|
Re: عن موقع السودان الإسلامي : الثقافـــة العربيــة في الســودان (Re: Frankly)
|
ولكن قبل الغوص في لجج ذلك قد يثير العنوان " الثقافة العربية في السودان" بعض تساؤلات وأرجو ألا يثير حساسيات مردها كون السودان في قلب إفريقيا تماما من حيث الجغرافيا، وللمكان بما يحمل من مناخ وطقس وتضاريس وحياة برية دور في تشكيل الثقافة وتعديلها أيضا وهذه الحقيقة تفضي إلى حقيقة أخرى هي
أن الثقافة العربية وغيرها من الثقافات الوافدة قديما وحديثا على السودان قد شوتها بالحرارت الشموس فصارت ثقافة سودانية.التسليم بذلك أدخل في باب المصالحات السياسية بل وفي التدابير اللازمة لبناء دولة عصرية تضم مختلف الأعراق والمعتقدات. وليس فيما سيأتي تحت عنوان هذه المحاضرة معارضة للمصالحات أو التدابير الضرورية لها لكن المبحث سوف ينصب على تاريخ دخول الثقافة العربية إلى السودان وتأثيرها عبر القرون على الثقافات التي كانت سائدة فيه خاصة وأن تلك الثقافة لم تفد إلى السودان بحد السيف وإنما دخلت سلما وتغلغلت في ربوع السودان المختلفة وفي ثقافاته العديدة طوعا لا كرها سيّما والخرطوم عاصمة السودان قد زفت منذ مطالع هذا العام الميلادي خمسة وألفين عاصمة للثقافة العربية يتنادى إليها أهل الفنون والموسيقى والفكر والأدب من سائر أنحاء الوطن العربي على نحو ما فعلوا قبل آلاف السنين في أسواق عكاز وذي المجاز وغيرها يتابرون في عرصاتها شعرا وغناء وفكرا يستعينون به على عاديات العولمة والاستهداف الثقافي والحضاري المحدق بساحاتهم. فلماذا سرت الثقافة العربية في يسر وسماحة في أوصال الجسم الثقافي للسودان رغم أن السودان لم يكن خلاء بلا حضارة أو ثقافة بل كان إحدى مناراتها المضيئة في وادي النيل ولمدى زمني بلغ زهاء تسع إلى عشر آلاف عام؟ هذا السؤال سيقودنا إلى محاولة سبر أغوار العلاقة الأزلية بين ضفتي بحر القلزم، البحر الأحمر. أي بين إفريقيا والجزيرة العربية. هل يسرت العلاقة التاريخية الضاربة في القدم بين الضفتين من انسياب الثقافة العربية دون عناء إلى هذا الجزء من إفريقيا ؟
يتبع
|
|
|
|
|
|
|
|
|