البنوك السودانية تعاني بسبب العقوبات الأمريكية!!

Quote: القبس تحاور عبد المنعم حسن سيد رئيس بنك الشمال الإسلامي السوداني: البنوك العربية تنفذ التعليمات الأميركية وتطبق الحصار الاقتصادي على السودان عدد القراء: 77 عبد المنعم حسن سيد رئيس بنك الشمال السوداني 19/11/2007 الدوحة - القبس: اتهم عبد المنعم حسن سيد، رئيس بنك الشمال الاسلامي السوداني، البنوك العربية بالوقوف الى جانب الولايات المتحدة الاميركية في تطبيق حصارها الاقتصادي على السودان. وقال في مقابلة خاصة ل 'القبس' خلال زيارته الى الدوحة اخيرا 'بدلا من ان تساهم البنوك العربية في تخفيف آثار الحصار الاقتصادي الاميركي المفروض على السودان، فانها تساعد اميركا في تطبيق هذا الحصار'. واضاف يقول: ان البنوك السودانية تعاني من تعليمات اميركية لا تنتهي تتعلق بضوابط وحواجز امام عملية تنفيذ التحويلات المالية بالدولار من السودان، والبنوك العربية للأسف تنجر وراء هذه التعليمات وتطبقها بحذافيرها، حيث يرفض بعضها اي اعتماد مالي من البنوك السودانية. وكشف رئيس بنك الشمال الاسلامي النقاب عن ان هذا الحصار الاقتصادي الذي يتعرض له السودان، سيدفعه الى التحول في معاملاته المالية من الدولار الى سلة عملات اوروبية تركز على اليورو، وذلك للتخفيف من الآثار السلبية لهذا الحصار. وقال انه سيكون في السودان خلال وقت وشيك بنوك تقليدية تعمل جنبا الى جنب مع البنوك الاسلامية، حيث ان هذا الامر ناجم عن اتفاق السلام. وتابع قائلا ان هناك دورا ايجابيا كبيرا مرتقبا للسودان في عالم الاقتصاد والمصارف العربي، خصوصا ان تجربة العمل المصرفي الاسلامي في السودان تعد تجربة رائدة. ولفت الى ان القطاع المصرفي السوداني شهد في السابق عدة حالات اندماج، لكنه سيشهد خلال الفترة المقبلة اندماج بنك الخرطوم مع بنك الامارات السوداني الذي تتملك دولة الامارات العربية المتحدة حصه فيه. ومضى سيد الى القول ان ضعف رأس المال والاصول لدى معظم البنوك العربية والاسلامية يعوقها عن المنافسة بالشكل المطلوب في الخارج. وفيما يلي تفاصيل المقابلة: تستضيف الكويت العام المقبل اول قمة اقتصادية عربية، كيف تعلق على هذه القمة وما الدور المرتقب لقطاع البنوك العربية في هذه القمة؟ - أعتقد ان قطاع المصارف سيكون حاضرا بقوة في هذه القمة، لكنني آمل ان تتفق جميع البنوك العربية على رؤية موحدة للقمة قبل اقتراب موعد انعقادها. ولا شك ان هذه القمة ستساعد بشكل كبير في تطوير النظام الاقتصادي والمصرفي العربي. ماذا تتوقع من هذه القمة؟ - نتمنى ان تخرج بتوصيات وقرارات عملية تفيد الدول العربية والاقتصاديات العربية، وبشكل خاص تفيد المواطن العربي، ولو ان القمم العربية عودتنا على ان تخرج بقرارات توضع في الادراج، لذلك يجب ان تكون هناك أولوية قصوى للتنفيذ، خصوصا ان هذه القمة اقتصادية وليست سياسية. السودان في مرحلة استثمار وهل من دور مرتقب للسودان بوصفه سلة غذاء الوطن العربي في القمة؟ - السودان يمر بمرحلة استثمار خاصة بعد اكتشاف النفط وبعد احلال السلام في الجنوب، والآن في شرق وغرب السودان، لذلك سيكون للسودان دور ايجابي وكبير في العالم الاقتصادي والمصرفي العربي، والبنوك السودانية لديها من كفاءات وخبرات مصرفية خصوصا في النظام الاسلامي، كما تعتبر البنوك الاسلامية السودانية رائدة في هذا المجال، في الصيرفة الاسلامية. لذلك اتمنى توسيع مظلة العمل المصرفي الاسلامي الذي اثبت نجاحا كبيرا في السودان، حيث ان هناك بعض البنوك الاسلامية بدأت تحذو حذو السودان، كما بدأت العديد من البنوك الاوروبية تنفذ معاملات مصرفية اسلامية، فقد ادخلت اليابان مؤخرا بعض الصكوك الاسلامية، وبالتالي فان التجربة المصرفية الاسلامية في السودان ناجحة ورائدة، ولا شك ان توسيع مظلة العمل المصرفي الاسلامي فيه فائدة للمجتمعات المسلمة واقتصادياتها. معاملات سليمة وشرعية بماذا تفسر هذا التوسع والانتشار للمد المصرفي الاسلامي في العالم والذي وصل الى دول غربية كان من المستبعد وربما المستحيل ان تفكر في التعاملات المصرفية الاسلامية مثل اليابان كما ذكرت؟ - الامر يعود الى اقتناع الدول الغربية بأن المعاملات المصرفية الاسلامية هي معاملات سليمة وشرعية والعائد منها حلال، الدول الغربية تؤمن بنظام الفوائد الربحية، لكن البنوك الاسلامية تؤمن بتنمية العمل الاسلامي وهو المال الحلال. ما مدى قدرة المصارف السودانية على المنافسة واثبات وجودها مقابل البنوك القادمة من الخارج؟ - حتى البنوك القادمة من الخارج تعمل في السودان حسب المعاملات المصرفية الاسلامية المطبقة في البلاد، لكن بعد اتفاقية السلام سيكون هناك نظام مصرفي تقليدي في الجنوب، ونظام مصرفي اسلامي في الشمال، حسب نص اتفاقية السلام، لكن التجارب اثبتت بنسبة 90% ان النظام المصرفي الاسلامي هو النظام المصرفي السليم الذي يحقق الربح الحلال، وفي جميع العمليات الاستثمارية. البنوك تتجه للاندماج القطاع المصرفي العربي والاسلامي ما زال ضعيفا غير قادر على التواجد القوي في الخارج وغير قادر على المنافسة بقوة، بنوك صغيرة، موجودات ضعيفة، الى ماذا تعزو ذلك؟ - الموضوع يتعلق بضعف رأس المال، مما يعني ضعف الاصول، لذلك اعتقد ان البنوك تسعى الى الاتجاه نحو الاندماج فيما بينها، وذلك لخلق كيانات مصرفية كبيرة ومتعددة تستطيع المنافسة والتواجد القوي، ففي ظل ضعف رأس المال وضعف الاصول نجد ان المنافسة ستكون صعبة مع البنوك العالمية التي تصل رؤوس اموالها الى عشرات المليارات، لذلك فان اتجاه البنك المركزي في السودان حاليا على سبيل المثال نحو خلق كيانات مصرفية كبيرة وذلك بتشجيع الدمج بين المصارف السودانية، فالبنك المركزي السوداني يساعد البنوك السودانية الضعيفة ذات رؤوس الاموال الضعيفة لكي تندمج مع بعضها من اجل خلق كيانات وتكتلات قوية. هل شهد السوق المصرفي السوداني حالات اندماج معينة؟ - الآن هناك حالات اندماج مثل بنك الشعب التعاوني الذي اندمج مع بنك الخرطوم، وبنك الخرطوم بدوره اندمع مع البنك القومي، فأصبح بنك الخرطوم بنكا كبيرا جدا، والآن هناك مفاوضات لاندماج بنك الخرطوم مع بنك الامارات في السودان، وهو بنك تساهم فيه دولة الامارات العربية المتحدة، كما ان البنك الاهلي رفع رأسماله من خلال شراكة مع بنك عودة اللبناني. بنك الشمال الإسلامي وماذا عن بنك الشمال الاسلامي الذي ترأسه؟ - بنك الشمال الاسلامي يعتبر من البنوك الكبيرة، وقد استطاع زيادة رأسماله الى 25 مليون دولار، لكننا نستهدف رفع رأس المال الى 30 مليون دولار اواخر هذا العام، وقد نقوم بذلك في نهاية العام الجاري، وحجم اصول البنك يصل حاليا الى 150 مليون دولار تقريبا. وكان قد بدأ البنك بممارسة نشاطه المصرفي في عام 1990، ويوجد للبنك 17 فرعا في السودان معظمها في العاصمة الخرطوم وبعضها في الولايات المختلفة، والبنوك تقوم بكل العمليات المصرفية من تمويل واعتمادات، كل المعاملات المصرفية الاسلامية المعروفة. الاستجابة للضغوط هل تعتقد ان البنوك العربية والاسلامية ما زالت مستهدفة وتتعرض لضغوط في مجال مكافحة تمويل الارهاب وتبييض الاموال؟ - هناك ضغوط خارجية ما زالت مستمرة، الامر لا يتوقف عند هذا الحد، الضغوط على البنوك العربية يدفعها الى ممارسة ضغوط بدورها على البنوك والمصارف السودانية، لذلك وللاسف، البنوك العربية تستجيب لهذه الضغوط خصوصا في مجال غسل الاموال ومكافحة الارهاب، فنحن كبنوك سودانية نعيش معاناة صعبة جدا في تنفيذ التحويلات السودانية بالدولار، حتى الآن وكل يوم تمتد وتتوسع مظلة الحظر الاقتصادي الاميركي على السودان والتعليمات الصادرة في هذا الخصوص للبنوك العربية. للاسف الشديد البنوك العربية تنساب وتنجر وراء الحظر الاقتصادي الاميركي على السودان وتنجر وراء التعليمات الاميركية التي تتركز على ضوابط وحواجز في عملية تنفيذ التحويلات من السودان، ففي ذلك مشكلة كبيرة للبنوك السودانية ونعاني منها بشكل كبير، المشكلة في مجال التحويلات المالية بالدولار للخارج، واحيانا في مجال تبليغ الاعتمادات المستديمة بالدولار، بعض البنوك العربية ترفض اي اعتماد، فهذه مشكلة تواجه البنوك السودانية في تنفيذ معاملاتها بالدولار. بدلا من ان تساعد البنوك العربية شقيقتها السودانية في التخفيف من آثار الحظر، على العكس تقوم هي بمساعدة اميركا في ممارسة وتعزيز هذه الضغوط، وتفرض حصارا على كل التحويلات وتنفذ التعليمات بحذافيرها، كل البنوك العربية في دول الخليج والدول العربية الاخرى تنفذ تعليمات اميركا بالنسبة للتحويلات، لذلك هذا بدأ يقود السودان الى اتجاه للتعامل باليورو مع بداية العام المقبل من اجل تخفيف آثار الحصار الاقتصادي المفروض علينا من الدول الغربية، فاعتبارا من بداية العام المقبل، سيتحول السودان الى سلة عملات دولية وخصوصا اليورو. هل تعتقد ان المشكلة ستحل اذا تحولتم من الدولار الى اليورو؟ - بالتأكيد ستحل المشكلة، لان الاحتياطيات ستكون باليورو، وستكون المعاملات باليورو كذلك، كما الارصدة ايضا. هل سعيتم لمعالجة مشكلتكم مع البنوك العربية من خلال اتصالات مع بنوك مركزية عربية او اتحاد المصارف العربية او حتى الحكومات العربية؟ - حاولنا وكل محاولاتنا باءت بالفشل.