كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: معاً لمكافحة سرطان الثدي Together against breast cancer in Sudan (Re: Elrasheid Ahmed)
|
مرض سرطان الثدي.. والمعاناة المركبة
فضل السيد مضوي - نهاد فقيري: الوطن إن كانت الملاريا هي الداء الأقوى والأكثر «احتكاراً» لأكبر المساحات من أجسام الأمة السودانية حتى كادت أن تصبح جزءاً أصيلاً من تاريخنا الاجتماعي الصحي في هذه السنوات فأن منافسين جدد لهذا المحتل قد بدأوا في الظهور على هذه المساحة حزمة من الأمراض إلي وقت قريب كان الذي يصاب بها لا يقوى على الافصاح عنها وكأنها نوع من «العار»، ولكنها باتت اليوم تمثل المجرم الثاني في سجل أعداد الوفيات في السودان بعد الملاريا اللعينة.. نعم.. إنها السرطانات التي لا يدري أحد حتى هذه اللحظة أسباب انتشارها بهذه المعدلات الكبيرة وسرطان الثدي يأتي في مقدمة الجيش الجرار. * من باب العلم يعتبر سرطان الثدي من الأمراض الأكثر انتشاراً في العالم ويمكن تصنيفه إلى نوعين من حيث الاصابة به الأول يكتسب عن طريق الوراثة والآخر هو نتيجة قلة وعدم كفاءة الجينات.. وهناك العديد من العوامل التي تساهم بصورة أو أخرى في انتشار الاصابة بمرض الثدي منها البلوغ المبكر ودخول سن اليأس والإنجاب المتأخر للمرأة إضافة إلى استعمال عقاقير منع الحمل بصورة مكثفة، كما أن التعرض إلى العوامل المسرطنة من المواد الكيميائية والإشعاعية وملوثات البيئة تلعب هي الأخرى دوراً كبيراً في الاصابة بهذا المرض. * من الواقع ابتسام واحدة من بين عشرات الحالات التي كتب عليها القدر أن تكون إحدى ضحايا هذا الداء العضال منذ ثماني سنوات من أعوامها الثلاثين قضتها بين جدران المستشفيات العيادات، وليست هي فقط التي تعيش هذه المأساة انما الأسرة بكاملها تعيش حالة اللا استقرار والترقب والمأساة رغم أنهم لا يبدون لها كل هذه المشاعر لكنها كما أخبرتنا تحس ذلك من خلال تعاملهم معها، وفوق ذلك هم أيضاً يتحملون رغم ظروفهم القاسية أعباء تكاليف العلاج التي تفوق إمكاناتهم. ابتسام ليست الحالة الوحيدة التي تعيش هذه المأساة والظروف القاهرة تحت وطأة وقبضة سرطان الثدي ولكن كل اللائي التقتهن (الوطن) بمستشفى الذرة يكررن ذات الشكوى ويتحملن ذات العذاب والعيون المتعبة تحمل كل الوان الأمل وعجز الحيلة. - نجوى تحدثت عن معاناتها وقالت اننا ننتظر فترات طويلة حتى يخرج المريض من العنبر ونأخذ مكانه ونبدأ بأخذ الجرعات. - ويقول أحد المرافقين: إن المستشفى بها فوضى وعدم انتظام وهناك زحام شديد ولا توجد مقاعد للانتظار. وهناك معاناة حقيقية ومآسي يعيشها هؤلاء المرضى وخاصة ان العلاج الكيميائي لا ينتظر التأخير أو التأجيل. * العيادة يقول د. محمد عثمان عمر اختصاصي علاج السرطان بمستشفى الذرة إن معدلات الاصابة بسرطان الثدي على المستوى العالمي أو داخل السودان هي أكثر انتشاراً بين النساء حيث تصل إلى 99% من جملة الحالات بينما الاصابة وسط الرجال لا تتجاوز الـ 1%. ويتصل حديث د. محمد حول الإصابة بمرض سرطان الثدي في السودان قائلاً: حتى عام 1998م كانت نسبة الاصابة به في ولاية الخرطوم تصل إلى 30% من مجموعات الاصابات الكلية بالسودان تليها ولاية الجزيرة بنسبة 26% ثم الشمالية مسجلة معدل 21% إلا انه عام 2000 احتلت ماطق السودان الشمالية بنسبة 26% مباشرة بعد ولاية الخرطوم من حيث معدلات الاصابة بسرطان الثدي، ويشير إلى ان سرطان الثدي أصبح الآن السبب الثاني في معدلات الوفيات عند النساء بعد سرطان (الرئة) موضحاً ان اكتشاف الحالة في وقت مبكر يمكن المريضة من البقاء على قيد الحياة خمس سنوات أكثر من الحالات التي يتم الكشف عنها في فترة متأخرة من الإصابة.. ويوضح د. محمد أن إمكانية العلاج من سرطان الثدي متاحة وتكمن فقط عن طريق المسح (ازالة الثدي) ويشير أيضاً إلى ارتفاع تكلفة العلاج الذي يتضمن التشخيص بالمنظار التلسكوب والعلاج بالأشعة الكيميائية أو العمليات الجراحية. وكان لقاؤنا الأخير مع بروفسير حسين محمد أحمد مدير مستشفى الذرة الذي رد عن تساؤلاتنا حول مشكلة مرضى مرض سرطان الثدي قائلاً: ان تفاقم هذه المشكلة ناتج عن ازدياد أعداد مرضى هذا المرض التي تفوق الطاقة الاستيعابية للمركز والأجهزة.. وقال نحن نعمل في العلاج لساعات طويلة في اليوم وأحياناً حتى صباح اليوم التالي وهذا بدوره يؤدي إلى أعطال في الأجهزة وتوقفها عن العمل في أحيان كثيرة، وأيضاً هناك جهاز (الكولد) العلاجي وهذا الجهاز الوحيد الذي يعمل بكثافة عالية. وعن المعالجات بهذه المشكلة قال إنه قد وصلت قطع غيار «للمعمل الخطي» وهو الجهاز الأكبر في العلاج بالأشعة والطب النووي إضافة لقسم العلاج الكيماوي الذي يعمل بكفاءة كاملة ويعالج يومياً أكثر من 150 مريضاً. وأيضاً مريضى سرطان الثدي يخضعون للعلاج الهرموني وهذا متوفر وأكثر من 95% من المرضى علاجهم هرموني مجاناً 5% فقط يدعموا نسبة 75%. ويقول البروفسير حسين محمد أحمد إننا لا ننفي وجود بعض المشاكل التي تواجهنا وتعيق علاج مرضى السرطان وأولها ضرورة استجلاب أجهزة جديدة وسبق أن وعد السيد وكيل المالية بتوفير هذه الأجهزة وقال إننا سنوفرها في أقرب فرصة ممكنة، وأيضاً هناك جهاز جديد لم يدخل الدورة العلاجية بعد وننتظر أن تكتمل كل المعدات الخاصة به. وتحدث البروفسير عن الحلول لمكافحة مرض السرطان في السودان وقال إنها تتطلب إنشاء مراكز في أقاليم السودان المختلفة لتخفيض الضغط عن المركز في الخرطوم.
| |
|
|
|
|
|
|
|