من بكره ... تاني مافي كهرباء بتقطع في الخرطوم إن شاءالله

Quote: التاريخ: السبت 2 مايو 2009م، 8 جمادي الأولى 1430هـ 22669 حاطب ليل جرعة زائدة (اوفر دوز) بعد ان تم استجوابه داخل البرلمان وعاد الى مكتبه التقاه الاستاذ ضياء الدين بلال مدير تحرير (الرأي العام) واجرى معه لقاء مطولا نشرته هذه الصحيفة في يوم الاربعاء الماضي فبعد الاستماع لافاداته البرلمانية وقراءة مقابلته الصحفية اكتشفت ان ما قاله السيد وزير الطاقة الزبير محمد الحسن للصحيفة اهم واخطر بكثير مما قاله داخل قبة البرلمان وهذا يوضح قدرات الصحافة الرقابية العالية خاصة اذا كان الصحفي نابها مثل ضياء (لاعزاء لمن يمتلك حصانة ولا يستخدمها). في اجابته عن سؤال عما اذا كانت هناك مشاكل فنية ظهرت بعد دخول كهرباء السد قال السيد الوزير ان المسألة مازالت في طور التجريب وان الوحدتين دخلتا وخرجتا اكثر من مرة وان موعد استلام الماكينات لم يحن بعد فما يحدث امر عادي0 طيب ياجماعة الخير اين الخلل؟ الخلل في المعلومة التي اطلقتها الحكومة وهي قولها ان هناك وحدتين من سد مروي قد انضمتا للشبكة القومية للكهرباء بطاقة «250» ميغاوات، اذ كان ينبغي ان تكون المعلومة هي بداية تجريب دخول الوحدتين وتكثف المعلومة بالقول ان طبيعة التجريب تقتضي عدم الانتظام في التيار لان هناك دخولاً وخروجاً ولعل هذا ما اعترف به السيد الوزير عندما قال وبالنص (انا اعتقد اننا بكرنا في الاحتفالات ولو ترك لي الامر كنت اقول اننا يجب ان نحتفل بعد ان تنتهي الفترة التجريبية الاولى للمحطتين) ركز معي عزيزي القاريء على قول الوزير (بكرنا في الاحتفالات) ومن ثم نسأل سيادته لو لم يكن الامر لك انت وزير الطاقة فلمن كان الامر؟ افادة اخرى مهمة ادلى بها السيد الوزير للصحيفة وهي قوله انهم كانوا يتخوفون من الشركة الفرنسية المسؤولة عن الامر من ان تتأثر بقرار محكمة الجنايات الدولية فبعد القرار غادر احد مسؤولي الشركة الخرطوم لمدة ثلاثة او اربعة ايام وعاد بعد ان اتضح له ان الامور تسير بصورة طبيعية في السودان ونحن( والكلام للوزير) عندما حدث دخول الوحدات وخروجها جاءتنا ظنون انه ربما يكون وراء الامر تخريب او شيء سياسي ولكن الآن يمكننا القول ان الشركة الفرنسية تؤدي عملها بمهنية عالية اذن ياسيادة الوزير حتى الحكومة تأثرت بالطقس السياسي غير العادي فما بالكم بالمواطن العادي؟؟ أبعد كل هذا ألم يكن قرار اوكامبو ادعى لتأجيل الاحتفالات بدلا من استعجالها؟؟ حسنا فعل السيد الوزير عندما وافق الاستاذ ضياء في ان الجرعة الاعلامية الزائدة تضر بمصداقية الحكومة ولعل هذا هو بيت القصيد في موضوعنا هذا، فالاعلام الحكومي قد اصبح مصدرا للتشكيك في تصرفات الحكومة وذلك لانه اصبح (يزودها ليس حبتين فقط) بل حبات كثيرة ففي مجال الخدمات الاصل في الاشياء ان تقوم الحكومة بخدمة المواطن وتمده بالماء والكهرباء والتعليم والصحة وسوف يحمد المواطن للحكومة صنيعها هذا رغم انه( لاشكر على واجب) ولكن هذه الاشياء الخدمية تحدث عن نفسها بنفسها ولاتحتاج الي أي (حلقوم كبير) فانتظام الكهرباء او حتى قلة قطوعاتها يعيشه المواطن نورا وماء ودقيقا وربما (مكيف هواء) وان كان لابد لابد من( كواريك) فالأطفال موجودون (الكهرباء جات الكهربا جات). فالمطلوب من الحكومة اليوم اكثر من أي وقت مضى ان تفكر جادة في كيفية ضبط خطابها الاعلامي. فالاعلام مثل الدواء اذا زادت جرعته عن المطلوب فسوف يؤدي الى نتائج قد يكون المرض القديم احسن منها.