بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا..

Quote: عماد خوجلي * كابتن عماد خوجلي هلا حدثتنا عن بدايتك مع عالم كرة القدم؟ * بدأت مشواري بنادي العامل ببحري وعمري وقتها لم يتجاوز الخمس عشر ربيعاً وأذكر أن مدرب الفريق وقتها كان المدرب محمود الزبير ومعه الدكتور نور الدين والذي يعمل حالياً بكلية التربية الرياضية بجامعة السودان وقد أسهما بقدر كبير في صقل موهبتي وأنا مدين لهم بفضل كبير فيما وصلت إليه من خلال مسيرتي مع المستديرة الساحرة والتي أعشقها بجنون. * لظروف عمل الوالد والذي كان يعمل مهندساً بشركة البترول السودانية إنتقلت معه الأسرة إلى مدينة بورتسودان عروس البحر الأحمر وكنت حينها في المرحلة المتوسطة وأكملت بها مرحلتي الدراسة المتوسطة والثانوية وكنت في نفس الوقت أواصل هوايتي المحببة مع أقراني بفريق المارد بالساحة الشعبية بينما انضم إخوتي الكبار سيف الدولة ومصطفى إلى فريق الترسانة والذي كان وقتها ضمن أندية الدرجة الثانية بمدينة بورتسودان. ولما اكتشف القائمون على الأمر في فريق الترسانة مواهبي قاموا بضمي إلى كشوفات الفريق. * وكنت ولصغر سني دائماً ما أكون احتياطياً ولما واتتني فرصة اللعب كأساسي في الفريق إهتبلتها لأثبت لنفسي أولاً وللقائمين على الأمر في فريق الترسانة حقيقة مواهبي في مجال كرة القدم ومنذ ذلك الحين صرت أساسياً بالفريق وكنت في السنة الأولى من المرحلة الثانوية وبفضل مجهوداتنا وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى صعدنا إلى الدرجة الأولى. إندماج الهلال والترسانة * وكان وقتها هلال الساحل ضمن أندية الدرجة الثالثة ببورتسودان وإتفق الإداريون بالفريقين على إندماجهما مع بعض ليلعبا في الدرجة الأولى باسم الهلال. * هل لعبت للمنتخبات الوطنية السودانية؟ * عندما كنت بالسنة الثانية في المرحلة الثانوية وأنا ألعب لهلال الساحل بعد إندماجه مع الترسانة تم اختياري لتمثيل محافظة بورتسودان حيث كانت آنذاك دورة باسم دورة المحافظات مثل منتخب الخرطوم وعطبرة والجزيرة وأذكر في تلك الفترة ممن زاملوني أو لعبوا ضدي في تلك المنافسة مصطفى النقر، المرحوم سامي عزالدين، عادل أبو جريشة، عبدالحميد كباشي، التاج علي طاهر، هاشم فرج وهي نفس المجموعة التي تم اختيارها للمنتخب الوطني تحت سن العشرين وكان يقود المنتخب فنياً المدربان علي سيد أحمد وبشرى وهبة «المعلم» ولعبنا مباراة ودية ضد المنتخب الوطني الأول وفزنا عليه بهدفين مقابل هدف وأذكر أنني أحرزت هدفاً فيما أحرز الهدف الثاني التاج محجوب وكنا حينها في معسكر بكلية الزراعة بشمبات استعداداً للبطولة العربية المدرسية بجمهورية مصر العربية. تسجيلي في كشوفات الهلال * عندما شاهدت جماهير الهلال أدائي في مباراتنا ضد المنتخب الأول وإحرازي لأحد أهداف اللقاء طالبت السيد عبدالله السماني بضمي لكشوفات نادي الهلال العظيم وهو ما تم بالفعل وأذكر أن رئيس نادي الهلال آنذاك كان اللواء عمر علي حسن وكنت قد تقدمت بأوراقي قبل السفر للمشاركة في البطولة العربية المدرسية بالإسكندرية للإلتحاق بكلية الشرطة. * كيف ظهرتم في البطولة العربية المدرسية * ظهرنا بمستوى رفيع للغاية وحققنا العديد من الانتصارات الأمر الذي جعل المسئولين بقوات الشرطة يختارونني لأمثل السودان ضمن منتخب الشرطة في بطولة الشرطة العربية الأولى والتي أقيمت بالعاصمة العراقية بغداد حيث سافرت بعد عودتي مباشرةً من الاسكندرية إلى بغداد وكان الإداريون بمنتخب الشرطة إداريين أفذاذ كانت لهم بصماتهم الواضحة في مسيرة الكرة السودانية من أمثال صالح مطر وبدر الدين أبو رفاس وبدر الدين يوسف. عرضوا عليَّ الجنسية الإماراتية فرفضت * ولأنني ظهرت بمستوى فني رفيع إبان بطولة الشرطة الأولى ببغداد وأحرزت هدفين في مرمى منتخب الشرطة السوري فقد عرض عليَّ الإخوة من دولة الإمارات العربية المتحدة الجنسية الإماراتية ولما كنت صغيراً في السن طلبت مهلة حتى استشير والدي في هذا الأمر، ونحن في طريقنا إلى الخرطوم هبطنا بمطار الكويت حيث سمعنا بخبر المشكلة التي حدثت بين لاعب الهلال عزالدين الدحيش وحارس مرمى المريخ الطيب سند في إحدى المباريات التي جمعت بين فريقي الهلال والمريخ وكان يشرفها حضوراً الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري وأحد ضيوفه من الرؤساء الأفارقة، حيث قام النميري بإلغاء الأندية نهائياً الخبر الذي نزل علينا كالصاعقة لأنني كنت أمني نفسي بتقديم الكثير لجماهير الهلال ولنادي الهلال . * كيف سارت أموركم بعد إعلان الرياضة الجماهيرية؟ * بعد رجوعنا من العراق بدأنا نلعب في منافسات المناطق : حلة حمد ـ حلة خوجلي ـ المزاد وغيرها وتم إختياري لمنتخب الخرطوم وكان معتمد الخرطوم وقتها السيد مهدي مصطفى الهادي. * حدثنا عن انتقالك لنادي الأهلي المصري؟ * إبان مشاركتي في البطولة العربية المدرسية والتي جرت فعالياتها بالإسكندرية كانت عيون النادي الأهلي تراقبني عن قرب ولذلك جاء مندوبهم بعد عودتي من العراق وطلب مني الإنضمام للنادي الأهلي القاهري وكانت أهم شروطي أن يؤمن لي النادي الدراسة الجامعية وفعلاً تم قبولي بكلية التعاون الجامعية التابعة لجامعة عين شمس وأذكر من زملائي في الكلية النجم المصري محمود الخطيب وثابت البطل ومحمود الخواجة وكان ذلك في العام 1976م. مباريات ودية إختبارية * سافرت وزميلي مصطفى النقر إلى جمهورية مصر العربية حيث نظّم النادي الأهلي مباريات ودية لإختبارنا أذكر أن أول مباراة كانت أمام الطيران وفزنا بهدفين دون رد أحرزهما مصطفى النقر وضد إسكو وفزنا بثلاثة أهداف مقابل هدف أحرزت هدفين وكان مدرب الأهلي وقتها المدرب المجري هيديكوتي والذي إبتدع طريقة اللعب «4/3/3» وقد كانت الطريقة السائدة في العالم وقتها طريقة «4/4/2» حيث تفوقت المجر بالطريقة الجديدة «4/3/3» على العالم. * كيف وقعت في كشوفات النادي الأهلي؟ * ونحن في غرفة الملابس بين شوطي المباراة الودية ضد نادي إسكو أحضروا لي كشفاً وقمت بالتوقيع فيه ولأنني كنت صغيراً في السن «18» سنة فقط لم اسأل عن ماهية الكشف الذي وقعت عليه وبعد إنتهاء المباراة طلب مني زميلي مصطفى النقر بأن أذهب معه لمقابلة مهاجم الهلال الدولي علي قاقارين الذي كان يحل بفندق شبرد مع مندوب نادي النصر السعودي، ولما لم يكن مصطفى قد وقّع معي في كشوفات النادي الأهلي فقد سافر مباشرةً مع علي قاقارين ومندوب نادي النصر السعودية إلى المملكة العربية السعودية وبقيت أنا بجمهورية مصر العربية. * من هم زملاؤك في تلك الفترة في النادي الأهلي؟ * لقد كانت فترتي بالنادي الأهلي فترة طيبة صقلت مواهبي وقد كان النادي الأهلي في تلك الفترة يضم الاعبين عمالقة من أمثال ثابت البطل وإكرامي ومصطفى يونس وحسن حمدي وأحمد عبدالباقي ومحمود الخطيب وفتحي مبروك وطاهر الشيخ ومصطفى عبده وجمال عبدالعظيم وقرن شطه ومحسن صالح. * لعبت أول مباراة مع النادي الأهلي وكان الأهلي في ذلك الموسم يمر بفترة تغيير الجلد وكانت المباراة أمام السكة الحديد حيث حضرها «120» ألف متفرجا وفزنا بهدف دون رد وكنت نجماً للمباراة وخرجت مانشيتات الصحف في اليوم التالي بالعبارة التالية «عماد السوداني نجماً للمباراة» ومن يومها لم أخرج من التشكيلة الأساسية للنادي الأهلي. الريشة عادل للهلال في مبــــاراة العــــــــــودة * لما أعلنت السلطات السودانية عودة الأندية قاموا بتنظيم مباراة بين الهلال والمريخ بهذه المناسبة وأرسلوا لي للعودة والمشاركة في تلك المباراة الودية أمام المريخ وأذكر أن مدرب الهلال وقتها كان الدكتور كمال حامد شداد وأذكر من زملائي في تلك المباراة عبدالله موسى وشوقي وفوزي والريشة والتاج محجوب والدحيش وقد تقدم المريخ بهدف السبق عن طريق زيكو ليدرك الريشة هدف التعادل للهلال في الشوط الثاني. * وعلى نفس المناسبة أقيمت مباراة بين هلال الساحل وحي العرب بورتسودان إنتهت بهدف للهلال أحرزته أنا. * حدثنا عن التحاقك بالنادي الأهلي السعودي؟ * عقب انتهاد مباراة العودة ببورتسودان شددت الرحال إلى مدينة جدة حيث كنت عازماً على شراء عربة وشحنها إلى جمهورية مصر العربية حيث كنت مسجلاً رسمياً في كشوفات النادي الأهلي وهذه المباريات التي لعبتها مع الهلال العاصمي وهلال الساحل كانت مباريات ودية.. سمع إصدقائي بوصولي إلى الأراضي السعودية فأخبروا إدارات الأهلي والاتحاد بمدينة جدة حيث طلبوا مني أداء التمارين وبالفعل أديت أول مران مع النادي الأهلي وكان يدربه آنذاك المدرب البرازيلي ديدي ويجلس على قمة مجلس إدارته الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز بن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي طلب مني جواز سفري ومن يومها لم أرَّ جواز سفري حتى الآن!! حيث إتصل بسعادة الفريق مرتجى محمد عبدالمحسن رئيس النادي الأهلي المصري وقتها وطلب منه إخلاء سبيلي للعب في صفوف النادي الأهلي جدة.. حيث ألحقوني بجامعة الملك عبدالعزيز ومنحوني سيارة جديدة وفي ذلك الموسم كنت ألعب كمهاجم صريح وأحرزنا كأس الملك وكان المدرب البرازيلي ديدي يشرف على الفريق فنياً بمساعدة مدرب اللياقة البروفيسور الأرجنتيني راؤول رودريجس وفي الموسم التالي أحرزنا بطولة الدوري ولعبنا مباراة ودية ضد منتخب البرازيل خسرناها بستة أهداف مقابل هدف. * من هم نجوم المنتخب البرازيلي وقتها؟ * أذكر منهم: ريفلينو - سيروزو - باتستا - اوسكار - أودينيو - زيكو.. وقد كنت في ذلك الموسم هدافاً للدوري وقد أحرزنا كأس الدوري السعودي وخسرنا مباراة واحدة كانت أمام النصر السعودي بهدفين مقابل هدف أحرز للنصر ماجد عبدالله ومصطفى النقر. انهالت عليّ الهدايا لحصولي على لقب الهداف * بعد فوزنا ببطولة الدوري وحصولي على لقب هداف الدوري إنهالت عليَّ الهدايا من مجلس إدارة النادي الأهلي بجدة ومن محبي وعشاق النادي حيث منحوني مبلغ مليون ريال سعودي من الأمير محمد بن عبدالله الفيصل وثلاث سيارات جديدة وعرضوا عليَّ الجنسية السعودية التي حصلت عليها أنا وزميلي أمين دابو وذلك بالطبع بعد إستشارة والدي وموافقته ومن يومها صرت أشارك مع النادي الأهلي كلاعب وطني. * ما هي الفوائد التي عادت عليك من اللعب مع النادي الأهلي السعودي؟ * لقد أتاحت لي فرصة اللعب في المملكة العربية السعودية خاصة وأنها تزامنت مع الطفرة الاقتصادية الكبيرة التي شهدتها المملكة العربية السعودية بأن أسافر مع النادي الأهلي إلى معظم بلاد المعمورة وأن ألتقي بأندية عريقة في مجال كرة القدم مثل أندرلخت البليجي وأجاكس الهوندي وليون الفرنسي وأرسنال الإنجليزي وساوباولو البرازيلي وغيرها. * من هم اللاعبون السعوديون الذين تذكرهم؟ * أذكر العديد من نجوم المملكة العربية السعودية والذين قادوا المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم بفضل التخطيط السليم والدعم الشخصي للأمير الراحل فيصل بن فهد بن عبدالعزيز من هؤلاء اللاعبين فهد المصيبيح - فهد الهريفي - محمد عبدالجواد - عبدالله الدعيع - ماجد عبدالله - والجيل الذي يليهم من أمثال : حسام أبو داؤود - سعيد العويران - فؤاد أنور - سمير عبدالشكور وآخرين. * من هو أقرب اللاعبين إلى قلبك؟ * بكل تأكيد هو مصطفى النقر حيث إنه تجمعنا علاقة حميمة فنحن أكثر من الأشقاء ونحن مع بعض لأكثر من «25» عاماً ومن هنا أبلغه التحايا وأتمنى له الصحة والعافية. * صف لنا علاقتك بالهلال؟ * الهلال هو عشقي الأبدي، فقد ترعرعت وشببت عن الطوق وأنا عاشقاً متبتلاً في محراب الهلال العظيم.. أحمل قميصه معي مثل التعوذية أينما حللت فقد كان معي في البرازيل وقد أحضرت للهلال معي طقم لبس خاص قمت بوضع مواصفاته للمصنع في البرازيل وكنت كلما أحضر للسودان أواصل تماريني مع لاعبي الهلال العظيم فنمت علاقتي مع لاعبي الهلال حتى من الأجيال التي لم ألعب معها مثل : طارق أحمد آدم - أسامة الثغر - مجدي كسلا - أحمد آدم وآخرين. * ماذا عن لاعبي الهلال اليوم ومن منهم لفت نظرك؟ * الهلال يملك ذخيرة جيدة من اللاعبين أصحاب المهارات العالية وأبرزهم مهند الطاهر وهيثم مصطفى وريتشارد. * كيف تعود الكرة السودانية لسابق عهدها؟ * علينا أن نبدأ بخطط قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى وأن نهتم باللاعب والمعدات الرياضية والملاعب وأن نسير وفق الخطة التالية براعم وناشئين وأشبال وشباب ثم منتخب أول ففي المملكة العربية السعودية مثلاً هنالك أكثر من «54» استاد مكتمل بكل واحد ملعبان ملعب أساس وآخر رديف. * وأخيراً من هو اللاعب الذي ترى فيه نفسك؟ * هنالك لاعب مفاجأة أقوم بإعداده حالياً لأهديه لنادي الهلال العظيم وهو يذكرني بنفسي ويمتلك كل المهارات المطلوبة في لاعب كرة القدم الحديثة وليس له مثيل حالياً في الملاعب السودانية ولا أكون مبالغاً إن قلت: لا مثيل له في الملاعب العربية والشكر لصحيفة «المشاهد» وقرائها الأعزاء.