هنا فداسي

الأخ هيثم


حديث نفس
غريبة هي النفس، وعجيب حديث النفس، وقد كره الفقهاء قول أحدهم " حدثتني نفسي" فحديثها أمر بالسوء. قال تعالى (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً) (النساء:79) و استحدث الأدباء قولا هو وحي النفس ويعنون به الإلهام قياسا على قول الله تعالى " (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) (النحل:68) " وقوله تعالي: " (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى) (طـه:38) " ولم يُوْحَ إلى امرأة باتفاق. و قال غيرهم من الأدباء وحي الخاطر وفي الأخيرة الإبهام وراغ بعضهم إلى حرز مكين فقالوا " هذا مما جادت به نفسي.
وسواء كان خاطرة أو حديثا ( ولن يكون أحد محدثا)، فبلا شك أنه أمر خطير ، يعيي التفكير ويعيي صاحبه التفسير، ومحله ذ لك كلهالضمير. إن الغرابة والعجب من كون أحدنا، يذهب تفكيره فجأة إلى ما لم يكن يفكر فيه. وقد تتصل فكرته بنقاش طويل، يمضي يتمه مع محدث دار بينه وبينه حوار سابق، فيقضي وقتا طويلا يحاج الآخر وهو غير موجود إلا في الخيال. قد يعتلي منصة ويخطب في الناس و...
وقد تكون هذه تتمة لحديث دار بيننا قبل، وقد تكون يتيمة مضت الذات تنشدها ، لا لذاتها ولكن لأخرى.
ليس ثم حديث منشؤه من عدم، أو أن بنات أفكارنا ليس من رحم العدم ولسيت من صلب اللاشيء. فهي تشي بحديث مبيت، و فكر مختمر، عطله صاحبه زمنا ، عن تعمد وقصد أو أنسته ( النفس المقصودة ) عند الفقهاء عدلا لما جرى مع موسى عليه السلام ( وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره. ) ، قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً) (الكهف:63)
يستحسن الناس بعض حديث تأتي به وقد يظن أنه منقطع النسب والصلة، فيقول أحدهم:
إنت الليلة مصطول ولا شنو؟ و الذم موصول بها حتما (العبارة) ولكنها لم تنبع من قصد سيئ ، بل قصد صاحب العبارة أن ما قلت من نوع لا يمكن تخيله في حالة (الوعي). مثل قولهم والله الزول ده مجنون عديل أو قولهم و الله الزول ده عفن عديل كدي والزول ده فقري و... و له شبه في القرآن الذي جاء بكل أسلوب جديد، قال تعالى :
(إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً) (النساء:105)
ولو تأملنا المعنى لوجدنا أن المراد أن يكون الرسول (صلى الله عليه وسلم ) خصيما للخائنين ولا يكون حميما.

Quote: الكتابة فى الظلام كفيلة بان تجعل شمس فداسى تشرق فى اعلى المنبر لو بشخبته او بلخبته او ترسل لى سلامك ( هذه الحروف اكتبها فى الظلام بعد ان قطع التيار الكهربائ وبقى عندى تيار العشق الممتد لكم جميعا ـ حتى لا يغيب البوست ) وصباحكم زين