سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عزاز شامي(عزاز شامي)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-06-2009, 09:24 AM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ (Re: عزاز شامي)

    Quote: غربا باتجاه الشرق
    مصطفى عبد العزيز البطل

    مفكرة الخرطوم (2): حوار مع فتحى الضو

    (١)

    كتبت الأسبوع الماضي أن عقلي ووجداني استقرا على الاستجابة لدعوة العصبة المنقذة للمشاركة في الملتقى الحواري الإعلامي بالخرطوم في وجه معاظلات رجال ونساء من الأخيار، كان في مقدمتهم صديقي الصحافي والسياسي الأستاذ فتحي الضو. وفتحي هو من يقرأ المسودة الأولى لمقالاتي قبل إكمالها ونشرها، تماماً كما أقرأ أنا المسودة الأولى لمقالاته. في الإنجليزية يطلقون عبارة (ساوندنق بورد) على طرفي هذا الشكل من العلائق. وفي العبارة معنى أن يكون الواحد مرآة أخيه. وقد نصحني فتحي والحق يقال في المشهد والمغيب، وأمحضني النصح على توالي السنين، وأمحضته إياه سواءً بسواء. وفتحي من الذين إذا صادقوا أوفوا الصداقة كيلها وزادوا، وإذا آمنوا برأي أو فكرة استعصموا بها وتمترسوا حولها. أناوشه بين الفينة والفينة ببيت على ابن الجهم (أنت كالكلب فى الوفاء / وكالتيس في قراع الخطوب). هل أخذنا كل الوقت بنصح أحدنا للآخر؟ كلا. ولكن المهم أن النصح كان في جملة أحواله صادقاً ومتجرداً وخالصاً لوجه الله تعالى.


    (٢)

    إلا أن هناك خلاف بيّن في الرؤى، عند تشخيص الهم الوطني، بيني وبين صاحبي. إذ بدا لي من خلال متابعة متأنية مستطردة لإسهاماته ككاتب قيادي خلال العامين المنصرمين أن فتحي، الذي كتب في الماضي كتاباً كاملاً عنوانه (محنة النخبة السودانية)، أصبح يرى أن محنة السودان في حاضرها تبدأ وتنتهي عند الحركة الإسلامية و(العصبة ذوي البأس) من رجالها. والفقير لربه يرى أن محنة السودان تبدأ وتنتهي عند مثقفيه ومتعلميه وفي طليعتهم من يُفترض أنهم قادة الرأي والفكر ومهندسو الحراك السياسي والثقافي بين قواه المدنية بشكل عام، وأن عجز هذه القوى وخبالها، وأخشى أن أقول هشاشة النسيج الخلقي في قماشتها، وتفشي الروح الانتهازية بين صفوفها هو الذي قاد السودان إلى مشهده الراهن، وهو المشهد الذي انبسطت فيه الحركة الإسلامية إنبساطاً أريحياً على ساحة الوطن كله ومدّت رجليها، ولكنها جعلت بساطها أحمدياً تجلس على حوافه كل القوى الأخرى المستأنس منها والمستوحش. وتلك قضية دلقت على متنها وحواشيها في زمن مضى نصف طن من الحبر.

    ويستتبع الخلاف في الرؤى بالضرورة تباين في منهجية الخلاصات والمخارج. عندى أن الحل يكمن في استراتيجية الصعق الكهربائي، بحيث تتواطأ جميع القوى المدنية على نوع من العلاج لعجزها التاريخي المستحكم، يشبه الخضوع لذلك الصاعق الذي يستخدمه الأطباء لإحياء القلب وإعادة تدويره عند ضحايا الذبحة الصدرية. وكنت في حقبة الثمانينات قد وجهت سهام نقد حاد إلى واحدة من القوى السياسية الرئيسة التي علَّقت عليها جماهيرها آمالاً عراض بُعيد انتفاضة أبريل، وهي الحزب الشيوعي السوداني، فقد رأيت ان ذلك الحزب بثقله التاريخي وقوته القطاعية المقدّرة، قد جعل قصارى كدِّه و ذروة همّه، وهو يخوض تجربة الانتخابات النيابية عام ١٩٨٦م، مقارعة الجبهة الإسلامية القومية قراعاً لفظياً وتبخيسها وتنفير الناس عنها. وأذكر وقتها اننى قلت للرمز الشيوعى محمد إبراهيم نقد في حوار قصير دار بيني وبينه، في فيللا رجل الأعمال صلاح الدين إبراهيم أحمد بالخرطوم، ان شعار الحزب الذي ملأ الشوارع وغمر الساحات آنذاك وهو (يا محمد أحمد همّتك.. ما تخلي سادن قمتك) شعار بائس قمئ، وان الأناشيد التي تروجها حملات الحزب في الاحياء والتي تردد شعارات من شاكلة (السدنة ديل ما تصوتولهم) أكثر بؤساً وقماءة. لماذا؟ لأن القوى السياسية الواثقة والمؤثرة والمتطلعة لقيادة التغيير الديمقراطي لا ينبغي لها أن تبني خطابها التعبوي الجماهيري على شتيمة الآخرين ومنابذتهم بالألقاب وتبخيس بضاعتهم، وإنما تبنيه على عرض بضاعتها هي وترويج مفهوماتها وطروحاتها الفكرية الذاتية وسعايتها بين الناس، واستنفار برامجها القومية وأدواتها السياسية والثقافية والاجتماعية المظنون فى قدرتها على التصدي لقضايا الامة، ثم تطمح من فوق هكذا أرضية الى مواددة الشارع العام واستقطاب وعيه.

    محنة الحزب الشيوعي في عام الانتخابات الثمانينية لا تختلف فى قليل او كثير عن محنة المشهد السياسي الوطني الراهنة. لا يكفي، بل لا يعقل، أن تكون كل بضاعتك هى "تبخيس بضاعة الآخرين". الأصح أن تعرض بضاعتك أنت. والأهم من ذلك كله أن يكون عندك - في المكان الأول - بضاعة قابلة للعرض! والذي أخشاه أننا كمتعلمين ومدعين للمعرفة ومنتحلين للأدوار في سوح المدافعة السياسية والثقافية ظللنا مثل منتجي أفلام السينما العربية، نصنع أفلاماً، نعلم أن قطاعاً كبيراً من الجمهور يعشقها، ولكنها في نهاية المطاف لا تبدد ليلاً ولاتجدد نهاراً. نبيع للجمهور قصصاً وروايات وحواديت عن مسالب نظام الإنقاذ وفساد أركانه وبشاعة رموزه وخطره على السودان، دون أن نعرض على قومنا منتجات حقيقية موازية قابلة للتسويق السياسي، تطرح البديل ومزاياه وخطط التغيير وطرقه، ودون أن نقدِّم عطاء حقيقياً في مضمار تنمية المناخ الحيوي الذي تتفاعل في بيئته موجبات التغيير. وها نحن بعد عشرين عاماً من عمر الوطن، انسربت عبر مضيق الزمن الممتد من ١٩٨٩م إلى ٢٠٠٩م، نجد أن المواطن السودانى، الذي هو موئل التثقيف السياسى ومادته، قبض الهواء!


    (٣)

    ترانى قلت في وصف صديقي فتحي: "الصحافى والسياسى". ولعلك تساءلت: من أين له بصفة السياسى؟ والإجابة عندى: من كتابه الذائع (سقوط الأقنعة)، الذي جمع بين دفتيه قصة صعود وأفول أكبر حركة معارضة سياسية في تاريخ السودان، عرفت باسم التجمع الوطنى الديمقراطى. وفي الكتاب تتضح بجلاء صلات فتحي العضوية والوظيفية بالحزب السياسي الذي عرف باسم التحالف الوطنى. وكون صديقي ينفي عن نفسه صفة الناطق الرسمي باسم حزب العميد عبد العزيز خالد منذ تأسيسه وحتى اليوم لا يضعه في موقف أفضل من موقفي عندما نفى عني وزير الإنقاذ كمال عبد اللطيف في خطابه الافتتاحي أمام الملتقى الحواري صفة الارتزاق فقال: (لم تكن كتابات مصطفى البطل ارتزاقاً...)، إذ بمجرد أن أكمل الوزير تلك العبارة مال علىَّ صديقي الآخر، مدير تحرير صحيفة (الرأي العام) ضياء الدين بلال، الذي كان يجلس على يساري، وهمس في أذني: (طبعاً الكلام ده معناه إنت مرتزق!).

    وعندما عرض فتحي لوحه على شيوخ التحالف، ممن كان لهم في بنائه وتطوره سهم وافر، خرج واحد من المخضرمين هو الأستاذ صديق محيسي، الذي ترأس المجلس الوطني للتحالف في فترة من أحرج فتراته، ليبدي استغرابه ويأخذ على فتحي في مقال منشور أنه في كتابه (سقوط الأقنعة) صوَّر نفسه عامداً متعمداً في صورة المراقب المحايد المستقل ولبس لبوسه واعتمر قلنسوته، واتخذ من تلك الصفة ستاراً لتصفية حسابات العميد عبد العزيز خالد مع خصومه السياسيين داخل التحالف، الذين هم خصوم فتحي نفسه! واستطراداً لدور صاحبي في تسويق حزبه السياسي وتلميعه كتب قبل أسبوعين مقاله المنشور (الصغار الذين أولموا الكبار درساً)، وفيه وصف المؤتمر الثالث للتحالف الوطني الذي التأم في الخرطوم الشهر الماضي بأنه (خطوة غير مسبوقة خلخلت ثوابت راسخة في مضمار العمل السياسي في السودان). واحتفى احتفاءً شديداً بما أسماه تخلي رئيس المكتب التنفيذي العميد عبد العزيز خالد عن موقعه التزاماً بمبدأ عدم تولي أي شخصية لهذا المنصب لأكثر من دورتين. وقرَّع فتحي شعب السودان تقريعاً ونعى عليه أنه لم يحتفِ بهذه الظاهرة السياسية غير المسبوقة فكتب: (كان ينبغي الاحتفاء [بالظاهرة] بصورة تليق بتفردها ولكن فيما يبدو فإن زامر الحى لا يُطرب).

    غير أن صاحبي نسيَ أن يزوِّد شعبه بمعلومة من الأهمية بمكان، وهي أن العميد عبد العزيز لم يتخلَّ إلا عن صفة مراسمية شكلية، ولكنه في حقيقة الأمر ما زال يشغل ويتمسك بمنصب رئيس المجلس المركزي للحزب. والذين يعرفون تاريخ حزب التحالف ومأساة انقسامه في بدايات الألفية يدركون حتماً أن العميد كان قد أُطيح به وفقَد موقعه ونفوذه بسبب إخفاقه في السيطرة على المجلس المركزي ورئيسه الراحل البروفيسور الشيخ عبد العزيز عثمان، وأن ذلك الكيان يشكل في حقيقة الأمر القوة الفعلية الحاسمة داخل الحزب. وبهذا التدبير السياسي فإن العميد عبد العزيز لم يفعل أكثر من كونه ترسَّم خطى رجل روسيا القوي فلاديمير بوتين، الذي كان ولا زال يمسك بزمام الأمور في بلده بيد من حديد. وكان بوتين قد أعلن لشعبه انه سيتقيد بالنص الدستوري الذي يحدد فترات الرئاسة، فكان أن اختار شاباً وسيماً من أقرب خلصائه هو ديميتري مديفيف ودفع به إلى مقعد الرئاسة ثم نصَّب من نفسه رئيساً للوزراء يدير الأمور – كقائد أبدي لروسيا - من وراء ستار!

    ما صلة هذا كله بما نحن فيه؟ ما هو الرابط بين حزب التحالف وفعالياته الداخلية وبين قضيتنا؟ الصلة والرباط تعرفهما، أيها الأعز الأكرم، عندما تدرك أننا نتجه إلى توصيف وتقويم المشهد السياسي السوداني بأسره وتدارس العلاقة بين كل القوى السياسية السودانية، أحزاباً ومجتمعاً مدنياً، من ناحية ونظام الإنقاذ الحاكم من ناحية أخرى. نفعل ذلك وفى غرضنا أن نسلط الضوء، في أعقاب تداعيات ملتقى الحوار الإعلامي مؤخراً، على بعض مظاهر الانفصال الشبكي وعمى الألوان في حياتنا العامة، فنبصّر أنفسنا ونذكِّر الناس بالحقائق كما هي على أرض الواقع. فقد بدا لنا مما نراه حولنا من الاستعراضات البهلوانية وعروض ( الثلاث ورقات) وبيع الترام بالجملة لعامة الناس، أن التبصرة والتذكرة ربما أعانت بعض الضحايا على الاستشفاء من حالة التوهان والتسمم الذهاني والاستغراق في أحلام اليقظة، والفكاك من جحيم الإفراط في ممارسة العادة السرية السياسية!

    وحزب التحالف الذي نأمل أن يتولى فتحي، لو أذِن الله، منصب وزير الإعلام في حكومته، حال فوزه في الانتخابات المقبلة، يجيئ في طليعة الأحزاب المتحاورة والمتعاملة مع نظام الإنقاذ تعاملاً شاملاً كاملاً غير مشروط. ونحن نعلم أن مشروع إعادة تأهيل وتوظيف عدد مقدّر من عناصر الحزب ومقاتليه الذين صدوا إلى البلاد من اريتريا عقب انفضاض مولد النضال المسلح تم ضبطه ومعالجته، عملاً وتعليماً وكسباً ومعاشاً، بالتنسيق بين جهاز الأمن والمخابرات وقيادة التحالف. ومالنا نلج بأنفسنا موالج الحرج وأمامنا الرجل الثاني في الحزب يشغل موقعاً دستورياً رفيعاً في مؤسسات نظام الإنقاذ!


    (٤)

    طائفة الكتاب الصحافيين والمهنيين المحترفين لصناعة الإعلام هم في نهاية الأمر فئة من فئات المجتمع المدني. والذي نراه في المشهد السياسي السوداني كما يتجلَّى أمام ناظرينا أن كل القوى السودانية المستظلة بظلال الشرعية الدستورية التاريخية، والمكونة لعضوية الجمعية التأسيسية المنتخبة انتخاباً ديمقراطياً في العام ١٩٨٦م، وتلك المتلفحة برداء الشرعية الثورية ممثلة في حملة السلاح وعلى رأسها الحركة الشعبية لتحرير السودان، حاورت الإنقاذ وفاوضته وساومته وتواثقت معه وانخرطت انخراطاً وظيفياً في مؤسسات حكمه. حاورت هذه القوى وفاوضت وساومت في عهود لم تكن فيها رقابة على الصحف، لا لشئ إلا لأنه لم تكن هناك صحف يسمح لها بالصدور أصلاً بخلاف صحف السلطة الحاكمة، إلا من رحم ربك. ثم أنها حاورت وفاوضت وساومت وبيوت الأشباح قائمة، والتعذيب مستطرد، والسجون مشرعة تقول هل من مزيد. وننظر إلى هذه القوى المتماهية في هياكل الحكم اليوم فنراها تبذل لسلطة الإنقاذ من شرايين شرعياتها التاريخية والثورية بذلاناً ممدوداً في غير منّ ولا أذى. بل هي صديق الإنقاذ وقت الضيق، اتحدت قلباً واحداً ويداً واحدة، من أقصى اليمين التقليدي إلى أقصى اليسار الشيوعي لترمي عن قوس واحدة، ترد عن الإنقاذ غوائل أوكامبو ونسوة الجنائية الدولية. المواقف مسطورة والبيانات منشورة. ثم نزيدك من القصيدة موشحاً: تتفاوض الأحزاب السياسية الرئيسة المعارضة عياناً بياناً مع النظام لدعم ترشيح الفريق البشير لرئاسة الجمهورية والتحالف مع حزب المؤتمر الوطني في الانتخابات النيابية!

    فيم إذن الهلع والجزع وشق الجيوب والبكاء على أطلال المبادئ الذي رأيناه عند كثيرين، والغلظة والسخرية المريرة التي رأيناها عند صاحبنا فتحي وهو يسطر مقاله المعنون (حصاد الهشيم في ملتقى الإعلاميين)، ينعى إلى شعبه الفئة الضالة التي استصوبت لنفسها رأياً بالمشاركة في مؤتمر حواري مع حكومة الإنقاذ؟ على الأقل هذه الفئة الضالة لم تفاوض الإنقاذ في شئ ولم تعده بشئ. كل ما فعلته انها وقفت عند الباب و(تاوقت) لترى بعيني رأسها قيادات البلاد، يساراً ويميناً، التي انتخبها الشعب في آخر انتخابات حرة مباشرة، وتلك التي لم ينتخبها ولكنها قررت من عندها أنها تمثل (طلائع جماهيره) تجلس في بطن الدار آمنةً مطمئنة لكأنها (ست البيت). ألا ترانا نغرق شعبنا في لجج الأوهام ونبيعه الترام حين نقرّعه وننعى عليه – كما قرّعه ونعى عليه فتحي - إخفاقه في الاحتفاء بحزبه، التحالف الوطني السوداني، وتوقير إنجازاته التي وصفها بأنها (غير مسبوقة)، في وقت يشارك فيه هذا الحزب، مع غيره، في نظام الإنقاذ مشاركة فعلية ويجلس ممثليه تحت قبة برلمانه، وهو حزب يدعي في أدبياته انه يمثل (طلائع الجماهير السودانية)، ثم نقيم الدنيا ولا نقعدها لأن أفراداً معدودين اختاروا حضور منتدى حواري ينعقد بالخرطوم لأيام ثلاث ثم ينفض. والكتاب الصحفيون والإعلاميون المهنيون في مبتدأ الأمر ومنتهاه شخصيات فردية مستقلة لا تمثل إلا نفسها ولا تنطق إلا بلسانها. لم يزعم واحد منهم قط انه يمثل (طلائع الجماهير السودانية)!

    (٥)

    ولكن ربما لم يكن فتحي في حصاد هشيمه الذي صب فيه جام غضبه على الملتقى والمشاركين فيه يصدر عن رفض مبدئى لفكرة مشاركة عناصر صحفية من تكوينات المجتمع المدني، ذات استقلالية فكرية ومهنية، بصفاتها الشخصية، في منتدى حواري تنظمه حكومة الإنقاذ بعد عشرين عاماً من وصولها للحكم. فتحي الذي أعرفه أحدُّ ذكاءً وأرجح عقلاً من أن يورط نفسه فى منزلقٍ وعرٍ كهذا وهو يرى أهل بيته وقادة حزبه يتوهطون أمام الدنيا والعالمين مقاعد وثيرة في صالون النظام الإنقاذي. ولكننا نفهم من مقاله انه، وإن لم يكن لديه اعتراض على مبدأ المشاركة، إلا انه يأخذ على المشاركين أنهم لم يشترطوا على النظام شروطاً لحضورهم منها رفع الرقابة القبلية عن الصحف. ويذكرني منطق صاحبي بحوار قديم، نظمه في نهاية التسعينيات، وسط مناخ سياسي بالغ التعقيد، مركز السودان للديمقراطية والسلام والحقوق المدنية، وأدارته الدكتورة سعاد تاج السر المحاضرة بجامعة ولاية اوهايو، لمناقشة دعوة كان قد أطلقها الصحافي السوداني البارز السر سيدأحمد، طالب فيها كل قيادات وكادرات التجمع الوطني المعارض بمغادرة العواصم العربية والإفريقية والأوربية والعودة إلى الوطن ومواصلة العمل السياسي المعارض من داخله. لم يقف وقتها داعماً للنداء في مواجهة هجمة هستيرية عارمة كادت تهلك الحرث والنسل غير كاتب هذه الكلمات، إلى درجة أن الاستاذ السر سيدأحمد، صاحب الدعوة نفسه، إنشقت الأرض وابتلعته فاختفى من مسرح الحوار وتركني وحيداً يضطرب سفيني وسط شلالات موّارة من الاستهجان والاستنكار. قال نصراء المعارضة آنذاك إن فكرة العودة إلى السودان غير مطروحة إبتداءً، اللهم إلا إذا استجاب النظام لشروط محددة منها: إعادة الديمقراطية! سألناهم يومها: ومن يعيد الديمقراطية؟ وما دوركم أنتم إذا أعادها نفس النظام الذي انقلب عليها؟ ولنفرض جدلا أن إنساً أو جناً أعادها، فما حاجة شعب السودان إلى عودتكم بعدها؟

    الأصل في العمل السياسي الراشد أن من يطلب الحقوق يلتمس حاجته في مظانها، سلماً أو حرباً. ولا يرسل الشروط إلى من صادروها عبر أثير الأسافير من فوق ظهر كومبيوتر نقال. النضال السياسي عماده العمل من داخل كل المنابر والساحات المتاحة ووسط كل البشر، بهدف خلق وعي تغييري واستبدال الواقع الماثل بمنظرٍ جديد. وهكذا فأن ذات السؤال القديم المتجدد يعود لينتصب فنجابه به صديقنا فتحى: لو أن النظام استجاب لشروطكم برفع الرقابة وتوفير الحريات بدون قيد أو شرط فمن يحتاجكم في الخرطوم بعد ذلك؟! الكادر اليساري المتمرس محمد سيد أحمد عتيق وصحبه الذين صاغوا البيان الختامي للملتقى الإعلامي كتبوا في وثيقتهم، ولنا بالقطع مآخذ عليها: (الإعلاميون العاملون بالخارج يطالبون الحكومة برفع الرقابة على الصحف...). ورفع ممثلهم عقيرته بهذا النداء من فوق المنصة التي جلس على أريكتها نافع على نافع وغيره من رموز النظام، بحضور وتوثيق أجهزة الإعلام المحلية والاقليمية والدولية وسفراء ودبلوماسيين من الدول الأجنبية، ثم ركب عتيق وصحبه الطائرات وعادوا من حيث أتوا. قل لي – وأنت أصدق من عرفت - أيهما أفضل: أن تجلس في شيكاغو وتملي شروطاً على الهواء، أم تركب الهواء نفسه إلى حيث نافع على نافع وتقول له وعينك في عينه: أنا فتحي الضو وغيري من الكتاب الصحفيين نطالب برفع الرقابة .. ؟! أما علمت يا صديقي أن تغيير المنكر باللسان، أعظم عند الله من محاولة تغييره بشروط مُرسلة من جهاز اللاب توب، وأن أفضل الجهاد عند الله كلمة حق عند مساعدٍ لرئيس الجمهورية؟!


    (٦)

    ما ضرَّ لو أننا – معشر المعارضين للنظام القائم - ترفقنا بقومنا وتواضعنا على كلمةٍ سواء. أن نراجع، ببصر مفتوح وبصيرة نافذة، مسيرة عشرين عاماً ظللنا ندور فيها حول أنفسنا دورات ودورات، كما الثيران في السواقي، فنقتص أثر خطى العقدين لنعرف أين تنكبنا الطريق وكيف توالت علينا الخيبات. ما ضرَّ - أخي فتحي - لو أنك وقفت معي كتفا بكتف فجابهنا إخوتنا ممن ظلوا يعاقرون نضال الملاذات والمنافي عشرين عاماً وقلنا لهم: لو كانت الأنظمة تسقط بالشتائم والسخائم والوعيد وعبارات السخرية ورسوم الكاريكاتير، نرسم ورقاتها ونحن مستلقين مسترخين على ضفاف نهر السين، لكان نظام الإنقاذ من يومنا جيفةً في بطن الأرض، ولكان سدنته أصفاراً على هامش التاريخ. ما ضرَّ لو تواثقنا على أن ننصح لقومنا بالحق، وإن كان مريراً كالعلقم - فنقول لهم إن أكذوبة الزحف المسلح من سهول اريتريا لتحرير الخرطوم قد ولَّت، وإن (الاجتثاث من الجذور) قد أضحى أثراً من الفولكلور الشعبي. ثم نقول لهم بلسان الناصح الأمين: لا تصيخوا سمعاً لأصحاب الصرْعات الهستيرية المنتحلة، والصرخات التهريجية المفتعلة، الذين يملأون الدنيا سؤالا وجوابا، تحت دعاوى الصمود والبسالة والنقاء الثوري، كلما سمعوا عن فرد أو جماعة من جماعات المجتمع المدني تجلس على مائدة واحدة مع رجال الإنقاذ. والله يعلم انهم كاذبون، وأنه التدجيل والتمثيل والضحك على الذقون. القوى السودانية ذات الوزن المقدر على اختلاف مشاربها، يميناً ويساراً، تجالس قيادات الإنقاذ وتحاورهم وتفاوضهم وتساومهم فرادى وجماعات في كل يوم تشرق فيه الشمس على رؤوس الأشهاد. ومن الخير لنا ولغيرنا أن نتصالح مع الواقع كما هو على أرض المشهد الوطني الذي فصّلناه ووصّفناه، وأن نكابد مع غيرنا من أبناء السودان في الداخل (وقد خلقنا الإنسان في كبد): ندافع الإنقاذ في عرينها مدافعةً، نقتلع الحقوق من فكها غلابا، ونوسّع مواعين المشاركة الديمقراطية غصباً، توسيعاً يستوعب التطلعات المشروعة لشعبٍ أجهده لؤم العصبة المنقذة، مثلما أرهقه نفر من بنيه استهوى أفئدتهم السهر في ليل الإنقاذ الطويل فاستعذبوه وتعشقوه، وعدّوا سهرهم نضالاً، وصدّقوا وهمهم الكبير، كما صدقت غانية قرطبة حملها الكاذب، وما انفكوا يرتجزون تحت ضياء الاقمار رجز ابن زيدون:( يا ليل طل أو لا تطل / لا بد لي أن أسهرك / لو بات عندى قمرى / ما بتُّ أرعى قمرك)!

    ولك يا صديق من بحيرات منيسوتا التحايا، والود الذى تعرف.


    نقلا عن صحيفة (الاحداث )
                  

العنوان الكاتب Date
سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عزاز شامي05-16-09, 06:29 PM
  Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ الطاهر ساتي05-16-09, 06:38 PM
    Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ سيف بخيت موسي05-16-09, 06:46 PM
      Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عزاز شامي05-16-09, 07:11 PM
    Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عوض محمد احمد05-16-09, 06:46 PM
      Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عزاز شامي05-16-09, 07:18 PM
    Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Galaleldin Abdalla05-16-09, 06:50 PM
      Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Adil Isaac05-16-09, 06:53 PM
        Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عزاز شامي05-16-09, 07:52 PM
      Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عزاز شامي05-16-09, 07:49 PM
    Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عزاز شامي05-16-09, 07:02 PM
      Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ سارة علي05-16-09, 07:09 PM
        Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ هشام آدم05-16-09, 07:18 PM
          Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ سارة علي05-16-09, 07:28 PM
            Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ هشام آدم05-16-09, 07:36 PM
              Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ سارة علي05-16-09, 07:38 PM
                Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ هشام آدم05-16-09, 07:45 PM
              Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ يوسف السماني يوسف05-16-09, 07:44 PM
                Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ هشام آدم05-16-09, 07:49 PM
                  Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ يوسف السماني يوسف05-16-09, 08:18 PM
                    Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ هشام آدم05-16-09, 08:34 PM
          Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عبدالمجيد صالح05-16-09, 07:45 PM
            Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ رغيم عثمان رغيم الحسن05-16-09, 08:07 PM
              Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ abubakr05-16-09, 08:25 PM
                Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef05-16-09, 08:45 PM
                  Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عمر عبد الله فضل المولى05-16-09, 08:49 PM
                Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عمران حسن صالح05-16-09, 08:57 PM
                  Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef05-17-09, 02:51 AM
                    Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef05-17-09, 03:05 AM
    Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عماد محمود علي05-17-09, 07:04 AM
  Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عزاز شامي05-17-09, 03:57 AM
    Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ isam elzein05-17-09, 04:02 AM
      Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Deng05-17-09, 07:10 AM
        Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ ادريس خليفة علم الهدي05-17-09, 07:46 AM
          Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Zomrawi Alweli05-17-09, 07:57 AM
            Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ أحمد الشايقي05-17-09, 08:14 AM
              Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ هشام المجمر05-17-09, 08:33 AM
              Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ معتصم الطاهر05-17-09, 08:37 AM
              Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ amar adam05-17-09, 08:41 AM
                Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ سارة علي05-17-09, 09:13 AM
                Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ رغيم عثمان رغيم الحسن05-17-09, 09:22 AM
                  Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ صديق الموج05-17-09, 09:44 AM
                    Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عمر عثمان05-17-09, 11:31 AM
                      Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ khalid abuahmed05-17-09, 12:17 PM
                        Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ محمد البشرى الخضر05-17-09, 12:36 PM
                        Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ بت قضيم05-17-09, 12:40 PM
                          Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef05-17-09, 03:13 PM
                            Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ هشام آدم05-17-09, 03:19 PM
                          Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ ahmedalkhatem05-17-09, 03:47 PM
  Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عزاز شامي05-17-09, 05:28 PM
    Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ أحمد الشايقي05-17-09, 05:54 PM
    Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Nasr05-17-09, 06:03 PM
      Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ زهير عثمان حمد05-17-09, 06:17 PM
        Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ أحمد أمين05-17-09, 08:23 PM
          Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ يوسف السماني يوسف05-17-09, 08:54 PM
            Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef05-18-09, 12:11 PM
              Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ haleem05-18-09, 01:26 PM
  Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عزاز شامي05-19-09, 09:05 AM
    Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef05-19-09, 03:12 PM
      Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ علي الكرار هاشم05-19-09, 05:42 PM
        Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عليش05-19-09, 06:11 PM
        Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ AnwarKing05-19-09, 06:14 PM
      Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ حسن البشاري05-19-09, 06:01 PM
        Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ كمال عباس05-19-09, 06:17 PM
  Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عزاز شامي05-19-09, 06:27 PM
    Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ كمال عباس05-19-09, 07:46 PM
      Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ خالد المحرب05-19-09, 08:27 PM
        Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef05-20-09, 08:04 AM
          Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Faisal Elrasheed05-20-09, 08:24 AM
            Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عبدالدين سلامه05-20-09, 10:56 AM
              Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ محمد نجيب عبدا لرحيم05-20-09, 12:00 PM
                Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عبدالدين سلامه05-20-09, 12:16 PM
  Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عزاز شامي05-20-09, 01:32 PM
    Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عبدالدين سلامه05-20-09, 01:42 PM
  Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عزاز شامي05-20-09, 02:59 PM
    Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ حسن البشاري05-20-09, 04:55 PM
      Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef05-20-09, 06:01 PM
  Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عزاز شامي05-21-09, 10:15 AM
    Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef05-21-09, 05:35 PM
      Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ حسن البشاري05-21-09, 09:19 PM
        Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef05-22-09, 11:32 AM
  Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عزاز شامي05-22-09, 06:36 PM
    Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef05-23-09, 10:35 AM
      Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef05-24-09, 02:02 AM
        Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef05-24-09, 03:43 PM
          Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef05-25-09, 03:03 AM
  Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عزاز شامي05-25-09, 06:58 AM
    Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ كمال عباس05-26-09, 07:15 PM
      Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef05-26-09, 11:46 PM
        Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ mohmmed said ahmed05-27-09, 04:18 AM
          Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef05-27-09, 06:00 PM
            Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ AnwarKing05-28-09, 06:12 PM
  Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عزاز شامي05-28-09, 06:45 PM
    Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef05-29-09, 04:02 PM
      Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef05-30-09, 01:30 AM
        Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef05-30-09, 12:44 PM
          Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ AnwarKing06-02-09, 11:32 PM
            Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ Sabri Elshareef06-05-09, 12:12 PM
              Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ أيمن الطيب06-05-09, 01:46 PM
                Re: سؤال جدا جدا: ماذا استفادت الصحافة السودانية من مؤتمر الاعلامين؟ عزاز شامي06-05-09, 01:51 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de