام للماضي والتشبث به دون فحص، يؤدى الى جمود كتب الامام محمد عبده يقول: ان هذه الاماني توجد في كل ا لامم في حالة الضعف والانحطاط، يفتخرون بما بين ايديهم من الشريعة وبسلفهم الذين كانوا مهتدين بها وبما لهم من الآثار التي كانت ثمرة تلك الهداية، وتسول لهم الاماني ان ذلك كاف لنجاتهم وسعادتهم وفضلهم على سائر الناس.. هذا النوع من التمني قد برز فيه المسلمون حتى سبقوا من قبلهم فقد امسوا اكثر الامم تلاوة لكتابهم واقلهم فهما له واهتداء به (الجزء الرابع ص 219) .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
محمد سعيد القدال | Mohamed Omer | 01-06-08, 07:00 PM |
Re: محمد سعيد القدال | Mohamed Omer | 01-06-08, 07:12 PM |
Re: محمد سعيد القدال | Muna Khugali | 01-06-08, 07:19 PM |
Re: محمد سعيد القدال | Mohamed Omer | 01-06-08, 07:48 PM |
Re: محمد سعيد القدال | Mohamed Omer | 01-06-08, 11:37 PM |
Re: محمد سعيد القدال | Osman Musa | 01-06-08, 11:49 PM |
Re: محمد سعيد القدال | Mohamed Omer | 01-07-08, 00:00 AM |
Re: محمد سعيد القدال | Mohamed Omer | 01-07-08, 00:09 AM |
Re: محمد سعيد القدال | Mohamed Omer | 01-07-08, 00:13 AM |
Re: محمد سعيد القدال | Ahmed Abushouk | 01-07-08, 00:26 AM |
Re: محمد سعيد القدال | Mohamed Omer | 01-07-08, 00:20 AM |
Re: محمد سعيد القدال | Mohamed Omer | 01-07-08, 00:28 AM |
Re: محمد سعيد القدال | Mohamed Omer | 01-07-08, 00:41 AM |
Re: محمد سعيد القدال | عبدالمجيد صالح | 01-07-08, 00:37 AM |
Re: محمد سعيد القدال | Abomihyar | 01-07-08, 00:44 AM |
Re: محمد سعيد القدال | Mohamed Omer | 01-07-08, 00:55 AM |
Re: محمد سعيد القدال | Mohamed Omer | 01-07-08, 00:59 AM |
Re: محمد سعيد القدال | Mohamed Omer | 01-07-08, 01:03 AM |
Re: محمد سعيد القدال | Mohamed Omer | 01-07-08, 01:12 AM |
Re: محمد سعيد القدال | Mohamed Omer | 01-07-08, 02:02 AM |
Re: محمد سعيد القدال | Mohamed Omer | 01-07-08, 02:05 AM |
Re: محمد سعيد القدال | Mohamed Omer | 01-07-08, 02:19 AM |
Re: محمد سعيد القدال | Mohamed Omer | 01-07-08, 02:22 AM |
Re: محمد سعيد القدال | Mohamed Omer | 01-07-08, 01:38 AM |
Re: محمد سعيد القدال | اسامة جعفر | 01-07-08, 04:57 AM |
Re: محمد سعيد القدال | إسماعيل وراق | 01-07-08, 05:42 AM |
Re: محمد سعيد القدال | Al-Sadig Yahya Abdall | 01-07-08, 05:55 AM |
Re: محمد سعيد القدال | خالد العبيد | 01-07-08, 10:41 AM |
|
|
|