|
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية (Re: Abdel Aati)
|
مصير التجمع الوطنى الديمقراطى وضرورة وحدة قوى السودان الجديد : ان مصير التجمع ومستقبله الى زوال . هذا ما يبدو من قراءة جد محايدة لمتن وهوامش الاتفاقات الثنائية الاخيرة . ان واقعة توقيع السكرتير العام للتجمع ؛ السيد باقان اموم ؛ على اتفاق مع احد اعداء التجمع الاساسيين ؛ حسن الترابى ؛ وواقعة توقيع رئيس التجمع ؛ على اتفاق مع احد خصوم التجمع الرئيسين ؛ الصادق المهدى ؛ انما يوضح انعدام الوحدة والانسجام فى صفوف هذا التنظيم . انه من المثير للانتباه ؛ انه لا سكرتير التجمع ولا رئيسه ؛ قد ناقشا امر هذه الاتفاقيات مع شركائهم وحلفائهم فى التجمع .
ان بعض احزاب التجمع قد اقامت الارض ولم تقعدها ؛ حينما وقع مبارك الفاضل ؛ وهو وقتها سكرتير عام التجمع ؛ اتفاقية نداء الوطن فى جيبوتى ممثلا لحزب الامة ؛ بدعوى انه كسكرتير للتجمع ؛ لا يملك ان يوقع اتفاقات بصفته الحزبية ؛ دون تنسيقها مع التجمع . وها هى الان نفس هذه الاحزاب تقبع ساكنة صامتة ؛ حينما يوقع رئيس تجمعها وسكرتيره العام ؛ اتفاقات لا تمت لمقررات التجمع بصلة ؛ ولم يتم التنسيق معهم بشانها ؛ بل وتمت دون علمهم ومن وراء ظهرهم .
ان واقعة الاتفاقات الثنائية الاخيرة ؛ توضح ان اللاعبين الاساسيين وسط قوى المعارضة ؛ لا يحترموا تعهداتهم والتزاماتهم تجاه حلفاؤهم فى التجمع الوطنى ؛ وانهم يبحثون عن حلول ثنائية او فردية ؛ والتى غالبا ما تتناقض مع التزاماتهم السابقة ؛ وغالبا ما تكون ذات طابع حزبى صارخ .
اننا ولادراكنا بالطبيعة الحربائية واللامبدئية للاحزاب الطائفية ؛ وطبيعة تكوينها الفكرى المتخلف ؛ وبنيتها القائمة على ارادة زعيم الطائفة الفرد ؛ قد زعمنا ان هذه الاتفاقات المتعددة التى وقعت عليها فلى اطار التجمع ؛ قد كانت ذات صفة مؤقتة . بل وكنا ندرك ان طبيعة تحالفهم مع قوى الجديد ذات طابع مؤقت ولا مبدئى ؛ وها ان الايام تثبت صحة تحليلاتنا ؛ فى خروج حزب الامة اولا من صفوف التجمع ؛ وسير الميرغنى الان فى نفس الاتجاه .
ان ما يبدو من سير الحركة الشعبية فى نفس الاتجاه ؛ من الخروج على المواثبق ؛ والدوس على المبادى ؛ انما يضع موضع الشك ؛ كل شعاراتها المعلنة عن السودان الجديد ؛ ويشير الى انها اما قد تحولت الى قوة تقليدية ؛ تبحث عن اقتسام السلطة مع "السادة " والكبار ؛ من سدنة السودان القديم ؛ او انها حركة تائهة ؛ تبحث عن الفعالية وعن حلفاء اقوياء ؛ دون ان تنتبه الى ضياع الاستراتيجى فى متاهة التكتيكات المرحلية ؛ او انها حركة عسكرية تحارب من اجل الحرب ؛ ولمصالح مادية او ذاتية لقيادتها ؛ وغير حريصة هى على ايجاد حل جذرى للمشكل السودانى ؛ وتوقع مع من شاء ما شاء من الاتفاقات ؛ شرط ان يدعم مسيرتها العسكرية ؛ وقيادتها الفردية .
ان الخاسر الاكبر فى هذه اللعبة هى قوى السودان الجديد ؛ او القوى الجديدة ؛ والتى انضوت طويلا تحت جناح القادة الطائفيين ؛ او تحت بندقية جون قرنق ؛ عسى ان تبنى حلمها الموهوم عن جبهة موحدة لقوى المعارضة تطيح بالنظام . ورضيت ان تجمد برامجها وتعطل شعاراتها وتؤخر وحدتها ؛ من اجل استمرار هذة الجبهة ؛ وبغرض الاطاحة بالنظام . وها هى الان بعد ان زالت الغشاوة عن اعينها ؛ تجد نفسها مهمشة ومبعثرة على الساحة السياسية ؛ المحلية والعالمية ؛ فلا هى انجزت وحدتها ؛ ولا هى اعلنت برامجها ؛ ولا بقى حلفها الجديد وجبهتها العريضة مع الطائفيين ؛ ولا اطيح بالنظام .
ان الاتفاقات الاخيرة من الجهة الاخرى ؛ سواء كانت اتفاقية الترابى – قرنق ؛ او الميرغنى – المهدى ؛ انما تكشف للجماهير وللقوى الوطنية انعدام المبدئية فى رموز الساسة السودانيين التقليديين ؛ وتعطى المجال واسعا لبروز قيادة جديدة ؛ توحد القوى الجديدة ؛ وتبنى مركزا جديدا للعمل السياسى ؛ قائما على وحدة الهدف والبرامج والتكتيكات ؛ وعلى الشفافية فى العمل السياسى ؛ والديمقراطية فى ادارة المؤسسة التنظيمية ؛ والتجديد فى مجال الافكار والطروحات ؛ اى باختصار ؛ بناء وحدة قوى الجديد ؛ تحت برنامج للتغيير والتجديد ؛ وببنية تنظيمية موحدة ؛ وقيادة وطنية شابة وجديدة ؛ ديمقراطية وفعالة ؛ مرتبطة بالجماهير ؛ وملتزمة بتعهداتها .
ان وحدة قوى الجديد قد اصبحت ضرورة لا مفر منها ؛ اذا ما ارادت هذه القوى ان تخرج من واقع التهميش والتشظى ؛ واذا ارادت ان تعامل بجدية من قبل الاطراف المحلية والاقليمية والعالمية ؛ وان تعامل باحترام من قبل جماهير الشعب عموما ؛ وتلك القطاعات الناشطة اجتماعيا وسياسيا من القوى الجديدة التى تمور بها الحياة السودانية .
ان واقع اطلاق قوة ما على نفسها صفة الجديد ؛ لا يغير من طابعها اذا لم تلتزم بذلك فى شعاراتها المعلنة ؛ وبرامجها المطروحة ؛ وتحالفاتها العملية . اننا بذلك ننظر بعين الشك والارتياب ؛ الى تلك القوى التى تغيب شعارات التغيير؛ وتطمس برامجها فى وحدة زائفة مع قوى القديم ؛ وتهرب من بناء وحدة قوى الجديد ؛ وتحاول عبثا تخدير الجماهير وطمس وعيها عن واقع الازمة ؛ وتبحث عن مؤطى قدم لنفسها بالتحالف مع هذا الطرف الطائفى او ذاك ؛ او هذا الجناح من اجنحة السلطة ؛ بدلا من الاعتماد على الجماهير ؛ والتحالف مع غيرها من قوى الجديد . ان واقع الحال يكشف ان قيادة كل من الحركة الشعبية لتحرير السودان ؛ والحزب الشيوعى السودانى ؛ قد سارت فى هذا النسق ؛ ويبقى تصنيفهما ضمن قوى الجديد مشكوكا فيه ؛ حتى حدوث تغيير جذرى فى مواقفهما وتكتياتهما .
اننا ندعو كل قوى التغيير ؛ وكل القوى الجديدة ؛ سواء تلك التى كانت فى صفوف التجمع ؛ او تلك التى كانت خارجه ؛ الى بناء وحدتها ؛ وتاطير نفسها فى تنظيم واسع وطنى ؛ موحد وفعال ؛ قادر على تقديم البديل عن كل اجنحة السلطة ؛ وعن قوى القديم من قادة الحلف الطائفى ؛ كما هو راغب وقادر على منازلة النظام وهزيمته ؛ وعلى المنافسة والوصول الى السلطة فى اطار العملية الديمقراطية فى المستقبل .
ان القوى التى تزعم انتمائها الى القوى الجديدة ؛ وتلك التى تتمسك بمقررات اسمرا ؛ وتلك القوى الجذرية فى معارضتها للنظام ؛ وفى محاسبة مجرميه ؛ مدعوة الى تاطير كل دعواتها فى شكل جديد ؛ لا يدع مجالا للتناقض ؛ ولا يوجد فيه مكان للانتهازيين من سدنة السودان القديم . ان مقررات اسمرا ؛ وغيرها من انجازات المعارضة الوطنية ؛ معرضة الى ان تضيع هدرا ؛ اذا لم تجد اطارها التنظيمى ؛ والقيادة التى تتمسك بها ؛ وتناضل من اجلها . كما ان تضحيات منتسبى المعارضة ؛ وشهداء الكفاح ؛ معرضة الى ان تذهب ادراج الرياح ؛ اذا ما تم الاستسلام لمناورات القادة الطائفيين ؛ ومن يدعموهم من القوى التى تدعى انتسابها للجديد .
ان الجماهير الوطنية ؛ والقوى الفاعلة اجتماعيا وسياسيا وسط جماهير شعبنا ؛ وابناء القوميات التى همشت طويلا ؛ وجماهير المناطق المحررة التى قدمت النفس والنفيس ؛ تطلعا من اجل سودان جديد ؛ تتنتظر بخليط من اللهفة والياس ؛ بزوغ ذلك اليوم الذى تجد فيه تعبيرها السياسى والتنظيمى موحدا ؛ وبديلها الوطنى متبلورا ؛ ونضالها غير مهدد بالضياع ؛ وقضيتها غير قابلة للتمييع ؛ فهل آن وقت تحقيق ذلك الحلم الغالى ؛ والامل المرتقب ؟
عادل عبد العاطى 7 ابريل 2001
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية | Abdel Aati | 07-20-03, 01:13 PM |
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية | Abdel Aati | 07-20-03, 01:15 PM |
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية | Abdel Aati | 07-20-03, 01:16 PM |
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية | Abdel Aati | 07-20-03, 01:18 PM |
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية | Abdel Aati | 07-20-03, 01:20 PM |
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية | ابو جهينة | 07-20-03, 01:51 PM |
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية | Abdel Aati | 07-20-03, 03:04 PM |
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية | Raja | 07-20-03, 03:22 PM |
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية | Abdel Aati | 07-20-03, 04:22 PM |
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية | safwan13 | 07-20-03, 08:56 PM |
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية | Abdel Aati | 07-21-03, 00:10 AM |
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية | Raja | 07-21-03, 02:38 PM |
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية | msd | 07-21-03, 03:00 PM |
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية | Abdel Aati | 07-22-03, 11:38 PM |
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية | Abdel Aati | 07-22-03, 11:35 PM |
|
|
|