هيئة شؤون الأنصار والتحقيق الدولي‮ ‬وأهلنا من دارفور

Quote: أعوذ بالله من الشيطن الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الخطبة التى ألقاها الأمير:عبدالمحمود أبو الأمين العام لهيئة شئون الأنصار بمسجد الهجرة بودنوباوى بتاريخ: 3 صفر1427ه الموافق: 3مارس2006م الحمدلله الذى خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور,ثم الذين كفروا بربهم يعدلون . وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له ,له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير. وأشهد أن سيدنا محمداعبده ورسوله ورحمته المهداة للعالمين .صلوات ربى وتسليماته عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين . أمابعد: قال تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى لايشركون بى شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) أحبابى فى الله وأخوانى فى الوطن العزيز اختصت أمة الإسلام بالرسالة الخالدة, وبالكتاب المعجز, وبالرسول الخاتم , وهى خير أمة أخرجت للناس بنص القرآن (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله...) هذه الخصائص تفرض على الأمة إدراك العوامل التى كرمت لأجلها, لتعلم أنها بالمحافظة عليها تحافظ على التكريم , وبالتفريط فيها تفقد هذه الميزة , كذلك فإن على الأمة أن تحقق النموذج الحى لمجتمع الإسلام الذى تسوده القيم والمعانى التى جاءت بها الرسالة الخاتمة , ومطلوب منها من ناحية أخرى أن توصل هذه الرسالة بالوسائل الملائمة لكل شعب من الشعوب ولكل عصر من العصور. هذه المعانى وردت إِجمالا فى هذه الآيات من سورة الأنعام (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا , ولاتقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولاتقربوا الفواحش ماظهر منها ومابطن ولاتقتلوا النفس التى حرم الله إلابالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ,ولاتقربوا مال اليتيم إلابالتى هى أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لانكلف نفسا إلاوسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولوكان ذاقربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون . وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) ووردت هذه المعانى أكثر تفصيلا فى سورالإسراء والفرقان ولقمان وسورة فصلت , كما وردت قيم ومبادئ متفرقة على طول سور القرآن الكريم . إن الدراسة المتعمقة لنصوص القرآن والسنة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تبين الحقائق الآتية :- أولا: الإنسان هو المخلوق المكلف بأمر الإستخلاف فى الأرض ولذلك كرمه الله وفضله على كثير من خلقه , وجاءت تعاليم الإسلام محققة لمصالحه وملائمة لفطرته ومتفهمة لمشاعره ومراعية لمؤثراته وعوامل ضعفه ,فالخطأ يتجاوز, والحسنات يذهبن السيئات, والتوبة النصوح تجب ماقبلها , والإستغفار يرفع العذاب , ورحمة الله سبقت غضبه, والحسنة بعشرة أمثالها وتزيد, والسيئة بمثلها وتغفر, فالإنسان هو المحور الذى تدور حوله الأحكام وفى النهاية فإن مقصدها الأسمى تكريمه فى الدنيا وفلاحه فى الآخرة . ولايوجد مخلوق أعظم قدسية من الإنسان فالكعبة المشرفة مع عظمتها وحرمتها ومكانتها الروحية وقف عندها رسول الله وقال لها (... ما أعظمك وأعظم حرمتك والذى نفسى بيده لحرمة المؤمن عند الله أشد حرمة منك ) ثانيا : القرآن معجزة الرسول الخاتم بخلاف معجزات الرسل السابقين التى كانت كلها خوارق مادية وقتية محصورة فى زمانها , وإعجاز القرآن شمل النص وبلاغته والأحكام وصلاحيتها , والمعارف التى أثبتت التجارب اللاحقة دقتها ,والتنبؤات التى صدقها الواقع , والتحدى القائم بأن الجن والإنس لواجتمعوا لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا . وأساليب القرآن فى الإقناع تقوم على المقارنة والحجة والبرهان ,وهو كلام الله الذى يؤجرمن تلاه , ويهتدى من اتبع تعاليمه , وأهله هم أهل الله وخاصته قال تعالى(ثم أورثنا الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه, ومنهم مقتصد, ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله, ذلك هوالفضل الكبير. جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساورمن ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير. وقالواالحمد لله الذى أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور. الذى أحلنا دارالمقامة من فضله لايمسنا فيها نصب ولايمسنا فيها لغوب) ثالثا : رسالة الإسلام الخاتمة جاءت لكل الناس فى كل العصور إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها , ولذلك فهى تخاطب شعوبا مختلفة وبيئات مختلفة وقضايا مختلفة وهنا يكمن سر صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان فتعاليمه هى التى غيرت الطبيعة البدوية للعرب الذين كان ديدنهم العصبية القبلية وجلافة الأسلوب والإفتخار بالأنساب بصورة عبرعنها أبلغ تعبير عمروبن كلثوم فى معلقته التى جاء فيها : إذا بلغ الفطام لنا رضيع تخر له الجبابر ساجدينا ألا لايجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا إلى مفاهيم ومعانى جديدة عبرعنها الشريف الرضى: ملكت بحلمى فرصة ما استرقها من الدهرمفتول الذراعين أغلب وللحلم أوقات وللجهل مثلها ولكن أيامى إلى الحلم أقرب لقد غيرت تعاليم الإسلام العرب وحولتهم من شعب بدوى إلى أمة تحمل الحضارة للإنسانية فى عصرالإسلام الأول . إن فهم التعاليم والمبادئ الإسلامية ليس وقفا على عصر بعينه , بل إن رسول الإسلام أمر بالإجتهاد وأقره وسيرته العطرة أوضحت أنه كان يخاطب كل إنسان بالأسلوب الذى يفهمه مراعيا اختلاف البيئات والعادات والتقاليد . وجذوة الإسلام لم تنطفئ فعلى طول تاريخ الدعوة حدثت ثورات غيرت مجريات الأمور وكان المحرك الأساسى لها العامل الدينى ,ولعل المهدية فى السودان أصدق مثال لما نقول . واليوم فإننا نشهد صحوة دينية إسلامية فى كل أرجاء المعمورة بالرغم من ضعف المسلمين فى كثير من عوامل التفوق فى العصر الحديث , مما يؤكد أن هذاالدين محفوظ ومنصور قال تعالى ( ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون ) . رابعا : الإسلام ميز بين تعاليمه المعجزة كأحكام مقدسة وبين تطبيق البشر لها , فالإنسان تعتريه عوامل القصور البشرى : مثل نقص الإدراك وضعف النفس والهوى فيأتى تطبيقه ناقصا , فلا بد من التمييز بين التعاليم المعجزة وبين التطبيق البشرى لتلك التعاليم , فبقدر معرفة الإنسان لسنن الحياة ونواميس الطبيعة ودقة تطبيقها والتزامه الأخلاقى يكون عطاؤه رائعا وبقدر إخفاقه تكون النتيجة سلبية قال تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) فإذا انتفى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وضعف الإيمان انتفت الخيرية وقال تعالى (إن تنصرواالله ينصركم ويثبت أقدامكم ) فإن لم تنصر الأمة الله لم يتحقق لها النصر وزلت أقدامها , وهكذا فكل إنجاز مرتبط بمبدإ فإذاانتفى المبدأ تراجع النجاح , فضعف الأمة الإسلامية اليوم يرجع إلى تخليها عن عوامل الإستخلاف وموجباته , وتراجع الأمة بدأ منذ الفتنة الكبرى وتحول الخلافة إلى ملك عضوض ففى ظل الإستبداد غابت عوامل التطور : الحرية والشورى والعدل قال صلى الله عليه وسلم (لينقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتى تليها وأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة ) خامسا : حدد الإسلام وسائل معينة للدعوة هى : وضوح العقيدة والفكرة والتدرج والتيسير والتبشير وعدم الإكراه وعدم الإساءة إلى معتقدات الآخرين والحكمة والموعظة الحسنة واللين والرفق بالناس , لأن الله سبحانه وتعالى هو الذى خلق الناس ووضع لهم الدين الذى ينظم حياتهم وحدد الأسلوب الذى يدعون به فلا يجوز لأى كائن من كان أن يغير ماأمر الله به وبين الله فى كتابه أن الإساءة لعقائد الآخرين تدفعهم للإساءة لديننا فنهى عن ذلك قال تعالى ( ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبواالله عدوا بغير علم ) والمؤسف حقا أن الإسلام أختطف أخيرا من خوارج العصر وقدموه بأساليب قوامها : التطرف فى الأفكار والعنف فى الأفعال والإساءة فى الأقوال والجهالة فى الأقوال وقصر النظر فى التطرفات فجروا على أمتنا وبالا ودمارا وسخرية من الآخرين , وعندما تقع كارثة يلقون باللوم على المؤامرات الدولية والمخططات الصهيونية والأجندة الأمريكية فى تعميم لايتماشى مع المفهوم الإسلامى للجريمة حيث يحصرها فى مرتكبها ومن حرضه ومن تواطأ معه, وتقتصر العقوبة على الجانى وحده ولاتشمل أسرته ولاعشيرته إلا فى دية القتل الخطأ قال تعالى ولاتزروازرة وزر أخرى , وكما توقعنا فإن الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم قد ثار ضدها المسلمون وعبروا عن غضبهم التلقائى المفهوم وهو الحسنة الوحيدة الباقية من الوحدة الإسلامية - أى وحدة المشاعر- وبعد أن خفت الحدة وجب على عقلاء الأمة أن يأخذوا زمام المبادرة ويوصلوا دعوة الإسلام باسلوب هدفه هداية الآخرين لاهلاكهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور لاتدميرهم وتبيين سيرة الرسول الذى جاء بالرحمة لابالعذاب وللسلم لاللحرب ولتعمير الدنيا فى سبيل الله لالتخريبها ودمارها وسوف يعقد مؤتمر إسلامى فى الدنمارك فى مارس الجارى هدفه تعريف الشعب الدنماركى بالإسلام ومبادئه ولعل الخير يكون كامن فى الشر فالإساءة سيعقبها نصربإذن الله. والغريب حقا أن أحد الدعاة المشهورين إعترض على المؤتمر بحجة أنه إذا قام سيحمى الدنمارك من غضبة المسلمين !!كأن الهجوم على الدنمارك هدف مقصود لذاته ونسى شيخنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جاءه ملك الجبال ليدمر أهل الطائف بعد أن أساءوا معاملته فرفض تدميرهم وقال اللهم اهد قومى فإنهم لايعلمون نحن اليوم أحوج من أى وقت مضى إلى أسلوب الحوار فى التعامل مع الآخرين وماغاب هذاالأسلوب حتى فى عصرمجد المسلمين وقوة سلطانهم فقد جاء رجل إلى أبى حنيفة وقال له (ياإمام هل رأيت ربك ؟ قال أبوحنيفة سبحان ربى لاتدركه الأبصار ولاتحويه الأقطار ولايؤثر فيه الليل ولاالنهاروهو الواحد القهار . قال له يا إمام هل سمعت ربك هل شممت ربك هل لمست ربك هل ذقت ربك هل أحسست ربك ؟ قال أبوحنيفه سبحان ربى ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير. قال: ياإمام إن لم تكن رأيته ولاسمعته ولاشممته ولالمسته ولا ذقته ولا أحسسته فمن أين تثبت أن ربك موجود ؟ قال له أبوحنيفة ياهذا هل رأيت عقلك ؟ قال لا هل سمعت عقلك .؟ قال لا هل شممت عقلك ؟ قال لا .هل لمست عقلك ؟ قال لا, هل ذقت عقلك ؟ قال لا قال له أعاقل أنت أم مجنون ؟ قال أنا عاقل , قال له فأين عقلك ؟ قال موجود ولكنى لاأستطيع تحديد مكانه قال له كذلك الله جل جلاله موجود فوسائل الإدراك إن كانت عاجزة عن إدرك كنه العقل وهو مخلوق فهى أعجز عن الإحاطة بالخالق ولذلك أمرنا أن نتفكر فى مخلوقاته لافى ذاته . الحديث قال صلى الله عليه وسلم (يحمل هذاالعلم فى كل عصر عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) يغفر الله لى ولكم ولسائرالمسلمين الخطبة الثانية الحمد لله الوالى الكريم والصلاة على سيدنا محمد وعلى آله مع التسليم وبعد قال تعالى (... ولو أنهم فعلوا مايوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما ) صدق الله العظيم أحبابى فى الله وأخوانى فى الوطن العزيز فى 7/7/1989 كتب الإمام الصادق المهدى مذكرة لقادة إنقلاب يونيو جاء فيها الآتى (إن كنتم تحرصون على إنقاذ البلاد وتجنب فتح جبهات جديدة فالنقاط الآتية يمكن أن تكون خطا تتجهون نحوه بالقول والعمل وعندئذ فإن ظروف البلاد الحرجة ستجعل القوى السياسية فى البلاد تتخذ موقفا إيجابيا وذكر خمس نقاط هى: الإلتزام بالديمقراطية وإصلاح مؤسساتها وضبط ممارساتها . وتبنى برامج قومية لبناء الوطن . وإجراء إصلاح إقتصادى وإجراء إصلاحات لرفع قدرات القوات المسلحة وإجراء محاسبة عادلة للتجاوزات والمفاسد وختم مذكرته قائلا: إن أنتم اخترتم غير طريق المواجهة والإستقطاب فستجدون ذلك ممكنا بتلمس مواقف القوى السياسية والفئوية وفى هذاالصدد فإن مارأيته من نقاط بإضافة أوتعديل يشكل مدخلا لعلاقة إيجابية فى سبيل الوطن وإن أنتم اخترتم الطريق الآخر فأنتم تتحملون مسئوليته التاريخية وماشاء الله كان . انتهى والآن بعد مرور سبعة عشرعاما على المذكرة واختيارالقادة الجدد السير فى نهج الإستقطاب والمواجهة نجد أن تحليل المذكرة قد حدث بصورة فاقت ماكان متوقعا فالسودان الآن مضرب المثل فى المأساة على الخريطة الدولية . فشركاء الحكم متشاكسون , والنار مشتعلة فى دارفور, ولهيب النار تحت الرماد فى مناطق أخرى , والقوات الدولية والأفريقية تنتشر فى ربوعه والفقرسيطرعلى أكثر من تسعين بالمائة من مواطنيه والفساد لم يكتف بالسير على الرجلين بل طار بجناحيه ليشهد العالم على أنه باض وفرخ وطار فى السودان . ولازال القائمون على الأمر يسيرون على نفس النهج الذى أفرز هذاالواقع المؤلم ,والحكومة مشغولة هذه الأيام بإخراج المظاهرات لمنع التدخل الدولى فى السودان . إننا نقول الآتى: أولا: السيادة الوطنية انتقصت يوم ارتضى السودان التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة وقبوله عضوا فيها فالميثاق ينص على حفظ الأمن والسلم الدوليين , وحيثما كان هنالك تصرف يخل بالأمن والسلم فى العالم فإن الأمم المتحدة ستتدخل ثانيا: عجز الحكومة عن حل مشاكلها الداخلية وحماية مواطنيها وانتهاكات حقوق الإنسان فى بلدها سوف يدفع المتضررين للإستنجاد بالخارج وسوف تستجيب الأسرة الدولية عبر منظماتها لحماية المتضررين كالتزام أخلاقى أولا , وحماية لنفسها ثانيا لأن هنالك أضرارا تعبرالحدود وتؤثر على الإنسانية كلها . ثالثا : ثبت بما لايدع مجالا للشك أن النهج التجزيئ للقضايا والحل الثنائى للمشاكل لايطفئ النار بل يزيدها اشتعالا فالواجب التخلى عن هذاالنهج والسعى الجاد للحل القومى رابعا: احتكار السلطة والثروة لجهات وفئات بعينها سوف يؤجج نيران الحقد ويبث الكراهية فى المجتمع ويعطل التنمية بالبلاد ويحرم حتى المحتكرين من التنعم بخيرات السلطة والثروة ويفتح الباب لمشاكل كالتى تعيشها بلادنا اليوم خامسا : الفساد مادخل مجتمعا إلا أدى لدماره فالفسادالمادى مدخل للفساد الأخلاقى ويعطل التنمية لأنه يكسب المفسدين ثروة دون وجه حق ويبدد الثروة لأن من اكتسب مالا عن طريق الفساد لايتعامل معه بمسئولية فيبدده فى الباطل, ولذلك كان الإسلام متشددا مع المفسدين حتى لايقتدى بهم الآخرون فينهار المجتمع وتذهب ريحه , فنهى الله عن الغلول فى الغنيمة وحرم رسول الله أى كسب يأتى للموظف بسبب وظيفته خارج حقوق الأجر المعروفة وجرد ابن الخطاب عددا من الولاة والعمال أموالهم التى اكتسبوها بسسب وظائفهم . بهذاالنهج يستقيم الحال وتنصلح الأحوال فعلى السلطة إن أرادت منع التدخل الدولى ووقف التدهور أن تتخذ قرارا بعقد لقاء جامع لكل أهل السودان عبر مؤسساته الحزبية والأهلية والفئوية والدينية لمناقشة الوضع وتقديم مقترحات الحلول والإتفاق على آلية للتنفيذ , وأن تضرب بقوة على أيدى الفساد والمفسدين وأن ترد المظالم لأهلها وتفك إحتكار السلطة والثروة هذا وحده يمنع التدخل الأجنبى ويوقف التدهور ويطفئ الحرب ويحقق الإستقرار. فهل من مجيب ؟ أحبابى فى الله نترحم على فقيدالكيان عبدالنعم ميرغنى نبق بالكاملين وعلى والدة محمد الطيب الخزين وإخوانه لهما الرحمة والمغفرة اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم ولاتعذبنا فإنك علينا قادر والطف بنا فيما جرت به المقادير إنك على كل شيئ قدير