أخيراً في الخرطوم !
"أخيراً في الخرطوم !! " كانت الجملة التي نطق بها مارسيل خليفة أول وصوله السودان فجر السبت 22 أبريل 2006 .. هذه الزيارة ، هي الأولى له إلى هذه الديار التي أحبه ناسها كثيرا ورددوا أغانيه وتبادلوها مع الحب والأنخاب والثورة . وصل مارسيل الخرطوم برفقة فرقة "الميادين " . ___________ مارسيل خليفة المغني والمؤلف الموسيقي اللبناني المولود في العام 1950 ، جاء إلى السودان في إطار زيارة بدعوة من الدكتور حيدر إبراهيم على مدير مركز الدراسات السودانية لإقامة حفل ضمن سلسلة إحتفالات المركز باليوبيل الذهبي لما يعرف بإستقلال السودان .. يعد مارسيل خليفة أحد المغنيين المؤثرين فيما يعرف بالغناء الثوري (الملتزم) ، وهو خط نما وترعرع في بداية السبعينيات والثمانينيات مرتبطاً بالإتجاهات السياسية اليسارية والإشتراكية. إستطاع مارسيل تصعيد التضامن مع القضية الفلسطينية والسلام الأهلي ( في حرب لبنان ) عبر أغانية التي لفتت نظر الكثير من الشباب العالم العربي ومناطق مختلفة من العالم .. برز مارسيل في تلك المرحلة كمغني وعازف منفرد على العود (Solo ) ، قبل أن يطور تجربته الموسيقية ويدعمها متجهاً إلى التأليف الموسيقي متعاوناً في ذلك مع إبنيه الموهبين رامي وبشار : رامي وبشار هما أبناء مارسيل من زوجته " يولا " عضوة فرقة الميادين ، والمهتمة بكل التفاصيل الصغيرة : بالرغم من قسماتها القوية فإنها إنسانة في غاية الرقة والجمال وفنانة في منتهى الإلتزام والمهنية .. وكوننا أشرنا بالذكر لمارسيل ورامي وبشار ويولا ، فعلينا أن نتذكر أميمة ، تلك الفتاة التي أحببناها كصوت متفرد وبديع ، ورددنا معها قصيدة درويش اللطيفة " عصفور " وهي تؤديها بكل روحها : أميمة الخليل مغنية أساسية بفرقة الميادين منذ زمن طويل ، لا تزال تشكل مع يولا ثنائياً صوتياً شديد الإنسجام : أضاف مارسيل إلى مجموعته ( بمهارة شديدة ) آلة الـ كونتر باص ، مما أضاف إلى مقطوعاته وأغانيه عمقاً ورواية أقوى .. فكان أن تعرفنا عضو جديد ! : ( راين هارت ) ، من النمسا ، أضاف الكثير وهو يعزف على الآلة الضخمة بصوفية وإستغراق : وكان بين ( راين هارت ) ومارسيل ذلك التوافق العجيب ، توافق يشبه المبادلة والإنابة .. إذن : كان لدينا في حفلنا البهيج : مارسيل على العود ، وبشار على الإيقاع ، رامي على البيانو ، أميمة ويولا في الغناء المصاحب ، مع راين هارت على الكونتر باص ؛ هذا التناغم لم يكتمل إلا بجهد جهيد ومقدر من مهندي الصوت ( الذي تاه مني إسمه ) ! جاء معهم من هناك ، وحضر إلى المسرح باكراً للترتيب والإعداد والتجهيز ، وقد إستطاع صاحبنا أن يصنع من فسيخ المسرح القومي وإمكانياته الفقيرو شرباتاً بسكر : فإمكانيات مسرحنا القومي ( بأمدرمان ) كانت ضعيفة وواهنة : إضائة تعبانة ، وأجهزة الصوت عجيبه ، وحتى البيانو الذي تم تجهيزه للحفل كان تحفة تاريخية ؛ حاول " رامي " قدر الإمكان أن يخرج منه ما يستر الأغاني ! وعلى ذكر رامي : فرامي ولد موهوب وفيه لطشة بوهيمية ، أول ما رأيته تذكرت البيتلز / beatles ! _________ سادتي : كان مقرراً أن تكون حفلة مارسيل في إستاد أحد أندية السودان المشهورة ، سوى أنهم تراجعوا في آخر لحظة ! ودون إبداء أي مبررات ! بالإضافة لشركة إتصالات وعدت بالكثير في إتجاه تبني ودعم هذه الفعالية ، وهو ما بلعت لسانها عنه في الأخير أيضاً .. خطوط طيراننا الوطني زاغت من إستضافة القوم على متن طائراتها . وكل هذا وذاك جعل من تمام هذا الإحتفال ما يشبه المعجزة ، ( مع الأخذ في الإعتبار الموارد المحدودة والفقيرة لمركز الدراسات السودانية ) . لكن .. هناك رجل قوي ومنظم وحالم وطموح إسمه حيدر إبراهيم علي يصر على أن يظهر السودان بشكل محترم ؛ يؤمن الدكتور حيدر بأحلامه ، ويسعى ورائها بالكد والدأب ( وحسن التدبير ) . وبالرغم من خذلان الدولة ، إستطاع الرجل إنجاح حلمه الطيب بإستضافة : نصير شمه ، جمال البنا ، محمود درويش ، فريدة النقاش ، كريم مروة ومارسيل خليفة ( مع فرقة الميادين ) . إستعد المسرح القومي في أمدرمان من باكر لحفل مارسيل .. وتوارد الناس : شباب وشابات وطالبات وطلبة ، إمهات وآباء وأطفال .. الليلة يا أهلي " مارسيل وميادين " على المسرح : ويبدأ النشيد .. العود مدوزن . والحنجرة تمام التمام ! الريشة في اليد .. والجمهور مستعد ! ولأول مرة أرى ( كاميرا - كرين ) في السودان ! ( حليلك يا حسين شريف ) . كمال الجزولي وزوجته الاستاذة فايزه ، كانا في الصف الأول . كعادته لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب ! أما نحن : فلم نكن نحلم بسهولة( أن نرى مارسيل رأي العين ) : كان حلماً : منذ أن نهضت أحلامي ونمت أفكاري كنت أسمعه ، أنام على حزن حنجرته وكلمات أغانيه البسيطة . حملت أغانيه في قلبي ، وكنت في كل رحلاتي من السودان إلى خارجه( وبالعكس ) أتأكد من ان صوته معي . كان ينقذني من وحدتي ووحشتي .. وكان يربطني بمن أحب . في مساء وليلة 22 أبريل حار بي الدليل ! إنطبق علي المثل باني ( حزنان وواعي ) ! إحترت كثيراً بين التصوير أو الإستمتاع بالليلة .. فحاولت التوفيق بين مفارق العشق . ( أميمة الخليل ويولا خليفة في البروفة بالمسرح القومي ) قام مارسيل بترديد تلك الأغاني التي توجع القلب .. غنينا معه ، وطفرت من عينيه دمعة : كان الخواجه ( راين هارت ) يقف بأناقة : فتواصل الغناء .. وإنتشى مارسيل من جديد ! أما " يولا " و " وأميمة " فكانتا في محضر الحضور والإستغراق : والخواجة هائم : يأخذه الحنين ... أما بعد يا سادتي ، فقد حضر مارسيل .. أضاء بعوده ليل الخرطوم البهيم . وكنا سعداء .. فألف شكر يا مارسيل ... طلال _____________ تصوير : العبد لله (عدل بواسطة طلال عفيفي on 04-27-2006, 08:37 AM)

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]