الهـلال في اليـابـان .. فلـم مـن خيـال اعـلام الفـول

Quote: نجوم الهلال يتوشحون بالثقة والتفاؤل والارادة لتخطي النجم الساحلـــي * لم يكن أكثر الناس تفاؤلاً يتوقع أن يستعيد نجوم الهلال شيئاً من معنوياتهم وتوازنهم بهذه السرعة بعد هزيمة المجد المفاجئة التي أقصت الهلال من المرحلة الأولى للبطولة العربية التي حقق فيها أفضل نتائج على مستوى الكرة السودانية بحصوله على المركز الثاني بتونس عام 2001م والمركز الثالث في العام الماضي والمركز الرابع بجدة والوصول لمراحل متقدمة لعدة مرات وقد ساعد نجوم الهلال في الخروج من حالة الاحباط رفضهم البقاء في دوامة الخيبة والهزيمة باعتبار أن الفوز والخسارة أمر طبيعي في كرة القدم وأنه ليس هناك فريق أكبر من الخسارة مهما كانت امكانياته وقدراته.. اضافة الى ذلك فقد أسهمت عدة عوامل أخرى لتجاوز آثار الهزيمة والتفكير الجاد في كيفية تخطي النجم الساحلي في مباراة العبور للنهائي الافريقي.. ويأتي في مقدمة هذه العوامل اجتماع المواجهة والصراحة الذي عقده نجوم الهلال بقيادة كابتن الفريق هيثم مصطفى والذي تحدثوا فيه بصراحة ووضوح عن أسباب الهزيمة ومارسوا النقد الذاتي بأسمى صورة والتزموا في نهايته ببذل كل جهد ممكن من أجل تخطي النجم والوصول للمباراة النهائية حتى لا يهدروا الجهود الكبيرة التي بذلوها في الوصول لهذه المرحلة المتقدمة من البطولة وقد أسهم هذا الاجتماع الذي اتاح الفرصة للاعبين للفضفضة واخراج الهواء الساخن في تخفيض حالة الاحباط والغضب التي ملأت نفوس اللاعبين بعد الخسارة المفاجئة في الدقائق القاتلة من المباراة. العامل الايجابي الثاني الذي خرج بالفريق الى شرفات الأمل والتفاؤل وصول ريتشارد جاستن والمعز محجوب لدمشق وانضمامها للفريق والذي بعث الثقة والطمأنينة في بقية اللاعبين باعتبارهما ركائز الفريق ويمثلان قدراً كبيراً من قوته الدفاعية التي أسهمت في وصول الفريق الى هذه المرحلة المهمة. العامل الثالث الذي ابعد ظلام الاحباط هو فوز الهلال بتشكيلة الاحتياطي على نادي الوحدة السوري الذي يحتل المركز الثاني في الدوري بعد مباراة قوية ومثيرة قدم فيها الفريق عرضاً رائعاً تميز بالسرعة والجماعية والأداء الرجولي والقتال العنيف على الكرة الشيء الذي جعل مدرب الوحدة الاجنبي يأتي لمساعد المدرب بكري عبد الجليل أثناء سير المباراة ويقول له أنها معركة حربية و ليست مباراة في كرة القدم وذلك في اشارة للجدية التي أدى بها لاعبو الهلال المباراة وقد تألق في هذا اللقاء كل اللاعبين وبصف خاصة جوليت ومرق وطارق مختار وزرياب الذين وقفوا سداً منيعاً امام هجمات الوحدة وكذلك حمودة الذي ارتفع مستواه ولياقته وأدى واجبه الدفاعي والهجومي بشكل جيد.. وصالح عبد الله الذي ادهش الجميع بقدراته الكبيرة في التخلص والتمرير والتهديف خاصة الكرة التي انزلها باليمين ولعبها بالشمال بشكل لوحة رائعة تكشف قدرات هذا اللاعب العالية وايضاً مهند الطاهر الذي احرز هدفاً رائعاً من قذيفة قوية من خارج المنطقة وعبد المنعم يوسف الذي تحرك على مساحة واسعة وبذل جهداً مقدراً لايقاف هجمات الوحدة والتقدم للامام ولا ننسى الحارس قلواك وابوبكر الشريف الذي لعب في مركز رأس الحربة وشكل خطورة كبيرة جعلت جوليت يداعبه قائلاً بأنه سيكون مفاجأة للنجم الساحلي وقد كان لهذه المباراة فعل السحر في نفوس اللاعبين الذين تأكد لهم أن الهلال بخير وقادر على تحقيق الانتصارات رغم هزيمة مباراة المجد التي كانت كبوة فارس عابرة لن تتكرر بحول الله في قادم الايام كذلك كان لهذه المباراة أثر بالغ في نفسيات ريكاردو وبكري عبد الجليل وفوزي المرضي وازالت عنهم كثيراً من القلق والاحباط والتوتر. والعامل الرابع هو اجتماع ريكاردو مع اللاعبين وتأكيده على ثقته فيهم رغم مرارة الهزيمة وأن كرة القدم غالب ومغلوب لأن كل شيء فيها وارد مهما كانت قدرات الفريق اضافة الى تأكداته للاعبين بأن المباراة هي تحدٍ شخصي لهم ولتاريخهم وأنه سيجتازه باعادة ترتيب أوراق الفريق بالشكل الذي يؤمن الحماية للمرمى وتفعيل الوسط الهجومي بالمستوى الذي يمكنه من احراز هدف أو هدفين يقلب بهم الموازين ويلخبط حسابات النجم الساحلي ويصعبان مهمته كثيراً.. وقد دعم هذا الاجتماع معنويات اللاعبين وقتل آثار الهزيمة بتجديد المدرب لثقته بقدراتهم لمسح الصورة المهزوزة واعادة البسمة لجماهير الهلال واذا كنا قد اشدنا بدور ريكاردو في اعادة الثقة للاعبين فلا ننسى الدور الكبير للمدرب بكري عبد الجليل وفوزي المرضي والوفد الصحفي ومجموعة المرافقين في رفع معنويات اللاعبين واخراجهم من حالة الحزن والاحباط العامل الخامس هو انتصار المريخ على الرفاع البحريني وصعوده للمرحلة الثانية للبطولة العربية الذي يعتبر حافزاً ودافعاً للاعبين من أجل تحقيق الفوز أو التعادل مع النجم للوصول للنهائي حتى لا يخرج الفريق من البطولتين العربية والافريقية فيما يواصل منافسه اللدود في البطولة العربية. لكل هذه العوامل مجتمعة غادرت بعثة الهلال الى تونس مساء أمس بعد أن تجاوزت آثار الهزيمة وعادت الى نفوسها الثقة بقدرتها على مواصلة المشوار وتحقيقها للنتيجة التي تشرف الهلال وترفع رأس الوطن بالوصول للنهائي حاملة آمال ودعوات ملايين الأهلة بالفوز بأول بطولة خارجية بعد مشوار طويل وشاق بذل فيه اللاعبون الجهد والعرق والتضحيات حتى يصل الهلال للمرحلة قبل النهائية كأفضل اربعة فرق في القارة الافريقية بعد تصفية شارك فيها أكثر من 60 نادياً.. وبما أن الهلال يحتاج لصالح الدعوات وصادق المشاعر فان الجميع مطالب بالوقوف خلفه من على البعد لأنه ذاهب الى معركة حاسمة ومصيرية بتونس سلاحها العزائم القوية والارادة الغلابة القادرة على تجاوز الصعاب. دسوقي: دمشق