|
|
 النميري .. من العرسان لليسار ... للكيزان !!!
|
القومه ليك يا ابو عاج ... يا الجبت المويه للعطشان واللقمة للجيعان وعم الخير في كل مكان ....
اخبار اليوم السودانية في حوار تاريخي مع سكرتير جعفر النميري الخاص ...
اللواء عمر محقر : بداية علاقتي بنميري في اكتوبر ونحن في
انتظار قطار الموت وتوثقت في الجنوب
نميري في الجنوب داخل كنيسة اوسكي معقل التمرد وقصة الزيارة للسلطان سفردنيو 2 صباحا دون سلاح
حوار: التجاني السيد
{ اللواء (م) عمر محقر من بين الضباط الذين صنعوا مايو 1969م بحكم عمله كسكرتير للرئيس جعفر نميري الذي يحكم السودان 16عاما واختلف حولها الناس ما بين مؤيد ومعارض لكنها بلا شك كانت تجربة لاينساها السودانيون بدءا من معاركها مع الشيوعيين وانتهاء بالانتفاضة ، فنميري رغم الانتقادات التي وجهت له ظل صامدا يتقوي بالتكنوقراط ويغازل كل الاحزاب ويتنقل بين الافكار السياسية من اقصي اليسار الي اقصي اليمين حتي انتهي بالتجربة الاسلامية ، فيكف تقسم هذه الفترة (اخبار اليوم) عبر هذا الحوار التوثيقي مع اللواء (م) عمر محقر مدير مكتب نميري 69-1982 لكشف حقائق لم يطرقها الكثيرون وان ظلت علي تأثيرها .
- سعادة اللواء محقر نسأل عن بداية علاقتك مع الرئيس نميري؟
- اولا اشكركم في (اخبار اليوم) علي هذه المبادرة رغم قرار سابق لي بعدم تناول بعض القضايا الخاصة بي وعلاقتي بالعمل في مايو والرئيس نميري في الاعلام وذلك لم تثيره مثل هذه الاشياء احيانا جدل لا احب الخوض فيه وترك الامر للتاريخ اما الان فاقول بأن علاقتي بنميري بدأت وانا طالب في الكلية الحربية سنة 1962م وقد كان اسم المقدم نميري من الاسماء البارزة كضابط نشط واخو اخوان ولاعب كرة وشجاع وفي 1964م كان أول لقاء بيني والمقدم جعفر نميري في السكة حديد الخرطوم محطة العفش وكنا ننتظر قطار قادم من كسلا مؤيد لثورة اكتوبر (قطار الموت) ويحمل عدد من القيادات السياسية والنقابية وشقيقي الاصغر بابكر علي محقر في نقابة الصحة وقد وصلت السكة حديد وانا طالب في الكلية الحربية والتقيت بالمقدم جعفر نميري من خلال تواجدي في حلقة كان يتحدث فيها وهو ( بلبس موني)
{ في ماذا كان يتحدث؟
كان يتحدث مع ثلاثة من اهلنا في كسلا الموجودين هنا في الخرطوم - حيث كان يوضح ان هذا القطار هناك تعليمات باحتجازه في الشجرة واذا تقدم يجب ان تفتح عليه النار واضاف وانا استطعت من خلال اتصال بالقوة المكلفة بالحراسة ايصال القطر لداخل الخرطوم لكني حتي محطة العفش وليس الركاب ودعا المتواجدين بالتفرق وعدم السير في جماعات حتي لايتعرضوا للضرب وفعلا وصل القطر ونزل فيه اعداد كبيرة بهتافات لاكتوبر وكانت له اتصالات مع قيادات وكوادر كثيرة لكنه يرفض التعامل مع الاحزاب ولايثق فيها لكن علاقاته الاجتماعية كما تعرفت عليه عن قرب بعد ذلك واسعة وله معرفة بالقبائل وزعمائها وقياداتها للهجاتها ساعدته في الدخول علي الكثيرين خاصة خلال عمله في الجنوب والغرب بعد اكتوبر تخرجنا من الكلية وانا ذهبت للجنوب نميري برتبة عقيد وقائد لحامية شرق الاستوائية بما فيها توريت وقد كنت في منطقة اسمها شكاي في جبال دنقرونا شمال شرق توريت كان في قمتها قيادة التمرد (معسكرديتو) والي الغرب منه كنيسة اوسكي وهي تكاد تكون الداعم الاساسي للتمرد - قضت 4 اشهر تحت هذا المعسكر وخضنا معارك وعندما عدت لتوريت طلب القائد ان اكون معه لمعرفتي بالمنطقة وعملت معه لعامين اركان حرب واول توجيه لي كان طلب منه بدعوة قادة الوحدات للاجتماع صباحا بالمكتب بجميع فروعها وكان أول حديث له هو توضيح باننا جئنا الجنوب لتعمير هذه البلد وليس احراقه ودعا الضباط بعدم اطلاق اية طلقة الا بتعليمات منه كان ما قال لفتة لنا وتوريت عندما جاءها كقائد حامية عدد الكسان كان 5 الاف في ظرف 4 اشهر ارتفع 80 الف نسمة حيث اقنع المرور علي المناطق اعداد كبيرة بالعودة لتوريت واخذ فكرة عن عدد الموجودين في جيالا او في اكتوي او كتري او مقوي او اوبو او كبوينا من مواطنين وتجار عدنا وطلب تجهيز طوق لجوبا بعد اسبوع جاء عائد بـ 42 عربية 3 طن محملة بمواد تموينية ثم توزيعها علي المناطق وكانت بداية علاقة مع السلاطين في المنطقة سفردينو وقبائل لاوكا واشولي وامادي حيث طلب مني ان اهتم بالزراعة ان يواصل زراعته تحت تأمين الجيش وممن يرعي رعاية مواشيه مع الالتزام بتوفير التأمين له والانخراط في حياتكم العادية بالنسبة للموظفين تمت دعوتهم لنادي الضباط كل مساء وازداد عدد التجار بل واخذت المساجد تؤذن لصلاة العشاء والصبح وصارت الحياة طبيعية بل كان يطلب مني القيام معه لزيارة ليلية لعدد من السلاطين دون ان ناخذ اسلحة معنا في مناطق فيها نشاط للمتمردين وكان لهذه المعاملة اثار طيبة في خلق نوع من الثقة مع هؤلاء السلاطين بل اتجه بعض المتمردين الذين يملكون النفوذ من الاتجاه لتسليم اسلحتهم دون اتفاق مسبق كان ذلك سنة 65/1966م وقد جاء هؤلاء وتم استيعاب بعضهم في الجيش .. واصبحوا من اخلص الخلصاء . وهذه كانت شخصية نميري في الجنوب وعندما جئنا للشمال كنت في توريت فرقة مشاه لجيش فوجدته منقول قائد لمدرسة المشاة وبحكم الدرجة التي حزت عليها عرض علي نميري كقائد الالتحاق بمكتبه بمدرسة المشاة وحقيقة نميري كان قائد ثاني لان القائد الاول كان مزمل سليمان غندور واحب الاشارة هنا الي ان السيد الصادق المهدي الزعيم السياسي المعروف عندما تم اعتقاله سنة 1970م تم ارساله لجبيت واخترنا له البقاء في منزل القائد سليمان غندور الذي كان حينها في مصر وتم هذا بتوجيه من الرئيس نميري ..
واحب هنا الاشارة الي ان العقيد نميري عندما كان قائدا في جبيت كان يستضيف في منزله حتي العرسان الجدد ويقدم لهم الوجبات بنفسه مما جعله معروفا لاهل المنطقة بل انشأ روضة للاطفال جئت للخرطوم في مارس 1969م واذكر اني كنت في مرة خلال هذه الفترة وكان يستغل عربة صغيرة كنت معه فيها ودخلنا القيادة العامة ونحن نازلين في مكتب نائب عمليات ادارة في السلم صادفنا حمد النيل ضيف الله صاعد كان رئيس اركان فالتفت لنميري ثم سأله عن اسباب حضوره للخرطوم فكان رد نميري جئت لعمل انقلاب كان هذا الاتجاه في مارس 1969 ، وقد تمالكت نفسي وكنت اعلم انه يوجد تخطيط في هذا الاتجاه ولم اتحدث مع نميري الا بعد ان خرجنا من بوابة القيادة حيث سألته عن اسباب هذا البوح فقال ياعمر محقر احسن نقول لهم هكذا حتي يطمئنوا ولذا اقول ان نميري هو رجل صعاب وله قدرة علي الصبر واتخاذ القرار وبهذه المناسبة واقول بانني الان مختلف مع نميري ولنا اكثر من 8 اشهر لا اذهب اليه ولايأتيني وقد كنا طيلة السنوات الماضية نكاد لانتفرق واختلافي معه الان اختلاف جذري لكن الحقيقة لابد ان اقولها واعلم ان الرجل ظل يتعرض من البعض لهجوم غير مبرر في احداث مارس 1970م في الجزيرة ابا وما وقع للامام الهادي المهدي اتصل بي نميري شخصيا وكان توجيهاته معرفة الموقع الذي اصيب فيه الامام الهادي واقرب المناطق له الدمازين ام سنجة ووجة بتكليف طيار للذهاب علي الفور وبحث امر اسعافه اذا صحت الاصابة هذه اشياء لايعرفها الناس لكن هذا ماحدث ولعلك تعلم ان مايو جاءت ونميري كل اهله انصار وكان يحب جدا الانصار لكن ليس حزب الامة وليس له مشكلة مع ختمية او قادرية او غيرها بل ما عنده اهتمام حتي بالاحزاب العقائدية وشيوعيين وغيرهم ولعل نشاط الشيوعيين في بداية مايو علي المستوي الجماهيري والتعبوي هو الذي اعطي انطباع بعلاقتهم بها لكن مانعرفه مايو لم تكن اصلا شيوعية ..
{ سعادة اللواء محقر اذا كنت شاهد علي الاحداث التي سبقت قيام مايو كيف قامت؟
- في 24مايو كنت في جبيت لكن كان هناك اتصال بي ومع الرئيس نميري كانت معي فرقتين ضباط قادة فصائل مجموعهم 156 ضابط جمعتهم ونورتهم وكان ذلك يوم 25/مايو 1969م وبالليل قمت بقفل كل الاسلحة وكل المفاتيح كانت معي وليس من الكركول
{ يعني كنت علي اتصال ؟
-نعم نعم ولهذا قمت بقفل الاسلحة ولم يكن بوسع اي واحد اتخاذ اية خطوة بل قاموا بعمل برقية تأييد وبعدها تلقيت اتصال من نميري بالحضور فورا للخرطوم وقد عدت لاتولي وظيفة سكريتر لرئيس مجلس قيادة الثورة وكانت هذه الفترة من اصعب الفترات نميري لم يتم خلال هذه الفترة يوميا عدا ساعتين فقط وباقي الساعات عمل حيث تم تشكيل المجلس وهياكله ولتشكيل الحكومة والعلاقة بين الحكومة ومجلس الثورة واقول هنا ان بيان 9 يونيو الذي اصدرته ثورة مايو 1969 بشأن انهاء ازمة الجنوب 90% منه كانت من افكار الرئيس جعفر نميري
{ قلت ان نميري لاينام الا ساعتين من الذي يشاركه في صناعة القرار ؟
-عدد من اعضاء مجلس قيادة الثورة ويمكن الاشارة لبابكر عوض الله وابو القاسم هاشم وبابكر النور واخرين اما الذين كانوا بعيدين ومتحفظين فمنهم مثلا الرائد هاشم العطاء لانه اصلا جاء في ذلك الوقت من الخارج وكانت هناك بعض التفاصيل التي لايعلمها لكن حقيقة اقول ان هاشم العطاء كان من اميز الضباط ولم اكن اعتقد انه كان ضابط شيوعي ومحي الدين صابر كان كثيرا ما يقول لي اخوكم هاشم دا ماتنظروا في امره والحقيقة هاشم كان له تأثير علي نشاط الشيوعيين وداخل المجلس وقد كنت احيانا اتحدث معه واقول له انت اخ ورجل تصلي صلواتك الخمسة ولا تقرب الخمر وليس لك سلوك شاذ وقد سألته في احدي المرات وقلت له اخ هاشم هل صحيح انت شيوعي كان يضحك ثم يقول لي سيأتي اليوم الذي تعرفني فيه واترك هذا السؤال الان الاخ ابو القاسم محمد ابراهيم كان هجومه كثير علي الاحزاب لكن نميري كان دائما يوجهه بأن هؤلاء الناس اهلنا فيجب الانتشدد ضدهم ابو القاسم محمد ابراهيم كان دائما ضد الاحزاب والطائفية وغيرها ....
وعلي كل استمر الحال الي ان تم اخراج اعضاء مجلس قيادة الثورة الثلاثة
من هم؟
- الثلاثة هم بابكر النور وفاروق حمدالله وهاشم العطاء سبب ابعاد هؤلاء الثلاثة انهم كانوا يحضرون الاجتماعات لكن التفاصيل بعد ذلك بحزافيرها تصل للسفارة السوفيتية بالخرطوم وقد اجتمع نميري ..
بالاخ بابكر النور وهاشم العطا وفاروق حمد الله وكلهم افاضل انا شاهد علي 9 اجتماعات كان يقول لهم يااخواننا انتم وصلتم مرحلة تقوموا بايصال محاضر مجلس قيادة الثورة للسفارة السوفيتية ، ويضيف لهم بأن الاتحاد السوفيتي قوة كبري تحتاج لدعمها لكن لايقوم باستلامنا لاننا لسنا شيوعيين ولامايو شيوعية ولهذا يجب ان تتوفقوا من هذا النشاط وفي احدي المرات اوضح لهم بانكم اذا تمسكتم بهذا النهج فسنقوم بابعادكم من مجلس قيادة الثورة ،،
متي كانت هذه الفترة ؟
- من يوليو 1969 في ابريل 1970
{ ولكن كيف تم تجاوز دورهم ؟
لم يكن لهم دور اصلا في عملية احداث انقلاب مايو هاشم العطا وفاروق كانوا خارج الجيش لان هاشم كان محلق في بون وفاروق كان في خدمة مدنية وبابكر النور ليس له قوات لانه كان في رئاسة القيادة في العمل الاداري وليس له قوات تحت امرته لتحريكها ..
{ الخلاف بين مايو والشيوعيين هل الحقيقة مجرد تسريب المحاضر للسوفيت ام خلاف حول برنامج؟
- لايستطيع احد ان يزعم ان مايو جاءت ببرنامج من أول يوم او راي محدد ولكن كانت هناك افكار عامة بأن الاحزاب هي اسباب ضياع البلد وبعد التغير بدأت تبرز وتتبلور بعض الاراء التي صارت مبادئ وحقيقة الشيوعيين في الايام الاولي نشطوا في ابلاغ دعاوي بأن مايو جاءت ضد الحزبية الفاسدة ولعبوا دور في احداث تعبئة وايصال الرؤية لعدد من الناس وتواصلت بعد ذلك زيارات للاقاليم وبيان 9 يونيو كان رؤية شارك فيها الجميع وافادت الزيارات في كشف جماهير غفيرة جدد لمايو ازهلت نميري والقيادات الذي التصق بالناس وعرف مشاكلهم ..المهم هذه اللغة اعطت فرصة لتأخير رؤية وكتابة ميثاق وطني وبناء تنظيم سياسي هو الاتحاد الاشتراكي ونظامه الاساسي والذين بدأوا هذا العمل كانوا يعملون بكل اخلاص وعلي عدم حتي ان الواحد لايسأل عن مرتب او عربية او كيف يأكل عندما جئنا القصر كان أول تعلميات نميري بالغاء كل مظاهر البزخ في القصر والا تكون موجودة غير ماء وشاي وقهوة والضيوف يتم اطعامهم من اللكوندة - واما الموظفين فاحيانا يرسلون لاحضار (سندوتشات من ابو العباس) لقد اعطوا عطاء وحتي الشيوعيين كان اميز الوزارء الذين عملوا معنا كانوا منهم (صبر ووفاء للبلد)
{ نرجع لنقطة المفاصلة بين الشيوعيين ومايو ما الذي تم بالتحديد؟
- الشئ الذي تم ان نميري وفي الاجتماع التاسع معهم اوضح لهم بانه بعد الان فان قرارنا سيكون ابعادكم من مجلس قيادة الثورة وبعد ثلاثة ايام صدر قرار باعفائهم الثلاثة وحقيقة هذه الاقالة لم يكن لها رد فعل كبير حتي الردود من الاتحاد السوفيتي وسفارتهم في الخرطوم لم يكن يذكر ولعل ماحدث في ذلك الوقت اننا في الجيش كنا قد تحولنا من تنظيم غربي الي تنظيم شرقي في الجيش وهما يختلفان في التاكتيكات فنميري قال اذا كان هذا الامر سيخلق لنا مشكلة مع السوفيت فيمكننا العودة لقد يمنا وليس هناك مشكلة لكن علي كل حال يجب الا نعتبر هذه مشكلة مع السوفيت من جانبنا الا اذا رفضوا التعاون لوحدهم ووحقيقة ان الذين تم ابعادهم من المجلس لم يكن لهم اصلا قواعد داخل الجيش حيث لايوجد عساكر شيوعيين او ضباط شيوعيين والذين اشتركوا في حركة 19 يوليو 1971م من الشيوعيين لم يتعدي عددهم ال 18 وهم 3 ضباط و 15 صف عكسري ..
وبقية المشاركين كانوا مخدوعين دون معرفة بطبيعة الجهة التي قامت بالتخطيط لهذا انهزمت 19 يوليو بسرعة عندما انكشف امرها لبقية الجنود والضباط ومن فوائد يوليو انها حققت توسيع التأييد لنميري..
{ في 19 يوليو بوصفك احد الذين كانوا موجودين في القصر ما الذي تم بالتحديد في ذلك اليوم ؟
-هذه مهمة واقول في صباح 19 يوليو وانا في مكتبي بالقصر الجمهوري الساعة 7 ونصف صباحا جاءني ضابط يتبع للاستخبارات العسكرية وابلغني بأن اليوم سيحدث انقلاب لتغيير النظام وسيقوم به ناس هاشم العطاء هذا الحديث الساعة 7 ونصف صباحا يوم 19 يوليو 1971م معلومة من هذا النوع من ناحية عسكرية يجب كتابتها وعدم مجرد الاكتفاء بالحديث فيها شفاهة بالفم واذكر ان الضابط اسمه عمر قلت له اكتب هذا الكلام فقال لي انه مجهز هذا الكلام وهذه الورقة ومكتوب عليها الاتي : سيقوم الحزب الشيوعي السوداني بانقلاب ضد النظام هذا اليوم ..
قمت بالتعليق علي الورقة وكنا محضرين لزيارة لكوستي يوم السبت والنظام في المكتب يأتي دائما اقوم بكتابة اية قرآنية وحديث نبوي شريف كل صباح واضعها للرئيس في الطربيزة وعندما يأتي يبدا بهما اولا ثم يواصل عمله الاخر نحن الان اخوان ولا جبهجية ولكننا مسلمين . وكان هذا نظامنا مع نميري ولذا بعد الاية والحديث ارفقت المذكرة الخاصة ، وبخبر الاستخبارات حول الانقلاب وبعد ان جاء الرئيس وقضي وقت في المكتب اوضح لي انه قرأ الحديث فقلت له والورقة التي معه نظر الي ثم قال قرأتها فقلت له ثم ماذا فقال ربما كان مازحا الا تري ان هناك نوع من الروتين يحتاج لنوع من التغيير ثم قال يا اخي انسي هذا الموضوع واشرع في التحضير لزيارة كوستي هذا الحديث كان بالصباح وانا جلست في المكتب لتحضير خطاب الرئيس مشاكل المنطقة واحتياجاتها والحلول قبل ان نمشي وقد انهمك في العمل مع الوزراء وغيرهم والساعة 3 ظهرا قمت باجراء اتصال تلفوني بمنزلي طلبت غداء الساعة 3ونصف وشعرت باني فرغت من عملي رفعت التلفون لم اجد فيه حرارة فخرجت الي باب المكتب فاذا الاحظ ان كل القصر بلبس خمسة وموزعين وحتي بالقرب من منزلي وجدت رقيب واقف وسألته عن الحاصل فطفت في رأسي مسألة تقرير الصباح سألت الرقيب عن الشيء الذي يحدث فاخبرني بانه لايعلم شئ ولكن تم توزيعه في هذا المكان فقمت بالتحرك لمكتب قائد الحرس الجمهوري الاخ عثمان ابو شيبة ودخلت عليه وكنا اصلا لانفترق فقد كان قائد الحرس وصديق لنميري وكل شئ كنا ننفذه سويا فسألته وانا امامه عن ما الذي حدث فرد علي وحقيقة استغربت علي الرد حيث قال الاخ عمر هل جئت (براك ولا جابوك) وحقيقة اثارني هذا الرد وقلت له ياعثمان ان ليس الشخص الذي يأتوا به انا جيت براي في هذه اللحظة دخل مساعد صول في الحرس وهو عثمان وقال تمام ساعدتك استلمنا الاذاعة دون مقاومة وهنا التفت ابو شيبة وقال لي اخ عمر احسن اتركك تذهب لهاشم العطاء في القيادة العامة فقلت له هاشم العطا وفي القيادة العامة يعني انقلاب قال لي نعم فثبت بالنسبة لي صحة تقرير الصباح طلبت الذهاب للاذاعة وبالفعل تم تكليف عربة بعساكر لتقلني لهاشم العطاء في القيادة ،
{ كيف كان اللقاء بينك وهاشم العطاء في القيادة؟
ذهبت القيادة ولم اجده وعلمت انه ذهب الاذاعة بام درمان لاذاعة البيان في مكتب القائد العام رقيب ومن الناحية الثانية اخر من البوليس الحربي هؤلاء كانوا يقفون والابواب مقفلة واول ماتقدمت ناحيتهم اعطوا التحية العسكرية وسألني احد هؤلاء لماذا يفق هنا فاخبرني ان مهتهم في حراسة هذه المكاتب وسألت اين الضباط فقمت بفتح الباب فاذا بي اجد في مكتب القائد ومدير المكتب عدد كبير من الضباط كلهم اعرفهم وهم من قادة الوحدات والافرع وسأل احدهم من اين جئت قلت من القصر ماذا تفعل هناك قلت بقوم بالتحضير لزيارة الرئيس نميري لكوستي وبدأت اشرح لهم في هذه الفترة صديق حميم فقلت حتي لايقول احد باقتراح البيان فرددت بان هذا العمل حتي الان شئ ارتجالي واجاب والله ياخي تمت وانت عارف باننا تناقشنا مع اخونا نميري كثيرا وما سمع كلامنا وانحرف عن الشئ الذي كنا متفقين عليه ولهذا رأينا استعدال المسيرة فقلت له هل تستعدل المسيرة بهذا الاسلوب معاك سنوات الان قال لي انا عاوزك الان ان تكون معاي قلت له انا لن اكون مع الشيوعيين وهذا الشئ لن يحدث وعلي كل حال ما قمت به عمل ارتجالي وليس فيه اي نوع من العقل وانت اكبر من كدا كثير فقال لي ياعمر محقر نحن ماقمنا به قمنا به وعلي حال البقاء سيكون للاصلح بعد ذلك عدت منزلي فوجدت افراد اسرتي مزعورين جدا حيث تحدثوا عن دخول عساكر عليهم والقيام بتهديدهم وكانوا يبحثوا عني ودخلوا حتي الاوض للتفتيش عنما قمت بالرجوع مرة اخري لهاشم عطا واخبرته بما حدث لمنزلي ولافراد الاسرة بحجة البحث عني وقلت له اذا كان الغرض الغاء القبض عليهم فانا ساعود للمنزل واكون جاهز للاعتقال وعدت للمنزل بعد ذلك جاءني مرسال من هاشم العطا يطلب حضوري وعندما وصلت هاشم اوضح لي انه لم ترسل اصلا قوة لاعتقالي وليس لنا فكرة من هذا النوع وحتي الان انا اسأل عن الشخص الذي ذهب للمنزل واكد لي بانه اذا تم معرفتهم فستتم محاكمتهم واوضح لي بانك انت ما الزول الذي يمكن ان يفعلوا فيه مثل هذه الاشياء فشكرته ونزلت وعدت للمنزل في الصباح عدت للقيادة العامة في هذا الوقت كانت هناك اتصالات رهيبة حدثت عبر المشاوير والاتصالات الشفهية فعرفت ان ناس هاشم العطا هؤلاء معهم فقط 15 عسكري و3 ضباط (نواصل)
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست