تحياتي waleed500 تقرير لصباح احمد يلقي الضوء أكثر على الاحداث
العلاج بالمسكنات احداث القرينتى..هل من مخرج صباح أحمد - آخر لحظة
عاد الهدوء المشوب بالحذر الى منقطة القنتي 25 كيلو متراً جنوب شرق مدينة الميرم في اعقاب الاشتباكات التي وقعت بالمنطقة يومي السبت والحد الماضيين.. وحسب افادة عبدالرحمن صالح الطاهر احد قيادات المسيرية والذي عاد من المنطقة امس فان قوات الجيش الشعبي قد تراجعت الى الجنوب من معسكر (الجرف) الذي كانت تعسكر فيه قرب الميرم بولاية جنوب كردفان لتصل الى مجوك بعد المطاردات التي قامت بها مجموعات من قبيلة المسيرية على المعسكر.. واذا ما سمعت عزيزي القارئ عن الاشتباكات العنيفة التي وقعت في منطقة القرنتي وتواصلت لمدة يومين ما بين جيش الحركة الشعبية وقبيلة المسيرية واودت بحياة اكثر من 27 شخصاً وجرح اكثر من 20 من الطرفين ، اذا سمعت هذا فانك حتماً ستفترض انه لابد من وجود طرف ثالث غير المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لفض الاشتباك بين المسيرية والدينكا في المنطقة.. وبالطبع فان اول الاشياء التي ادت لتعقيد قضية ابيي هو فشل طرفي نيفاشا في التوصل لحل للنزاع حول المنطقة وهو الامر الذي دفع الصادق المهدي زعيم حزب الامة للقول بان هناك مشكلة حقيقية لا يجدي معها ان يمني المؤتمر الوطني والحركة الشعبية الناس بوعود لن تتحقق.. ربما..لكن بالرغم من ذلك فعندما اجتمعت قيادات من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية الى قيادات من المسيرية والدينكا في محاولة للملمة الازمة الناشبة بالمنطقة بدا المشهد وكانه اجتماع لمجلس ادارة اكثر من كونه نقاشاً حول حرب ضروس بين طرفي نزاع. فالاجتماع الذي عقد بالمركز العام للحركة الشعبية بمشاركة باقان اموم امين عام الحركة ودينق الور والدرديري محمد احمد القيادي بالمؤتمر الوطني والامير حريكة عز الدين والفريق مهدي بابو نمر وعدد من قيادات المسيرية والدينكا كان اجتماعاً ناجحاً بكل المقاييس ولم تطرأ خلال النقاش الذي استمر اكثر من ساعتين اي روح عدائية او توتر حسب ما اوضح ل(اخر لحظة) الامير حريكة عزالدين بقوله ان اللقاء كان طيباً وودياً وتأكيده بان المجتمعون تحلوا فيه بروح وطنية عالية وان كل ما تم طرحه وتداوله من الطرفين كان مقبولاً ومعقولاً.. ولكن دينق الور ومع اقراره بان الاجتماع وضع حداً للاشتباكات التي وقعت بين المسيرية ودينكا اويل قال ل(اخر لحظة) ان علاج المشكلة عن طريق المسكنات لن يجدي وان الحل الوحيد للتوترات في المنطقة هو في تطبيق بروتكول ابيي الموقع بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بتاريخ 26/5/2004.. وخلاصة بروتكول ابيي هي ان المؤسسة الرئاسية (الرئيس ونائباه) ستقوم بتعيين مفوضية حدود ابيي لكي تحدد وترسم على الطبيعة عموديات الدينكا التسع التي ضمت لمديرية كردفان بعد ان كانت تابعة لمديرية بحر الغزال الجنوبية في عام 1905 ، وجاء في البروتوكول أن المفوضية سوف تشمل - ضمن آخرين- ممثلين لأهل المنطقة والادارة المحلية وخبراء, ودعوني أقول هنا ان قضية ابيي تركت بلا حل في الاتفاق الذي وقع بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في عام 2005 وقد رفض المؤتمر الوطني في نهاية الامر النتائج التي توصلت اليها لجنة خبراء دولية بشأن ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب اتبعت ابيي الى جنوب السودان واعتبر المؤتمر الوطني ان اللجنة خرجت عن التفويض الممنوح لها بينما تمسكت الحركة الشعبية بتقرير لجنة الخبراء..
دينق الور نفي بشدة اي علاقة للجيش الشعبي باحداث (القرنتي) وقال انهم اجروا اتصالات بقيادةالجيش في المنطقة وان الاخيرة نفت اي علاقة لها بالاحداث غير ان اللواء كول ديم كول المتحدث باسم الجيش الشعبي اشار الى وقوع قتلى في صفوف الجيش الشعبي بالمنطقة في الاحداث وهذا من شأنه ان يثبت تورط الجيش الشعبي في الاحداث الاخيرة.. ويروي عبدالرحمن صالح الاهر احد قيادات المسيرية تفاصيل الحادث بقوله ان المسيرية تحركوا في مساراتهم الصيفية كما اعتادوا على ذلك في كل عام حتى في سنوات الحرب العصيبة فكان ان اعترضتهم كتائب من الجيش الشعبي وطالبتهم بدفع الجزية او العودة من حيث اتوا وهو الامر الذي رفضه المسيرية فما كان فما كان من قوات الجيش الشعبي الا وامطرتهم بوابل من الرصاص فاضطروا حينها للدفاع عن انفسهم وماشيتهم فحدث الاشتباك واودى بحياة 9 من المسيرية وجرح 12 اخرين.. وفيما دعا عبدالرحمن صالح الحكومة المركزية لاتباع الجدية في حل قضية ابيي وحسم الامور والابتعاد عن (اللعب السياسي) الا انه اشار في ذات الوقت الى امكانية التعايش بين قبائل المنطقة وقبول الاخر مثلما كان من قبل وقال ان المسيرية لا يسعون الى تصعيد الموقف عسكرياً ولا يريدون الدخول في حروب مع الدينكا لكنهم مستعدون لاي حرب مفروضة عليهم للدفاع عن انفسهم واموالهم.. وفي المقابل ناشد اللواء (م) فضل الله برمة ناصر احد ابناء المسيرية الطرفين التزام الهدوء وتجنب المواجهات وحل المشاكل حال حدوثها عن طريق الحوار والتفاهم بعيداً عن التصعيد العسكري لجهة ان العنف من شأنه ان يولد مزيداً من العنف ولن يعالج اي مشكلة.. ويذهب برمة ناصر ابعد من ذلك بدعوته الى انشاء ادارة بالمنطقة تتولى المسؤولية الادارية والامنية وتعمل على تقديم الخدمات وحل المشاكل بين مواطني المنطقة وطالب الحكومة في ذات الوقت بالسعي لحل المشكلة والابتعاد عن المزايدات السياسية.. * قضية ابيي قضية قديمة ومعقدة لها بعد محلي وآخر قومي وبشأن البعد المحلي اشار د.صبحي صفوت فانوس استاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم الى العلاقة المتشابكة والمعقدة بين قبائل المنطقة - يقصد المسيرية ودينكا نقوك - وتداخل قضية الرعي ومسارات الرعاة مع المزارعين.. وعلى المستوى القومي قال فانوس بوجود صراع بين الجنوب والشمال منذ اتفاق اديس ابابا على الثروات الموجودة في المنطقة.. واكد ان القضية تحتاج الى معالجة جزرية يشترك فيها كافة الاطراف - القبائل المحلية والقوى السياسية - وتتراضى على حلول دائمة وليست مؤقتة.. * عموماً..فان قضية ابيي تعتبر احدى مهددات السلام في السودان ولربما اشعل ترك القضية دون تسوية بؤر للصراع تمتد لتشمل مناطق التماس بين الشمال والجنوب ويرى د.فانوس انه لابد من ازالة التوتر في المنطقة وهذا لن يحدث الا بابداء حسن النوايا من شريكي نيفاشا للوصول الى حل مرض للطرفين من اجل مصالح الوطن العليا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فدوى الشريف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست