|
شباب جنوبي متطلع
|
حاطب ليـــــــل عبد اللطيف البوني
[email protected] شباب جنوبي متطلع في السوق الافرنجي في الخرطوم وتحديدا في شارع الجمهورية واكثر تحديدا في برندات الدكاكين والاماكن المطلة على هذا الشارع حيث تكتظ تلك البرندات بشباب جنوبي يعرض منتجات اوربية كالأحذية والبناطلين والاقمصة والعطور والساعات .... الخ بصورة جاذبة وباسعار تتناسب وظروف الطبقة الوسطى المنهارة.. من المؤكد وبمنطق الاجراءات المحلية فانه سوق عشوائي ولكن اذا اقتربت منه ودخلت في تعامل مع هذا الشباب الابنوسي فسوف تجد نفسك في مكان راق لا مثيل له في السودان وسوف تتساءل من اية اكاديمية تخرج هؤلاء الشباب؟ عرض جاذب، مفاصلة راقية، عندما يعرف طلبك ولا يكون متوفراً لديه يصطحبك الى الذي عنده تاركا بضاعته مفروشة تحت رعاية جيرانه، وبلغة سوق ظريفة يعطيك اسمه ويقول لك اسأل عني عندما تأتي المرة القادمة وهو يمد لك ما اشتريته منه.
ان هذا السوق يقدم نموذجا جديدا للشاب الجنوبي المعاصر فالجنوبي في المخيلة الشمالية اما محارب او سياسي او عامل يومية او عامل في القطاع العمالي في مؤسسات الدولة او حرسا للسفارات الغربية نادرا جدا ما تجد جنوبياً يعمل بالتجارة اكاد اجزم ان الاخلاق التي يتحلى بها هؤلاء الشباب لا وجود لها في كل اسواق العاصمة.. فالسوق هو المدرسة الحقيقية للتعامل وقد علمت انه في حالة الكشة التي تجتاح اسواق العاصمة شبه يوميا فان اصحاب المحلات التي يفرش الى جوارها هؤلاء الشباب يقومون بايوائهم بكل اريحية .. ليس هذا فحسب بل يقدمون لهم كافة التسهيلات فالشاب يضع بضاعته داخل المحل ثم يعرض منها القليل لزوم الخفة التي تعين في حالة الكشة، اما هم من جانبهم فقد علمت انه في حوادث 2 اغسطس 2005م اي الاحداث التي اعقبت مقتل قرنق قد قاموا بحماية هذا السوق من كل المتفلتين أي لم يكتفوا بعدم المشاركة بل قاموا بدور الحماية لان في حماية السوق حماية لتجارتهم وحماية لانفسهم.
ان هذا الشباب الجنوبي في شارع الجمهورية يقدمون لنا درسا نادرا ولعل اوله ان العلاقة الاقتصادية بين الشمال والجنوب هي صمام الوحدة فاي تداخل اقتصادي بين الشمال والجنوب هو الذي يمتن حبال الوحدة وليست السياسة وطق الحنك الذي لا يولد الاّ الشقاق، وان السوق هو المعمل الحقيقي الذي يمكن ان يتم فيه تبادل المنافع والخدمات والعلاقات الاجتماعية، لا بل هو البوتقة التي تنصهر فيها الثقافات وتتكامل فهؤلاء الشباب اكتسبوا ثقافة جديدة وقدموا للآخرين ثقافة اخرى فطريقة تعاملهم ولطفهم وظرافتهم وطريقة لبسهم لا بل وما يعرضونه من بضائع كلها لها مدلولات ثقافية.
من المؤكد ان بعض الذين في قلوبهم مرض سوف ينظرون للجزء الفارغ من الكوب ويطرحون السؤال: من أين أتى هؤلاء بالبضائع؟ ومن الذي اعطاهم رأس المال؟ هل هي السفارات الغربية ام الجمعيات الطوعية ام الهيئات الكنسية؟ في تقديري ان كل هذا ليس مهما وليس مشكلة ان شاء الله جاءت من الجن الاحمر فطالما انها بضائع ليست ممنوعة ومطلوبة وتسد فجوة من مطلوبات الحياة المعاصرة فلماذا نبحث لها عن تجريم .المعلوم ان البضائع تنهمر على الاسواق السودانية من كافة الاتجاهات و«بالدوغري وباللفة» فلتكن بضائع السوق الافرنجي لدى الشباب الجنوبي من ضمنها فلنرحب بهذا الجيل الجديد.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
شباب جنوبي متطلع | Deng | 09-28-07, 01:28 AM |
Re: شباب جنوبي متطلع | Gaafar Ismail | 09-28-07, 01:40 AM |
Re: شباب جنوبي متطلع | بدر الدين الأمير | 09-28-07, 08:09 AM |
Re: شباب جنوبي متطلع | نادر السوداني | 09-28-07, 08:33 AM |
Re: شباب جنوبي متطلع | Raja | 09-28-07, 08:48 AM |
Re: شباب جنوبي متطلع | Dr Mahdi Mohammed Kheir | 09-28-07, 09:29 AM |
Re: شباب جنوبي متطلع | peace builder | 09-28-07, 10:05 AM |
Re: شباب جنوبي متطلع | خالد الطيب أحمد | 09-28-07, 11:56 AM |
Re: شباب جنوبي متطلع | مجاهد عبدالله | 09-28-07, 01:01 PM |
Re: شباب جنوبي متطلع | Adam Mousa | 09-28-07, 05:31 PM |
Re: شباب جنوبي متطلع | دوت مجاك | 09-28-07, 09:45 PM |
|
|
|