|
|
 ابادة جماعية لأبناء المغتربين/هاشم علي السنجك ..جامعة الملك فيصل ...
|
هاشم علي السنجك ..جامعة الملك فيصل ..المملكة العربية السعودية
[email protected]
في البدء فمن العدل والإنصاف الإشادة بثورة التعليم العالي التي قادها الأستاذ الدكتور إبراهيم أحمد عمر وزير التعليم العالي حينئذ حيث تم بموجبها إتاحة الفرصة لاستيعاب أعداد كبيرة من الطلاب في الجامعات والكليات الجديدة التي تم إفتتاحها ولكن مع ذلك ليت المسئولين في حكومة السودان استوعبوا الأراء والملاحظات والتوصيات التي قدمها الأستاذ الدكتور عبد الوهاب بوب الذي خلف الأستاذ الدكتور ابراهيم أحمد عمر في وزارة التعليم العالي وخصوصا فيما يتعلق بدمج الجامعات والكليات الجديدة في بعضها أو الحاقها كفروع للجامعات القديمة وذلك بغرض التقليل من المصروفات والنفقات الادارية ولحاجة مثل هذه الجامعات الجديدة لإمكانيات مادية وبشرية كبيرة لتؤدي دورها المطلوب أكاديميا وبحثيا ومجتمعيا بكفاءة .
غير انه وعلى الرغم من هذه الثورة التعليمية فللأسف الشديد فان أبناء المغتربين السودانيين وخصوصا طلاب الشهادة العربية وبالأخص الممتحنين من المملكة العربية السعودية كانوا الأقل نفعا منها بل الأكثر تضررا من تطبيقها بسبب ما لحق بهم من حيف وظلم نتيجة للسياسات المجحفة التي انتهجتها وزارة التعليم العالي فيما يتعلق بنظام القبول في هذه الجامعات حيث أصبحت سياسة القبول تديرها وتتحكم فيها فئة قليلة من المسئولين في هذه الوزارة وبصورة اعتباطية ومزاجية بعيدة كل البعد عن المنهجية والمنطق وتراهم كل عام يتفنون في كيفية ايقاع اكبر الأذى وأشد الضرر بطلاب الشهادة العربية وخصوصا الشهادة السعودية معتقدين أن هؤلاء المغتربين هم البقرة الحلوب وان جيوبهم مليئة بالمال وأن حساباتهم ذاخرة بالريال والدرهم والدولار وان خزائنهم تفيض ذهبا وفضة وعليه يجب عليهم تمويل العجز في هذه الجامعات قديمها وحديثها من خلال نظام القبول الخاص وهم لا يدرون – لأنهم يعيشون في أبراجهم العاجية – أن هؤلاء المغتربين هم أكثر الناس فقرا وعوزا وان جيوبهم فارغة بل مقدودة وأن حساباتهم بيضاء ( مصفرة ) لا تسر الدائنين بل ان البعض منهم يستحق الزكاة . وكما يعلم الجميع فلقد تغيرت الظروف الاقتصادية في بلدان الاغتراب حيث تقلصت الفرص الوظيفية بصورة كبيرة لغير مواطني هذه البلدان وارتفعت الأسعار و التكلفة المعيشية وجمدت المرتبات او بالاصح خفضت بالنسبة للكثيرين هذا بالاضافة الى الالتزامات الاسرية للمغتربين نحو اسرهم وأهلهم في السودان فكيف وبالله نسألكم يمكن بعد كل هذا ان يتمكن هؤلاء المغتربون التعساء من دفع تكاليف ومصاريف ابنائهم الدراسية بنظام القبول الخاص ؟؟؟؟؟ أو لم أقل لكم أيها السادة ان هؤلاء المسئولين يعيشون في ابراجهم العاجية لا يحسون أو يشعرون بمعاناة مواطنيهم ؟؟
إن المغتربين لا يريدون الاستئثار بالمقاعد والفرص الدراسية في الجامعات لابنائهم أو يلحقوا ضررا بأبنائهم طلاب الشهادة السودانية فهم أيضا أبنائهم ويريدون لهم كل الخير تماما كما يريدونه لابنائهم في المهجر ولكنهم فقط يبحثون عن العدل والمساواة والانصاف عند تقييم الشهادة العربية واقامة معايير عادلة ومنصفة وعلى اسس علمية ومنهجية بعيدة عن المزاجية والاعتباط والتصلب وفي هذه الخصوص فلقد بادر المغتربون باقامة مؤتمرات وندوات وورش عمل داخل وخارج السودان خاصة بمشكلة تعليم أبناء السودانيين العاملين بالخارج وتقييم الشهادة العربية وكان بعضها تحت رعاية واشراف جهاز المغتربين والبعض الاخر تحت رعاية السفارات السودانية بالخارج حيث قدمت اوراق عمل وبحوث ودراسات علمية في هذا الخصوص قدمها علماء وخبراء ومتخصصون واساتذة جامعات وأذكر هنا وعلى سبيل المثال لا الحصر الاوراق و الدراسات التي قدمها أساتذة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وأساتذة جامعة الملك فيصل بالمنطقة الشرقية وتبنتها الجالية السودانية بالمنطقة الشرقية وقدمتها لأعلى المسؤلين في الحكومة حيث لم تصل فقط لوزير التعليم العالي بل وصلت أيضا الى السيد رئيس الجمهورية والى السيد نائب رئيس الجمهورية وجميعهم أثنى على هذه الدراسات والتوصيات وقالوا بانها منطقية وعلمية وعملية ووعدوا بتطبيقها هذا بالاضافة الى ما قدمه أساتذة جامعة الملك سعود بالرياض أيضا من دراسات وتوصيات في هذا الخصوص وكذلك ما قدم من توصيات خلصت اليها ورشة العمل التي عقدت قبل ثلاثة سنوات تقريبا والتي كانت تحت رعاية وزاراة مجلس الوزراء ووزارة التعليم العالي نفسها هذا اضاقة الى ما قدمه الاخوة خبراء التعليم و اساتذة الجامعات في الدول العربية الأخرى من دراسات وتوصيات في هذا المجال اضافة الى المؤتمرات واللقاءات السنوية التي يعقدها المغتربون في الاجازة الصيفية من كل عام في الخرطوم تحت رعاية جهاز المغتربين ولكن ما حصل وماذا كانت النتيجة ؟؟ لاشئ نعم لاشيء لقد كانت كلها وعودا في وعود ذهبت كلها ادراج الرياح و كما يقول أهلنا في القرى (مدفع في بحر ) كناية عن عدم الفائدة منها هذا مع العلم أن هنالك وفود من وزارة التعليم العالي وادارة القبول تأتي سنويا الى المغتربين قي بلدانهم بحجة مقابلتهم والاجتماع بهم وتلمس قضاياهم ومعرفة ارائهم فيما يتعلق بنظام القبول بالنسبة لأبناء المغتربين في الجامعات السودانية وفي الحقيقة في البداية كان المغتربون يحسنون الظن بهم فتراهم يسارعون الى لقائهم والاجتماع بهم وتقديم التوصيات اليهم ويسارع أعضاء تلك الوفود الى تقديم الوعود المعسولة اليهم وطمأنتهم وتسكين روعهم وان هذه التوصيات عادلة وعملية وان وزارة التعليم العالي سوف تأخذ بها فينقلب المغتربون الى أهليهم مسرورين فرحين مصدقين ( مساكين ) بل وإمعانا في التمويه والتضليل يقوم أعضاء الوفد يإعطاء ارقام هواتفهم النقالة والثايتة للمغتربين بغرض الاتصال بهم عند الضرورة ولكن ما ان تحل اقدام أعضاء الوفد أرض الوطن ويحاول المغتربون الاتصال باحد هؤلاء فماذا كانت النتيجة ؟؟؟ فاذا اتصلت بالجوال تأتيك الاجابة الآلية ان هذه الرقم لا يمكن الاتصال به حاليا ( يعني مغاق ) أما هاتف المكتب فيأتيك رد السكرتير بعد أن يسألك ويستقصي منك ان المسئول في إجتماع واذا تجرأت واتصلت بالمنزل فتكون الاجابة بانه غير موجود حتى عرف المغتربون أخيرا حقيقة هؤلاء فعزفوا عن مقابلتهم والاجتماع بهم وادركوا ان هؤلاء يأتون لقبض وصرف بدل السفريات والانتداب الذي يمنح لهم بالعملة الصعبة وانهم يأتون بغرض التسوق والتبضع في اسواق الخليج وان ليس في همهم او اولياتهم الباطنة مشكلة قبول ابناء المغتربين في الجامعات وربما كانوا معذورين لانهم يدركون ان كل هذا تحصيل حاصل وان كل شيء مرتب ومجهز ومعد مسبقا من قبل أشخاص معينين وقلة قليلة تتحكم في نظام القبول وانه لن يؤثر في قرارها أي شيء حتى لو كانت توصيات او قرارات أتتها من رئاسة الجمهورية نعم هذه هي الحقيقة و هو الحاصل
أما فيما يتعلق باختياري لعنوان هذه المقالة بالإبادة الجماعية لأبناء المغتربين نعم فان ما تطبقه هذه الفئة من المسئولين بوزارة التعليم العالي وادارة القبول التابعة لها تعتبر ا مجزرة لكل طموحات وآمال ابناء المغتربين ومن ثم ابادة جماعية لهم ولتطلعاتهم في الالتحاق بالجامعات السودانية الحكومية . فماذا بربكم تصفون من يجد ويكد ويجتهد ويتفوق ويحصل على اعلى الدرجات ثم يجد نفسه مبعدا وغير مقبول في الجامعات والكليات التي يستحقها وحتى لا نلقي الكلام على عاتقه فسنضرب لكم مثالين على ذلك وفي هذا العام , أولهما ان طالب الشهادة العربية السعودية الحاصل على نسبة 99.4% غير مقبول في أي من كليات الطب والاسنان والصيدلة في جامعات الخرطوم والجزيرة والنيلين والأزهري وأم درمان الاسلامية وبالطبع الهندسة الكهربائية وهندسة النفط بجامعة الخرطوم وثانيهما ان طالب الشهادة العربية السعودية الحاصل على نسبة 98% غير مقبول في أي كلية من كليات الطب اوالاسنان او الصيدلة في جميع جامعات السودان .....وحتى تتضح الصورة أكثر هنالك عدد من النقاط الهامة التي يجب ابرازها :
( 1 ) القول بأن مواد الدين واللغة العربية كثيرة في المنهج السعودي . ونحن نقول نعم فهي كثيرة ولكن هذه كان يجب ان تحسب لصالحهم ولبست ضدهم حيث ان هذه المواد تشكل عبئا اضافيا على الطالب لان هذه المواد لا تدرس خصما على المواد العلمية والاكاديمية الاخرى ولا على حسابها بل تدرس اضافة للمواد العلمية والاكاديمية المكثفة والتي يذخر بها المنهج الدراسي السعودي
( 2 ) ان المنهج الدراسي السعودي يتميز بكثافته وقوته وخصوصا في المواد العلمية مثل الرياضيات والأحياء والفيزياء والكيمياء والدليل على ذلك ان هذه المواد والتي تدرس في المرحلة الثانوية السعودية وخصوصا في السنة الثالثة هي نفسها تدرس في السنة الاولى في الجامعات السودانية قي كليات الطب والاسنان والصيدلة وغيرها من الكليات العلمية ..
( 3 ) عدد السنوات الدراسية لمراحل التعليم العام في المملكة العربية السعودية تزيد عن عدد سنوات الدراسة للتعليم العام ( ما قبل الجامعة ) بسنة كاملة حيث ان طلاب الشهادة السعودية والعربية بصفة عامة يقضون 12 سنة دراسية قبل الجلوس لامتحانات الثانوية ( 6 سنة ابتدائي + 3 سنة متوسط + 3 سنة ثانوي ) بينما يقضي طلاب الشهادة السودانية 11 سنة فقط قبل الجلوس لامتحانات الشهادة ( 8 سنة أساس + 3 سنة ثانوي )
( 4 ) لا توجد مدارس سودانية او مدارس تدرس المنهج السوداني في المملكة العربية السعودية يمكن للمغتربين السودانيين ادخال ابنائهم فيها حتى يمكن تفادي مشكلة الشهادة العربية حيث لايسمح النظام التعليمي السعودي بفتح أي مدرسة عربية غير المدرسة السعودية وذلك باستثناء المدرسة الوحيدة التابعة للسفارة السودانية في الرياض وبالطبع فان المملكة العربية السعودية بلد كبير وواسع والسودانيون منتشرون في مختلف بقاعها ومدنها والتي تبعد عن بعضا مئات بل آلاف الكيلومترات مما يستحيل معه ارسال أولادهم أو بناتهم للدراسة في الرياض بل ان هذه المدرسة لاتستطيع استعاب كل الطلاب المقبمبن في الرياض ان ارادوا ذلك وهكذا فلا خيار لهم الا الدراسة في المدارس السعودية
( 5 ) غير مسموح في السعودية بالإعادة أو الجلوس مرة ثانية بالنسبة للشهادة الثانوية بينما نجد ان نظام الإعادة والجلوس مرة ثانية وثالثة وغيرها بالنسبة لطلاب الشهادة السودانية شيء مسموح ومعترف به أي ان طالب الشهادة السعودية ليس لديه الا فرصة واحدة بينما الفرص متاحة مرات عديدة لطالب الشهادة السودانية ..
( 6 ) ان نظام الفصل الدراسي المطبق في المملكة العربية السعودية لا يعتبر منقصة أو امرا معيبا لان هذا النظام مطبق في العديد من الجامعات السودانية وعلى رأسها جامعة الخرطوم ( كلية الزراعة ) وجامعة الجزيرة وجامعة شندي وجامعة بخت الرضا وغيرها ويعتبر النظام الأفضل بالمقارنة مع نظام العام الدراسي الواحد ..
( 7 ) يجب الغاء نظام الإستثناءآت في القبول للجامعات السودانية وأعني بذلك أبناء الشهداء والمجاهدين وأساتذة الجامعات السودانية لان في ذلك مدخل للمحسوبية وظلم للآخرين ويجب ان يكون المعيار أكاديميا بحتا أو يمكن معالجة هذه الاستثناءات بطريقة أخرى عادلة وهي ان يتم قبولهم ضمن كوتة القبول الخاص على تتولى رئاسة الجمهورية دفع رسوم أبناء الشهداء و ( المجاهدين ) وان تتولى الجامعات دفع رسوم ابناء أساتذتها ..مع العلم أيها السادة ان المجاهدين حقيقة هم المغتربون فهم في جهاد دائم من أجل لقمة العيش الكريم كما ان المغتربين هم الشهداء الأحياء
خاتمة : اننا ندعوا المسئولين في وزارة التعليم العالي الى اعادة النظر في نظام القبول المتعلق بطلاب الشهادة العربية بصورة عامة وطلاب الشهادة السعودية بصفة خاصة لانهم الاكثر تضررا , وتبني المنهج الشوري لا الفردي مسترشدين بما قدم من دراسات واوراق عمل ويحوث وتوصيات قي هذا الخصوص وفي حالة فشل وزراة التعليم العالي في ذلك فننا نطالب بانشاء مفوضية خاصة تسمى مفوضية القبول للجامعات تضم ممثلين لوزارة التعليم العالي واساتذة الجامعات وخبراء التعليم من السودانيين العاملين بالخارج وممثلين لوزارة العدل لوضع وتطبيق الأسس الصحيحة والعادلة للقبول في الجامعات وخصوصا طلاب الشهادة العربية كما نطالب جميع الأخوة المغتربين مواصلة السعي الجاد ومن خلال كل القنوات والامكانيات المتاحة من اجل تغيير هذه السياسة المجحفة في حق ابنائهم في القبول في الجامعات السودانية منطلقين من قاعدة لا ضرر ولا ضرار
هاشم علي السنجك ..جامعة الملك فيصل ...المملكة العربية السعودية
[email protected]
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| ابادة جماعية لأبناء المغتربين/هاشم علي السنجك ..جامعة الملك فيصل ... | بكرى ابوبكر | 08-21-07, 02:05 PM |
| Re: ابادة جماعية لأبناء المغتربين/هاشم علي السنجك ..جامعة الملك فيصل ... | اسعد الريفى | 08-21-07, 04:38 PM |
| Re: ابادة جماعية لأبناء المغتربين/هاشم علي السنجك ..جامعة الملك فيصل ... | اسعد الريفى | 08-21-07, 05:08 PM |
| Re: ابادة جماعية لأبناء المغتربين/هاشم علي السنجك ..جامعة الملك فيصل ... | عفاف أبو حريرة | 08-21-07, 05:33 PM |
| Re: ابادة جماعية لأبناء المغتربين/هاشم علي السنجك ..جامعة الملك فيصل ... | Alshafea Ibrahim | 08-21-07, 06:21 PM |
| Re: ابادة جماعية لأبناء المغتربين/هاشم علي السنجك ..جامعة الملك فيصل ... | Al-Shaygi | 08-21-07, 08:18 PM |
| Re: ابادة جماعية لأبناء المغتربين/هاشم علي السنجك ..جامعة الملك فيصل ... | بكري الصايغ | 08-21-07, 10:10 PM |
| Re: ابادة جماعية لأبناء المغتربين/هاشم علي السنجك ..جامعة الملك فيصل ... | بكرى ابوبكر | 08-22-07, 05:40 PM |
| Re: ابادة جماعية لأبناء المغتربين/هاشم علي السنجك ..جامعة الملك فيصل ... | اسعد الريفى | 08-22-07, 05:46 PM |
| Re: ابادة جماعية لأبناء المغتربين/هاشم علي السنجك ..جامعة الملك فيصل ... | اسعد الريفى | 08-23-07, 07:53 AM |
|
| |
بكرى ابوبكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست