الرسام الفِطْرِي كومي ... فنان الخرطوم المنسي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 11:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة أحمد طه(أحمد طه)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-21-2005, 04:14 AM

أحمد طه
<aأحمد طه
تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الرسام الفِطْرِي كومي ... فنان الخرطوم المنسي

    حوار مع فنان الخرطوم المنسي
    الرسام الفِطْرِي كومي

    اجري الحوار : علاء الدين الجزولي – صحيفة الصحافة عدد الثلاثاء 20 سبتمبر 2005م
    لعله من أغرب الاشياء، ألا يكون معروفاً لدى المهتمين بالتشكيل رسام مثل ابراهيم كومي، خاصة أولئك الذين يعملون على رصد وتأريخ تجارب الحركة التشكيلية المعاصرة في بلادنا ويعددون روادها واسهاماتهم الباكرة ان كان هنالك -فعلاً- من يتكبد عناء الرصد ومشاق الكتابة لهذا التاريخ القريب!
    ومما يزيد الامر غرابة اكثر، أن (كومي) جغرافياً، ليس بعيداً -في تواجده- عن مركز النشاط الثقافي والاعلامي في بلادنا! إذ انه من مواليد الخرطوم القديمة، ومن سكان الخرطوم غرب التي تبعد بضعة امتار من مدرسة او كلية الفنون الجميلة، ويبلغ من العمر الآن حوالى خمسة وثمانين عاماً! كم يا ترى مثل كومي في بلادنا ولا نعرفه؟ كم مثله قد تجاوزه الراصد، الموثق، والمؤرخ الاكاديمي؟ لا يخامرني ادنى شك؛ في انهم كثيرون، كثيرون جداً تنكرهم الجغرافيا ويهملهم التاريخ.
    ان مثال خروج كومي من الشبكة - وكما يقال بلغة العصر -لهو خير دليل على قصورنا الشديد في كتابة تاريخنا الفني القريب، وما بالكم بالبعيد! كما هو دليل على ان ثمة خللا كبيرا يعتور حياتنا، لا حياتنا التشكيلية فحسب، بل حياتنا الثقافية وحياتنا كلها.
    لم أجد بين التشكيليين -من مختلف الاعمار- من يعرف (كومي) والحق يقال، سوى الاستاذ ابراهيم الصلحي، الذي ذكره في احدى الحوارات التي اجريت معه، وفيما عدا ذلك لم يتردد اسمه ولم يسمع به أحد. ولقد كان حوارى مع (جحا) هو الذي فجر الاهتمام بروادنا التشكيليين من الرسامين الفطريين ولدى قطاع واسع، وكان ايذاناً بخروج سير حياتهم وتجاربهم الثرة من قمقم الاهمال وكهوف النسيان الى حيز الضوء ودائرة الاهتمام والذكرى، عسى ان يجدوا الاعتبار وان يحتلوا المكانة التي يستحقون وبعد اقصاء طال أمده، ومُذ هَلْتْ علينا -بالسالب كما هلت بالموجب- مناهج مدرسة التصميم بكلية غردون التذكارية وربيباتها مدرسة وكلية الفنون الجميلة.

    ولقد حدث ان اتصل عليّ شقيق الفنان الرائد علي عثمان لينبه بمكانة أخيه وليعرف بفنان آخر اسمه عبد العزيز فرح. كما اخبرني قريب لي وهو المهندس علي شرف الدين، بان في حيهم بالحلة الجديدة يسكن فنان مثل جحا، وهو فنان الخرطوم، الرسام الفطري (كومي) ويستحق ان نزوره ونتعرف عليه، وقد كان. وهذا قبل اطلاعي على حوار (الصلحي) الذي ورد فيه اسم هذا الفنان المنسي.
    وهنا لا يسعني إلا ان اشكر الاخ علي شرف الدين لما أسداه لنا كتشكيليين من جميل ساعدنا في رتق ثقب من ثقوب تاريخنا الفني التشكيلي المعاصر.
    فإلى مضابط حواري مع هذا الانسان البديع، هذا الفنان، الذي زرته مرة قبل اعوام دونت فيها اجوبته على اسئلتي التي تمخض عنها هذا الحوار المهم الذي لم ينشر في حينه لافتقاره للصور (صورة الفنان وصور أعماله) ولم يتسن لي ذلك، أي اكتمال الحوار بالصور، إلا أخيراً وفي هذا الشهر، حيث تطلب مني الأمر زيارتين أخريتين.
    سبتمبر 2005م

    أجرى الحوار: علاء الدين الجزولي

    *ازيك يا عم كومي وكيف حالك وصحتك؟
    - أهلاً بيك يا ابني.. الحمد لله، أنا بخير وزي ما انت شايف.
    * عايزين نعمل معاك لقاء، نتعرف فيهو عليك وعشان الناس تعرفك وتعرف قدرك ومقامك؟
    - مرحب بيكم وشكراً ليك.
    * نبدأ باسمك في الاول، ارجو ان تقولو لينا بالكامل؟
    - اسمي ابراهيم الله جابو فضل الله أحمد.
    * وكومي، ده ما اسمك؟
    - لا... ده لقب.
    * معناهو شنو؟
    - والله ما عارف.
    * طيب، منو الاطلقو عليك، يعني منو السماك كومي؟
    - سماني واحد اسمو ود الحضري من ناس ام درمان، وما عارف جابا كيف (يقصد التسمية) وكان يغني لي: (ابراهيم كومي، حق الناس بيشيلو وحقو ما بيدي، شوفتو لي الشاي أب لبن صر وشو واتغبن) وكان بغني لي وأنا كنت بنطط وبعرض.
    * والوكت ده، كان عمرك كم؟
    - حاجة بتاعة ستة، سبعة سنة.
    * قول لي يا عم ابراهيم، اللقب ده كان عاجبك؟
    - والله هو مر طوالي وبقو لو اسم وعندي لقب تاني (ابراهيم فار) كان يقلوا لي في الكورة وكنت بلعب في فريق الاهلي مع القون حسنين والباكات الدميج وحسن عكاشة والهافات كباتا وهو مصري من اصل سوداني وحسن دقش والاوناق (الأجنحة) خوجلي أبو الجاز ومسحر وحسن فار وسنترهاف محمد سرور وحسين دردق.
    * شنو يا عم كومي، كان في (فار) تاني غيرك في فريق الاهلي؟!
    - أيوه، حسن فار، ذكرتو ليك، ونحن الاتنين لقبنا كده لأننا كنا صغار وقصار وسريعين.
    * طيب يا عم كومي مع منو من المشاهير لعبت؟
    لعبت مع مصطفى الميل وعندك حمدتو وود العرب وطلعت فريد.
    * ويا تو فرق لعبتوا ضدها؟
    لعبنا ضد الكوكب واستاك وفريق سلاطين ببحري وكوبر وفي ام درمان ضد الموردة والهلال والمريخ وكان فيهو ناس شرفي والزين هيبة، وتاني سمو شنو ياخي.. والله كلهم نسيتم، وبعدين (فريق) بري و(فريق) النسر و(فريق) الشبيبة، وكان فريق بتاع اقباط، منهم وليم وصمويل واسحق يوسف واخوه حميد يوسف. وبعدين تاني فريق ابو حشيش وفريق الاغريق (أثينا) والديش الانجليزي والديش المصري وتاني في مدني لعبنا مع اهلي مدني والنيل بتاع مدني.
    * الكلام ده كان سنة كم؟
    إييك، الكلام ده كان في الثلاثينات
    .* وكنت بتلعب شنو، يعني في ياتو خانة؟
    - سنتر فرِود، في النص ولعبنا في الحصاحيصا ضد اهلي الحصاحيصا وهناك بقولو ليهو الاهالي وبعدين الليق لمانا كتير وبتذكر أول فريق في السودان كان اسمو الري المصري.
    * قبل فريق الموردة؟!
    - قبل الموردة.
    * أول فريق سوداني؟!
    - والله ما عارف، الاولاني ياتو ما بعرف.
    * في صور كتيرة لي فرق الكورة القديمة، هل في صورة انت متصور فيها معاهم؟
    - نعم.
    * في أية صورة او مع منو؟
    - مع شلتنا، زي محمد ابو العلا وموسى ود أب شوال ومحمد الفوالي وحسن سيد احمد ومصطفى الميل وبرقد ومستر قرض الكان دايماً بيقول لازم ناخد صورة.
    * طيب يا عم كومي قول لينا، انت في شبابك اشتهرت كلاعب كورة أم كرسام؟
    - والله في الاثنين، في الكورة اخدت رنة شديدة.
    * وفي الرسم ما أخدت رنة؟
    - أخدت رنة (قالها وهو يضحك) ولغاية دلوقتي ماشة.
    * طيب يا عم كومي، ما كان عندك نشاطات تانية؟
    - البوكس (الملاكمة).
    * في الحاجات التلاتة دي، الرسم والكورة والبوكس، كنت بتحب شنو اكتر؟
    - والله كلهم ميزانيتم في راسي واحدة.
    * طيب الحاجات التلاتة دي، ياتو واحدة بديتا في الاول؟
    - في الاول الدافوري.
    * عمرك كان كم؟
    - حاجة بتاعة اربعتاشر.
    * بتين اتسجلت في فريق وبقيت لاعب معروف؟
    - اربعتاعشر، خمستاشر وكنت مشهورا جداً والغُلُب كلو كان في رجلي أنا ومحمد كُشيب وكان في الوكت داك ألعب واحد في السودان.
    * والكان بجيب الاقوان منو؟
    - هو.
    * وانت؟
    - برضو.
    * معنى كده، انو فريقكم كان قوي جداً؟
    - كان قوي جداً.
    * كان أحسن فريق؟
    - أيوه هو والنيل.
    * طيب يا عم كومي والرسم بديتو بتين؟
    - الرسم ده.. شخت، شخت، كنا بنجي نعاين للورق في الجرايد وفي نفس زمن تلاتاشر، اربعتاشر، وكنت نشيط جداً.
    *وفي الزمن داك كنت بتعرف منو من الرسامين؟
    - علي عثمان وعبد الرحمن وكان صديق علي وتاني كوستا الاغريقي.
    * والتلاتة ديل كانوا في سنك؟
    - لا، لا.. كبار كلهم.
    * طيب منو الفي سنك من الرسامين الكانو في الزمن داك، يعني أيام الصبا والشباب؟
    - واحد جاري متربين سوا، اسمه عوض عبد الرحمن.
    * بتعرف هو من ناس وين؟
    - والله ما بعرف جنسو شنو.
    (وهنا تدخل الابن عصام سائلاً والده: لونو كان كيف، اخضر، اصفر؟)؟
    (أجاب عم كومي، قبل ان يكمل ابنه سؤاله) اخضر، اخضر زي لونك انت.
    * وتاني بتعرف منو؟
    - تاني في (دراج) و(جحا) ديل بس، وعلي عثمان كان رئيسنا الكبير.
    * منو في الذكرتهم ديل كلهم، القدرك والاكبر منك أو الاصغر، كان صاحبك؟
    - اكتر واحد كان عوض عبد الرحمن.
    * وعلي عثمان، معرفتك بيهو شنو؟
    - عرفتو في المحل المسك فيهو في وكالة الزيبق.
    * لكن يا عم كومي، هي اسمها وكالة ولا قهوة؟
    زمان بيقولو ليها وكالة.
    * كان فيها شنو؟
    كان فيها صياغين، الصياغ بتاعين الدهب وفيها قهوة وبعدين فيها مطبخ البرابرة وكان فيها مكتبة قنديل وفرن شريف أحمد شرفي.
    * طيب، علي عثمان كان بعمل شنو في الوكالة دي؟
    - علي عثمان كان عندو محل جنب قهوة الزيبق، يعني دكان، وكان مقسوم الاتنين، نصو محل عبد القادر العجلاتي ونصو دكان علي.
    * عبد القادر العجلاتي، كان ببيع عجلات؟
    - كان بصلح وبأجر عجلات.
    * طيب والنص بتاع علي عثمان كان فيهو شنو؟ ممكن توصفو لينا؟
    - كان محل للرسم، بيرسم فيهو، وخاتي فيهو السبورة بتاعتو (يقصد حامل الرسم Easil) ومعاهو الالوان بتاعتو وشنطة كبيرة وكان عامل متحف صغير خاتي فيهو الصور بتاعتو، والدخول لي المحل ده بي قرش، تخش تتفرج وتمرق.

    * يا عم كومي انت سميت محل علي ده، متحف صغير او قول شبهتو بي كده، طيب عايز اسألك، هل كنت بتزورو؟
    - أيوه كتير.
    * طيب شنو استفدت من زياراتك الكتيرة لي متحف علي عثمان؟
    - كنت بجي واقيف زمن طويل اعاين واتفرج وكنت بتعلم منو، واكتر حاجة اخدتها منو وزنة الوش وتقسيم الشعر والجسم وتظليل النخرة ومقاس العيون والمسافات بين العيون وعظمة الانف والمسافة بين الحاجب والرموش وطول الوش وبداية الخشم في الخط الواقع مع نهاية العين ناحية النخرة والمسافة بين الأنف والشفة، حسب شخصية الانسان.
    * علي عثمان كان عارفك بترسم؟
    - أنا ما كلمتو لكن عرفني، ومرة لقاني بشخبت في وكالة الزبير باشا القديمة.
    * وين كانت الوكالة دي؟
    - ما بعيدة من وكالة الزيبق.
    * طيب يا عم كومي نرجع لي متحف علي عثمان، عايزك تقول لينا، هل الحاجات الكان برسمها، بعرضها في المحل؟
    - أيوه.
    * طيب، كان بعرضها للبيع ولا للفرجة؟
    - شي للبيع وشي للفرجة.
    * هل بتتذكر كان بعرض شنو؟
    - رسم بنات وشخصيات، وكان بيجيبوا ليهو كروت صور برسما وكان بفتح المحل للفرجة يومين في الاسبوع وكان بجوا الناس، طلبة وناس السوق والدخول بقرش.
    * كان بجو ناس كتير ولا شوية؟
    - مرة كتار ومرة شوية.
    * كان في اجانب بيجو يزورهو؟
    - كانوا بيجو، وهم كانوا برضو بيجوا الخرطوم يرسموا الحمير، قريب من سوق الحمير ويرسموا بتاعين الخضار والناس والحناطير.
    * كانوا بعرضوا الحاجات البعملوها دي في الخرطوم، يعني اقصد انت في الزمن داك شفت معرض لي اجانب او لي خواجات من الكانوا برسموا في الخرطوم؟
    - لا، ما شفت ليهم معرض، وكانوا لمن يرسموا في الشارع انحنا كنا مانعنهم رسمي يرسموا أي مرة (امرأة).
    * ليه كنتو بتمنعوهم؟
    - كيف نخليهم يرسموا نسوانا يودوها بره!
    * طيب يا عم كومي غير الرسامين السودانيين ناس علي عثمان ما تعلمت الرسم من ناس تاني غيرهم، يعني ما كان في اجانب كنت بتعرفم واتعلمت منهم؟
    - بعرف كوستا، وده كان بعمل اعلانات زي البيبسي كولا وكان في واحد بقعد يرسم في المحطة الوسطى وده انا استفدت منو اكتر من كوستا لانو اليوم كلو كان بيقعد يشتغل وما يقوم إلا لمن يكمل الحاجة.
    * كان جنسو شنو؟
    - اظنو ايطالي، الطليان ديل اولاد كلب جداً في الرسم.
    * انت شفت رسم طليان تانين غير الزول ده؟
    - آي.
    * وين؟
    - في الكمبوني.
    * يا عم كومي، انت قريت لغاية وين؟
    - ولا حاجة.
    * ولا في الخلوة؟
    - الخلوة، في الاول في الخرطوم وتاني في ام درمان.
    * ما اتعلمت فيها القراية والكتابة؟
    - ولا اي حاجة.
    * ليه من الجهل والتغفيل الكتير؟
    - طيب يا عم كومي وانت ما بتقرا لا في خلوة ولا في مدرسة كنت بتعمل شنو؟
    * كنت شغال صبي حلاق مع عبد النبي وابرهيم عبده الحلاقين
    - وين الكلام ده؟
    * في الخرطوم، قريب من فرن كوستا.
    * وين يعني بالضبط؟
    - قريب من جامع فاروق وخلف دكاكين النجار عياد وهو قبطي من مصر والنجار حسين بيومي والترزي الافرنجي سلامة وهو سوداني.
    * وين كنتو ساكنين؟
    - جوار ناس مراد الشايقي وناس البُنى وفي شارعنا مصطفى وعلي كِشه ومنطقة عساكر الاشلاقات.
    * يعني في الخرطوم غرب؟
    - أيوه.
    * في حي الترس القديم؟
    - أظنو.
    * يا عم كومي ما سألناك، أنت مولود سنة كم؟
    - والله ما عارف. (يرجح افراد اسرته انه ولد في بداية العشرينيات 1920.. الخ)
    * عندك اخوان يا عم كومي؟
    - لا، أنا ابن واحد لوالدي. وكنت مسؤولاً عن بنات خالتي.
    * طيب يا عم كومي المهنة الكنت بتأكل منها عيش شنو، الكورة ولا الرسم، ولا البوكس، ولا في مهنة تانية؟
    - أول حاجة اشتغلت مع أبوي في الخياتة.
    * يعني أبوك كان خياط؟
    - أيوه.
    * بلدي ولا افرنجي؟
    - بلدي.
    * وين كان محل والدك؟
    - كان شغال بين الموردة والعباسية لأنو الخياتين زمان كانوا بيتنقلوا.
    * بتعرف تخيط كويس يا عم كومي؟
    - والله ما كتير، لأني ما استمريت فيها كتير.
    * وبعد الخياطة عملت شنو؟
    - بعدها جيت مصنع القزاز، بتاع عبد المنعم وأبو العلا وكنت بعمل (مستريقات) في الكبابي.
    * مستريقات يعني شنو؟
    - زينة زي الخيط في شفة الكباية وبعمل زيق عريض وازياق صغيرة بتعمل زينة، ولمن تخت الكباية تلقاها كلها منقوشة وفيها وردتين، ودي كانت اصعب شغلة.
    * ما كنتو بترسمو حاجة تاني في الكبابي غير الوردتين؟
    - كنا بنرسم زهور وطيور وعرسان.
    * طيب يا عم كومي ما في مهن تاني اشتغلتها؟
    - غير خياط ورسام كروكي في مصنع القزاز، اشتغلت جزار وسمكري (حسب الظروف) ونقاش (ودي طوالي). وكنت بصنع المندلين والجيتارات اكتر حاجة ودي كنت بعملها مزاجات ساي.
    * قول لي يا عم كومي كانوا بدوك كم في مصنع القزاز؟
    - كنا بنشتغل بالانتاج، بالدستة، في دستة الكبابي بدونا قرش ونص والجكوك، الدستة بدونا قرشين.
    * وكان معاك منو من الرسامين؟
    - كان معاي مصريين وسودانيين، واحد اسمو عثمان كنوز وواحد اسمو احمد زيادة.

    * طيب يا عم كومي من الزمن البعيد داك لغاية هسع، كنت بتتعيش على ياتو مهنة؟
    - النقاشة.
    * والرسم ما قاعد تتعيش منو؟
    - لمن يكون شغل نقاشة مافي بتعيش منو.
    * لغاية هسع؟
    - لغاية هسع.
    * كويس يا عم كومي، بتين بقيت معروف كرسام؟
    - أووك، بدري بدري، بدري جداً.
    * كنت بتبيع لوحاتك؟
    - أيوه.
    * لي منو؟
    - لي ناس القهاوي وناس المطابخ.
    * ممكن تقول لينا اسماء بعضها؟
    - قهوة علي الزيبق وقهوة التيجاني وقهوة العيلفون وبعدين قهوة صغيرة اسمها قهوة عوض. ومطعم البرابرة ومطعم محمد الفوالي.
    * ومحلات الخواجات ما كانت بتشتري منكم لوحاتكم؟
    - لا ما كانت بتشتري مننا، كانوا بيشتروا مننا العمال السودانيين الكانو شغالين معاهم.
    - وبعدين كانوا ناس مدني بيجو يشتروا مننا كمية ويوزعوها هناك بطريقتهم.
    * منو اكتر زول كان بيجي من مدني يشتري لوحاتكم، اسمو منو؟
    - اكتر واحد كان بيجي يشتري مني اسمو اللمين (الامين) وكان اكبر واحد بتاع قهاوى في مدني.
    * في الخرطوم وأم درمان ما كان في زول بيشتري منكم كميات ويوزعها؟
    - ناس الخرطوم وام درمان كانوا بيشتروها لي روحهم ويدخلوها البيوت.
    * طيب يا عم كومي اكثر حاجة انت رسمتها شنو؟
    - اكتر حاجة رسم البنات.
    * وهسع انت قاعد ترسم؟
    - أيوه بشتغل.
    * آخر حاجة عملتها شنو؟
    - آخر حاجة عملتها لي مطعم في جامعة النيلين.
    * عملت ليهو شنو؟
    - دعاية مشروبات (هذا كان قبل اكثر من عام عند زيارتي الاولى له اما الآن فقد انجز صورة شخصية لنفسه (بورتريه) أعدها قبل اشهر قليلة)
    * عملت ليهو الشغل ده بقروش ولا ساي؟
    - بقروش.
    * الناس بيدفعوا احسن هسع ولا زمان؟ يعني بقدروا عملك الفني هسع ولا زمان؟
    - كلهم كويسين ما بيتباطأوا في الدفع.
    * يا عم كومي في الونسة معاك قلت لي انك رسمت في مباني ممكن توضح لينا في ياتو مباني رسمت؟
    - رسمت في كنايس (كنائس)، في أم درمان، في كنيسة في المسالمة القديمة وتاني في كنيسة العمارات وكنيسة الخرطوم جنب جنينة السيد علي.
    * الكلام ده كان سنة كم؟
    - اييك، بدري.
    * وفي جوامع ما رسمت؟
    - علمنا بوهيات في جامع الخرطوم الكبير، لكن ما فيهو رسم. وجامع بحري بتاع السيد علي وجامع ام درمان وخارج الخرطوم ضربنا بوهيات الطلمبات مع شركة المعمار والتجارة مع انجلو باتريديس ((ANGELO PATRIDIS وشركة عمر محمد آدم من ناس ام درمان وبيتهم جنب المدرسة الاميرية.
    * سنة كم كان الكلام ده؟
    - والله بدري جداً.
    * طيب يا عم كومي في الكنايس (الكنائس) رسمت شنو؟
    - كنا بنعمل تعريج ديكورات.
    * تعريج يعني شنو؟
    - يعني تمويج بنقلد فيهو الفورمايكا، وتعاين ليهو تقول فورمايكا مدقوقة.
    * يعني ما رسمتوا مواضيع زي السيدة مريم العذراء والسيد المسيح (عليه السلام)؟
    - لا، دي كان برسموها براهم.
    * هل سبق ان شاركت في معارض يا عم كومي؟
    - أيوه، في الخرطوم، في كلية غردون وأنا سلمتهم الصور وما مشيت وفي الافتتاح جيت زي المتفرج وأدوني جائزة، حاجة زي خمستاشر سطاشر قرش.
    * منو الاداك ليها؟
    - جابها لي واحد مراسلة.
    * يا عم كومي شنو اكتر حاجة كانت غالباك زمان في رسم جسم الانسان؟
    - المسافات، من الراس للكتف وعشان الرقبة ما تكون غاتسة ومن الكتف للوسط وهكذا، لكن بعدين عرفتها.
    * واصعب حاجة في رسم جسم الانسان بالنسبة ليك؟
    - العيون.
    * ليه؟
    - عشان في ظل.
    * يا عم كومي انت ما كنت بتزور كلية غردون؟
    - كنت بمشي كتير.
    * طيب ما كان فيها حاجة اسمها مدرسة التصميم وبعلموا فيها الرسم ما سمعت بيها؟
    - ما كنت عارف محلها، وحاولت اعرف لكن ما قدرت وكان عرفتها، كان دخلتها.
    * طيب يا عم كومي في مدرسة التصميم دي كان في استاذ خواجة اسمو( قرينلو) زول مهم جداً وبحب الرسم ما حصل قابلتو؟
    - لا.
    * ولا سمعت بيهو؟
    - أبداً.
    * يا عم كومي قبل ما انهي اللقاء ده معاك وأودعك، عايز اسألك واعرف شنو أكتر شي كان بيعجبك في الخرطوم زمان؟
    - البيعجبني فيها كان كتير، واكتر حاجة الكورة، لأنو روحي كانت فيها، وبيعجبني بحر أبيض، كنا نجي نشرك السمك.
    * وتاني شنو؟
    - السينمات ونادي العمال الخرطوم ونادي العمال ام درمان وبحري وكنا بنلعب فيها البوكس.
    * وتاني كنتو بتتفسحوا وين في الخرطوم؟
    - في جنينة الحيوانات وبنرسم الحيوانات، غزال، أُسُده، تماسيح، طيور.
    * والسينما زمان كانت كيف؟
    - كويسة جداً وكانت بتفرق لينا خالص.
    * قول لينا السينمات الكنت بتدخلا شنو؟
    - كلزيوم وسينما قديس الكان اسمها برمبل.
    * طيب اكتر الافلام الكنت بتحبها في الوكت داك شنو؟
    - الكابويات وطرزان وأفلام البحارة الكان فيها مغامرات.
    * وأخيراً ودعته وانصرفت متمنياً له كل الصحة والعافية.

    اجري الحوار : علاء الدين الجزولي
    صحيفة الصحافة عدد الثلاثاء 20 سبتمبر 2005م

    شكراً للأستاذ علاء الدين الذي ( نكت ) لنا العم كومي ليلقي الضوء علي الفن العفوي الذي طالما كنا نشاهده ونحن صغار من خلال اللوحات المعلقةعلي حوائط المطاعم والمقاهي ودكاكين الحلاقين وعلب الحلوي ( وفتايل ) الريحة وكنا نري في هؤلاء قمة الابداع التشكيلي قبل ان نتعرف علي بيكاسو ومايكل انجلو وعمالقة الفن التشكيلي في العالم. ما اعجبني في الحوار عفوية العم كومي والقائه الضوء علي الخرطوم زمان وملامحها القديمة.
    احمد طه
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de