|
أخيراً.. اندلاع الحرب المؤجلة..!!
|
أخيراً.. اندلاع الحرب المؤجلة..!!
المعارك التي تدور رحاها بين الجيش الشعبي الذي هاجم مناطق قبيلة المسيرية ومقاتلي هذه القبيلة، فيها أكثر من دلالة ومؤشر، وقد تتطور لحرب شاملة على طول خطوط التماس أو (التمازج) كما يحلو للقيادى إدوارد لينو تسميتها نقلاً عن عرابه الراحل جون قرنق، وأول هذه المؤشرات هو أن حرب الحركة الشعبية الجديدة ضد المسيرية، تهدف لإقرار الأمر الواقع في المنطقة للسيطرة على كامل تراب منطقة أبيي في الحدود التي حددها تقرير لجنة الخبراء وهو التقرير الذي رفضته الحكومة وقال عنه رئىس الجمهورية في احتفالات الدفاع الشعبي بمدينة مدني (ليموصوهو ويشربو مويتو)..
ولا يظننَّ أحدٌ أن هذا التطاحن العنيف هو مجرد صراع عابر ككل احترابات المنطقة السابقة، فالجديد هذه المرة هو زحف الجيش الشعبي واستعداده المسبق وتصميمه على اجتياح المنطقة وتقف خلفه إرادة سياسية متطرفة ظلت تؤجج النيران وتدق الطبول داخل الحركة الشعبية منذ فترة ليست بالقصيرة.
والغريب في الأمر أن الحركة الشعبية ظلت تنفي وجود جيشها في المنطقة وأن القتال الدائر ليس بين الجيش الشعبي والمسيرية، لكن المعلومات المتواترة والمتدفقة كل لحظة تؤكد أن عناصر الجيش الشعبي بكامل عتادها العسكري بقضها وقضيضها هي التي تجوس خلال الديار وتحاول قهر المسيرية وإجبارهم بالقوة على التخلي عن مناطقهم وطردهم من أبيي من البنطون حتى القوز.
ولا يهم هنا ما الذي تمخض عنه الاجتماع الذي يقال إنه عُقد بين باقان أموم الأمين العام للحركة وعدد من قيادات المسيرية بدار الحركة الشعبية بالخرطوم، فالأحداث قد تجاوزت هذه اللقاءات وما يجري على أرض الواقع أصبح من الصعب لجمه والإمساك بخطامه.
ويحاول الجيش الشعبي إيهام الرأي العام بأنه توجد مليشيات للمراحيل وقوات دفاع شعبي هي التي قامت بمهاجمة معسكرات الجيش الشعبي التي تقع خارج حدود 1956م في منطقة قرنتي ، بحجة أن الجيش الشعبي منع الرعاة من التحرك جنوباً بحثاً عن المرعى.
لكن المعلومات الحقيقية ظلت تشير إلى أن التحركات العسكرية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، كانت بهدف إحكام السيطرة على المنطقة وتكثيف التواجد العسكري في أبيي والاستعداد لساعة الانقضاض الكامل عليها.. وكانت المعلومات تترى خلال الفترة الماضية عن حشود عسكرية وجلب لآليات وعتاد حربي كثيف وحتى ميقات بداية العمل العسكري تسربت معلومات عنه بأنه خلال عطلة أعياد الميلاد، والمراقب للأمور يدرك الغطاء السياسي الذي
وفرته الحركة الشعبية، للعمليات التي ينفذها الآن الجيش الشعبي في مناطق المسيرية، فالتصعيد في قضية أبيي وجعلها أهم نقاط الخلاف بين الشريكين وأدت لتعليق شراكة وزراء الحركة في الحكومة الاتحادية كان غطاءً سياسياً وتشحيذاً للمدية يراد به تقطيع أوصال أرض وديار المسيرية عياناً بياناً.
{ إذا كان المسيرية وكل شريط البقارة يتأهب الآن لخوض هذه المعركة التي لا تستهدف فقط المسيرية فالحادث الآن (جس نبض) ، فإن حرب الحركة الشعبية الجديدة ستكون طويلة.. طويلة جداً، وستدفع الجهات التي تريد تصفية حسابات خاسرة على حساب الأهالي البسطاء الثمن غالياً لأن كلفة الحرب السياسية والعسكرية ستكون فادحة للغاية. الصادق الرزيقي
|
|
|
|
|
|
|
|
|