|
كنانة دولة داخل دولة/الهادي ادم حامد/جدة
|
كنانة دولة داخل دولة
كنانة دولة داخل دولة بالمفهوم الاقتصادي للدولة وليس المفهوم القانوني او مفهوم السيادة والحدود وغيره ، وهو احدث المفاهيم في قياس تقدم الدول فالبعض يقيس تقدم الدولة بوسائل مواصلاتها واتصالاتها والبعض الاخر يقيس تقدم الدولة باقتصادها ومستوى الرفاهية ومعدل الدخل وغيره من المقاييس ، كنانة بها مطار خاص لاستقبال الطائرات الصغيرة التي تنقل الاعضاء المنتدبون ومساعديهم وكبار الزوار والوفود الرئاسية وغيرها ، كنانة لها اسطول نقل باصات خاصة تنقل مستوى معين من الموظفين الى الخرطوم ، كنانة ترسل سنويا عدد مقدر من الموظفين الى الحج على نفقتها بكامل الدعم والاسناد الطبي وغيره من الالف الى الياء ولكن ليس للعمال بل للموظفين حق الدخول في القرعة بالسفر الى الخارج لاداء الحج او للعلاج في الخارج ، كنانة بها حي " الكوزلن" وهو من الاحياء الراقية وهو عبارة عن رابية لا يعرف انقطاع الكهرباء والماء والاكسجين ، كنانة لا تعكس الا مظاهر الراسمالية والحظوه لمن لاحظت العناية عيونهم ، كنانة عبارة عن منتجع راقي وسط "Shanty Town" من المهمشين والبؤساء في احياء تحيط بها احاطة السوار بالمعصم ، حتى اسماء الاحياء التي حولها يعكس مدى بؤسها مثل حي "فنقوقه" هذا اسمه ، كنانة لها بساتين ومزارع البان خاصه تمد الموظفين بانواع الفاكهة والالبان واللحوم ولكن ليس كل موظف او عامل ومعظم الطبقة العامله في كنانة هم من العمال الموسميين المؤقتين الذين يتم تعيينهم بداية كل موسم حصاد ويطلق سراحهم نهاية الموسم عكس الهوى ، وحقوق نهاية الخدمة الجمل بما حمل ليس لهم حقوق او مطالبات قانونية تنقص من دخل ملاك الاسهم ، الم تتضح صورة الدولة بعد ، من لم يسمع بثورة الجياع في بريطانيا ضد الملكة ومن لم يسمع بالثورة ضد مزارع البيض في زيمبابوي ومن لم يسمع بالثوره في دلتا نهر النيجر ضد شركات البترول من لم تتضح لهم معالم الدولة من كل ما ذكر فاليتتبع اسباب التاييد والدعم للثورات التي قامت بتامين المشاريع الخاصه في السودان وفي مصر وهي ايضا في الستينيات كانت تعكس مظهر خادع لا يعبر الا عن طبقة معينة تنوم وتصحى على الثروه والجاه والسلطان بينما المعذبون في الارض يرقدون تحت ظل درابه.
في مقال سابق بعنوان "كنانة تحتاج الى وجيع يحكي ماساتها" تحدثت فيه عن جشع الراسمالية واطماعها وان الراسمالية لا ترى الا نفسها وحقوقها اما اصحاب الارض والمتضررين فهم لا يشكلون اي رقم من ضمن نسبة الارباح ، وقلنا ان اتفاقية نيفاشا سنت سنه حسنه وذلك بتخصيص نسبة 2% يعود ريعها لتنمية المنطقة المنتجه للبترول ، ونتمنى ان تعمم هذه الصيغة العادلة على كل المشاريع القومية الكبرى التي يستفيد منها السودان بجعل هذه الخصوصية للمناطق المنتجه حتى تزيل الغل من صدور ابناء المنطقة المنتجه تجاه الشركاء والمساهمين وغيرهم ، وتحدثت في المقال الحسرة وقتها ان كنانة لا يوجد بها شارع زلط واحد يربطها باقرب المدن اليها وهي مدينة ربك وهي الولاية والوالي والسلطان الذي يحكم كنانه نفسها ولكن حكم من لا يملك ، وتحدثت عن انعدام صحة البيئة وانتشار مرض الملاريا بمعدلات مرتفعه وتحدثت عن عمال "الكتكو" وهذا اسمهم الذين يعملون في الحقل وكيفية اهدار حقوقهم وانسانيتهم بترحيلهم بالشاحنات والبطاحات وسيوفهم عارية وتهدد سلامتهم , وتحدثت في المقال عن الظلم والضرر الذي وقع علينا نحن سكان ربك وكوستي من الناموس والاوساخ المتطايرة جراء حرق القصب وكذلك تحدثت عن ان قصب السكر ماوى للحرامية الذين يسرقون الابقار من ربك وقرى كنانة المجاوره ويساومون اصحابها بدفع مبالغ كبيرة كي ترجع اليهم ابقارهم. اليس ذلك بظلم وضرر ومافائدة كنانة وخصوصيتها اذا كانت هي من قزاز وتجدعنا نحن بالرماد والهبوت وتبعث الينا بجيوش من الناموس والذباب كل ليلة وعدد مقدر من الثعالب عند موسم الحصاد والحريق. الخطة الاستراتيجية لمشروعات البنى التحتية يجب ان تتكامل مع استراتيجيات التنمية الريفية والحضرية في المناطق المنتجه ، وكما هناك دور اقتصادي للملاك هناك دور اجتماعي للطبقة العامله ويجب ان تقوم البحوث والدراسات لمعرفة الاثار السالبة لاي مشروع صناعي واثره على البيئة وعلى حياة السكان والمتاثرين والمتضررين الذين يمكن ان يتاثروا بقيام المشروع ، ولكن ان تقام المشاريع الكبرى ذات الفائدة العامة والكبيرة بالاكراه وسلب حقوق الناس فهي غير مرحب بها وان قدمت للناس المن والسلوى ، وخير شاهد على ذلك مشروع السد العالي الذي نتج عنه ترحيل مواطني حلفا ، وما نشاهدة هذه الايام من معارضي مشروع سد مروي الذي لم يضع في دراساته الاولية اي نظر للمواطن وصاحب الارض ولا حتى دراساته يمكن ان تكون اشارة الى آثار سالبة متوقعة لقيام سد مروي، لا يمكن ان يقول قائل ان اهلنا في المناصير وامري ليس اصحاب قضية ولا اهل حق ، وها قد بدات في الافق المعارضة لمشروع سد كجبار.
والله الموفق،،،
الهادي ادم حامد/جدة [email protected]
|
|
|
|
|
|
|
|
|