كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
عبقرية المكان ... في درة شرق السودان
|
إلى روح أستاذي وشيخي المؤرخ مولانا محمد الأمين شريف ... ( له الرحمه )
عبقرية المكان ... في درة شرق السودان النثر عند عمر الحاج موسى ، حديث نغيم وقول نظيم ، يختار كلماته بدقه وعمق وشفافية وجاء أبلغ نثره في حب مدينة كسلا التي عشقها وهام بها مثل كل المبدعين الذين أسرفوا في إطرائها .. يقول العميد الأديب اللبيب وهو يخاطب أهل كسلا : أعود إلى كسلا فأجد الربع قد تغير إلا أن أربع لم تتغير . أولها جبل التاكا ، حلية كسلا وعقدها ـ والمتأمل إليها من عل من الطائرة ، يخالها لكسلا كنهود الحسناء للحسناء ،،، مشرئبة عالية كأنها ترضع القمر . ثانية الأربع ، نهر القاش ،، وقد أحاط بالساعد خصر كسلا عفيفاً ،، عنيفاً .. زرع أهلها على فخذيه حدائقاً غلبا وفاكهة وأبا ،، متاعاً لهم ولأنعامهم . ثالث الأربع – أهل كسلا – سماحتهم غيث .. ونجدتهم غوث كلامهم كله ظريف كأنه يضحك ،، كلامهم كله عفيف كأنهم يغسلونه قبل الحديث به . ونساء كسلا يلبسون الثوب .. والثوب في كسلا يتثاءب عند الخصر – ما حضنت الغريب نظراتهن إلا وجفلت العيون واحتمت بالأهداب واعتصمت بالمعاصم حياءً وخفراً . يزدن في بهجة كسلا الفاتحة صدرها لكل عزيز زائر وكانت رابع الأربع عند العميد هي حالة الحب الذي يكنه ويتبادله مع المدينة فيقول : (( وعندما يحب المرء فلا سدرة لمنتهى فالحب للحب كالطيب وللطيب إفتضاح )) ...(انتهى) تواتر القول واختلف الرواة حول اسم ((كسلا )) بعضهم يقولون أن الاسم كان لجارية سكنت تحت سفح الجبل اسمها ((كسلا)) يغشاها المسافرون ويجدون عندها ما يسد رمقهم من زاد لهم ولرواحلهم ، ويتممون كيفهم بقهوتها المصنوعة من اجود انواع البن الحبشي .. يرتاحون عندها من عناء السفر في ظلها الوريف فسارت بالاسم الركبان وارتبط اسم الجارية بالمكان ويقول بعضهم أن المدينة ارتبطت بالجبل الذي يطل عليها من الشرق وقد اخذ اسمه من جبل مشابه له في الشعاب الحبشية يدعى ((كسلون)) أو ((كسَلان)) وصار كسلا . ويقول البعض أن الاسم قد أتاها من اسم ملك اثيوبي يدعى (( كاسا)) .. وهو قطعاً غير الإمبراطور كاسا الذي أسمى نفسه ثيودور وحكم أثيوبيا في الفترة من 1855 – 1868 ولكنهم قد يقصدون كاسا رأس التيغراي وهو إقليم متاخم لمديرية كسلا الكبرى وتعتبر هذه الرواية من أضعف الروايات حول فحوى الاسم . وأطرف ما قاله الرواة حول إسم (( كسلا )) .. أنها أخذت الاسم من (( الكسل )) لأنها تقع بين فيافي البطانة وسواقي منطقة القاش المتربه في وادي ذي زرع وماء وخضرة .. هواءه عليل .. وجوه رطيب يدعو للكسل والخمول . لكنني أرجح رواية الجارية لأن هناك العديد من المواقع في السودان أخذت أسمائها من الذين عمروا المكان مثل مدينة كوستي التي سميت على الخواجه كوستي الذي كان يملك حانوتا صغيرا في المكان قبل أن يصبح بندراً – و مدني التي سميت على اسم مؤسسها الشيخ مدني السني حفيد الشيخ الهميم والقاضي دشين .. وبربر التي تدعى أيضاً (( مخيرف النور )) كما يحلو لشاعرها ود الفراش مناداتها به جاءها الاسم من اسم صبي يدعى (النور) يرعى أغنامه في فترة الخريف في المكان الذي صار ((بربر)) وهناك شجرة محوبك (( ومسيد ود عيسى )) (( وقضروف سعد )) وخير شاهد على ذلك ، تلك القرى التي نشأت حديثاً على طريق أم درمان دنقلا مثل (( أم الحسن )) في مكان قهوة أم الحسن (( وتمتام )) حيث لا يزال صاحب الاسم يتأتئ مرحباً بالمسافرين . أول الأربعة (( جبل التاكا )) سماه العربان على ثمرة شجرة الدوم (( تأكا )) وتعني بلهجة التبداويت (( البجاوية )) ما نطلق عليه كلمة (( القلُّوق )) وهي أحشاء الدومه التي يكسوها الشحم النباتي للدوم قبل انتضاجها – تحمل في جوفها سائل مثل ما نجنيه من ثمرة جوز الهند من شراب حلو المذاق .. وسمي الجبل على الدوم لأنه ينمو بوفره في المنطقة التي يتوسطها الجبل . أما اسمه المتداول بين القبائل المحلية في المنطقة هو (( جبل تؤلوس )) وتخفف الاسم بمرور الزمن إلى (( تولوس )) ثم إلى (( أولوس )) وتعـني الكلمة بالعربية (( الجبل الأملس )) وذكره الشاعران ود الفراش والحردلو بهذا الاسم وجاء في بعض أشعار الحردلو ب (( جبل اللوس )) وسمي بهذا الاسم (( الأملس )) نسبة إلى شكله المتميز الملامح بقممه الملساء التي تختلف في الشكل عن الجبال الموجودة في المنطقة من سلسلة جبال البحر الاحمر حتى مشارف الهضبة الاثيوبية على سفحه توجد ضرائح السادة المراغنه التي يزورها مريدوهم من كل أنحاء السودان أهمها ضريح السيد الحسن وخلفائه المدفونين في القبة المجاورة للمسجد العتيق .. وصف الرحاله في القرن الثامن عشر نقوشه وعمارته البديعه بكثير من الاعجاب كما وصفوا الثريات المجلوبة من مصر والسجاد العجمي القادم من بلاد فارس والاراضي المقدسة وتحدثوا بانبهار عن نوافذه المزينة بالفسيفساء التي اتوا بها خصيصا من المغرب – ونسجت الاساطير حول هذا المسجد الذي (( بناه عثمان ودمره عثمان وسيعيد بناءه عثمان )) ومعروف عثمان الذي بناه وعثمان الذي احرقه أما عثمان الذي سيعيد بناءه فلا زال في رحم الغيب . وقد بدأ الطليان في ترميمه إبان فترة احتلالهم للمدينة في عام 1941 وتراجعوا بعد الهجوم المضاد الذي نفذه الحلفاء وتركوا سقالات البناء في مكانها باقية حتى الآن وقد صارت محطاً لحمام الجبل الذي تكاثر حتى صار جزءا من ملامح الجامع العتيق ... تقول الاسطورة أن هناك (( شجرة اكسير )) في مكان ما بالقرب من الجبل يحرسها ثعبان ضخم ونمر . إذا طمست ورقة من غصونها في اللبن تتحول إلى ذهب – ولكننا لم نسمع يوما باحد قد ظفر بورقة من الشجرة الاسطورة . ونواصل .......
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 06-29-04, 06:22 AM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | Esameldin Abdelrahman | 06-29-04, 12:09 PM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | Abdel Aati | 06-29-04, 12:45 PM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-03-04, 07:25 AM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | ياسر هاشم خليل | 07-03-04, 09:01 AM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-03-04, 03:36 PM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-03-04, 03:37 PM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | تولوس | 07-03-04, 06:03 PM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | ياسر هاشم خليل | 07-03-04, 06:22 PM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-06-04, 11:18 PM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-06-04, 11:18 PM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-13-04, 11:19 PM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-14-04, 06:27 AM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | Yasir Elsharif | 07-14-04, 09:32 AM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-14-04, 10:05 PM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-14-04, 11:35 PM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-17-04, 04:57 AM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | تولوس | 07-17-04, 06:07 AM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-17-04, 06:35 AM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | MAHJOOP ALI | 07-18-04, 00:38 AM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-18-04, 03:01 AM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | degna | 07-18-04, 03:06 AM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-18-04, 05:21 AM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-18-04, 11:27 AM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-19-04, 11:10 PM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | محمد عبدالقادر سبيل | 07-19-04, 11:23 PM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-19-04, 11:47 PM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-20-04, 10:30 AM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-21-04, 11:57 AM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-22-04, 03:44 AM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | تولوس | 07-24-04, 06:14 PM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-25-04, 08:54 AM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | NEWSUDANI | 07-25-04, 09:06 AM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-25-04, 09:45 AM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | mahdy alamin | 07-25-04, 01:33 PM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-25-04, 10:10 PM |
Re: عبقرية المكان ... في درة شرق السودان | أحمد طه | 07-26-04, 05:36 AM |
|
|
|