العنصرية وسط عدد كبير من المثقفين الشمالين في االسودان.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 06:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة جورج بوك(Deng)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-04-2003, 03:21 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية وسط عدد كبير من المثقفين الشمالين في االسودان. (Re: Deng)


    عادل أمين.

    أراك هنا تستدل بصحيفة الرأي العام صحيفة الكيزان, هل أنت تصدقهم أم ماذا؟
    لأنوا من المتبع يقوم الأعضاء بنقل مقالات مكتوبة بواسطة شخصيات معينة ولم أري أي شخص يستشهد بخبر مشبوه من الرأي العام. ثم الأحزاب الجنوبية المختلفة من الطبيعي بأن تكون مختلفة مع الحركة الشعبية وهذا يعتبر ظاهرة صحية, وهو ليس بجديد.

    Deng>
                  

01-05-2003, 02:23 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية وسط عدد كبير من المثقفين الشمالين في االسودان. (Re: Deng)

    الاخ دينق
    تحية طيبة
    اولا الراى العام صحيفة قديمة وعريقة وليس لها اى علاقة بالكيزان وقد نشرت من قبل مقالات لفرانسيس دينق وحيدر ابراهيم ام ان هذين الشخصين فى نظرك كيزان

    *********
    يكون الاختلاف بين الجنوبين علامة صحة اذا كانت هناك احزاب سياسية حقيقية فى الجنوب ..واذا كانت وسيلة التعبير الكلمة وليس الكلاشنكوف
    والذى نعرفه ان معظم السياسيين الجنوبين لا زالو يعيشون فى جلباب القبيلة وان الاحزاب ذات الاختصارارت الغريبة ذى ماركة التلفزيونات ليست احزاب حقيقية واحيانا تكون عضويتها مكونة من شخصين فقط
    *************
    تواضع ياهذا حتى ترى وتسعى لحل مشكلة اهلك فى الجنوب بصورة علمية وسيبك من مثقفين الشمال وعنصريتهم
                  

01-06-2003, 05:15 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية وسط عدد كبير من المثقفين الشمالين في االسودان. (Re: Deng)



    عادل امين.

    إذا كتب دكتور فرانسيس دينق أو حيدر إبراهيم في الرأي العام, فهذا لا يعني بأن الصحيفة صحيفة حرة, ثم يجب أن تعلم بأن كل ما يكتب في الصحف السودانية هو خاضع لجهاز الأمن قبل نشره. لكني أنا شخصيا أنقل ,استشهد ببعض المقالات التي تكتب بواسطة بعض المفكرين, ولكني لا أستشهد بأي خبر صحفي من صحيفة الرأي العام وذلك لسبب بسيط جدا هو أن الصحيفة تمثل رأي وبوق من أبواق النظام الفاشي. فأذ كنت أنت عادل امين تري خلاف ذلك فأنت حرا.

    يبدو لي بأنك لا تستطيع أن تخفي عنصريتك دي تجاه كل شئ من الجنوب. كلامك عن ماركات التلفزيونات هذا كلام فارغ وغير مسئول ولا يساعد لرفع مستوى النقاش. سؤالي لك: هل تذكر أخر تجربة" ديمقراطية" في السودان وكم كان عدد أحزاب الجنوب, وما هو كان مدي تأثيرها داخل البرلمان؟ أم حديثك هذا فقط تريد أن تزيف به الحقائق؟ أريد بأن أذكرك شئ مهم جدا, لقد أكتشف أهل الجنوب بأن أفضل وسيلة للتعامل مع الحكومات الشمالية هي وسيلة الكفاح المسلح, وكلنا نري اليوم قوة الحركة الشعبية وهل كان من دون الكفاح المسلح من الممكن أن يحققوا ما حققوا؟ . لقد كانت الأحزاب الجنوبية موجودة داخل البرلمان ولقد كانت تكاد تكون مطالبها متطابقة مع مطالب الحركة الشعبية, لكن كانت للحكومة وجهة نظر معينة وهي الاهتمام بالتفاوض مع الحركة الشعبية ومتناسيين الأحزاب الجنوبية المنتخبة بواسطة أهل الجنوب. وحديثي هذا يؤكد بأن من يتبع الوسائل السلمية فقط لن يحقق شئ ومن يرفع السلاح سوف يجد احترام وأذن صاغية

    Deng>
                  

02-04-2003, 05:54 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية وسط عدد كبير من المثقفين الشمالين في االسودان. (Re: Deng)




    مقالة عنصرية جديدة بقلم أبراهيم علي, وهو أحد أعضاء البورد.



    دينق.
                  

02-04-2003, 06:08 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية وسط عدد كبير من المثقفين الشمالين في االسودان. (Re: Deng)

    الحضـــــور الشمـــــالي المطلـــــوب






    بقلم: إبراهيم علي إبراهيم - المحامي

    يعتبر العام المنصرم بحق هو عام السودان في داخل أروقة وزارة الخارجية الأمريكية. ويجب الاعتراف هنا بأن الأمور بدأت تتغير ببطء ولكن بثبات. فقد جددت الولايات المتحدة اهتمامها بعملية السلام في السودان ، وكشفت عن أن الطرفين يتلمسان طريقهما نحو إيجاد حل لقضايا في غاية التعقيد والصعوبة مثل اقتسام السلطة والثروة وقضية فصل الدين عن الدولة و اسقاطاتها على تلك القضايا.

    وقد شهدت الشهور الأخيرة من العام الماضي نشاطاً وحراكاً سياسياً بدرجة عالية. فالولايات المتحدة تدرك اليوم وبدقة التهديد الجدي الذي يواجه استمرار عملية السلام. لذا سعت إلى استضافة وفدي الحكومة والحركة الشعبية إلى واشنطون لتقريب وجهات النظر حول هذه القضايا المصيرية التي يتوقف عليها نجاح المفاوضات. وقد سبق هذا اللقاء زيارات مهمة للعاصمة الأمريكية تتعلق جميعها بعملية السلام السوداني، حيث زارها الرئيس الكيني السابق اراب موي، والجنرال سيمبويا، كما زارها الرئيس الإثيوبي ملس زيناوي، ونادية مكرم عبيد من مصر، و تزامنت هذه الزيارات مع زيارة وفد التجمع الوطني الديمقراطي . ورغم أن هذه الزيارات في جانبها الإيجابي قد أكدت على حرص هذه الدول الثلاث على نجاح عملية السلام في السودان، إلا أنها كشفت في نفس الوقت عن إصرار الإدارة الأمريكية على استمرار المفاوضات في إطارها الثنائي دون استيعاب التجمع الوطني الديمقراطي، وذلك بحجة انه يحدث تشويشاً في مسار المفاوضات، وأن إدخال طرف ثالث في مثل هذه المفاوضات هو أمر لا يحبذه الوسطاء وخبراء فض النزاعات الأهلية.

    وبرغم ما قيل، إلا أن غياب التجمع الوطني الديمقراطي كطرف أصيل في النزاع عن هذه المفاوضات قد يحدث أزمة مستقبلية تنذر بتجدد النزاع على أسس جديدة، وذلك حيث لا يوجد ضمان لتنفيذ اتفاقية السلام في ظل غياب قوي أساسية من الشعب السوداني . ثم أن قضايا جوهرية مثل فصل الدين عن السياسة و النظام السياسي المطلوب للسودان لا يمكن حسمها بمعزل عن أطراف التجمع الوطني.

    فالتجمع قد رضي بافتراض أن الحركة الشعبية تفاوض نيابة عنه في مشاكوس لإنجاز المواثيق المتفق عليها في اسمرا ع 1995! ولا يكفي هذا التفويض إذا سلمنا بصحته، لأنه يجافي أهم قواعد التمثيل Representation، فالحركة الشعبية هي تنظيم جنوبي مسلح ذو خصوصية إقليمية سياسية وعسكرية ولها قضايا ذات خصوصية معينة، ولا يمكن لها أن تمثل أحزاب الشمال المنضوية تحت لواء التجمع. وبنفس القدر فإن الحكومة السودانية لا تمثل إلا شريحة معينة من الإسلاميين، وهي بذلك لا تمثل كل القوى الشمالية . وإذا سلمنا بذلك يبقى الشمال هو الغائب في مفاوضات تهمه بصورة مأساوية.

    مخطئ من يظن أن الحركة الشعبية تستطيع أن تنجز لوحدها مواثيق اسمرا حول القضايا المصيرية. وقد استطاعت الحركة الشعبية استغلالexploit التجمع وموارده إلى ابعد درجة لتحقيق أهدافها الخفية المتمثلة في سهولة الوصول إلى حل ثنائي مع نظام إسلامي في الخرطوم. وقد ظل التجمع في هذا "الأسر الأخلاقي" رهينة بيد الحركة تنشطه وتفعله متى ما شاءت، وتوظفه لخدمة مصالحها بصورة سخرّت معها جميع الموارد المادية والمعنوية المتاحة للتجمع لخدمة أغراضها.

    هناك الكثير من العمل ينتظر الأمريكان في السودان، ولكن قد يكون الوقت قد حان أيضا أن تفكر الحكومة السودانية في إعادة النظر في استراتيجيتها للسلام، وعليها أن تتساءل بجدية : هل أن اتفاقا ثنائيا بينها وبين الحركة الشعبية على اقتسام السلطة والثروة على أسس جغرافية سيقود إلى سلام عادل ودائم ؟


    الأزمة الأخلاقية التي وقع فيها التجمع
    في مقال نشر له يوم 7 مارس 2001 في صحيفة البيان الإماراتية، تساءل الدكتور/حيدر إبراهيم علي: هل استطاعت الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان تخويف وابتزاز كل القوى الشمالية الحليفة والمعادية لها ؟ ولماذا يسعى الجميع لكسب ود الحركة والسكوت عن كل تجاوزاتها أو إيجاد التبريرات الواهية لتحسين كل مواقفها؟

    كان للمظالم الكبيرة التي تعرض لها جنوب السودان والسياسات العسكرية والحربية التي اتبعتها الحكومات المختلفة الفضل الكبير في إظهار الشعب الجنوبي كأمة معذبة في الأرض يقع على الضمير الدولي، ومن باب أولى السوداني واجب حمايتها. وقد أوقع هذا الواجب الإنساني المثقف السوداني في أزمة أو حيرة أخلاقية Moral Dilemma فقدم نفسه جنديا مخلصا للدفاع عن حقوق اخوته في جنوب السودان. وقد وجدت الحركة هذه البيئة الجديدة مناسبة لكسب تأييد القوى الشمالية المستنيرة لجانبها. هذا بالإضافة إلى ما فعله برنامج السودان الجديد في جذب تلك الفئة نحو هذا القطب والذي توج بانضمام الحركة الشعبية للتجمع الوطني الديمقراطي. كل هذه التفاعلات جعلت السياسيين والمثقفين الشماليين يعملون على غض الطرف عن أخطاء قادة الحركة الشعبية ولو كانت مكلفة سياسيا واجتماعيا، وجعلتنا نقوم بتدليل قادتها .

    وقد ظلت القوى السياسية الشمالية المتحالفة مع الحركة الشعبية حبيسة هذا التخوّف وبينهما الكثير من علامات الاستفهام، ويعبر عن هذا الوضع المحزن، حالة العجز التام التي لازمت التجمع منذ انطلاقة مفاوضات الايجاد وازدادت بعد مشاكوس، فقد عجزت هذه القوى عن التعبير عن رأيها الصريح في مآل هذه المفاوضات سواء لوسطاء الايجاد أو لأصدقائهم . واصبح العمل السياسي الشعبي لأطراف التجمع رهناً لإشارة الحركة الشعبية ، أن رضيت به أعطته الإذن بالميلاد ، وان لم ترض عنه وأدته في مهده. وقد لاقى هذه المصير المحزن الكثير من المشاريع السياسية التي كان من الممكن أن تنقل التجمع نحو آفاق حاسمة لصالح القضية في ثوبها الشمولي. تحرجت هذه القوى من المضي قدما في تنفيذ هذه المشاريع خوفا من أن يتسبب ذلك في إغضاب الحركة الشعبية التي تلجلجت وتلكأت في الموافقة عليها ، وباتت أسيرة الأضابير تنتظر الإشارة الخضراء لانطلاقتها. وللخروج من حالة العجز هذه ، يتوجب على قيادة التجمع الوطني تدشين حملة دبلوماسية متواصلة للضغط على الوسطاء، ومواصلة شرح التهديدات التي تواجه عملية السلام لغياب أحد الأطراف الأساسيين وهو التجمع الوطني وحزب الأمة ، وان يؤكد لهم انه لا يوجد ضمان لتنفيذ أية اتفاقية ثنائية بين الحكومة و الحركة الشعبية إلا بوجود التجمع طرفا فيها. كذلك على التجمع تدشين حملة من البرامج السياسية الشعبية التي تهدف إلى رفض الحرب ودعم عملية السلام، تطالب طرفي المفاوضات بضرورة العمل على استيعاب التجمع وذلك بتعديل إطار عمل مشاكوس .


    قادة الحركة .... الأنثروبولوجيون الجدد!
    في الآونة الأخيرة انبرى لنا قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان الذين زاروا واشنطون، بسلسلة من المحاضرات التي أثارت الكثير من المثقفين والسياسيين الشماليين على السواء. وكان من بين هذه المحاضرات، ذلك اللقاء الذي تحدث فيه القائد/عبد العزيز الحلو في الإسكندرية بفرجينيا.

    مستعينا بسبورة، افتتح القائد/عبد العزيز الحلو ذلك اللقاء بأن رسم خريطة مشوهة للسودان، وصف فيها دولة السودان "بالزريبة" ، ليس هذا فحسب بل نعتها بأنها "زريبة شوك" على حد قوله ووصفه المستفز. ولقد فات على السيد/ الحلو أن كبر حجم السودان يعزى إلى انه واحد من الدول التي لم يتم فيها ترسيم الحدود على أسس عرقية كما حدث لبعض الدول بعد الحرب الكونية الأولى، فقد حاول الإنجليز ذلك عندما طبقوا قانون المناطق المقفولة بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة في محاولة منهم لفصله على نفس الأسس العرقية-السياسية لرسم الحدود Geo-anthro. Demarcation التي اتبعت في تأسيس الدول الأوربية. إذن أن تكوين السودان ليس حالة شاذة في إفريقيا، وان هذه "الزريبة" ليس للشماليين كبير خيار في تكوينها، ولم تقم النخب السودانية، شمالية كانت أم جنوبية، بوضع تلك الحدود. هكذا تكوّن السودان، دون مشورة أحد، ودون أن يدري أحد بالعواقب الوخيمة التي قد تلحق به. كما أن أسباب الفتح التركي للسودان ليست هي الحصول على الذهب والعبيد فقط كما ذكر عبد العزيز الحلو، بل هنالك أسباب سياسية عالمية فرضتها ظروف دولية أملت على الإمبراطورية العثمانية بالتمدد في جميع الدول التي تدين بالإسلام تأمينا لها من التغوّل الأوروبي، وتأكيدا على هويتها الإسلامية . وقد كانت الإمبراطورية العثمانية آنذاك من اكبر الإمبراطوريات في العالم قبل هزيمتها وتوزيع ورثتها على الأوربيين، والتي كان السودان فيها من نصيب بريطانيا. هذا هو التاريخ الجيوسياسي الذي لا يقبل المغالطات . فلا نعرف واقعة واحدة قامت فيها الإمبراطورية العثمانية باحتلال دولة مسيحية ما ! أما قوله أن (الأتراك العثمانيين استخدموا مترجمين) فمردود عليه بأن الأتراك الفاتحين لا يجيدون العربية، وليس العكس كما حاول أن يوهمنا عبد العزيز الحلو . ونضيف هنا، أن الأتراك استخدموا مبشرين إسلاميين أيضا ليضفوا على الفتح قدسية دينية إسلامية ! ولا يعني هذا أن السودانيين لم يكونوا مسلمين. ولو اطلع عبد العزيز الحلو على أدبيات المقاومة التي كتبها الشعراء والشاعرات السودانيات ضد الفتح التركي لعلم أنها كتبت بلسان عربي مبين.

    و قبيل ذلك بأيام، و في مدينة فينيكس بولاية اريزونا في أقصى الغرب، ألقى السيد عبد العزيز الحلو محاضرته الأولى على جمع قوامه النوبة والجنوبيين ، و سٌجلت هذه الكلمات على لسان امرأة في قيادة الحركة الشعبية بالولاية( انتو يا قائد لو رجال بتاع جيش شعبي ما بقدروا يحرروا سودان من عرب نحن نسوان ممكن بجي يشيل سلاح ويحرر سودان....اسبيل ايه يا) ما كان من القائد/ الحلو إلا أن طمأن الجميع بأن (معظم المحلات التجارية في المناطق المحررة ملك وتدار بواسطة ناس مثلكم يعني مافي عرب ولا جلابة ولا إغريق عندهم دكاكين وبارات في المناطق المحررة) فجّرت هذه الكلمات معركة لا زالت تستمر في الانترنت على موقع سودانيز اون لاين الذي يشرف عليه من اريزونا الأخ المبدع بكري أبو بكر، خاصة وان واقعة مصادرة شريط التسجيل الخاص بالأخ بكري بواسطة قيادة الحركة الشعبية في مدينة فينكس قد حفزت الكثيرين على الكتابة والتعليق حول هذه المحاضرة.

    ويستدعي ذكر هذه الواقعة استحضار واقعة أخرى للقائد/باقان أموم، حين حدثنا في نفس القاعة قبل شهور، عن اكتشافه الكبير المثير، وهو (طالما أن النوبيين في الشمال -الحلفاويين والدناقلة- لا زالوا يتحدثون لغاتهم النوبية، هذا يعني أن العرب لم يدخلوا عبر بوابة الشمال مطلقا )! والمقصود ليس إثارة خلاف حول أي الأبواب سلك العرب، و إنما هو التشكيك في عدم وجود العرب مطلقا في هذه الأراضي المعروفة باسم السودان اليوم. وإذا كان التشكيك في عروبة الشمال هو من أوجب الواجبات على عاتق قادة الحركة مؤخرا، فلماذا تصديع الرؤوس لسنين طوال بتصوير الصراع على انه بين العرب والأفارقة من جهة، وبين المسلمين و المسيحيين من جهة أخرى، وتهميش العرب للأفارقة بل استرقاقهم في بعض الروايات؟ لماذا يسعى قادة الحركة إلى إلغاء عروبة الشمال وهويته التي استندوا عليها طوال ربع قرن من الزمان في تأسيس خطابهم السياسي الذي جذب الكثيرين ؟ وإذا لم يوجد عرب أصلا كما هدف إلى ذلك السيد/ باقان اموم، فضد من إذن قامت القضية ورفع السلاح ؟ إن الجنوبيين يعملون بحنكة مستمرة على إلغاء الهوية العربية لمن يدعونها في الشمال، وفي مقابل ذلك لا يفعل الشماليون كثير شيء دفاعا عن هويتهم التي يهددها هذا الخطاب الجديد. فعلي عرب الشمال أن يجتلوا واجب التأكيد على هويتهم العربية والإسلامية، ولكنا في نفس الوقت سنسعى إلى تأكيد حق الجميع في التعايش السلمي تحت مظلة دستور يكفل الحريات والديمقراطية ويصون الحقوق المتساوية بما فيها الحقوق الثقافية وحق حماية الهوية من تغوّل المجموعات الأخرى، ونعمل على تأكيد حق الجنوبيين والنوبة في فتح دكاكين لهم في السوق العربي و الإفرنجي في الخرطوم ومدني وبورتسودان وشندي كمان ، ولن نمنعهم كما تفاخر بذلك عبد العزيز الحلو!


    صراع الهوية أدمى وأمر
    إن شعار السودان الديمقراطي الجديد باعتباره الضمانة الوحيدة للمساواة والحريات والعدالة الاجتماعية، هو مفهوم يتحدى القيم التقليدية السائدة، ليس حكرا على أدبيات الحركة الشعبية وحدها، فقد ظهرت في الشمال قوى سياسية واجتماعية جديدة تؤمن بهذا المفهوم. ظهرت هذه القوى في أعقاب اتفاقية أديس أبابا حيث طالبت بإدخال مفاهيم جديدة مثل الاعتراف بالتعدد العرقي والديني والثقافي . وفي بداية عام 1985 لعب تجدد اندلاع القتال مرة أخرى دورا في بلورة أفكار هذه القوى الجديدة، مما شجعها على إنجاز مواثيق مهمة مع الحركة الشعبية مثل كوكادام و المبادرة السودانية لعام 1988 . وظهر تيار وسط المثقفين ينادي بضرورة إيقاف الحرب وعقد مؤتمر دستوري لحل مشاكل السودان السياسية.

    ورغم هذا القول، إلا أن التخوّف كان دائما حقا مشروعا لدى الفريقين. ففي الشمال اتهمت حكومة الانتفاضة الانتقالية الحركة الشعبية بأنها حركة عنصرية، ذات نزعة ضد العرب والمسلمين في السودان، وأنها تسعى إلى تنفيذ انقلاب عرقي ديني في السودان، يصبح فيه العرب المسلمون أقلية مهمشة. وقد ظهر هذا التخوف أيضا عندما طالب الفريق سوار الذهب كلاً من ليبيا وإيران إنقاذ السودان من الانقلاب العرقي الذي تريد أن تحدثه الحركة الشعبية وفرضها لهوية إفريقية على السودان كله. وكذلك فعل الصادق المهدي بتسليحه لقبائل عرب البقارة، وتأسيسه لقوات "المراحيل" على حدود التماس الجنوبي ليقاوموا المد الإفريقي دفاعا عن الشمال العربي. إن هذا التخوّف يدفع بالقوى الأخرى التمسك ببرنامجها الإسلامي-العروبي في السودان، مما يوفر مناخا مناسبا للانفصال.

    إن تشكّل الهوية بهذه الصورة التي تميز الشمال عن الجنوب هو نتاج لتفاعل تم عبر قرون طويلة في هذه الأرض التي تعرف الآن بالسودان الشمالي. فهوية الشمال هي نتاج لتفاعلات حضارية وثقافية ودينية، وأساسها عوامل ثلاثة توافرت في الشمال دون الجنوب وهي : العنصر النوبي، والعنصر العربي و الإسلام . إن اختلاط هذه العوامل مع بعضها البعض عبر القرون نجم عنه هوية الشمال المعروفة حاليا . ولا يغيّر من هذا تخليطات ومغالطات قادة الحركة الأخيرة. وقد اثبت المؤرخون الأنثروبولوجيون أن العنصر النوبي كان سائدا فقط في المناطق الشمالية للسودان، وقد أكدوا جميعا على اختلافه عن العنصر الزنجي الأسود الموجود في بقية إفريقيا Negroid. كما شهدوا في نفس الوقت بتميز العنصر النيلي الأسود الموجود في جنوب السودان، واختلافه عن الاثنين. إن أمر الهوية لهو أمر طويل تحكمه ظروف موضوعية محلية و إقليمية، ويلعب فيها اختيار الشعب Perception ورغبته وأمنياته دورا كبيرا. ولن تجدي فيها بنادق الحركة الشعبية ولا شعاراتها، ولا تعاطف المثقفين معها عبر المؤتمرات العلمية، و لا الدراسات التي تسعى إلى طمس هوية الشمال. إن هذا المسعى يقود إلى إثارة ظنوننا وشكوكنا في أن الحركة تسعى إلى تطبيق النموذج العرقي وهو ما وصفناه بنظرية الانقلاب العرقي التي تعرضنا لها سابقا. ولن يقبل الشماليون بمحاولات الحركة الشعبية الساعية إلى طمس هوية الشمال سواء كانت عربية أو إفريقية إسلامية أو غيرها، ولن يستطيع أي كائن كان أن يغمط على الجعلييين أو الشايقية أو الشكرية أو العبدلاب أو الكواهلة أو غيرهم، حقهم في الانتساب إلى العروبة والإسلام، ولا تجدي في ذلك تلك المحاضرات المعوجة والمحاولات الملتوية التي يبثها بعض قادة الحركة الشعبية من حين إلى آخر. إن هذا الوضع يجب ألا يستمر، ولسنا في حاجة إلى تمرد آخر. ولكن ما يخيفنا اكثر هو عدم وجود رؤية شمالية واضحة تجاه تعقيدات قضية الجنوب ومستقبله، حتى ولو كان هذا المستقبل يعني الانفصال، فلا توجد لدينا بدائل واحتياطي فكري لمواجهة أي مستجدات قد تطرأ، لذا تتصاعد أهمية وجود حضور شمالي كامل ومكثف وموّحد في هذه الساعات الأخيرة المهمة من مستقبل السودان.

    إن حديث قادة الحركة الشعبية عن الهوية يمثل أحد أركان خطابها السياسي والحربي على السواء، والهوية عندهم تقابل الحرية وتصل إلى أهدافها عن طريق بث دعاوى الاستعمار. أما نحن فنختلف معهم بصورة جذرية. فالهوية عندنا كمفهوم تستطيع التبلور والنضوج بحيث تصل إلى أهدافها في جو ديمقراطي أساسه توفر الحريات للجميع . فقادة الحركة يضعون الهوية مقابل الحرية والاستقلال، و هذا خطأ فادح يؤدي إلى ظهور مثل هذه النزعات التي سادت خطاباتهم في الفترة الأخيرة و التي تفترض أن الهوية الصحيحة للسودان هي الإفريقية فقط. إن موضوع الهوية هو فخ وشراك وقع فيه مثقفو الشمال . وقد سجن هؤلاء المثقفون أنفسهم في هذا الفخ وأهملوا القضايا الأساسية وهي قضايا الحرب والسلام والديمقراطية والحرية. و لن يكون هناك سودان جديد عبر هذا المفهوم الشائه للهوية الذي يحاول قادة الحركة الشعبية تمريره عندما يمسكون بالميكرفون في قاعات كنائس مدينة الإسكندرية القديمة.

    واشنطون



    للأستفسار أو طلب معلومات يرجى مراسلتنا على العنوان التالى
    [email protected]
    ©جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع صحيفة الراي العام 2001
    Copyright © 2001 AL RAYAAM NEWSPAPER. All rights reserved
                  

06-21-2003, 03:58 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية وسط عدد كبير من المثقفين الشمالين في االسودان. (Re: Deng)

    up
                  

06-22-2003, 05:40 PM

msd


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية وسط عدد كبير من المثقفين الشمالين في االسودان. (Re: Deng)

    الاخ دينق
    في أعتقادي ان العنصرية موجودة في السودان، ولكن المشكلة لايمكن حلهابقرار سياسي،فرغم كل التطور الاوربي الثقافي والفكري لا زال هناك تعامل عنصري،مما يوكد ان هناك نزعة عنصرية موجودة في المجتمع، ولكني اعتقد ان الامر يمكن ان تتم تسويته من خلال قوانين حقيقية لا تحرم اي مواطن من حقوقة بسبب انه اسود او ابيض، اما الجنوب ومشكلته فاني اتفق تماماً مع دكتورخالد المبارك، واعتقد ان الساسة والمفكرين الجنوبين هم السبب الرئيسي لتخلف الجنوب، لانهم عضو اصيل في عمليات البيع و الشراء السياسي لمشكلةالجنوب، ويفتقدالمثقف الجنوبي حقيقة الارتباط المباشر مع مصالح مواطنه، فمن المعلوم بالضرورة ان الحرب في الجنوب اكلت الابيض والاسود في الجنوب وتركت المواطن الجنوبي علي قارعةالطريق، ولكن لازال جونق قرنق يترواح بين العمالة للروس والامريكان والعرب، ولا يحاول ايجاد اي حل لمواطنه البسيط رغم توفر فرص كثيرة للحل، حتي تنتهي العنصرية فاني احلم بان يجد الجنوبي اولاً الماكل والمشرب والمسكن الكريم الزي حرمها منه هولاء المثقفين الجنوبين اللا منتمين.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de