ليلة وفاء للفنان الكبير مصطفى سيدأحمد بمنتدى الحروف نسخة الدوحة

Quote: أحبائي الجميلين جداً أصحاب الوفاء لمن يستحق الوفاء ، ليس الموقع موقع لفتح نيران الهجوم وإنما نحن هنا بصدد ليلة وفاء لشخص مختلف ومتفق عليه في مساحات معارفه المقربين ولا أقول أصدقائه ، لا يزيده بريقاً هؤلاء كما لا يخفضون له ضوءاً ، ولا أن الخلاف مع مصطفى سيداحمد الإنسان ممنوع فكل من له علاقة مباشرة به كان يمارس حالة القرب من خلال التواصل الإنساني العادي ، وإن إختلف معه أحد في هذه المساحة فلا غبار ولا إدانة . الأعزاء ، وإن كنت شاهداً لذلك الزمان إلا أننا نشهد على الجمال المتقن الذي مارسه أُناس جميلين دون أغراض لا علاقة لهم بمصطفى إلا في الحدود التي تساعده على التجلى ، ليذكروه بأنه أمانه في عنقهم حملها لهم معجبيه في السودان ، وهنا أذكر عندما كنت في حضرة أستاذي الجليل السعيد الطيب الشايب ( رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ) في منزله في مدينة مدني بأن فاجأني بالسؤال عن مصطفى ( وإن كان هؤلاء لا تأتي أشياءهم فجأة للعمق الإنساني الذي يأُطرهم ) ونادى على جميع الأخوان الذين كانوا حينها بالمنزل ليسمعوا اخباره ، هذا بالإضافة لآخرين بميول سياسية مختلفة ، ألم أقل لكم أنه المتفق المختلف عليه ، جاء مصطفى للعطشى الذين يبحثون عن الفن الأصيل الذي يلامس قضايا الإنسان السوداني ، مثله مثل قامات أخرى ، وإختلافه عن تلك القامات لتناوله القصيدة العميقة التي إصطفى بها معجبيه ، ومصطفى كونه سياسياً فإن ذلك أضفى لغنائه حالة التميز التي يشهد له بها حتى أولئك المختلفين معه ، ولا عيب ولا خروج عن المألوف الإنتماء السياسي بالنسبة للسودانيين ، أذكر عندما كان مصطفى يشدو بمدحة أهل الصفاء المصطفى التي دائماً ما يدفن أهلنا الختمية موتاهم وهم يترنمون بها، أن فاضت عيناه دمعاً لذا فإن صوفية مصطفى أعمق من أي إنتماء سياسي ، أحبائي ، أحبكم كلكم وأنتم تستعدون لذلك اليوم لنعمق فهم الوفاء ونذكر ، حين يسكت المغني عن الصدح بأغانيه ، عمق تلك المرحلة وأثرها في الحركة الثقافية والغنائية ، أود أن أضيف بأن الليلة من الأفضل بأن يكون محورها ما شدى به مصطفى ( رحمه الله ) وما شدت به حناجر لا تعرف غير فنه ، وياريت الأستاذ عبدالرحمن نجدي يتكرم علينابما وثقه من لقاءات للراحل مع من رحل ومن هو باقي .