ان عند العسر...شعرا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 09:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-09-2007, 07:24 PM

Maysoon Nigoumi

تاريخ التسجيل: 03-04-2004
مجموع المشاركات: 492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ان عند العسر...شعرا

    the sweethearts في حريدة السوداني يحتملون تأملاتي الليلية ويجدون مكانا لها في صفحتهم الثقافية...مقال نشر من قبل في اثنين ما:

    إن عند العسر شعرا

    يصعب الحديث عن فترة "الحداثة- مودرنيزم" في أوروبا دون أن يرد ذكر اسم "عزرا باوند" أو "ايزرا باوند". في مقدمة "الأرض الخراب" القصيدة الممثلة لفترة الحداثة، يهدي إليوت المقدمة لباوند قائلا: ((إلى الحرفي الأكثر صنعة مني)). معروف أن باوند أخذ على عاتقه تشذيب ومنتجة القصيدة حتى وصلت إلى شكلها النهائي، والشكل لا المضمون هو أكثر ما تميزت به الأرض الخراب.
    والحداثة قامت على أكتاف أدباء وفنانين تميزوا بفهم عميق للأدب والفنون الكلاسيكية، وانفتاح على الفنون كافة من نحت ورسم وموسيقى وشعر و رواية قصة، ودأب مشترك لفهم الاخر الثقافي (معظمهم كان يتقن أكثرمن لغة، ليستوعب فنون وثقافات أخرى)، ثم مفارقة التمركز الاوروبي والإنفتاح على "الشرق" كثقافات ند للثقافة اليوروسنترية Eurocentric . وأخيرا، يشتركون جميعا في ضيقهم بوسائل التعبير الفني والإبداعي المتوارثة وتطلعهم للجديد.
    هذه هي الميزات المشتركة بينهم ، لكن لا يعني هذا الإجماع أو الـ consensus أنهم اتخذوا نفس الوجهة في الوصول إلى وسيط التعبير الجديد، ولم يستطيعوا التعرف على ملامح جديدهم ، بل لم يجدوا ما يبرر تلك الحوجة إلى الجديد. وفي وسط تلك الثورة وفوضى البحث عن جديد،التي أخرجت الغث والسمين لم يكن بوسعهم أن يقدموا للجمهور وصفا يمايز ابداعهم عن مدعي الإبداع . دون أن نضيف إلى كل تلك الحيرة والإضطراب، هجوم الحرس القديم عليهم، وسد منافذ التعبير على هذا الادب الجديد. حتى برز باوند ، واستطاع أن يخلق من كل تلك الأصوات الناشزة عن القديم، سيمفونية تدعى الحداثة. أعني بذلك أنه واضع النوتة الموسيقية للحداثة، التي نسبت شعرائها إلى شعراء التروبادور، وصاهرت بين المسرح الأوروبي ومسرح النو الياباني، النوتة الموسيقية التي حددت الحركة من القديم إلى الحديث والعلاقة الجدلية بينهما، وخلقت الهارموني بين الشرق والغرب في معزوفة واحدة، وفتحت القنوات التي أتاحت للفنون أن تتداخل في بعضها البعض (انظر قصيدة الأرض الخراب: تجد فيها الأوبرا (فاغنر- ثلاثيته التي تحكي عن رحلة البحث عن الكأس المقدسة) الرواية (قلب الظلام- كونراد) النحت (الكنائس) المسرح (شيكسبير)، السينما (في القطع والمونتاج الذي قام به باوند للقصيدة) الأسطورة والدين..الخ) لا كعناصر أقحمت في القصيدة، بل كجزء عضوي منها. وكان وحده قوة كاسحة أمام الحرس القديم، بمقالاته النقدية ضد العقول القديمة في مناصرة الحديث، وخلق منابر ليتنفس فيها المبدعون الجدد كتحريرالمجلات الأدبية، واقناع دور النشر، وتأسيس الجماعات الأدبية.
    وقد حاول تلخيص هذه السيمفونية في سلسلة كانتوهاته الشهيرة، والتي امتدت في كتابتها عبر ثلاثة عقود. ورغم أن البعض يرى ان قيمة باوند تتجلى في كونه القوة الدافعة لكثير من المبدعين، وانه كان دينامو الحداثة، أكثر من مقدراته الشعرية (وحتى محاولاته الموسيقية) ، فالحيرة ما زالت تتملك الدارسون والنفاد على السواء عند الوقوف عند كانتوهات باوند، فدراستها كسلسلة على امتدادها عبر السنين تباينت فيها اراء باوند وتطورت وتغيرت حتى يصعب إيجاد الرابط بينهما هو معضلة، لكنها تتجلى اكثر إذا ما حاولت أن تمسك بكل كانتو على حدة، إذ انه كان يعمل بأسلوب أدبي تميزت به الحداثة وهو الـ reference أو المرجعية، كأن يشير اول بيت ما في الكانتو العشرين إلى اخر بيت في الكانتو السابع والثلاثين، فما لم تكن محيطا بكانتوهات باوند كلها كوحدة لن تتمكن من أن تتعرف على كل كانتو على حدة (!!) .
    رغم كل ذلك وجدت ضالتي في الكانتو الخامس والأربعين الذي يمكنني ان افصله عن اخوته ، والذي يعنون أيضا بإسم "اوزورا" ،usura وأوزورا هو النطق اللاتيني الوارد في الإنجيل لكلمة يوزوري usury أي الربا، ووارد في سفر التثنية "لا تقرض أخاك بربا، ربا فضة، أو ربا طعام، أو ربا شيء ما مما يقرض بربا. للأجنبي تقرض بربا ولكن لأخيك لا تقرض بربا، لكي يباركك الرب إلهك" (تثنية 23: 19-20) وفي المزامير " السالك بالكمال، والعالم بالحق والمتكلم بالصدق في قلبه.. فضته لا يعطيها بالربا ولا يأخذ الرشوة على البريء" (مزمور 15: 2 و5). في بدايات القرن العشرين، كانت أوروبا تضع الأسس اللازمة في خلق نظامها الإقتصادي الملائم للتغيرات التي حدثت في بنية المجتمع الأوروبي، كنمو واستقرار الطبقة المتوسطة (العليا والدنيا)، بروز الطبقة العاملة وتغير احتياجاتها وطموحها (بعد الثورات الإشتراكية وبروز الشيوعية في روسيا) واستقرار النظم الديمقراطية في الدول الأوروبية المستقلة وما يتبع ذلك من أثر في حركة الأعمال والسوق، الزيادة السكانية وغيرها من العوامل المثيرة للإهتمام التي لن يسعنا للأسف تناولها في هذا المقال . أكبر التغيرات الإقتصادية في أوروبا وأعظمها اثرا، هو ما عرف "بالفائدة" interest، تحديدا الفائدة الملحقة في نظام الإستدانة credit التي كانت أحد المسببات في كارثة الإقتصاد الاوروبي المعروفة بإسم الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي. يقال (ولا ادري صحة القول) أن المصارف والبنوك التي كانت تعمل وفق ذلك النظام في اوروبا وأمريكا ، كانت تحت تصرف اليهود أكثر من غيرهم، إذ تراجع الاخرون أمام هذا النشاط الإقتصادي لشبهة الربا فيه، والربا المحرم على اليهود فيما بينهم، مسموح به في تعاملهم مع الاخر الديني. والقارضون بالربا منذ القرون الأسطى كانوا من اليهود. لذا عندما قرر باوند الحديث عن نظام الفائدة عاد إلى الوصف الإنجيلي في وصف الممارسة. وعزرا باوند متهم بمعاداته للسامية ، التي لا تخلو تصريحاته منها، كما هو متهم بالفاشية لدعمه نظام موسوليني.
    بعض النقاد عند تناولهم للقصيدة ركزوا على هذه العاطفة: معاداته لليهود في تناول القصيدة، البعض الاخر ركز على ميوله الإشتراكية، وهناك من قال بان باوند يبكي على الأيام التي كان يرعى المال فيها الأدب والفنون، كما كانت تفعل اسرة ميديسي مع نحاتي روما.
    لكن أظن الأمر أعمق من ذلك، باوند كان ينعي أسلوب حياة ناتج بسبب هذا النظام الإقتصادي، نظام الكفاية، أي أن يأخذ المرء بما يراه من الضروريات، بما يجعله يعيش على حافة الحياة. اسلوب تأمين الكسب والمال في كل شيء من أجل الحياة.
    يبدأ في السطور الأولى برثاء المعمار، فمع الربا لا يملك المرء بيتا صلبا، بل بيت مبني بعجالة، مبني على الكفاية لن تغطي وجهه النقوش ، لم توضع أسسه أو طوبه بعناية، لأن الإنتاج مربوط بالزمن والتكلفة.
    With usura hath no man a house of good stone
    each block cut smooth and well fitting
    that design might cover their face,
    ثم يتبعها بالبكاء على إرث معماري عظيم سينتهي ، الإرث المعماري والفني الذي كشف عبقرية مايكل انجلو و دافنشي و رافاييل وبيرنيني..وغيرهم من النحاتين العظماء: الكنائس. يقول أن مع الربا لن يطلي أحد فردوسه على حيطان كنيسته، سيكون هناك عهد جديد من الايكونكلاستية Iconcolastism ليس مفروضا بالتقوى بل بسبب الحرص الإقتصادي، والأيكونوكلاستية هي حركة قادها الإمبراطور كونستنين لتدمير الرموز والرسومات المسيحية لأنها اعتبرت كنوع من الوثنية. فما عادت الكنائس تحمل تلك الجملة البديعة المنحوتة على ضخرة من بنائها: لقد صنعني ابن ادم. Adamo me fecit!إذ أنها كانت من الجمال والروعة الجلال ما قد يثير مشاعر المصلين ليقدسوا المبنى أو صانع المبنى المهيب
    with usura
    hath no man a painted paradise on his church wall
    ولا حتى فن الرسم، الذي كان يخطه الرسام ويعرف مسبقا أن لوحته ستشهد قرونا من بعده، كان يرسم للبقاء، لكن مع الربا، فأن الرسم من أجل لوحات "تباع...وتباع بسرعة"

    no picture is made to endure nor to live with
    but it is made to sell and sell quickly
    . ثم يصف الربا بأنها الخطيئة المرتكبة بحق الفطرة:
    with usura, sin against nature,
    يصف الخبز المنتج بالربا المصنوع بالدقيق الرهيف، الجاف كالورق، أيضا بسبب الإنتاج السريع المضاعف.
    مع الربا الخط يصبح ثخينا. أظنه يشير هنا إلى فن الرسم الرفيع المرسوم بعناية ودقة، لا في عجالة، وبسبب الرغبة في الإنتاج السريع والكسب، اندثرت صناعة اليد الفريدة لتحل محله الالة، فالربا يمنع النحات عن الحجر، الحائك عن النول، كما يكسر الإبرة في يد الفتاة التي تخيط:
    ثم يمضي ليحكي عن أولئك الذين لم يأتوا من زمن الربا: كبيترو لومباردو، دوتشيو، بيير دي لا فرانشيسكا، أنجيليكو، خوان بيلين. كما لم تبنى كنائس ككنيسة سانت تروفايم أو سانت هيلير في زمن الربا ، ولم ترسم لا كالونيا في ومن الربا.
    Pietro Lombardo
    came not by usura
    Duccio came not by usura
    nor Pier della Francesca; Zuan Bellin' not by usura
    nor was "La Callunia" painted.

    وهذه الأسماء المحشودة في النص هو أمر أخذ على شعراء الحداثة، الذي أشار الكثيرون إلى انه فعل تباهي من قبل الشعراء بمعرفتهم في محاولة منهم إلى إظهار جهل القارئ، كما استهجن لصعوبته ولحوجته الدائمة إلى شروحات في الهوامش. لكن باوند علق قائلا من قبل في نقده لأحد القصائد: ((إنه اركيلوجيا، أي انها تتطلب معرفة من قبل القارئ، والشعر الحقيقي لا يطالب بمثل تلك المعرفة))، إذا لماذا حشد الاسماء والمراجع التي تنهك القارئ في قصيدته هذه؟ يجيب باوند بأن كل ما يحتاجه هذا النوع من القصائد هو : اذن مدربة، أو أذن لها الإستعداد لأن تعتاد هذا النوع من الشعر.
    لكن التنقيب خلف هذه الأسماء والمراجع في الحقيقة يكشف عن متع أخرى ومعارف أخرى تضيف إلى القصيدة ولا تاخذ منها. فمثلا :كأن نعرف أن لا كالونيا هي لوحة مرسومة من قبل أحد أهم رسامي عصر النهضة: بوتيشيللي، وهي مستوحاة من رسم للفنان الأثيني أبيلليس Apelles، الذي قرر أن يرسم لوحة من أجل الانتقام من رسام غريم له، إتهمه بالتامر على الملك بطليموس، وبعد أن تمت تبرئته عكف على رسم لوحة تحمل مشاعر الإنتقام والكره، و تتحدث عن الوشاية والخيانة.
    وهي لوحة رائعة، أحداثها في قاعة ملكية، يجرجر فيها رجل برئ من قبل اشخاص يرمزون للوشاية، والزور والحسد. وعلى العرش المزخرف يجلس الملك بأذني حمار، بينما تهمس في أذنه منحوتات تمثل الجهل و الشك. وقربهما امرأة عجوز تنحني في خجل وهي رمز للندم، وتقف قبالة امرأة جميلة عارية تمثل الحقيقة العارية وتشير بيدها إلى أعلى ، إلى السلطة الأعلى من الملك.
    ثم ينهي القصيدة بالحديث عن فعل اخر للربا، وهو كما قلت يشير إلى قيمة الحياة المفقودة بسبب السعي وراء الكسب. فالربا يذبح الجنين في الرحم، أي قبل أن يولد، لأن الربا تزرع الشلل في فراش عروسين عذراوين. فيصف المشهد بانه كونترا ناتورام: ضد الطبيعة.
    Usura slayeth the child in the womb
    It stayeth the young man's courting
    It hath brought palsey to bed, lyeth
    between the young bride and her bridegroom
    CONTRA NATURAM

    وفي الختام يتحدث عن طقس التضحية المقدس المقام على شرف الربا ، على شرف اوزورا، وقد جعله في توازي مع احتفالات التضحية المقامة في الطقوس الإيلوسية، والتي تقوم بها العذروات. فيقول لقد أحضروا العاهرات( في مقابل العذراوات) إلى الإحتفال الإيلوسي، والمائدة معدة من الجثث المتعفنة (لا الموائد المملوءة ببكر الأرض من الخبز والزيتون والنبيذ الجديد) التي سيلتهمها الإله الجديد، إله الخراب :الربا (لا المعدة لديميتر إلهة الخصب والنماء).
    They have brought whores for Eleusis
    Corpses are set to banquet
    وقد استمعت لقراءة مسجلة لعزرا باوند لهذه القصيدة، التي يقرأها بصوت عميق ، كأنه نبي يلقي في موعظة ، أو يحمل النذر والوعيد.
    أردت ان اخذكم في رحلة سريعة مع أحد شعراء الحداثة، توضح الكثير من معالم تلك الفترة: الإنفتاح على الفنون الأخرى، المعرفة المتسعة، الربط بين القديم والمعاصر. ثم المسألة الأهم ما يعرف بالمعالجة الشعرية للأفكار. وفترة الحداثة يرى انها احياء للعقل بعد طمسها بالعاطفة إبان الفترة الرومانسية.
                  

العنوان الكاتب Date
ان عند العسر...شعرا Maysoon Nigoumi12-09-07, 07:24 PM
  Re: ان عند العسر...شعرا Maysoon Nigoumi12-09-07, 07:26 PM
  Re: ان عند العسر...شعرا د.محمد حسن12-09-07, 07:37 PM
    Re: ان عند العسر...شعرا Abdel Aati12-09-07, 10:22 PM
      Re: ان عند العسر...شعرا khalid kamtoor12-10-07, 05:26 PM
        Re: ان عند العسر...شعرا HAYDER GASIM12-11-07, 03:04 AM
  Re: ان عند العسر...شعرا Nasr12-11-07, 04:53 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de