كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف (Re: الكيك)
|
الشرطة تنزل بقوة في الشوارع لمطاردة البلطجية..
اتهام السلفيين بالإساءة للإسلام
حسنين كروم
2011-12-1
القاهرة - 'القدس العربي'
تعددت الموضوعات الهامة في الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والاحد، وتنافست كل منها مع الأخرى، في اجتذاب اهتمامات الناس، مثل أزمة أنابيب البوتاجاز في عدد من المحافظات والمعارك التي تدور بين البلطجية الذين يستولون عليها لبيعها بأكثر من التسعيرة واتهامات لمرشحي الإخوان والسلفيين، بشرائها بسعر مرتفع وإعادة بيعها للناس بالسعر الحكومي لكسب أصواتهم، كما بدأ قطاع آخر يهتم بفتح ميدان التحرير للمرور، ونزول قوات الشرطة للشوارع بقوة، وبشكل ظاهر، لتنفيذ التعليمات الجديدة والصارمة لوزير الداخلية الجديد اللواء محمد إبراهيم، وهي - كل الاحترام للناس، والشدة والعنف مع البلطجية والخارجين على الأمن، ومن يروعون الناس.
ومن الموضوعات الهامة ايضا الاستعدادات للمرحلة الثانية من الانتخابات يوم الأربعاء القادم، وحدوث تغير في بعض التحالفات، وكان أكثرها مدعاة للدهشة محاولة الإخوان المسلمين والسلفيين، ادخال بابا نويل الى قائمة الإسلاميين، وهو ما اكتشفه امس - الأحد - عن طريق الصدفة زميلنا الرسام المتألق بجريدة 'روزاليوسف'، أنور، إذ ضبط مرشحا يبدو - والله أعلم - أنه مبعوث من الإخوان وحزب النور السلفي، الى بابا نويل لإقناعه بالانضمام إليهم، وكانت حجته ان له لحية مثلهم، لأنه قال له: - أنت راجل كبارة وبدقن وسيبك منهم وانزل عالقايمة بتاعتنا تكسب. ونشرت الصحف عن زيارة السناتور الأمريكي جون كيري لمقر حزب الإخوان واجتماعه مع المشير طنطاوي، واستمرار الخلافات بين الإخوان والمجلس العسكري، ووفاة الطالب بكلية الحاسب الآلي أحمد صالح، ليكون الشهيد رقم خمسة وأربعين من شهداء مذبحة شارع محمد محمود. وإلى قليل، قليل، من كثير، كثير عندنا:
هجمة تتارية تحاول جرجرة
مصر من شعرها الى عصور الظلام
وواصلت الصحف الاحتفال بمرور مائة عام على ميلاد الأديب الكبير وصاحب نوبل نجيب محفوظ مصحوبا بالهجوم العنيف على السلفيين الذن وصفوه بالكفر وأدبه بالانحلال، وقال عنه امس - الأحد - زميلنا بـ'الأخبار' وإمام الساخرين أحمد رجب: 'هجمة تتارية تحاول جرجرة مصر من شعرها الى عصور الظلام، فتجعل من نسائنا مجرد 'جواري' للفراش، ومن نجيب محفوظ رجل دعارة، ومن الفن كفرا بينا لا غفران فيه، ومن صوت أم كلثوم عورة. مرة أخرى نقول ان الإسلام يحمل احتراماً عظيماً العقل، وليس في هذا الدين العظيم ما يفرض وصاية على المسلم ولهذا لا وجود في الإسلام لما يسمى برجل الدين، إذ يجيز للمسلم أن يفتي لنفسه، فإذا كان الدين لا يجيز الوصاية على المسلم من رجل فاضل درس أصول الدين فكيف يجيزها لقتلة تخصصوا في اغتيال الحضارات؟'.
مرشح القليوبية السلفي:
الديمقراطية حرام وكفر
هذا ما كتبه أحمد رجب، في الصفحة الثانية ولكن سرعان ما جاءه الرد سريعاً وحاسماً، اسفل الصفحة التاسعة في خبر ارسله من القليوبية، زميلنا احمد عبدالكريم جاء فيه: 'أعلن الشيخ علي ونيس المرشح السلفي على قوائم حزب الأصالة بشمال القليوبية على المقعد الفردي ان الديمقراطية حرام وكفر لأنها تعني حكم الشعب للشعب بينما الحكم يجب أن يكون لله، أن الخروج على الحاكم حرام ولو كان كافرا وأنه خرج يوم 28 يناير الماضي الى الميادين في جمع من الشباب ليعلن ان التصدي للحاكم حرام وأن الشعب عندما يكون عاصياً يأتي بحاكم عاص. لقد جربنا في مصر أصحاب الكؤوس فدعونا نجرب أصحاب الأيادي المتوضئة وأن الهدف الأول بعد وصول السلفيين للحكم سيكون أسلمة الحياة'.
اتهام الاخوان والسلفيين
بأنهم السبب بخراب السياحة
وهكذا يجرنا اصحاب الكؤوس الى السياحة والسائحين، واستمرار الحملات ضد الإخوان والسلفيين واتهامهم بأنهم السبب في خراب السياحة التي يعمل فيها ما لا يقل عن عشرة ملايين مصري، وتشكل اثني عشر في المائة من الدخل القومي، وقد سارع زميلنا وصديقنا الإخواني صلاح عبد المقصود امس لطمأنة السائحين ودعوتهم لان لا يستمعوا الى دعايات العلمانيين، بأن قال في الحرية والعدالة: 'أهلاً بكم في مصر، وعلى الرحب والسعة، ادخلوها إن شاء الله آمنين مطمئنين، لا تلتفتوا إلى العلمانيين المتطرفين الذين يحاولون التخويف من نجاح الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية، فهؤلاء المتطرفون يريدون الانقلاب على الديمقراطية والالتفاف على إرادة الشعب المصري التي انعكست في انتخابات حرة نزيهة وتحت إشراف قضائي كامل.
لا تلتفتوا للإشاعات التي يرددها المتطرفون الليبراليون والعلمانيون من أن الإسلاميين ضد السياحة على إطلاقها، هذا غير صحيح، قد تصدر تصريحات من بعض الإسلاميين معارضة لبعض اشكال السياحة، لكن الأغلبية العظمى من الإسلاميين ليست ضد السياحة بعمومها.
ثقوا بأننا سنشجع السياحة وننهض بها، لأنها مصدر مهم من مصادر الدخل القومي لمصر.
سنشجع المصريين على تقديم كل ما يمكن من حسن استقبال وكرم ضيافة، لأننا شعب مضياف وديننا الإسلامي يأمرنا بإكرام الضيف 'من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه'، وثقتنا فيكم أنكم ستقومون بمراعاة عاداتنا وتقاليدنا، تماما مثلما نفعل نحن عندما نزور بلادكم'.
وصديقنا صلاح من الجناح الأكثر استنارة داخل الجماعة، ولم أفهم قوله للسائحين، انكم ستقومون بمراعاة عاداتنا وتقاليدنا تماما مثلما نفعل نحن عندما زور بلادكم، وكان عليه أن يوضح ماذا يعني، فالمسلمون عندما يذهبون لبلاد السائحين يسيرون في الشوارع أن أرادوا بالشورت، ويشربون الخمر، والعياذ بالله - إذا أرادوا، ولو بحجة التداوي، دون أن يعارضهم أحد، والسائحات الجميلات عندنا يلبسن البكيني، وما أدراكم ما البيكيني عندما تلبسه سائحة، فهل سيسمح الإخوان والسلفيون بذلك على أساس المعاملة بالمثل.
منصب المرشد العام
أعلى من رئيس الجمهورية
والى توالي ردود الأفعال المتباينة على الفوز الذي حققه الإخوان المسلمون والسلفيون في الانتخابات ما بين محذر من خطورتهم على أوضاع ومستقل مصر هي امي، وما يمكن أن يرتكبوه في حقها من مصائب، وما بين مبتهج بهم، على الأقل لأن أغلبية الشعب ارادتهم، وهذه هي الديمقراطية الحقة، ونبدأ هذه المعارك من 'أخبار' الأربعاء التي قال فيها زميلنا علاء عبد الهادي وهو يصوب نظرات غاضبة إلى مرشد الإخوان بقوله عنه: 'منصب المرشد العام لجماعات الإخوان المسلمين أعلى من مستويات رئيس الجمهورية في المسؤولية والأمانة.
هذا ما ذهب إليه د. محمد بديع المرشد العام للجماعة، وكلامه لا يحتمل أكثر من معنى، فإذا كانت تلك مكانة مرشد الإخوان، فإنه - وبالمنطق البسيط - تؤهله لأن يقول لرئيس الجمهورية المنتخب من الشعب كله ماذا يفعل، وكيف يتخذ قراراً أو يتجنب الإقدام على خطوة،
نحن إذن بصدد استنساخ التجربة الإيرانية، الأمر الذي يتطلب أن تتصدى كل القوى الطامحة لبناء مصر كدولة مدنية حديثة وديمقراطية أن تقول للدكتور بديع: قف!
حين قال الفريق سامي عنان إن الدولة المدنية مسألة أمن قومي، ربما كان يتوقع ما ذهب إليه المرشد مع انطلاقة الانتخابات البرلمانية وبعد الهجمة التي استهدفت إشارة 'مدنية الدولة' فيما يعرف بوثيقة السلمي.
التيار الإسلامي المستنير مطالب قبل غيره بإعلان موقف لا لبس فيه لمفهوم الدولة التي تتطلع لبنائها كل القوى الوطنية دون تمييز بين أي مكون مصري، الآن وليس غداً'.
'اللواء الإسلامي': الكنائس
بنيت بالعهد الاسلامي
لكن صاحبنا عبدالعزيز عبدالحليم أراد في 'اللواء الإسلامي' طمأنة علاء وإخوانه من الخائفين، بأن وجه لهم الرسالة التالية: 'أقول للذين يتخوفون من الإسلاميين إذا ما وصلوا للحكم إني أحيلكم إلى التاريخ وأذكركم بهذا الكم الهائل من الكنائس التي بنيت في مصر خلال الحكم الإسلامي، وأن واقعة ابن عمرو بن العاص الذي ضرب مصريا بعد ان سبقه قائلا له أتسبق بن الأكرمين، فما كان من والد الغلام المصري إلا أن أخذ ابنه وسافر إلى الخليفة العادل عمر ابن الخطاب وشكا له ما فعله ابن عمرو بن العاص مع ابنه، فأحضر سيدنا عمر وعمرو بن العاص وابنه من مصر الى بلاد الحجاز حيث أمير المؤمنين، وقال سيدنا عمر للمصري إضرب ابن الأكرمين فضربه، ثم قال سيدنا عمر قولته المشهورة: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟!
مبادئ الاسلاميين امام امتحان الحكم
لا، لا، هذا كلام لم يخدع زميلنا في 'الأخبار' الدكتور محمود عطية، لذلك قال عنه يوم الخميس: 'من الأسهل ان يخدعوا الناخب بكذبة كبيرة وهم يملكون خيالا خصباً بعيدا عن الأرض يروجون له عند البسطاء حتى يملكوا أصواتهم، ومن يملك أن يصوت لغير الله، لكن هل يستمرون في اختراع أكاذيب تقنع البسطاء المصوتين لله من الناس أن أهدافهم محاربة الفقر بتوزيع التبرعات وذل كبرياء النساء، ولم يعرفونا كيف سيتعاملون مع مجتمعات العالم والقوى الدولية من حولنا؟
ولن نحتاج لوقت كبير من أجل إزالة الأقنعة وكشف حقيقة بشاعة استغلال الإنسان، والدين، والوطن من أجل كرسي البرلمان واقتلاع دولة من جذورها وتكفين ثوارها وتكفير مرشحيها!'.
المخالفات التي ارتكبها
الاخوان والسلفيون في الانتخابات
وإذا تركنا 'الأخبار' وتوجهنا إلى 'جمهورية' نفس اليوم، سنجد زميلتنا سميرة صادق وقد أصابتها دهشة عظيمة مما ارتكبه الإخوان والسلفيون من مخالفات أثناء الانتخابات وقالت بصوت مرتفع ولكنه ناعم طبعاً'راعني ارتكاب الإخوان والسلفيين كل هذه المخالفات في الانتخابات من أجل حصولهم على أكبر عدد من مقاعد البرلمان، وعجبت اكثر لتلك السيدة المنتقبة التي انتخبت خمس عشرة مرة حتى لفتت أنظار القضاة ومراقبي اللجان، ألم تفكر للحظة أن هذا حرام، ألم يعرفوا أن من غشنا ليس منا كما قال الرسول الكريم أم أنهم يتبعون المذهب الميكيافيلي' 'الغاية تبرر الوسيلة'؟! أم أن التدين هو محض ادعاء وهو فقط مظهر نقاب ولحية وجلباب قصير وطاقية؟!
أنا حزينة أن نأخذ من الدين قشوره فقط وأنه في سبيل الوصول للهدف نستبيح كل المبادىء والقيم ونتبع كل الوسائل المحرمة من رشوة وغش واستغلال حاجة الناس وضعفهم وجهلهم، حتى شوهوا شكل الدين والمتدينين.
لطالما قال الكثيرون من المتنورين والمثقفين انه لابد من فصل الدين عن السياسة، فالسياسة لا دين لها تستبيح كل الوسائل الشريفة وغير الشريفة لكنها في النهاية سياسة.
أما الدين فيجب أن يظل بعيدا عن الأساليب القذرة منزهاً عن الطرق الملتوية وغير السوية ويظل رجاله ورموزه قدوة للناس في سلوكهم وأفكارهم'.
ما اقترب الإعلام من مسؤول إلا وأفسده
طبعا، فهذه السيدة المنتقبة ليست منا، وهي في النار إن شاء الله، هي ومن دفع لها، وسيتبعها إن شاء الله من قال عنهم في نفس العدد زميلها السيد البابلي: 'قبل الثورة، كان الإعلام ينافق الرئيس السابق حسني مبارك وعائلته ومعهم صفوت الشريف الأب الروحي لرؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة والمستقلة والموجودة في بلاد الواق واق.
وبعد الثورة انتقل النفاق الى الثورة والثوار وزايدوا عليهم بحيث أصبح الإعلام هو الثورة والثوار هم الإعلام وتحول كل ناشط سياسي لكاتب عامود ومقدم برامج!
وانتقل النفاق بعد خمود صوت الثوار وظهور ميدان العباسية الى المجلس العسكري، فلا يعيش الإعلام بدون أن يجد من ينافقه! والآن جاء الدور على مرشد الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، فالإخوان ظهروا في الصورة، والكلمة كلمتهم والرأي والمشورة لهم!
واحذر يا فضيلة المرشد، ما اقترب الإعلام من مسؤول إلا وأفسده!'.
يمدحون الشعب بثورته
ثم ينقمون عليه بإرادته
طبعا، هذه نصيحة غالية، دفعتنا للتوجه لجريدة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' في نفس اليوم الخميس لنرى ماذا عندهم، فوجدنا الدكتور حمزة زوبع يقول ساخرا من مهاجميهم: 'كيف يمدحون الشعب على ثورته ثم ينقمون عليه حين أبدى في التغيير إرادته، وكأنهم أوصياء على قراره ومصيره وكأنهم شركاؤه في الدم الذي أهرق في سبيل الحرية.
البعض ممن أخذتهم الصاعقة بدا كالمجنون أو كالذي مسه الشيطان بمس فراح يهذي بما لا يدري، ولكن الذاكرة لم تسعفه فيقول الشيء عكسه مثل زعم البعض بأنه يرحب بنتائج مستقبل مصر إذا حكم الإخوان تحديدا'.
حملات شماتة لا حدود لها
في سقوط عبد المنعم الشحات
وإلى سقوط المهندس عبدالمنعم الشحات المتحدث باسم جماعة الدعوة السلفية في الإسكندرية، ومرشح حزب النور في دائرة المنتزه في انتخابات الإعادة على المقعد الفردي، وانطلاق موجة هائلة من الشماتة فيه، بسبب تصريحاته الاستفزازية المتتالية، بدءا من ضرورة تغطية آثار أجدادنا الفراعنة بالشمع، أو بغيره لأنها أصنام، والعياذ بالله ، وبأن الديمقراطية كفر، وأدب نجيب محفوظ يدعو للانحلال والكفر والحشيش والجنس، وكذلك سقوط أحد المتحدثين باسم حزب النور وهو محمد يسري في دائرة حي مدينة نصر بالقاهرة، وهو ما أحزن إلى حد ما، زميلنا جمال سلطان رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة 'المصريون' اليومية المستقلة فقال عنهما يوم الخميس: 'لن يؤلم السلفيين في نتائج المرحلة الأولى، وربما في نتائج انتخابات 2011 جميعها ما هو أكبر من المهم بخسارة كل من المهندس عبدالمنعم الشحات في الإسكندرية، والدكتور محمد يسري في القاهرة، وذلك أن الاثنين يمثلان رمزية مهمة للغاية للتيار السلفي، فالأول هو المتحدث الإعلامي الرسمي باسم الدعوة السلفية في الإسكندرية وهي أهم وأكبر الكتل السلفية في مصر، والشحات صاحب حضور إعلامي صاخب وواسع في الأشهر الماضية، وأثار جدلا واسعا بتصريحاته، بين مؤيد ومعارض ومتحفظ.
والثاني محمد يسري هو الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والحريات وهي أبرز مؤسسة دينية شعبية ظهرت في أعقاب ثورة يناير، ويسري له حضور مهم في الدائرة السلفية كما أن له حضورا إعلامياً معقولا.
خسارة محمد يسري في القاهرة مؤلمة جدا، وخاصة أنها كانت أمام مرشح لا يملك كاريزما استثنائية أو خبرة سياسية طويلة، المؤكد أن الحضور الإعلامي العاقل والمقنع لمصطفى النجار خدمه، وهو شخصية تتسم بالتأني والبراءة وأتصور أنه يحمل كل ملامح السياسي المصري النموذجي الجديد في مرحلة الثورة والديمقراطية الحقة، وقدم النجار أداء إعلاميا مميزا من خلال البرامج والحوارات التي شارك فيها طوال فترة التحضير للانتخابات وكان مقنعاً بالفعل، بينما اقتصرت جهود محمد يسري على 'المونولوج' السلفي الداخلي، وحماسة قطاع واسع من الشباب وربما لم تتح له أدوات إعلامية كافية، وربما لم يتحمس له تيار سياسي إسلامي آخر وكان قلقا من فوز رمز، سلفي في دائرة كان حضور ذلك التيار فيها طاغيا لسنوات طويلة مضت'.
وجمال يشير للإخوان المسلمين بعبارة تيار سياسي إسلامي آخر، ومحاربتهم ليسري، وعلى كل حال فإن كلامه متزن، لكنه أخطأ في حكاية الإخوان لأنهم دعموا فعلا محمد يسري ضد مصطفى النجار مؤسس حزب العدل وهو طبيب أسنان ومن وجوه الثوار البارزين، ومصطفى أكد مساء الأربعاء في برنامج - العاشرة مساء - على قناة دريم الذي تقدمه الإعلامية البارزة، والجميلة منى الشاذلي، ان الإخوان المسلمين حاربوه، بل وألقى بمفاجأة وهو انه كان إخوانيا سابقا.
الإخوان والسلفيون
لم يأتوا من 'المريخ'
وما دام الأمر قد وصل إلى الصواعق والشياطين، وهي كما تعرفون تسقط على الأرض من السماء، فقد حلق فيها صاحبنا لطفي عبداللطيف وقال في نفس العدد: 'لم يأت الإخوان المسلمون ولا السلفيون من 'المريخ' أو من 'زحل' أو من أي كوكب آخر غير الأرض حتى تشن عليهم هذه الحملات الإعلامية الضارية، التي لم تترك عيباً إلا وصموا به، ولا إتهاماً إلا وجه إليهم، ولا كذبة إلا ألصقت بهم، فقد شرعت الأقلام وتبارى المتحدثون من أبراجهم العاجية في استخدام قواميس السب والقذف والشتم من دون وازع من ضمير، أو التزام بأخلاق وقيم، في حملة شرسة ومنظمة يشارك فيها متطرفون ليبراليون وشيوعيون و'فلول'.
جميعهم كانوا من أبرز المنتفعين في نظام المخلومع، وكانوا يسبحون بحمده، ويتبوأون المراكز والمناصب وتمنح لهم الهبات والجوائز والحوافز، انقلبوا إلى الضد، وتحولوا إلى 'مناضلين' و'ثوار' ونصبوا أنفسهم مدافعين عن القانون والدستور، وهم أول من خانوه وضربوا به عرض الحائط وجعلوه مطية للديكتاتور وابنه وسدنة نظامه.
ليس ذنب 'الإخوان المسلمين' أن يختارهم الشعب ويثق فيهم وفي صدقهم، بل شرف لهم هذا التكليف، وزاد من عبء المسؤوليات الملقاة على عاتقهم، فالذين عملوا وجاهدوا وصابروا تحت ضراوة القمع الأمني في عهد مبارك ولم تلن لهم قناة ولا أحنوا رؤوسهم للطغاة والتحموا بالشعب فكانوا خدماً في القرى والكفور والنجوع قبل المدن والمحافظات الكبرى، هؤلاء الذين حظوا بثقة الناخبين'.
انكسار في أقبية أمن الدولة
ومن الشامتين في الشحات زميلنا وصديقنا حمدي رزق رئيس تحرير مجلة 'المصور' وقوله: 'نجيب محفوظ يحض على الرذيلة، سلفي نافر لم يقرأ سطرا واحدا لعميد الرواية العربية يتهمه بالإلحاد والكفر، الحمد لله أن رحل الأستاذ نجيب قبل أن يذبحوه ثانية في عرض الطريق كما فعلوها أول مرة. انه لمن عبث الأقدار ان يطل علينا مرشح لعضوية البرلمان المصري يصف أدب محفوظ بالأدب الملحد، وينظر في أعيننا بعين جامدة، أعينهم جامدة بعد طول انكسار في أقبية أمن الدولة، خرجوا ينبشون القبور، ويفتشون في السطور، وينقبون في الروايات، الأسوأ لم يأت بعد، والقادم أسوأ، في يوم في شهر في سنة سيحرقون الكتاب، ويصلبون القصيد، ويمسحون السيديهات، ويحرقون النيجاتيفات، ويقبضون روح الإبداع، والرفات في القبور، تبت يد تمتد إلى تراث الأديب، وما خلفه الأجداد، وشلت يد من يفتش في السطور، ويشق القلوب'.
وهكذا استشهد حمدي بالأغنية والقرآن لمهاجمة هؤلاء الناس، استعان بأغنية عبدالحليم حافظ، في يوم، في شهر، في سنة، تهدى الجراح وتنام، وعمر جرحي أنا أطول من الأيام.
وهو هنا يتحدث عن الجراح، لا عن الحرق والصلب، ولا أعرف لماذا لم يلجأ إلى أغنية شحات الغرام الرائعة بين محمد فوزي وليلى مراد، خاصة قولها له، زودتها يا شحات، اسرح.
أما استعانته بالقرآن، في قوله تبت يد تمتد، واستوحاها من تبت يد ابي لهب وتب وامرأته حمالة الحطب.
سقوط الشحات رسالة وجهها المجتمع
خاصة وأن كاتبا إسلامياً كبيرا هو زميلنا فهمي هويدي عبر عن فرحته بسقوط الشحات، بقوله عنه يوم الخميس في 'الشروق': 'لا أخفي شعورا بالارتياح إزاء سقوط ممثل الدعوة السلفية في الإسكندرية المهندس عبدالمنعم الشحات في انتخابات الإعادة، واعتبر ذلك السقوط رسالة وجهها المجتمع إليه ينبغي أن يقرأها جيدا هو وأمثاله من غلاة السلفيين، الذين لم يكفوا عن تخويف الناس بالإساءة الى الدين والدنيا، حتى إنني قلت حين سمعت بالنتيجة ان الخبر فيها ليس من الذي نجح، وإنما الخبر الحقيقي أن الرجل رسب ولم ينجح. لا أعرف المهندس الشحات لكنني كلما سمعته أو تابعت كلامه في وسائل الإعلام أحسست بأنه يوجه إلي إهانة شخصية باعتباري أحد الباحثين ذوي الصلة بالشأن الإسلامي، وحين علمت بنتائج الفوز في جولة الانتخابات الثانية بدائرة النزهة بالإسكندرية قلت ان إعراض الناخبين عنه بمثابة تصويت عقابي له، جراء أحاديثه التي دأب على إطلاقها خصوصا في الفترة الأخيرة وهذه قصة تستحق أن تروى، أن أجواء الانفتاح النسبي التي تعيشها مصر الآن سمحت للمجتمع بأن يستمع في العلن الى ما كان يقوله الغلاة لاتباعهم في الخفاء، وإذا كان إعراض الناس عنهم يعد عقابا مناسباً إلا أن ذلك الإعراض ربما دفعهم الى إعادة النظر في أفكارهم وتهذيب خطابهم.
وإذا ما تحقق الأعراض فإن المجتمع يكون قد تجنب مفسده صغرى، أما إذا هذب الغلاة خطابهم فإنه يكون قد حقق مصلحة كبرى، ولنا في الأولى أجر وفي الثانية أجران والله أعلم'.
فرحة المصريين بسقوط الشحات
تعادل فرحتهم بسقوط مبارك
وفي نفس اليوم الخميس، أكمل زميلنا خالد كساب في 'التحرير' غلق دائرة الهجوم على الشحات حتى لا يجد ثغرة فيها يهرب منها، بقوله: 'تقريبا لم يفرح المصريون منذ سقوط مبارك وخلعه من الحكم كما فرحوا بسقوط الشحات وخلعه من مجلس الشعب، ولولا الملامة ياهوى لولا الملامة لكان المصريون قد نزلوا الى الشوارع للتعبير عن فرحتهم بهذا الخلع الشعبي الجميل، فالرجل قد احتقر الشعب عندما احتقر الديمقراطية، واحتقر تاريخ هذا الشعب عندما احتقر الحضارة الفرعونية، واحتقر ثقافة هذا الشعب عندما احتقر أدب نجيب محفوظ، شخص احتقر شعبا بتاريخه وثقافته، ما الذي يريده شخص مثل هذا من الشعب؟!، ألم يكن يجدر بشخص يحمل كل هذا الكم من الكراهية في قلبه للشعب الذي ينتمي إليه والأرض التي يعيش عليها أن يبتعد في صمت عن كل تلك الأشياء التي يحتقرها؟!
إنها الثورة الحقيقية التي يجب أن تبدأ الآن، ثورة الوعي، والوعي ليس له علاقة بالتعليم من عدمه، فكم من متعلمين لا يعون شيئاً وكم من جهلة يعون كل شيء'.
وهكذا استعان خالد بالأغاني للسخرية من الشحات، بعبارة لولا الملامة ياهوى، وهي أغنية لوردة قالت فيها لولا الملامة ياهوى، لولا الملامة، لأفرد جناحي ع الهوا زي اليمامة، ترللم ترللم، مسكين ياشحات.
لماذا لم يمثل قتلة الشهداء امام القضاء بعد؟
وإلى المعارك السريعة والخاطفة، ونبدأها اليـــــوم مع زميلنا بـ'الجمـــــهورية'، محمد الفوال - حيث اخترنا ثلاثا من بين عشر يوم الأحد قبل الماضي وهي:
'ـ مر أكثر من خمسة عشر يوماً ولم يمثل قتلة الثوار في مجزرة شارع محمد محمود وميدان التحرير وبعض الميادين الأخرى الى التحقيق ولم تبادر أي جهة بالقصاص لدم الشهداء والمصابين،هان عليهم دماء وتضحيات أنبل أنباء الشعب كالعادة.
- لا وجه للمقارنة بين جندي وطني بالفطرة رفض توجيه سلاحه الى قلوب المتظاهرين في محمد محمود وألقاه على الأرض ورفض أوامر قيادته وترك الخدمة وبين ضابط صوب رصاصه إلى عيون الثوار، الجندي إبراهيم حسن محمود ينضم الى طابور طويل من أبطال الحركة الوطنية الشعبية أما الآخر وأمثاله تعرفون أين سيكون مكانهم.
- هل سيضع الجنزوري تطهير الداخلية في مقدمة أولوياته وهل الوزير الجديد لديه فكر أمني جديد يؤمن بحقوق الإنسان وحتى التظاهر والاعتصام وهل يستطيع تغيير عقليات تربت على قمع وقهر المواطنين الى عقليات تؤمن بالتعامل الإنساني مع الشعب الذين يحصلون من عرقه على مرتباتهم ومكافآتهم الخيالية'.
نتائج الانتخابات المصرية ابهرت العالم
وثاني المعارك السريعة ستكون لزميلنا ورئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة 'المصريون' اليومية المستقلة، جمال سلطان وقوله يوم الأحد: 'وفي نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية التي بهرت العالم خلال الاسبوع الماضي، كان هناك خاسرون مبهورون ايضا فيما حققوه من نتائج على الرغم من أنهم في النهاية خسروا الجولة، وخسارتهم لا تمنعنا من تسجيل تهنئتنا لهم على أدائهم الانتخابي وعلى ما حققوه من نسبة تصويت عالية وشجاعتهم ايضا على خوض المواجهة في ظل منافسة شرسة وحضور شعبي كبير من التيار الإسلامي، وفي مقدمة هؤلاء الذين أشعر أن التهنئة لهم واجبة كل من جورج اسحاق الناشط السياسي المعروف وأحد مؤسسي حركة كفاية، وجميلة إسماعيل الإعلامية والناشطة السياسية وأحد قيادات حزب الغد السابقين'.
معركة بورسعيد الانتخابية وسقوط الفلول
وثالث وآخر المعارك ستكون من نصيب زميلنا بـ'الجمهورية' عبدالجواد حربي، وخاض يوم الاثنين أربعا اخترنا منها ثلاثا، هي:
' ـ يظل جورج اسحق المصري حتى النخاع رمزا من رموز الكفاح الوطني، له في أعناقنا دين كبير، خسر المعركة الانتخابية في بورسعيد بعد معركة شرسة فافتقده برلمان الثورة بسبب أنانية الإخوان المسلمين، لكنه اكتسب مقعدا مميزا في قلوب كل المصريين من أسوان حتى بورسعيد.
- السقوط المدوي لأحزاب الفلول - بدلاء الحزب الوطني المنحل ـ في الجولة الأولى أكد وعي الشعب الذي نهض يوم 25 يناير الماضي وقدرته على الفوز والتمييز، إذ لقن أذناب النظام السابق درساً نتمنى أن يستوعبوه: 'البداية' غير موفقة معهم و'الحرية' وحدها لا تكفي، 'و'مصر القومي' لا علاقة له بمصر الديمقراطية ولا بالقومية، وأن 'المحافظين' لن يكونوا يوما ما محافظين على الوطن، وأن 'نهضة مصر' لن تكون أبدا على ايدي حفنة اشرار أذاقوا شعبها الذل والهوان على مدى ثلاثين عاما وأن 'المواطن المصري' الذي يقصدونه ليس هو ابن مصر الذي ثار ضد النظام الفاسد.
- جماعة 'العباسية' كشفت في جمعتها الأخيرة عن وجهها القبيح ومدى ولائها للنظام السابق، إذ اتخذت من لافتة 'دعم الاستقرار' وتأييد المجلس العسكري ستاراً لها، بينما رفعت شعارات تحمل 'عمر سليمان، أين أنت ياسيادة النائب' انهم مازالوا يترحمون على نظام فاسد أعاد مصر للوراء مئات السنين في ثلاثين عاماً'.
وعبدالجواد يشير لأحزاب الفلول وهي البداية والحرية ومصر القومي والمحافظون ونهضة مصر والمواطن المصري.
القدس العربى
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 10-30-11, 11:16 AM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 10-30-11, 11:20 AM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 10-30-11, 08:26 PM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 10-30-11, 09:06 PM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 10-30-11, 09:10 PM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 10-31-11, 08:11 PM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 11-02-11, 06:51 AM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 11-03-11, 04:22 AM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 11-27-11, 06:58 AM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 12-03-11, 07:53 AM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 12-06-11, 05:53 AM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 12-07-11, 05:09 AM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 12-10-11, 07:42 AM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 12-12-11, 04:13 AM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 12-13-11, 05:03 AM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 12-13-11, 04:46 PM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 12-14-11, 04:59 AM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 12-15-11, 04:58 AM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 12-16-11, 07:53 PM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 12-18-11, 04:41 AM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 12-19-11, 04:53 AM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 12-21-11, 04:22 AM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 12-22-11, 04:39 AM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 12-22-11, 09:30 AM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 12-22-11, 05:31 PM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 12-23-11, 10:00 PM |
| Re: مصر بعد الثورة ..قصص... وحكايات... وطرائف | الكيك | 12-26-11, 04:43 AM |
|
| |
الكيك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست