غـــزة العـــزة .. غزة تستصرخ ضمائركم ( كل هذا الموت لي!!)

Quote: وحشية إسرائيل .. وتساهل الغرب 1/13/2009 جيوفري ويتكروفت : كان تجاهل إسرائيل للنقد الموجه إليها بسبب قصفها واجتياحها لقطاع غزة هو نتيجة تساهل الغرب وتغاضيه عما تقوم به إسرائيل. عندما سأل اللورد ديربي السير لويس نامير، أحد كبار مؤرخي انجلترا، لماذا – كيهودي - لم يكتب التاريخ اليهودي، أجاب نامير: "ليس هناك تاريخ يهودي حديث، ولكن يوجد فقط قائمة بالشهداء والمعذبين. وهذا ليس شيئا مثيرا يدعوني للكتابة." قد يقال أن الهدف الضمني للمشروع الصهيوني – والذي سانده نامير وتعاطف معه – يكمن في رفض مسألة التضحيات اليهودية، وتحويل اليهود من ضحايا سلبيين إلى صانعين إيجابيين لمصيرهم. لقد تم إنجاز هذا الهدف بالاتجاه الخاطئ، كما سيقول كثيرون عندما يشاهدون الأخبار القادمة من غزة، حيث تسبب صورة تلو الأخرى اشمئزازا عميقا. ولكن رفض أيديولوجية التضحيات والعذاب العظيم لدى اليهود قد تفسر أيضا ما يحير أو بالأحرى يرعب الناظرين – حقيقة أن إسرائيل تبدو غافلة تماما عن الرأي العام العالمي. في العالم الإسلامي، هناك بالطبع عداء كبير لإسرائيل التي بدورها اتبعت المبدأ اللاتيني "بإعارة آذان صماء تجاه جيرانها": دعهم يكرهوننا طالما أنهم يخافوننا. وطالما أنه ليس بالإمكان حتى محاولة كسب قلوبهم وعقولهم، يجب تعليمهم كيف يحترمون القوة الوحشية، وهو الاحترام الذي لاقى نجاحا كبيرا. ولكن الغرب مختلف، والشعور الأوروبي يمكن أن تغيره الأحداث، كما حدث بالفعل. كانت إسرائيل والصهيونية تمثلان قضايا شعبية في يوم من الأيام في أوروبا على الأقل على مستوى اليسار الليبرالي حتى حرب الستة أيام عام 1967 وما بعدها. منذ ذلك الحين، انحسر التعاطف الأوروبي كثيرا وبخاصة عندما هاجمت إسرائيل لبنان عام 1982 ومرة أخرى في عام 2006، مع قمع الانتفاضة فيما بينهما. ولكن إسرائيل تقلل من القيود والتوبيخ. لا يمثل النقد من جانب وكالات الإغاثة أو الصليب الأحمر أي اختلاف. وما هو أكثر دهشة تجاهل إسرائيل لقرار مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار. أحد أسباب ذلك هو أن الدولة الغربية الوحيدة التي لها تأثير معتبر هي الولايات المتحدة الأمريكية، وقد ظلت إسرائيل على مدى سنوات عديدة قادرة على الاعتماد على الدعم الأمريكي غير المشروط. ولما كانت الولايات المتحدة قد هددت باستخدام الفيتو ضد مسودات القرارات السابقة، فقد شاركت في صياغة قرار مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار، وكانت بوضوح ستصوت لصالحه. وفي وقت متأخر من يوم الخميس، صدم الممثلون الأمريكيون باقي أعضاء مجلس الأمن بامتناعهم عن التصويت. وقد جاء ذلك بأوامر مباشرة من البيت الأبيض بعد أن تحدث الرئيس بوش مع إيهود أولمرت، فاتخذ الإسرائيليون هذا الامتناع كضوء أخضر لمواصلة عملياتهم. فقد أخبرت تسيبي ليفني صحيفة الواشنطن بوست أن "إسرائيل لن تظهر أي تقيد." ورغم أن إسرائيل توصف في بعض الأحيان بأنها دولة عميلة لأمريكا تتلقى إعانات مالية ضخمة من واشنطن، فإنها دولة عميلة من طراز فريد: تستطيع أن تفعل ما تحب وهي تعلم أنها لن يتم تقييدها بصورة جادة من قبل راعيتها. وحتى عندما يغضب البيت الأبيض سرا من تصرفات إسرائيل، فإن الكونجرس هو محل ثقتها المطلقة حيث ولائه الذي لا يتزعزع. أثناء قصف لبنان في صيف عام 2006، مرر مجلس النواب قرارا بالمساندة التامة لإسرائيل بموافقة 410 عضوا في مقابل ثمانية، كما مرر مجلس الشيوخ قرارا آخر بطريقة تصويت يدوية ولم يشغل نفسه حتى بإجراء تصويت بطريقة رسمية. إن أي أحد يفكر أنه سيكون هناك تغير في الاتجاه بعد الانتخابات الأمريكية الأخيرة فإنه لا يركز جيدا في الأحداث. إن مجلس الشيوخ محل حديثنا هو مجلس منتخب حديثا ومعظمه من الديمقراطيين، وقد اجتمع مؤخرا للمرة الأولى. وفي أثناء حملته الانتخابية لم يأل باراك أوباما جهدا في مساندة إسرائيل. وقد قام بتعيين أقوى مناصر لإسرائيل في شكل هيلاري كلينتون كوزيرة للخارجية، رغم أن رام إيمانويل، كبير موظفي إدارة أوباما، قد فاقها في الالتزام بدعم إسرائيل. بل هناك ما هو أكثر من ذلك، فإن العناد أو التجاهل الإسرائيلي للرأي الخارجي ترجع أصوله إلى ما قبل ولادة الدولة. من قبيل الصدفة، هناك شيء مشترك بين إيمانويل وكل من إيهود أولمرت وتسيبي ليفني: عمل آباؤهم جميعا في منظمة إرغون – وهي ميليشيا صهيونية عنيدة قامت بشن حملة عنف ضد البريطانيين والعرب الفلسطينيين في السنوات الأخيرة للانتداب البريطاني فيما بين عامي 1946 و1948. وكان من بين أعمال هذه الميليشيا تفجير فندق الملك داوود (أو كينج دافيد) في القدس مما نتج عنه خسائر كبيرة في الأرواح، وكذلك إعدام اثنين من الجنود البريطانيين الأسرى في عملية انتقامية، وذبح عدد من القرويين في دير ياسين. ووراء الوحشية هناك شيء آخر. يقوم الناس بالانتقام بسبب أخطاء صغيرة، كما يقول ميكيافيللي، عندما يكونوا غير قادرين على الانتقام للأخطاء الأكبر. ومن ثم كان الإرغون ينتقمون للجرائم الأكبر التي كان يعاني منها اليهود الأوروبيون. حاول اليهود أن يكون سلوكهم لطيفا تجاه غير اليهود (وبخاصة المسيحيين) وينتظرون ليروا إلى أين يسير بهم الأمر. كان تفكيرهم أن الدولة اليهودية سيتم إنشاؤها قريبا وحراستها بالقوة المطلوبة ولن يهم حينئذ كيف يراها العالم الخارجي. ولو اقتضت الضرورة يمكن أن تستعير إسرائيل الأنشودة التي كان يرددها مشجعي "ميلوول": "لا يحبنا أحد، لا يهم." لم يكن نامير هو الصهيوني الوحيد الذي استخدم كلمة "يهودي" في معنى ساخر. فعندما كان يذكر أحد عبارة تروتسكي، "لا حرب، لا سلام،" كان ديفيد بن جوريون يقول إنها "فكرة يهودية غبية." كما أن هناك قصة إسرائيلية مشهورة عن موشيه ديان، القائد العسكري لحرب الأيام الستة. عندما كان يقوم ديان بالتدريس في كلية الأركان الإسرائيلية اعتاد أن ينهي شرحه لأي موضوع بالكلمات، "ولا أريد أي حلول يهودية هنا." وكان يعني بذلك أنه سواء على الطاولة أو في الميدان، كان يتوقع أن يكسب معاركه بالاندفاع والوحشية وليس بالفضائل اليهودية التقليدية المتمثلة في الرقة والصبر. لقد كانت الوحشية الصهيونية تعمل لوقت طويل، ولكن يبدو أن إسرائيل ستكتشف في يوم من الأيام أن هناك شيء يمكن أن يقال عن الحلول اليهودية. خدمة الإندبندنت - الشبيبة الرابط: http://www.shabiba.com/innerpage.asp?detail=19523