جاء فى الأخبار المنشورة على صفحات سودانيز أونلاين مسؤول في المؤتمر الشعبي يتهم البشير بالرضوخ لضغوط الولايات المتحدة أن "اتهم مسؤول في المؤتمر الشعبي، ابرز احزاب المعارضة الاسلامية في السودان، الرئيس عمر البشير بالرضوخ للضغوط الاميركية والتراجع عن مبادئ الحركة الاسلامية."
هل هناك ضغوط أمريكية على البشير؟ نعم هناك ضغوط أمريكية على البشير وأيضاً على قرنق فى إتجاه التوصل إلى إتفاق ينهى اطول حرب أهلية فى القارة الأفريقية، فقدنا فيها أكثر من مليونين من الأنفس ونقص فى الثمرات!
ماهى مبادئ "الحركة الإسلامية" التى لايقبل السيد مسؤول المؤتمر الشعبى " محمد الحسن" التراجع عنها مقابل تحقيق السلام؟! أهى تطبيق الشريعة الإسلامية فى الجنوب قسراً –الإتفاقات والبروتوكولات لاتمانع فى تطبيقها على الشمال!- أم أن سيادته يستكثر مشاركة الحركة الشعبية فى السلطة؟ أم أن عقد إنتخابات –بموجب ما طُرح فى الإتفاقات- يُعد نكوصاً عن " عن مبادئ الحركة الاسلامية"؟؟
هل مازالت الحركة الشعبية حريصة على تحالفها مع حزب الترابى "المؤتمر الشعبى" فى الوقت الذى يعلن فيه مسؤول المؤتمر الشعبى أن السلطة ممثلة فى عمر البشير تراجعت عن " مبادئ الحركة الاسلامية."؟
أيضاً ورد فى الأخبار التى نشرها الزميل elsharief فى صفحات سودانيزأونلاين الشيوعي» السوداني يطالب بآلية للتنسيق مع حزبي المهدي والترابي ورد على لسان الدكتور فاروق كدودة لصحيفة البيان الأماراتية " بأن على التجمع ايضاً بحث كيفية ايجاد صلة على نفس المستوى مع المؤتمر الشعبي"!!!
يبدوا أنه مازالت هناك مساحة من الوهم حول " مبادئ الحركة الاسلامية" فى ذهن أستاذنا د. فاروق كدودة وكل الداعين لضم الشيطان لحلف المعارضة الوطنية السودانية.. تمسك أو تراجع حزب البشير أو حزب الترابى بمبادئ الحركة الاسلامية حديث فضفاض لايحدد لنا ماهية هذه المبادئ وكيف تراجع عنها هذا الطرف أو ذاك.. لكن مما لا يتطرق إلينا شك فيه هو أن أهم ملامح هذه المبادئ هو مشروع دولة التوجه الرأسمالى الطفيلى "الحضارى!" التى تتخذ لها من الدين الإسلامى غطاءً آيديولوجياً وبرقعاً كثرت ثقوبه!
من الناحية السياسية قد يدعو داعى أن نرمي، كسياسيين، وراء ظهرنا كل مرارات وخصومات الماضي.. لأن الوطن كله أصبح في مهب الريح وان خطرا داهما يتهددنا جميعا، لذا لابأس من التحالف مع حزب المؤتمر الشعبى طالما أنه حزب معارض وله مصلحة فى تغيير النظام القائم!! وقد يقول آخر أن التحالف مع حزب الترابى "المؤتمر الشعبى" يعمق شقة الخلاف بين الإسلاميين ويمنع التقارب بينهم وحزب البشير "المؤتمر الوطنى"!
تلكم حجج مردود عليها وبائسة هدفها إما الترويج لبضاعة كاسدة، أو محاولة الظهور بمظهر أتباع كونفشيوس الحكماء المتعالين على مرارات وخصومات الماضي!! أولاً، جماعة الترابى تم طردها طرداً من منظومة السلطة فى إطار الصراع على السلطة بين البشير والترابى ولانعرف شيئاً يدلنا على أن ذاك الصراع كان محتدماً حول إطلاق الحريات العامة أو محاربة أوجه الفساد المالى مثلاً!! ذاك ما يجعلنا نتشكك فى مصداقية حزب الترابى "المؤتمر الشعبى" خاصة وأنه حتى لحظة كتابة هذه السطور لم يبينوا حدود دورهم فى الإنقلاب على الديمقراطية وإنشاء النظام الحاكم الحالى وإنتقاد ذلك الدور بكشف تفاصيله! كما أنهم لم يعلنوا عن نيتهم وعزيمتهم فى إسترداد مال الشعب المنهوب، خالينها مستورة!
ثانياً، فى صراعه مع جناح البشير عام 2000، خرج حزب الترابى "المؤتمر الشعبى" مهزوماً تطارده لعنة البشير كما تطارده لعنات جماهير الشعب! ماذا حدث؟ مدت له الحركة الشعبية SPLA يدها بيضاء من كل سؤ لتخرجه من حالة العزلة واللعنات، نافخة الروح ومغذية لشريان الحياة فى ذلك الحزب الفاشى بحجة تعميق الخلاف بين جناحى السلطة، وخروج ما خفى من معلومات !! ألم يكن الخلاف قد وصل مداه بعد؟ ألا تملك المعارضة المعلومات الكافية لإدانة الطرفين (جماعة البشير وجماعة الترابى) فى ساحات القضاء؟
لو سلمنا بصحة الحجج التى تساق للتحالف مع الترابى "المؤتمر الشعبى" ما الذى يمنع التجمع الوطنى الديمقراطى من التحالف السياسى الآن مع النميرى وحزبه "تحالف قوى الشعب العاملة".. ومستقبلاً مع حزب البشير "المؤتمر الوطنى"!
إعتراضنا على أى تقارب مع الشعبى نابع من أن حزب الترابى "المؤتمر الشعبى" لم يستوف شروط التوبة التى يمكن تلخيصها فى: 1- كشف كل مايتعلق بمشاركتهم فى إنقلاب 89 وإنتقاد دورهم فيه، بعدها نتحدث عن العفو! 2- إظهار النية فى رد المال المنهوب وذلك بالوعد بأنهم لن يتدخلو بما يحمى كوادرهم من المحاسبة، بل سيساعدوا فى تلك المحاسبة.
عدا ذلك، الحصافة السياسية تشير إلى أن شكل التحالفات التى ستقوم إنما تنبئ بشكل المولود المرتقب، أى أننا إذا ما قبلنا التحالف مع حزب الترابى "المؤتمر الشعبى" بوضعه الراهن، فلنتوقع أن يحمل النظام المرتقب بعضاً من أسؤا سمات النظام الآفل.. وهل نتوقع نظام ديقراطى مدنى وعلمانى، يسهم فى تشكيله حزب الترابى؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة