في حضرة القاص والأديب السوداني/ عثمان الحوري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 03:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-04-2008, 03:46 PM

khalid kamtoor

تاريخ التسجيل: 06-04-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة القاص والأديب السوداني/ عثمان الحوري (Re: khalid kamtoor)

    خواطر حول : قصة الذاكرة
    طارق محي الدين*


    2005-01-26

    (عثمان الحوري) أحد رواد القصة القصيرة في السودان، يتميَّز ببراعة الأسلوب الذي يعتمد علي الغوص في أعماق الحدث .. هو أحد أعضاء" رابطة أدباء جامعة الخرطوم" . بدأ الكتابة إبَّان العهد العسكري الأول ـ انقلاب 17نوفمبر ـ .. ينتهج الواقعية في الأسلوب القصصي، ويميل إلى عكس تفاصيل حياة المجتمع السوداني، كما أنه لم يتأثر بلوثة المذاهب المضطربة التي انجذب إليها كثير من الأدباء السودانيين في بواكير القصة القصيرة في السودان، مثل الوجودية .. وله آراء نقدية حادة حول أصول بعض هذه المدارس مثل " مدرسة الغابة والصحراء". من انتاجه :

    - قصة " المخزن" 4/10/1963م .

    - قصة " الثلج" 12/6/2001م .

    - قصة" الليل في أم عشر" 9/7/ 2002م .

    وفي القصة التي نتناولها بالتأمل "الذاكرة "، بدأ الأستاذ الحوري بعرض زماني مجرد : " لقد كان الوقت في شهر يناير، شهر الطقس الجميل، وينام الناس داخل الغرف" وكذلك عرض للمكان :"المستشفى يقع في الصحراء شرق السكة حديد و محطة الكهرباء .. " .. وتخلو توصيفات الزمان والمكان في هذه القصة من الشاعرية و الرومانسية الحالمة، ولعلها فيما أرى صفة يمتاز بها القاص الحوري في كثير من قصصه، ولعلها سرُّ جاذبيتها .. و في هذا الاتجاه الواقعي الذي يعتبر الحوري من رواده تكون القصة، " منتزعة من الواقع مباشرة، وقد لا يلعب الخيال فيها دوراً رئيساً .. فلا تخضع للترتيب والاختيار و التقديم و التأخير و الحذف .. وهي تهتم بوصف الجو، ويكوِّن القاص خبراته من خلال احتكاكه بالبيئة التي يصورها، وتظهر براعة القاص في المقدرة على التصوير، ونقل الصورة نقلاً فوتغرافياً تختفي فيه الحركة ويسير الإيقاع على وتيرة واحدة من بداية القصة إلى نهايتها" (1) وهذا بالضبط ما حدث في قصتنا .

    أخفى الكاتب زمان الأحداث ومكانها واكتفى بالرمز إلى القرية التي ينتمي إليها المرحوم محمد بشير حامد ـ البطل الحقيقي ـ بالحرف (م)، بالرغم من ذكره اسم البطل بالكامل، وقد يكون مستعاراً .. " في وقت الأصيل جلس يقرأ بضعة أسطر من كتاب (هنري بيرجون- ميكانيزم التذكر) . وطبيعة عمل الذاكرة في الدماغ البشري، هل يستطيع الدماغ البشري تخزين المعلومات كما تسجل على أشرطة التسجيل البلاستيكية وكما تسجل الحقائق و الأرقام على شرائح السليكون ؟ بالإضافة إلى أن الدماغ مع ذلك يسجل العواطف الملتهبة، ويفرق بين المفرح والمحزن منها، كما يحتفظ ويفرز بين الألوان والطعوم وذلك ما لا تستطيعه الشرائح و الأشرطة ".

    أخذ القاص هذه الحقيقة و أسقطها على الحدث الذي مر به في المستشفى وهو دخول الصبي "محمد بشير" مريضاً، ومعه أسرته، فقدم وصفاً متناهي البراعة للحدث وما اعتلج فيه من مشاعر: " قبل غروب الشمس جاء التمرجية – الممرضون- يقودون صبياً مريضاً وتتبعهم عائلة الصبي ؛ الأب والأم والأقارب، وضعوا المريض على سرير والتفوا حوله وهو يتقيَّأ في إناء أعدَّه التمرجية .."وكذلك وصفه للأم :"تصورت أنها من شدة انكبابها على صبيها المريض؛تودُّ أن تبتلعه وتعيده إلى رحمها كما كان قبل ميلاده " .. ولابد أن يكون المتلقي قد مرَّ به هذا الموقف في حياته فيحمله القاص على التفاعل مع الحدث و تداعياته فيعيش القصة بكيانه، وهذا من مظاهر العبقرية .

    توفي الصبي، و الراوي نائم، بعد أن شعر أن شعر بتحسن في أوصاله، ولعله من ثقل المرض البارحة، ولعل هذا التحسن جرَّاء الكي بالنار، الذي أثار الطبيب و أحدث ضجة، وحاول الكاتب أن يؤكد إيمان الطبيب بالدواء البلدي، مبرراً ثورته بأن ممارسة الطب البلدي ممنوعة في المستشفى، و لكن كل منهما: الطبيب والمعالج البلدي ينظر للآخر بعين الريبة، و إذا ترك كل منهما ساحة القوقعة التي هو فيها سيلتقون في منتصف الطريق، و سيكون ذلك مفيداً .. حينما صحا الكاتب من نومه لم يجد الصبي الذي لم يره جيداً ليلة البارحة و حينما عرف الحقيقة :" أصابني وجوم دخيل وغامض " .. و حين حاول استرداد صورته ولم يستطع . وهنا عقدة القصة .. وكان ذلك قمة الإحباط :" ولكن كيف يكون حالنا عندما ندخل معرضاً للصور الزيتية ونجد مكاناً شاغراً على حائط المعرض مكتوباً عليه؛ هذا مكان لوحة الموناليزا التي سرقها اللصوص ليلة أمس !!" وسر تألم الكاتب أن الصبي مات ولم يترك حتي صورة في ذهنه :" مات الصبي محمد بشير وترك لنا جوَّاً من الحزن ولكنه لم يترك لنا صورة مع بطاقته ". ويظهر جليِّاً الألم الذي عصف بالكاتب ولم يتمكن معه من رسم صورة للصبي- الذي ظن أنه سيجده معافىً في صباح الغد- فودَّ لو أن أهل الصبي أيقظوه ليرى صورته؛ " لكي أنظر في وجه الصبي المتوفى أو أحفظ صورته " .. تلك الصورة التي أصبحت بؤرة قاتمة في ذهن الكاتب :" عبثاً بحثت في تلافيف دماغي، عن صورةٍ للصبي المتوفى، وفي صميم العقل توجد بؤرة مظلمة هي صورة الصبي المتوفى الضائعة ".

    لعل هناك شعوراً خفياً بالذنب أو الندم لكونه نام دون معرفة أو مشاهدة الوفاة، وتبدى ذلك في سعيه للوصول لأسرة الصبي للعزاء .

    وتصل القصة إلى ذروتها حينما وصل إلى قرية الصبي المتوفى، حيث بدأت تجيش في نفسه كل تلك العواطف المترسبة في أعماقه، و تجول ذكريات شجية دفينة، وتتراءى أمامه صورة هلامية للصبي و أمه، وكل ذلك ليعرف محمد بشير ويرسم له صورة ولو تقريبية، و يزيل تلك البقع المظلمة في دماغه، وفتح له الباب صبي هو أخو المرحوم .. عندها بدأ في تجميع الصورة، ثم كان دخول الأم لتقبل العزاء .. فاكتملت الصورة التي فجرت في أعماقه كل تلك الأحزان الدفينة :" في تلك اللحظات أضاءت البؤرة المظلمة التي كانت تهيمن على دماغي، أضاءت بملامح مأخوذة من الأخ الأصغر، أحمد، و الوالد، و الوالدة، استطعت بمجهود عقلاني تجميع صورة الصبي الراحل محمد بشير، وهاهي ماثلة أمام بصيرتي الداخلية و ذاكرتي" .. وهذا مالا تستطيعه الأشرطة البلاستيكية وشرائح السليكون .. هكذا – وبسرد قصصي منتزع من الواقع، و ربما التجربة الشحصية الحقيقية – استطاع الحوري أن يترجم الفكرة العلمية التي وردت في كتاب هنري بيرجون حول كيفية التذكر، و في الوقت ذاته يصور الفرق الواضح و التمييز البيِّن بين صنع الله " الدماغ البشري"، وصنع الإنسان – مهما تقدمت التكنولوجيا –.. فسبحان من خلق فأبدع !!.

    شكراً للأستاذ الحوري لاحتباس أنفاسي و تغييبي عن من حولي و أنا ألتهم الكلمات و السطور مخافة أن يفلت مني حرف، إلى أن أعلن محصل الحافلة (الكمساري) عن وصولي لمحطتي .

    ----------

    (1) ـ انظر (القصة القصيرة في السودان) لمختار عجوبة.

    نقلاً عن (المشكاة) http://meshkat.net/new/contents.php?catid=6&artid=6666[/B]
                  

العنوان الكاتب Date
في حضرة القاص والأديب السوداني/ عثمان الحوري khalid kamtoor01-04-08, 03:44 PM
  Re: في حضرة القاص والأديب السوداني/ عثمان الحوري khalid kamtoor01-04-08, 03:46 PM
    Re: في حضرة القاص والأديب السوداني/ عثمان الحوري khalid kamtoor01-04-08, 03:48 PM
      Re: مقالة للأستاذ/ عثمان الحوري khalid kamtoor01-04-08, 03:51 PM
        Re: مقالة للأستاذ/ عثمان الحوري khalid kamtoor01-04-08, 03:58 PM
          Re: مقالة للأستاذ/ عثمان الحوري khalid kamtoor01-04-08, 04:04 PM
            Re: مقالة للأستاذ/ عثمان الحوري khalid kamtoor01-04-08, 04:10 PM
              Re: مقالة للأستاذ/ عثمان الحوري khalid kamtoor01-04-08, 04:16 PM
                Re: مقالة للأستاذ/ عثمان الحوري khalid kamtoor01-04-08, 04:23 PM
                  Re: مقالة للأستاذ/ عثمان الحوري khalid kamtoor01-04-08, 06:24 PM
                    Re: حوار مع الحوري/أجراه الشاعر حسب الباري سليمان khalid kamtoor01-04-08, 07:24 PM
                      Re: حوار مع الحوري/أجراه الشاعر حسب الباري سليمان khalid kamtoor01-04-08, 07:39 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de