بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا..

Quote: : إلى: [email protected] كش ملك : اجتهادات فردية مقدرة تنهض بين الحين و الآخر وسط مجتمع شباب مدينة بحري في العمل على توسعت رقعة قطر التواصل لتظل ما جاورنا من بقية رؤوس مثلث العاصمة القومية . في يوم مليء بالمشاحنات الكروية التي أصبحت سمة من سمات المجتمع الرياضي اتفق احد أبناء الشعبية مع رفاق له جمعتهم مدرجات الجامعة و طلب العلم على أن ينظموا مباراة في كرة القدم , سمى ابننا فريقه الذي كونه من كوكبة مختلفة من أبناء الشعبية باسم الشعبية المستقبل. كان يوم المباراة و تجمع أبنائنا في وسط الحي وشرعوا في ركوب الحافلة التي سوف تقلهم إلى منطقة نشأت حديثا بالخرطوم حيث ستجرى المباراة. كانت هناك عادة متبعة في مثل هذه المباريات بدعوة بعض كبار السن لحضور المباراة مما يلبسها ثوب الجدية , و لان شباب اليوم اقل تنظيماً ممن سبقهم - في نظري- فقد تكاسلوا في تقديم الدعوة حتى لحظة ركوبهم الحافلة. شاء القدر أن أكون واقفاً أشاهدهم من بعيد , و لأنني في إجازتي السنوية التي احرص على قضائها في ربوع الشعبية لم أتواني في الانضمام إليهم و الذهاب معهم كمشجع.(خيال ساكت متل حلفان عزام بالطلاق). ككل الشباب في مثل هذه الرحلات يشيعون جواً من الهرج ويترنمون بغناء الحماسة و هم في الطريق و كذلك كانوا, تحركت الحافلة في طريقها و هم منتشون و عازمون على أن يرجعوا موشحين بالنصر.دخلت الحافلة منطقة الخرطوم و هي تنهب الطريق نهباً و كأنها هي أيضا مثل من يستقلونها عازمة على الفوز. عن نفسي- و يبدو أن السواد الأعظم من هؤلاء الفتية قد حزو حزوي دون قصد- فان عهدي بمنطقة الخرطوم لا يتعدى المركز و بعض الجهات الحكومية التي تحتل أميز المواقع هناك..المهم. تعدت الحافلة إلى ما بعد ذلك و قد بدأت تظهر بعض الشوارع النظيفة مقارنة ببحري..بدأت علامات الدهشة تظهر على الركاب فقد ظهرت مناطق حديثة و اغلبها قد وصلت إليها يد التعمير فعبدت الطرق بصورة مقبولة أو تكاد تكون متميزة بالنسبة لمنطقة بحري. وصل الشباب إلى الحي المقصود و لم يكن يخطر ببال أشدهم تفاؤلاً أنهم سيوصلون على طريق مسفلت, كل ألوان السخرية التي كانوا يطلقونها بين الحين و الآخر على صاحبهم و الجهة المقصودة و هم يقلون الحافلة في طريقهم سكنت تماماً..علامات الدهشة التي ارتسمت على وجوههم لا تختلف كثيرا عن تلك الدهشة التي ارتسمت على وجوه أهل الكهف حين رجع إليهم صاحبهم ليحدثهم بما رأى. لعب أبنائنا المباراة بخشونة زائدة و لكنها بريئة من الحقد و قد انتهت بتعادل لم يرضي الطرفين و لكنه أضاف جوا رطبا لان المباراة ودية. بدأت رحلة العودة و وجوه كل الشباب تحمل نفس الوجوم..تصور لي المشهد و كأنهم نسوا حال الشوارع في بحري و ينتظرون بفارق الصبر الوصول إلى هناك للتأكد..دخلت حافلة الموت إلى بحري و هي نفسها تجر كفراتها جر و كأنها تشاطرهم الإحباط , و يسود المركبة صمت كأنه صمت القبور لا يقطعه إلا زئير محرك الحافلة و كأنه يشاركنا الغضب. استقبلتهم بحري الحبيبة بظلام دامس بالرغم من عدم انقطاع التيار الكهربائي فاغلب شوارعنا الرئيسية تفتقر للإنارة. قال احدهم متأففا : بالله شوف الظلام دا!! شاركه آخر و قال : انتو المنطقة ألكنا فيها دي قامت متين؟ قال أخرهم و كأنه قرأ الأفكار التي تدور في خلد كل الركاب : بالله بحري دي التقول خارج العاصمة؟ توالت الأسئلة دون إجابات و تركتهم شارداً بذهني عنهم لأواصل أسئلتهم و لكن بمنظور أخر. هل يا ترى جيلنا السبب ام الذي سبقونا ام الذين سبقوهم ؟؟ام قدر سطر لنا لنعيشه ؟ شردت بعيداً حتى قطع ذلك الشرود صوت شقيقتي الكبرى و هي تهزني قائلة: قوم يا ولد أنت ما شايف المطرة دي؟ امشي افتح المجرى. تنبهت لصوتها لأجد نفسي ممدداً على سرير لا يشبه الأسرة التي حضر بها سكان الشعبية الأولين و نظرت إلى السقف الذي تحول بفعل الزمن و اختلاف الأوضاع الاقتصادية إلى سقف مستعار يفوق جمال الأثاث الذي حضر به السكان الأوائل للشعبية. خرجت تلبية لطلبها فمازلت صغيراً في نظرها رغم توالي السنين و نفذت المطلوب. وقفت أتأمل بعد ذلك انسياب المياه إلى الفسحة التي تطل عليها دارنا انظر إليها بغضب فألقى احد الصبية حجراً في وسطها ليزيح بصورة فيزيائية كمية من الماء إلى أعلى , فابتسمت ملئ شدقي لأنها تشبهت لي بتلك الصورة و كأنها تخرج لسانها لي في استخفاف قائلة : خمسون عاماً لم تكفيكم يا شباب الشعبية لتجدوا لي مأوى فلما الغضب!! تحياتي,, مجدي نقد ,,