|
إدارة الأزمات أم سياسية رزق اليوم باليوم؟
|
مدخل ....
________________
هل كل مشكلة أزمة وهل كل أزمة مشكلة؟
و التفريق بين المسمين من الأهمية بمكان لأن تحديد هويتها يسهم في إيجاد الحلول اللازمة و تحفيز للابتكار في التعامل معها. فالأزمة هي مشكلة أو مشكلات يصعب حلها بالحلول من الدرجة الأولى و طالما سارت الحلول في ذات الاتجاه و ظلت المشكلة معلقة فهذا يعني أن المشكلة نحو مرحلتها المقبلة (الأزمة).
لم يُؤسس بعد لفن إدارة الأزمات في عالمنا العربي ولا على نطاق دولتنا، و المتابع لسير الأمور يجد أن التعامل السائد هو تمويه المشكلة إلى أن تتفاقم و تتأزم و من ثم نعاملها بسطحية لا ترتقي لحرجها مما يأزمها اكثر و ينقلها للكارثية وتنعدم حينها الحلول الاعتيادية.
هيئاتنا الإدارية بكافة مستوياتها مستهدفة لللأزمات prone crisis و تجهل ابسط أساليب تفكيك المشكلة و إيجاد الحلول الجذرية لها. غالبا ما يتم التعامل مع الأزمة كأمر طارئ بدون النظر لابعادها و مراحل تطورها الأولية.
استباق ابعاد الأحداث و وضع سيناريوهات للتعامل معها، غير سيناريوهات الغيبيات (و بكرة بتتسهل)، يخلق جوا معافى و قد يحقق مكاسب لا خسائر.
من الجور أيضا تحميل كامل المسؤولية لشخص بمفرده، فالأنظمة الإدارية في دولتنا تفتقد لمفهوم التكاملية في العمل، و لا يتم تقسيم المهام بشكل متكافئ و يغطي الموهوبون عجز الأقل خبرة ولا يعطى هؤلاء المبتدئون فرصة للتدرب أو اكتساب الخبرات. يقتصر عمل ذوي الخبرة على محاولة التقاط الصحون العديدة الطائرة و سد الثغرات و في بعض الأحيان كنس أخطاء الآخرين تحت سجادة التسويف عل الزمن يتخطاها ولا تنثر الرياح غبارها في المستقبل.
و نعود الآن مجددا لحلقة المهنية المغلقة و نعود لمطاردة ظلنا. فالمهنية الحقة تقسم المهام بحسب الخبرات وتعطي كل ذي خبرة مهمة تتوافق مع امكانياته و توكل مهام إدارة الأزمات لأشخاص مكلفين فقط بدراسة المشاكل و التنبؤ بالأزمات و تضع الاستراتيجيات لحلها. وفي حال المنطمة او الإدارة في مرحلة متقدمة من التدريب، يكون جميع أفرادها مؤهلين للتعامل مع المشاكل و الأزمات، لا كما هو الحال هنا حيث يبرع الموظفون في خلق الأزمات و يسقون بذور المشاكل.
.....
هل من بادرة أمل؟
أم سنظل نكنس المشاكل تحت سجادة الجودية؟
.....
و نواصل ...
_______________________
عرّاب الشقاق و (المراهقة) السياسية
|
|
|
|
|
|
|
|
|