|
Re: عن موقع السودان الإسلامي : الثقافـــة العربيــة في الســودان (Re: Frankly)
|
تعريف الثقافة:
يلزم في البدء أن نعمد إلى تعريف ما نرمي إليه من كلمة (ثقافة) الواردة في عنوان هذه المحاضرة قبل الخوض في غمار موضوع الثقافة العربية في السودان ذلك لأن كلمة ثقافة حمالة وجوه ومفاهيم يعتريها بعض الاختلاف والتعارض في ميادين العلوم الاجتماعية فضلا عن كون الترجمة إلى العربية قد أسهمت ولا زالت تسهم في إضفاء المزيد من اللبس والغموض عليها. ونشير للتدليل على ذلك إشارة عابرة إلى كلمة مثقف حيث تعد في أغلب الترجمات المقابل العربي لكلمة(intellectual) الإنجليزية بينما تحتمل الكلمة الإنجليزية معان أوسع مثل كلمة (مفكر) مثلا.
والتعريف الذي التزم به في هذه المحاضرة لكلمة ثقافة والذي أجده جديرا بأن يكون وعاء يتسع للجوانب المختلفة في موضوع هذه المحاضرة هو تعريف الأنثربولوجى البريطاني المعروف.Sir Edward Burnett Tylor، وهو مؤسس "علم الإنسان" أو الأنثربولوجي كعلم أكاديمي يدرس في الجامعات في العالم الناطق بالإنجليزية. حسب الأنثربولوجي الأمريكي مارفن هاريس. يقول التعريف اختصارا إن الثقافة هي " كل ضروب السلوك الإنساني المكتسب" وتفصيلا هي: " ذلك الكل المركب الذي يشمل المعرفة، المعتقد، الفنون، الأخلاق والقوانين والأعراف والقدرات الأخرى والعادات التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضوا في مجتمع."
في ضوء هذا التعريف سأتناول تأثيرات الثقافة العربية في السودان في مفهوم الدولة وفي المعتقدات والتقاليد والأعراف والفنون والمعارف على النحو الوارد في التعريف المشار إليه آنفا. ونريد بالثقافة هنا مقابل الكلمة الإنجليزية culture)) حيث أن الكلمة العربية لم تكتسب هذا المعنى إلا في العصر الحديث إذ كانت تعنى في الماضي العمل بالسيف أي الخصام والجلاد كما قال صاحب اللسان، ويقيني أنكم على علم ببيتي عنترة:
ومدجج كره الكماة نزاله لا ممعن هربا ولا مستسلم
جادت له كفي بعاجل طعنة بمثقف صدق الكعوب مقوم
وتثقيف السيف تسويته من اعوجاج.
يتبع
|
|
|
|
|
|
|
|
|