|
Re: مهرجان الفجيرة للمونودراما (Re: محمد سنى دفع الله)
|
رمال عربية» هدية سينمائية لضيوف مهرجان الفجيرة قدمت فرقة مسرح دبا الفجيرة عرضها المسرحي الوحيد في مهرجان المونودراما الدولي في الفجيرة بعنوان «فانوس» عن نص كتبه محمد سعيد الظنحاني رئيس المهرجان وأخرجه حسن المؤذن وأدى بطولة العرض عبد الله مسعود.
وللمرة الثانية في هذا المهرجان، يتم خرق المبدأ العام لعرض المونودراما بإدخال ممثلين في اللعبة المسرحية التي يقدمها الممثل الواحد، وهذا ما قام به المخرج حسن المؤذن، بعد أن فعلها العرض الانجليزي أولا الليلة قبل الماضية، حينما قدم في شاشة عرض سينمائية مشاهد دعمت موقفه المسرحي من القصة التي طرحها.
ولكن يبدو أن خرق المونودراما كان واضحاً أكثر لجهة إدخال شخصيات عدة على جسد العرض المسرحي، وبهذا تأكد كسر هوية المونودراما بشكل مباشر، ويبدو أن المخرج رأى أن الممثلين الذين قدمهم عبر الأقنعة التي لبسوها على وجوههم، لم يدخلوا في لعبة الحوار فاعتبرها خرقاً غير كامل وغير مؤكد للعبة الشخصية الجديدة في العمل المسرحي.
وفي هذا يرى الكاتب الراحل ممدوح عدوان وهو من أشهر كتاب جنس المونودراما المسرحي في دراسة مطولة له حول فن المونودراما: «أن أي خرق لمبدأ الممثل الواحد على الخشبة بالصوت أو بالصورة هو كسر للشكل العام وبالتالي يتحول العرض إلى عرض مسرحي عادي».
النص في مسرحية «فانوس» مكتوب بطريقة شاعرية، وثمة صور شعرية متلاحقة تتوالى عن طريق سرد البطل مسعود للمكان ولعلاقته مع عائلته، والتي يبدأ بالحديث عنها تباعاً، ويبدو أن المؤلف دخل في لعبة توصيف المكان، وعلاقة الممثل بهذا المكان، والألفة التي نشأت بين الممثل والفانوس مثلا وهو يرى فيه العين التي ستقدمه للمكان وتفاصيله، وينقله بالذاكرة المشتهاة التي يحس بها إلى عوالم في الماضي وقد يكون الأمل الوحيد بالمستقبل له.. ورويدا رويدا تتعمق علاقة الإنسان بالمكان، حينما يكون في عزلة عن البشر.
وحسب المفكر باشلار الذي كتب ذاكرة المكان، فإن للمكان دوراً حيوياً بتفاصيله في تحقيق أفضل العلاقات الإنسانية مع الفرد المعزول عن المحيط البشري حتى إنه يتحول إلى قطعة منه.
لم يستطع المخرج تأكيد علاقة الإنسان مع المكان، وبالتالي فإن اختيار المكان تم نسفه، وهنا يجب أن نعود مرة ثانية إلى النص كوثيقة نصية وفكرية، لنجد أن الخرق الأول درامياً ما عاد يستطيع تحقيق تواصل مع الممثل، وظل السؤال ما علاقة الممثل بالمكان، وحينما طالعنا الملحق الموزع عن عروض المهرجان، شاهدنا صورة سينمائية للممثل في العرض، أين التقطت هذه الصورة وهل هي للعرض الذي شاهدناه؟ لم يتأكد ذلك.
للمخرج الحق في القول إن النص لم يترك له خيار الحركة والغوص في تفاصيل اللعبة الفنية، ولكن للمؤلف الحق أيضا القول إنه قدم له نصاً مسرحياً، ولم يقدم تصوراً إخراجياً، وبالتالي من حق المؤلف أن ينتظر قراءة أخرى لنصه تقوم على المعادل الفني والموضوعي، ولعل سوء التفاهم الذي أدى إلى هذه القراءة لهذا النص المسرحي ولدت إيقاعاً رتيباً وبارداً لجهة حركة الممثل المتعثرة.
ولجهة الخلل في تقديم عرض يقوم على الممثل الوحيد، ولجهة انفلات الزمن كلعبة مسرحية، وهو الزمن الخاص بالعرض، كل هذا لم يكن لمصلحة العرض الذي لم يكن بسوية العرض الذي قدم للكاتب نفسه في الدورة الماضية.
المؤلف قدم العمل في «البروشور» على أنه» بلا مكان.. لو بكل مكان..تطفئ الأنوار إلا بقايا فانوس قديم .. يحاول أن يجد له موضعاً بين أكوام اليأس المتكدسة، فانوس ما زال يحمل نوره الخافت ليفرض نفسه في صراع الوجود..ضد عبثية المكان».
مقوله فلسفية جميلة سنتذكرها وسنتذكر ما قدمه الضنحاني على خشبة المسرح العام الماضي، ولكن حتما لن يكون لهذا العرض علاقة بهذه الجملة؟
ندوة مختصرة
ندوة النقاش كانت مختصرة، لأن الدعوة على العشاء كانت تنتظر الضيوف والسؤال هنا لماذا تقام الندوات إذا كانت ستحدد في نصف ساعة فقط..على كل كان الظنحاني يعلم أن هناك مجاملات، ما سيؤدي إلى عكس ما شاهده الجمهور لذا طالب بالتحدث دون حرج، باعتباره رئيساً للمهرجان ، ..وهنا بدأ معشر النقاد والفنانين بالحديث بين البينين: لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم..
المسرح يستضيف الفن السابع
الفيلم الإماراتي «رمال عربية» الذي يحكي عن سيرة حياة الرحالة الانجليزي مبارك بن لندن سيكون ضيفاً سينمائياً على مائدة مسرح الفجيرة، وهذا الخبر الذي تنفرد «البيان» بنشره تأكد فعلاً، وربما كان العرض الأول للفيلم لضيوف مهرجان الفجيرة خلال اليومين المقبلين .. كهدية من المخرج مجيد عبد الرزاق لضيوف مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما.
المفكرة
قدمت الندوة الفكرية للمهرجان في فندق «ميريديان» عن دور المهرجانات العربية في الحركة المسرحية ألقاها كل من بدر الرفاعي من الكويت وسامح الصريطي من مصر والمنجي بن إبراهيم من تونس وأدار الندوة علي المهدي من السودان، وعلق بعض الضيوف على مجريات هذه الندوة حيث تحدثوا عن علاقة المهرجانات العربية بتطور الحركة المسرحية عربيا.
وختمت الفنانة الإماراتية سميرة أحمد بطلب لإدارة المهرجان أن يقوم المهرجان في دورته المقبلة بتقديم عروض إماراتية أكثر في دورته، بقصد إطلاع ضيوف المهرجان على هوية المسرح الإماراتي أكثر.
وقدم مساء أمس العرض الأوكراني «ريتشارد بعد ريتشارد» والعرض المصري «المرآة» في حين يقدم مساء اليوم «جرصة» للفنان اللبناني رفيق علي احمد و«سر الحب» للإيراني فرح مقصودي.
الفجيرة ـ جمال آدم
|
|
|
|
|
|
|
|
|