|
لافتات (Re: Waeil Elsayid Awad)
|
مدخل سبعون طعنةً هنا موصولةَ النَّزْفِ تُبدي .. ولا تُخفي تغتالُ خوفَ الموتِ في الخوفِ سَمَّيتُها قصائدي وسَمِّهَا يا قارئي : حتفي ! وسَمِّنِي .. مُنتحراً بخنجرِ الحرفِ لأنني , في زمنِ الزَّيْفِ و العيشِ بالمزمارِ والدّفِ كشفتُ صدري دفتراً و فوقَهُ كتبتُ هذا الشعرَ بالسيفِ ! ==================== طبيعة صامتة
فى مَقْلَبِ القِمَامَهْ رأيتُ جثةً لها ملامحُ الأعرابْ تَجَمَّعَتْ من حَوْلها " النسورُ " و " الدِبَابْ " و فوقَها علامَةْ تقولُ : هذي جيفةٌ كانتْ تُسَمَّى سابقاً ...كرامَهْ ==================== قطع علاقة
وَضَعوا فوقَ فمي كلبَ حِراسهْ و بَنَوا للكبرياءِ في دمي , سوقَ نِخَاسَهْ و على صحوةِ عقلي أمروا التخديرَ أن يسكُبَ كاسَه ثم لما صحتُ : قد أغرقني فيضُ النجاسَهْ قيل لي : لا تتدخّلْ في السياسهْ * * * تدرُجُ الدبابةُ الكسلى على رأسي إلى بابِ الرئاسهْ و بتوقيعي بأوطاني الجواري يعقد البائعُ والشاري مواثيقَ النخاسه و على أوتار جوعي يعزفُ الشبعانُ ألحانَ الحماسه ! بدمي تُرسم لوحاتُ شقائي فأنا الفنُّ .. وأهلُ الفنِّ ساسَهْ فلماذا أنا عبدٌ والسياسيون أصحابُ قداسَهْ ؟ * * * قيلَ لي : لا تتدخّلْ في السياسَهْ شيَّدوا المبنى .. وقالوا : أبعِدوا عنه أساسَهْ ! أيّها السادةُ عفواً .. كيف لا يهتزُّ جسمٌ عندما يفقد راسَهْ ؟! ==================== قلة أدب
قرأتُ في القُرآنْ : " تَبَّتْ يدا أبي لَهَبْ " فأعلنتْ وسائلُ الإذعانْ : " إنَّ السكوتَ من ذَهَبْ " أحببتُ فَقْري .. لم أَزَلْ أتلو : " وَتَبْ ما أغنى عَنْهُ مالُهُ و ما كَسَبْ " فصُودِرَتْ حَنْجَرتي بِجُرْمِ قِلَّةِ الأدبْ وصُودِرَ القُرآنْ لأنّه .. حَرَّضَني على الشَّغَبْ ! ==================== على باب الشعر حينَ وقفتُ ببابِ الشِّعْر فَتَّشَ أحلامي الحُرَّاسْ أمَروني أنْ أَخْلَعَ رأسي وأريقَ بقايا الإحساسْ ثم دَعَوني أنْ أكتُبَ شِعراً للناسْ فخلعتُ نِعالي في البابِ وَقلتُ : خلعتُ الأخْطَرَ يا حُرَّاسْ هذا النعلُ يدوسُ ولكِنْ .. هذا الرأسُ يُداسْ ! ==================== يقظة
صَباحَ هذا اليَومْ أيقظني مُنَبّهُ الساعهْ وقالَ لي : يا ابنَ العَرَبْ قَدْ حَانَ وقتُ النّومْ ==================== الصدى
صَرَخْتُ : لا من شِدّةِ الألَمْ لكنْ صدى صوتي خافَ منَ الموتِ فارتدَّ لي : نَعَمْ ! ==================== عدالة يَشْتِمُني وَيَدّعي أنَّ سكوتي مُعْلِنٌ عن ضَعْفِهِ ! يَلطمُني وَيَدّعي أنَّ فَمي قامَ بلطمِ كفِّهِ ! يطعنني وَيَدّعي أنَّ دَمي لَوَّثَ حَدَّ سَيْفِهِ ! فأُخْرِجُ القانونَ من مُتْحَفِهِ وأمسحُ الغبارَ عَن جَبينِهِ أطلُبُ بَعضَ عَطْفِهِ لكنَّهُ يَهرُبُ نحو قاتلي ويَنْحني في صَفِّهِ * * * يَقولُ حِبري وَدَمي : لا تندهِشْ مَنْ يَمْلِكُ " القانونَ " في أوطانِنا هُوَ الذي يملِكُ حَقَّ عَزْفِهِ ! ==================== التهمة
كُنْتُ أسيرُ مُفْـرَدَاً أحمِـلُ أفكـاري معـي وَمَنطِقي وَمَسْمَعي فازدَحَمَـتْ مِن حَوْليَ الوجـوه قالَ لَهمْ زَعيمُهمْ : خُـذوه سألتُهُـمْ : ما تُهمتي ؟ فَقِيلَ لي : تَجَمُّعٌ مشبــوه ! ==================== خطاب تاريخي
رأيتُ جُرذاً يخطُبُ اليومَ عن النَّظافَهْ ويُنْذِرُ الأوساخَ بالعِقَابْ وحَوْلَهُ يُصَفِّقُ الذُّبَابْ ==================== نبـوءة
إسمعـوني قَبْـلَ أن تَفتَقـدوني يا جَماعَــهْ لَسْـتُ كذّابـاً .. فمـا كانَ أبي حِزْبَـاً ولا أُمّـي إذاعَـهْ كُلُّ ما في الأمـرِ أنَّ العَبـْـدَ صلّـى مُفْـرداً بالأمسِ في القُدسِ ولكـنَّ " الجَماعـَهْ " سيُصَلّونَ جَماعَــهْ ! ==================== عقوبات شرعيّـة
بتَرَ الوالـي لساني عندما غنّيتُ شِعْـري دونَ أنْ أطلُبَ ترخيصاً بترديد الأغاني * * * بَتَرَ الوالي يَـدي لمّـا رآني في كتاباتيَ أرسلتُ أغانيَّ إلى كُـلِّ مكـانِ * * * وَضَـعَ الوالـي على رِجلَيَّ قيداً إذْ رآني بينَ كلِّ الناسِ أمشي دونَ كفّـي ولسانـي صامتـاً أشكـو هَوانـي . * * * أَمَـرَ الوالي بإعدامـي لأنّـي لم أُصَـفّقْ - عندما مَرَّ - ولَـم أهتِفْ .. ولَـمْ أبرَحْ مكانـي ! ==================== اللغز قالتْ أُمّي مَرّهْ : يا أولادي عندي لغزٌ مَنْ منكم يكشفُ لي سِرَّهْ ( تابوتٌ قِشرتُه حلوى ساكِنُهُ خَشَبٌ ... والقِشْرَهْ زادٌ للرائحِ والغادي ) قالتْ أُختي : التمرهْ حَضَنَتْهَا أُمّي ضَاحِكَةً لكنّي خَنَقَتْني العَبْرَهْ قلتُ لها : بَلْ تلك بِلادي ==================== شطرنج
منذُ ثلاثينَ سنهْ لم نَرَ أيَّ بَيْدَقٍ في رقعةِ الشطرنجِ يفدي وطَنَهْ ولم تطنَّ طلقةٌ واحدةٌ وسْطَ حروبِ الطنطنه والكُلُّ خاضَ حَرْبَهُ بخطبةٍ ذريّةٍ ولم يغادرْ مسكنَهْ وكلّما حَيَّ على جهادِهِ أحيا العدا مستوطنَهْ * * * منذُ ثلاثينَ سنهْ والكُلُّ يمشي مَلَكَاً تحتَ أيادي الشيطَنَهْ يبدأ في ميْسرةٍ قاصيةٍ وينتهي في ميمنهْ " الفيل " يبني " قلعةً " و" الرُّخُ " يبني سلطنَهْ ويَدْخُلُ " الوزيرُ " في ماخورِهِ فيخرُجُ " الحصانُ " فوقَ المئذنَهْ ! * * * منذُ ثلاثينَ سنهْ نسخرُ من عدونا لشِرْكِهش ونحن نُحْيي وَثَنَهْ ونشجبُ الإكثارَ من سلاحِهِ ونحن نُعطي ثَمَنَهْ فإن تكن سبعاً عجائبُ الدُّنَا فنحنُ صِرنا الثامِنَهْ بعد ثلاثينَ سنهْ ! ==================== الحبل السرّي
أدري .. أَجَل أدري وأحبسُ الأشعارْ أخشى من الأنيابِ والأظفارْ * * * أدري بأنَّ النارْ موقدةٌ .. من حطبِ الفقرِ ليَدفأَ الدولارْ ! * * * أدري بأنَّ الثارْ سَحابةٌ تحبلُ بالأعذارْ سيزأَرُ الرعدُ .. ولكن بَعْدَهُ ستهطُلُ الأمطارْ ! صمنا مدى الدهرِ وصومُنا ظلَّ هو الإفطارْ لقيطةٌ ؟ فما لنا نختلقُ الأعذارْ في السِّر والجَهْرِ ونرتدي نيابةً عن أمِّها كلَّ ثيابِ العارْ ؟ وما لنا نَعيش في جهنّمٍ وأمها في جنّةٍ تجري من تحتها " الآبارْ " ؟! * * * لا ترجموا زانيةً ثابتة العهرِ بَلْ وَفِّروا الأحْجَارْ لحبلِها السرِّي ! ==================== نكتة
صارَ المُذِيعُ خارِجَ الخَريطَهْ وصَوتُهُ ما زالَ يأتي هادِرَاً : نَسْتَنْكِرُ الدُويلَةَ اللقيطَهْ ! ==================== حكاية عباس
" عبّاسُ " وَراء المِتراسْ يَقِظٌ .. مُنْتَبِهٌ .. حَسّاسْ منذ سنين الفتحِ .. يُلَمِّعُ سَيْفَهْ ويُلَمِّعُ شَاربَه أيضاً .. منتظراً .. مُحتضِناً دُفَّهْ ! * * * بَلَعَ السارقُ ضَفَّهْ قَلَّبَ عبّاسُ القِرطاسْ ضَرَبَ الأخماسَ لأسداسْ بقيتْ ضَفَّهْ لملمَ عبّاسُ ذخيرتَه والمتراسْ ومضى يصقُل سَيفَه * * * عَبَرَ اللصُّ إليهِ .. وَحَلّ ببيتِهْ أصبَحَ ضيفَهْ قدَّمَ عبّاسُ لهُ القهوهْ ومضى يصقُل سَيفَه * * * صرخَتْ زوجتُه : عبّاسْ أبناؤكَ قتلى .. عبّاسْ ضيفُكَ رَاودني عبّاسْ قُم أنقذني يا عبّاسْ * * * عبّاسُ وَراء المِتراسْ مُنْتَبِهٌ .. لم يسمَعْ شيئاً زوجتُه تغتابُ الناسْ ! * * * صرخَتْ زوجتُه : عبّاسْ الضيفُ سيسرقُ نعجتَنا عبّاس اليَقِظُ الحسّاسْ قَلَّبَ أوراقَ القِرطاسْ ضَرَب الأخماسَ لأسداسْ أرسل برقيةَ تهديدْ ! * * * - فلمن تصقُل سيفَكَ يا عبّاسُ ! - لوقتِ الشِّدهْ - أصقلْ سيفَكَ يَا عبّاسْ ! ==================== ثورة الطين
وَضَعوني في إنـاءْ ثُمّ قالوا لي : تأقلَـمْ وأنا لَستُ بماءْ أنا من طينِ السّمـاءْ وإذا ضـاقَ إنائـي بنمـوّي ..يتحطّمْ ! * * * خَيَّروني بَيْنَ مَوتٍ وَبَقاءْ بينَ أن أرقُـصَ فوقَ الحَبْلِ أو أرقُصَ تحتَ الحبلِ فاخترتُ البقـاءْ قُلتُ : أُعـدَمْ فاخنقـوا بالحبلِ صوتَ الَببَّغـاءْ وأمِـدّوني بصمـتٍ أَبَـديٍّ يتكلّمْ ! ==================== رقاص الساعة منذُ سِنينْ يترنَّحُ "رقَّاصُ الساعَهْ " يضرِبُ هامَتَهُ بيسارٍ يضرِبُ هامَتَهُ بيمينْ والمِسكينْ لا أَحَدٌ يُسْكِتُ أوجاعَهْ * * * لو يُدرِكُ رقَّاصُ الساعَهْ أنَّ الباعَهْ يعتقدونَ بأنَّ الدمعَ رنينْ وبأنَّ استمرارَ الرقصِ دليلُ الطاعَهْ لتوقَّفَ في أول ساعَهْ عن تطويلِ زمانِ البؤسِ وكشَّفَ عن سكّينْ * * * يا رقَّاصَ الساعَهْ دَعْنا نقلب تاريخ الأوقاتِ بهذي القاعَهْ ونُدَجّنُ عَصْرَ التدجينْ ونؤكد إفلاسَ الباعَهْ * * * قفْ .. وتأمَّلْ وَضْعَكَ ساعَهْ لا ترقصْ .. قَتَلتْكَ الطاعَهْ يا رقَّاصَ الساعَهْ ! ==================== قَلـم !
جَسَّ الطبيبُ خافقـي وقـالَ لي : هلْ ها هُنـا الألَـمْ ؟ قُلتُ له : نعَـمْ فَشَـقَّ بالمِشْـرَطِ جيبَ مِعْطَفـي وأخْـرَجَ القَلَــمْ ! * * * هَـزَّ الطّبيبُ رأسَـهُ .. وَمَالَ وابتَسَـمْ وَقالَ لـي : ليسَ سِـوى قَلَـمْ فَقُلتُ : لا يا سَيّـدي هـذا يَـدٌ .. وَفَـمْ رَصـاصَــةٌ .. وَدَمْ وَتُهمَـةٌ سـافِرةٌ .. تَمشي بِلا قَـدَمْ ! ==================== عائدون هَرِمَ الناسُ .. وكانوا يرضَعونْ عندما قالَ الـمُغَنِّي : عائِدونْ يا فلسطينُ وما زال الـمُغَنِّي يتغنّى وملايين اللحونْ في فَضَاءِ الجُرحِ تَفْنَى واليتامى .. مِن يَتامى يُولَدون يا فلسطينُ وأربابُ النضالِ المدمنونْ ساءَهمْ ما يَشهدونْ فَمَضوا يَستنكِرونْ ويخوضونَ النضالاتِ على هَزِّ القَناني وعلى هَزِّ البُطونْ ! عائِـدونْ وَلَقدْ عادَ الأسى للمرةِ الألفِ فلا عُدْنا .. ولا هُمْ يَحزنون ! ==================== قبلة بوليسيّة
عِنـدي كَلامٌ رائِـعٌ لا أستَطيعُ قولَهْ أخـافُ أنْ يزْدادَ طيني بَلّـهْ. لأنَّ أبجَديّتي في رأيِ حامـي عِـزّتي لا تحتـوي غيرَ حروفِ العِلّـهْ ! * * * فحيثُ سِـرتُ مُخْبِرٌ يُلقـي عَلَيَّ ظِلّـهْ يَلْصِـقُ بي كالنّمْلَـهْ يبحثُ في حَقيبـتي يسبـحُ في مِحـبرَتي يطْلـعُ لي في الحُلْـمِ كُلَّ ليلهْ ! حتّى إذا قَبّلتُ- يوماً - زوجَـتي أشعُرُ أنَّ الدولَـهْ قَـدْ وَضَعَـتْ لي مُخْبِرَاً في القُبلـهْ يَقيسُ حَجْـمَ رغبَـتي يطْبَعُ بَصْمَـةً لها عن شَفَتي يرْصـدُ وَعْـيَ الغَفْلَـهْ ! حتّى إذا ما قُلتُ يوماً جُملـهْ يُعْلِنُ عن إدانتي ويطرحُ الأدلّهْ ! * * * لا تسخروا منّي فَحتّى القُبْـلهْ تُعَـدُّ في أوطانِنـا حادثَـةً تَمسُّ أمْـنَ الدولَـهْ !
|
|
|
|
|
|
|
|
|