غضبة الهبباي .. ومحبس الجن في (اوسوك)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 08:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة أحمد طه(أحمد طه)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-17-2004, 01:03 AM

أحمد طه
<aأحمد طه
تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
غضبة الهبباي .. ومحبس الجن في (اوسوك)

    غضبة الهبباي .. ومحبس الجن في أوسوك
    تنفس سكان مدينة طوكر هذه الأيام الصعداء، بعد إنتهاء موسم (الإيتبيت).. والايتبيت لفظة بلغة البجا (التبداويت) تعني الهبباي وهو وسم مترب له منازله وعيناته.. مغبر الملامح يملأ بالغبار الوجوه والمدينة والغطاء النباتي ويرى فيه سكان المنطقة فأل خير.. فكلما زاد في موسم الغبار والأتربة كان ذلك مؤشر لتدفق وفير لخور بركة .. النهر الموسمي الذي يتدفق من الشعاب الأريترية والذي تعتمد عليه المدينة في اقتصادها وهو سبب بقاءها في هذه المنطقة.
    بسبب الهبباي تميزت مدينة طوكر بملامح عمرانية لا تجدها في مدينة سودانية أخرى إذ تمتد كل شوارعها من الجنوب إلى الشمال بدون شوارع عرضية لتسهيل مرور الهبباي عبر المدينة ليكبل ميناء (ترنكتات) القديم وتنتهي رحلته (المعفرة) على مياه بحر (القلزم).. البحر الأحمر.
    ينتظره سكان طوكر كل عام ويتنمون فيه مزيداً من الهبباي والأتربة حتى يفيض (بركة) وتزرع الدلتا بعد انحسار المياه بالقطن والخضر..
    وحدث في طوكر مثلما حدث في الجزيرة عندما بلغ قنطار القطن 15 جنيهاً في خمسينيات القرن الماضي وسمعنا الكثير من النوادر حول تلك الفترة التي انتعش فيها أصحاب الحواشات واشتروا الثلاجات ووضعوا فيها ملابسهم لعدم وصول التيار الكهربائي في تلك الفترة.. وشاهدت متسولاً رث الثياب في مدينة طوكر أخبرني الأهالي بأنهس كان واحد من أثرياء تلك الفترة ولكنه (افترى) وصنع لحماره لجاماً من الجنيهات الذهبية بل وزاد في غيه وصرح قائلاً: (لو بركة ما جا كويس نسقي الأرض بالبيرة والقهوة) فانتهى به الحال مخبولاً يلهو به الأطفال ومتسولاً ينتظر الصدقات.
    يتسبب فيضان خور بركة في عزل مدينة طوكر عن المنطقة الشرقية التي تقع خلف الدلتا وينتقل الناس والبضائع إلى (مرافيت) بالجمال والدواب للتواصل مع ميناء (عقيق) التاريخي وقرى وقبائل الحباب الأخرى مثل – عيت، عقيتاي، عدوبنا، عيتربه وحتى قروره التي يفصلها نهر موسمي من قرورة الأخرى التي تقع داخل الحدود الأريترية.
    لا زال السكان المحليون هناك يتناولون الأسطورة المرتبطة (بالهبباي) كأنها حقيقة ويكادوا يجزمون بذلك.
    تقول الأسطورة أن سليمان (عليه السلام) غضب من بعض قبائل الجن فبنى لهم سجناً منيعاً في أوسوك (سواكن) وأوسوك بلغة التبداويت تعني السوق.
    لأن سواكن كانت الثغر والسوق الكبير الذي كنا نطل من خلاله على أسواق العالم وعبرها تجلب البضائع من كل الدنيا إلى الميناء العتيق وتنتقل بعد ذلك داخل السودان عبر بربر.
    وتضيف الأسطورة أن بناء سليمان لسجنه في أوسوك كان اختياراً موفقاً ودقيقاً لأنه كان يعلم بأنها ستصير خرائباً تسكنها الجن والقطط السوداء، بعد أن كانت حاضرة عامرة بالقصور والحدائق والحوانيت.. على مرفاها ترسو السفن القادمة من خلف البحار.. تسمع فيها الرطان بألسنة كل الشعوب.
    بنى سليمان سجنه لمعاقبة الجن جراء ذنب اقترفوه لم تحدده الأسطورة.. وكانت عقوبتهم نقل كل الاتربة التي تثيرها الأمطار بعد سقوطها في وسط السودان وإلقاءها في البحر قبالة ميناء ترنكتات الواقع على ضاطئ البحر الأحمر شرق مدينة طوكر.. وحدد سليمان الحكيم لعملية نقل الأتربة زمناً يبدأ منذ طلوع الشمس وحتى الثانية ظهراً.. وهي الترة التي ينشط فيها (الأيتبيت) ليهدأ بعد ذلك ويصير الجو صافياً ما عدا (عينة) محدودة يستمر فيها (الأيتبيت) حتى مغيب الشمس.
    منذ أيام الإنجليز تواءمت الحكومة مع موسم الهبباي وغيرت التوقيت الحكومي الرسمي وجعلت التوقيت الرسمي في مكاتب الدولة ومؤسساتها يبدأ في لاثانية ظهراً وحتى الثامنة مساء.
    بعد العمل المضني الذي تقوم به قبائل الجن في نقل الأتربة.. تعود إلى محبسها في أوسوك بعد عمل يوم مغبر ومجهد نقلت فيه كميات (معتبرة) من الأتربة عبر المدينة التي اصابتها اللعنة بلا سبب غير انها تقع أمامها لتكون البوابة التي تمر عبرها الأتربة لمنطقة المنخفض الجوي بين الساحل وجبال البحر الأحمر، ولا تجد منفذاً غير هذه البوابة بين الجبال قبالة طوكر. هذا هو التفسير العلمي لظاهرة الايتبيت والهبباي التي تعتبر أهم ملامح المنطقة والتي تقطنها قبائل الحباب والشاياب والأرتيقة. وكانت طوكر في الماضي داراً لنظارة البني عامر التي يسكنها (الدقلل) زعيم القبيلة، قبل انتقال النظارة إلى وكيله في كسلا والذي صار دقللاً.
    أخشى أن يدرك الجن حقيقة عدم وجود سجن في أوسوك، فيعجبهم ذلك فينطلقوا إلى نيروبي ليزيدوا عدد الشياطين التي تسكن التفاصيل في المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية وأطلت (بقرونها) في تفاصيل الأتفاقية الأمنية.
    جعلت حاجتنا إلى فقير (قوي) وناجح أكثر من حاجتنا إلى مفاوض مراوغ يلف ويدور حول نفسه ليمسك القلم ويمهر الإتفاق مؤمناً على قسمة ضيزى.. التي يعقبها الإنفصال.
                  

العنوان الكاتب Date
غضبة الهبباي .. ومحبس الجن في (اوسوك) أحمد طه11-17-04, 01:03 AM
  Re: غضبة الهبباي .. ومحبس الجن في (اوسوك) الأمدرمانية11-17-04, 06:34 AM
    Re: غضبة الهبباي .. ومحبس الجن في (اوسوك) أبوالريش11-17-04, 08:27 AM
      Re: غضبة الهبباي .. ومحبس الجن في (اوسوك) المسافر11-18-04, 02:53 PM
        Re: غضبة الهبباي .. ومحبس الجن في (اوسوك) الأمدرمانية11-22-04, 01:14 AM
  Re: غضبة الهبباي .. ومحبس الجن في (اوسوك) تولوس11-22-04, 02:09 AM
  Re: غضبة الهبباي .. ومحبس الجن في (اوسوك) أحمد طه11-23-04, 00:59 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de