في مجزرة رهيبةجامعة سنار تفصل عدد من الطلاب بينهم رئيس المجلس المركزي لمؤتمر الطلاب المستقلين

Quote: العدد رقم: 563 2007-06-12 تصاعد نذر المواجهة بين الطلاب وإدارة جامعة سنار تتجه الأوضاع داخل جامعة سنار لانفجار الموقف بين الطلاب وإدارة الجامعة، بعد إنتهاء المهلة التي حددتها مذكرة رابطة طلاب كلية الطب، التي طالبت إدارة الجامعة بالتراجع عن قرارها الذي أصدرته بفصل وإنذار (29) طالباً، فيما حمَّل كلٌّ من الطرفين الطرف الآخر مسؤولية تصاعد الأحداث للطرف الثاني، ففي حين تتهم إدارة الجامعة عدداً من الطلاب بالوقوف خلف الأحداث لخدمة أجندة خارجية، اعتبر الطلاب قرارات الفصل (تصفيةً للحركة السياسية)، وطالب بعضهم رئيس الجمهورية ووزير التعليم العالي التدخل لحل الأزمة الحالية بالجامعة، فيما طالب عدد من القوى السياسية بالمدنية إرجاع كل الطلاب المفصولين وإعادة فتح كليتي العلوم والدراسات الإسلامية. وأبلغت مصادر طلابية فضَّلت حجب اسمائها (السوداني)، أن إدارة الجامعة لم تسلم رابطة طلاب كلية الطب ردها على المذكرة التي سلمت لها يوم السبت الماضي المطالبة بإرجاع الطلاب المفصولين، وفتح كليتي العلوم والدراسات الإسلامية والهندسة، ومنحت المذكرة إدارة الجامعة مهلة (72) ساعة للرد على تلك المطالب. وأوضحت ذات المصادر أن الطلاب فوجئوا يوم أمس بعدم وجود عميد شؤون الطلاب في مكتبه وعدم رده على أي مكالمات، معتبرين ذلك بمثابة رفض من الإدارة لمطالب المذكرة. استنفاد الحلول السلمية وذكرت ذات المصادر الطلابية أن اتجاهاً عاماً قد برز في وسط الطلاب بمقاطعة امتحان الجلدية لطلاب السمستر التاسع والمقرر عقده صباح اليوم للحيلولة دون حرمان أحد الطلاب المفصولين من حقه في الامتحان، وجعل قرارات الفصل (أمراً واقعاً). وفي ذات السياق وجهت لجنة إعادة المفصولين في بيان أصدرته أمس تحذيرات شديدة اللهجة لحكومة الولاية وإدارة جامعة سنار من خطورة تجاهل قضية الطلاب المفصولين وتعقيد القضية بالتعامل معها عبر الأجهزة الأمنية، مشيرين في ذات الوقت (لاستنفاد كل الحلول السلمية في مطالبتهم بإرجاع المفصولين دون قيد أو شرط). وأصدر تحالف القوى الوطنية بمدينة سنار أمس بياناً أعلن فيه تضامنه ودعمه لمواقف الطلاب الداعية ل‘رجاع زملائهم. وأضاف البيان: (إننا نرى أن ممارسة إدارة هذه الجامعة قد جعلتنا نفتح جميع أبواب العمل السياسي)، محذرا في ذات الوقت من التعرض لأي من طلاب الجامعة. تدخل غير مقبول ومن جانبها قالت إدارة جامعة سنار في بيان أصدرته لطلاب الجامعة أمس الأول، إن الطلاب تدخلوا في قضايا هي من صميم المهام الأكاديمية والإدارية الأساسية لإدارة الجامعة حينما طالبوا بمحاسبة مسجل كلية علوم الدراسات الإسلامية واللغة العربية، مشيرةً إلى أن ذلك يندرج تحت قانون الخدمة المدنية وهو من مهام الإدارة المعنية فقط (ولا يسمح للطلاب أو أي شخص آخر بالتدخل في ذلك حسب النظم المتبعة في جميع المؤسسات التعليمية). خمس تهم وحصرت الإدارة في بيانها الاتهامات الموجَّهة ضد الطلاب في خمس تهم والمتمثلة في (حجز الأساتذة بمكتب مسجل كلية العلوم الإسلامية والعربية، ومنعهم من الخروج بأوراق الامتحانات إلى القاعات، وإغلاق أبواب القاعات بالطبل لمنع الطلاب من الدخول إليها، وخلع البوابة الجنوبية والدخول عنوة مما يدل على أن طلاب الجامعة غير معنيين بالاعتصام وإنما فرض عليهم من قبل مجموعة من الطلاب بالقوة، والتحريض على الاعتصام وعقد مؤتمر صحفي تمت فيه الإساءة لإدارة الجامعة والتعليم العالي). وأوضحت أنها كونت لجنتي تحقيق ومحاسبة خلصت لإصدار العقوبات في مواجهة الطلاب، متهمة عدداً من الطلاب بالتسبب في مثل تلك الأحداث (لحاجة في نفوسهم وللتغطية على ضعفهم الأكاديمي ولخدمة أجندة جهات خارج الجامعة)، مطالبةً الطلاب بعدم الانسياق وراء (الشعارات والعبارات الجوفاء)، مشيرةً لتضرر الطلاب وذويهم من عدم الاستقرار الأكاديمي، ولوَّحت بتطبيق لائحة سلوك الطلاب حيال أي طالب يحاول المساس بالاستقرار الأكاديمي. تحرك طلابي في (3) محاور ومن جانبها أعلنت القوى السياسية الطلابية بالجامعة لجنة (لعودة الطلاب المفصولين)، وأكدوا في مؤتمر صحفي عقدوه يوم أمس الأول بدار حزب الأمة بسنار تمسكهم بعودة الطلاب المفصولين. وكشف رئيس اللجنة في المؤتمر الصحفي عن تحرك اللجنة في (3) محاور أولها قانوني بتقديم استئنافات فردية لإدارة الجامعة، وثانيها جمع توقيعات من الأساتذة والأطباء والمعلمين لرفض القرار، وثالثها الجانب الإعلامي. وأعلن الناطق الرسمي باسم اللجنة عن استعداد عدد من الطلاب لتقديم استقالتهم من الجامعة، وناشد رئيس الجمهورية ووزير التعليم العالي ومنظمات المجتمع المدني السودانية والدولية بحل هذه المشكلة. وأشار المتحدث باسم (الجبهة الديمقراطية) إلى أن الجامعة ظلت تعاني منذ تأسيسها من الأخطاء الإدارية التي تحمل وزرها الطلاب بقرارات الفصل الأكاديمي، مشيراً لوجود (3) لوائح محاسبة وسلوك بالجامعة، واصفاً مجالس التحقيق والمحاسبة بأنها غير محايدة وطغت عليها أجندة المؤتمر الوطني لتصفية القوى السياسية بالجامعة، وهو ما أكده المتحدث باسم المؤتمر الشعبي حينما أوضح أن مجلس التحقيق سأله عن الانتقادات التي وجهها لوالي سنار في المؤتمر الصحفي، مبدياً استغرابه من نهج ازدواج المعايير الذي تتبعه إدارة الجامعة حيال طلاب المؤتمر الوطني الذين قاموا بحرق دار اتحاد طلاب الجامعة ومكتب مسجل كلية. وكشف المتحدث باسم (رابطة الطلاب الاتحاديين الديمقراطيين) في المؤتمر الصحفي عن حدوث تضارب في مجالس التحقيق التي عقدتها الإدارة والتي تداخلت فيها الجوانب المتصلة بمجالس التحقيق ومجالس المحاسبة، بالإضافة لعدم تشكيلها وفقاً لنصوص اللوائح، فيما طالب المتحدث باسم (الطلاب الناصريين) من وزارة التعليم العالي القيام بواجبها تجاه الجامعات بمراجعة كل اللوائح خاصة جامعة سنار التي تضرر الطلاب منها ويستفيد منها طلاب المؤتمر الوطني، داعياً في ذات الوقت لعمل لوائح جديدة، موضحاً أن القرارات التي أصدرتها إدارة الجامعة تستهدف قيادات القوى السياسية. عقوبات من دون أساس وحمَّل المتحدث باسم الجبهة الشعبية المتحدة إدارة الجامعة مسؤولية الأوضاع الحالية بالجامعة وما تبع ذلك من تداعيات بسبب رفضها الاستجابة لمطالب الطلاب، فيما ربط المتحدث باسم (مؤتمر الطلاب المستقلين) بين القرارات ومحاولات المؤتمر الوطني المساومة في محاكمة عدد من منسوبيه في قضية الاعتداء على طالبين أثناء الانتخابات الأخيرة، مشيراً لرفض إدارة الجامعة لمقترح قدمه الاتحاد السابق بعقد مؤتمر أكاديمي لمناقشة اللوائح الأكاديمية، مشيراً في ذات الوقت لصدور بيان الإدارة من دون شعار الجامعة أو رقم متسلسل أو توقيع أو ختم، مضيفاً (هذه العقوبات صدرت من دون أسس واضحة، فنفس التهم تعاقب طالباً بالفصل النهائي وتعاقب آخر بفصل مؤقت وثالثاً بالإنذار)، فيما أوضح المتحدث باسم (التحالف الطلابي السوداني) بأن إدارة الجامعة لم يكن لديها خيارات لمعالجة الأزمة التي تسبب فيها مسجل الكلية فلجأت لإغلاق الجامعة وفصل الطلاب بتهم واهية كمشاركة بعضهم في مؤتمر صحفي. أزمة بسبب خطأ إداري وانفجرت الأزمة الحالية بجامعة سنار في الامتحانات الفصلية التي عقدت في مارس 2007م بعد حرمان طالبة بقسم اللغة العربية بكلية العلوم الإسلامية والعربية من الامتحانات بواسطة مسجل الكلية بحجة رسوبها في امتحانات الملحق على الرغم من صدور رقم جلوس لها، مما أدى لاحتجاجات طلابية وامتناع عن الجلوس للامتحانات بمجمع سنار لمدة يومين، أصدرت بعدها إدارة الجامعة قراراً بتعطيل الدراسة في جميع كليات المجمع. وأعلنت إدارة الجامعة عن تشكيل لجنة تحقيق مع (29) من الطلاب، أعقب ذلك إصدار قرارت بفصل خمسة طلاب نهائياً وإصدار عقوبات بالفصل المؤقت في مواجهة (16) طالباً لمدة سنتين وسنة وبإنذار (8) من الطلاب انذاراً نهائياً، كما أصدرت إدارة الجامعة قراراً باستمرار الدراسة في كلية الطب مع استمرار إغلاق كليتي (العلوم والدراسات الإسلامية والهندسة). سنار: (السوداني)