السودانيون في مسقط .. منهم.. وإليهم (صور)

Quote: بداية الغناء فى السودان كان الغناء في بداية الأمر يعتمد مباشرة على أصوات الجماعة وهذا الصوت مصدره حناجرهم وعرف فيما بعد باسم (الكرير) ويعرف مطربوه باسم (الطنابره). وعرف نوع آخر من أداء الطمبور ويقصد به الأشخاص الذين يلعبون دورا أشبه بدور الكورس إلا أنها لا تردد الغناء أو أي شطرات منه، بل تخرج فقط نوعا معينا من الأصوات عبر حناجرها في أوقات معينة بحيث يتماشى هذا الأداء مع دور الكورس الذي يردد الغناء تبادليا مع المطرب وهو الطمبار الأساسي، ويصاحب هذا النوع من الأداء الصفقة بالأيدي دون الاعتماد على آلة إيقاعية، ولقد كان هذا النوع من الغناء هو الأساس لأغنية أمدرمان، ثم تطور بعد ذلك إلى الغناء الحديث، وتعتبر هذه الفترة من الغناء فترة ما قبل الحقيبة. وعندما ظهر فن أغنيات الحقيبة اعتمد في المقام الأول على الآلات الإيقاعية مثل ( المثلث والرق والطبلة). وتجدر الإشارة إلى ملاحظة هامة وهى أن كلمة (طنبور) تشير إلى ذلك الفن وتعبر عن لون معين من ألوان الغناء الشعبي المعروف بشرق كردفان لدى قبيلة الجوامعة. أما كلمة ( طنبور) مرة أخرى فتشير إلى تلك الآلة الموسيقية الشعبية المنتشرة بشمال وغرب السودان، والتي تحتل الى يومنا هذا المقام الأول في مجموعة الآلات الشعبية. ومن أهم الطنابرة المرحوم ابراهيم ود نصر في قرية الكمر بريفي ود حامد، ولقد اشتهرت معه المطربة المرحومة مدينة بنت كردي، ومن أمثلة غناء الطنابرة: يا حلاة الصيد جفل مرعاه الفي السهل كدى ود الريل وقل وأخرى: المبروع تقوده أم سر وريدك شامة جنسو كتر فوقك ود حسونة الحر المبروع تقوده أم زين شيبون أصله سيدو حنين فوقك ناس على الدارسين ثم جاءت مرحلة تالية بعد المهدية عندما استقرت الحياة في المدن وأصبحت أمدرمان العاصمة القومية للسودان. وفى عام 1900 جاء إلى أمدرمان قادما من كبوشية ذلك الفتى ويدعى ود الفكي بلون جديد من الغناء يختلف عن لون الطنابرة، ولقد كان لود الفكي صوت عذب جسور ياسر القلوب، وكانت طريقته في الغناء كما وصفها أستاذ الاجيال (حسن نجيله) في كتابه (ملامح من المجتمع السودانى). كان يجلس على طرف السرير أو الكرسي وفى يده عصاتان يضربهما مع بعض البعض موقعا بهما مع نغمات الطنابرة الذين اختار مجموعة منهم مثل الجوخ رحمة الله من أمدرمان، والمرحوم ود حامد من حي القلعة، والصديق بابليك، ويبدأ برمية الثقيل، وقد كان ذلك جديدا على مجتمع العاصمة لان الرقص كان يؤدى على كرير الطنابرة دون غناء يسبقه ثم يأتي دور خفيف فيغنى ود الفكي : روحى ملعوفة اسمعوا وصفوها بالنظر خلا ستى كيوفة رجعى أمرك قالوا لا يشفوها ولنا لقاء وتكملة في الحلقة القادمة خالد محمد عثمان الخليقة