من بكره ... تاني مافي كهرباء بتقطع في الخرطوم إن شاءالله

Quote: فى خطابه أمام المجلس الوطني عزا الزبير أحمد الحسن وزير الطاقة والتعدين ارتفاع نسبة العجز فى الكهرباء الى «23%» لما اعتبره تمدداً في الشبكة القومية. وقال انها وصلت شرقاً حتى القلابات، وبلغت غرباً حتى الابيض، وتوسعت شمالا حتى دنقلا وامتدت جنوباً للرنك. وحسب الوزير فإن السودان يحتاج فى هذا الصيف القائظ إلى ما جملته «1100» ميقاواط بينما تنتج الهيئة القومية بطاقتها القصوي «800» ميقاواط لانحسار المياه بفعل الصيف مما خفّض إنتاج خزان الروصيرص الى «180» ميقاواط بدلاً عن «260» ميقاواط. ومن الواضح حسب الإفادات المتقدمة أن التمدد فى الشبكة لم يخضع لاية دراسات تراعي المتوافر من الطاقة فكانت الأزمة الحالية، مع أن الوضع الطبيعي يحتم على هيئة الكهرباء أن (تمد رجل شبكتها على قدر لحاف إنتاجها)، فالقليل الدائم خير من الكثير المنقطع، والحديث عن مد الأسلاك الخاوية لا يُعبِّر عن سبق تنموي بقدر ما يشير إلى خللٍ هندسي بائنٍ جعل من الكهرباء سلعةً للمجاملات والاستقطاب غير المدروس. فالهيئة التى تتحدّث ليل نهار عن تمدد الشبكة القومية وضح أنها (تعزم على المافيش)، ما يُشير إلى أننا نمارس أخطاءً كبيرة حينما نخضع التنمية الى حسابات السياسة لا أرقام الواقع. ولابد من التذكير - يا وزارة الطاقة - بأن الكهرباء تقتضي حسابات حرفية تعصم مصداقيتها عن الانقطاع ولو للحظة، والتأكيد على أن الإحباط الذى ينتظم الشارع السوداني جراء انقطاع الكهرباء يعود الى عدم دقة الخطاب الإعلامي الذى هيأ الجميع إلى وطنٍ بلا قطوعات على خلفية تدشين سد مروي الذى قال وزير الطاقة إنه ما زال تحت التجريب. إذاً فإن تسييس الإمداد الكهربائي وفقاً لحسابات خاطئة كان وراء حالة الاستياء الراهنة من القطوعات المبرمجة وغير المبرمجة. لسان وزارة الطاقة ينبغي أن يكون تنموياً مبيناً، لأن السياسة هي التى مدّدت الشبكة القومية، وحقنت الرأي العام بقناعة ترفض تصديق الواقع الراهن فكان الانتقاد لعجز فى المصداقية أكثر من كونه نقصاً فى الإمداد. وزير الطاقة وافق الصديق ضياء الدين بلال فى حواره الكهربائي (المولع) في «الرأى العام» امس على أن الجرعة الإعلامية الزائدة لمشروعات الحكومة وما يعترض المشاريع من عثرات في واقع التنفيذ قد يفقد الحكومة مصداقية الوعود. وقال الوزير بالحرف الواحد: (ان سد مروي يستحق أن يحتفلوا به احتفالات كبيرة، لكن أنا أعتقد أننا بكّرنا في الاحتفالات، ولو تُرك لي الأمر كنت أقول إننا يجب أن نحتفل بعد أن تنتهي الفترة التجريبية الأولى للمحطتين).