هنا فداسي

الأخوان الأعزاء أستاذ أبي ، أبو المكاسب والحاج "الأفندي" هيثم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو إجتمع ثلاثتكم في "البوست" تشم له رائحة كرائحة الورد التي تنجذب إليها الفراشات باندفاع. فضوع أريجكم يجذبنا كالفراشات تتسابق لرشف الرحيق.

عن الإغتراب

لو رضينا بالقليل، لما آثرنا الإغتراب على الوطن والظل الظليل. أفتكر ما في ظل ظليل "زي" شجرة الوطن التي يحلو تحتها المقيل ويحييك الغاشي وعابر السبيل. أما في ديار الإغتراب فلا يحس بوجودك أحد ولا يعنيه من أمرك شيئا. كلما يريدونه أن تظل معافى وصحيح على الدوام وتعمل كالآلة، لا تشكو مرضاً ولا تسجل غياباً عن العمل، فمهما كان العذر فهو مرفوض. فالإغتراب وإن جنيننا من وراءه الذهب فالخسارة حاصلة في آخر المطاف. فإن كانت الغربة مفتاحاً لتحقيق بعض الآمال‘ إلا أنها في الوقت نفسه مقبرة لكثير من الطموحات. ولكن لا مفر منها فقد كتب علينا من كتبت عليه خطى مشاها.
وصدق العربي حين قال:
الزول يمشي قدمو
وياكل نصيبو
أكل البطيق ليك
والـ بخنقك سيبو
استر من يسترك
والـ بعيبك عيبو
والرزق عند الله أوعاك لا تضل
هو قادر يجيبو