|
بعد نعي سرت الحكومة تعمد لخلط الأوراق لمدارة فشلها السياسي (Re: sultan)
|
الميدان 6 نوفمبر 2007
الصفحة الثانية - تقارير
بين المفاوضات والاتجار بالأطفال بعد نعي سرت الحكومة تعمد لخلط الأوراق لمدارة فشلها السياسي
تقرير: الميدان
وفقاً للتوقعات والقراءة السياسية التي أبدتها الأحزاب السياسية الداعية إلى ضرورة تأجيل مفاوضات سرت حول دارفور فإن المؤتمر أفرز خيبة كبيرة لن تنفيها أي محاولة لتزيين الواقع عبر التصريحات لوسائل الإعلام والمتسرعون لعقد مفاوضات سرت بدون ترتيب كافٍ وحوار حقيقي يسبقان المفاوضات أدركوا متأخرين إن «الكلفتة» لا تنتج سوى الفشل وإهدار الوقت والمال والجهد بعيداً عن المصلحة الوطنية لشعب السودان وقضيته الأساسية الخاصة بمأساة دارفور والتي تريد الإنقاذ الخروج منها بطرقها المعهودة الأحادية والمتعجلة وغير المكترثة لرؤى القوى السياسية ومطالب الحركات المسلحة بدارفور ودون الاكتراث أيضاً لصوت يمثل ملايين النازحين الذين شردتهم الحرب في فيافي دارفور على يد سلاح الجنجويد وغيرهم من المليشيات.
صمت الإنقاذ آذانها عن مطالب القوى السياسية ومن بينها دعوة الحزب الشيوعي لتأجيل المفاوضات عبر بيان اللجنة المركزية الذي صدر مؤخراً وهرولت الحكومة نحو سرت غير عابئة بصوت الفصيلين الرئيسيين في دارفور ممثلاً في حركتي تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور والعدل والمساواة بقيادة خليل إبراهيم ورغم كل ذلك لم تفق الحكومة إلا بالنعي الذي أطلقه راعي ومضيف التفاوض العقيد معمر القذافي الذي نعى المفاوضات عند افتتاح جلساتها الرسمية.
وإن كانت الحكومة تسعى لتبييض وجهها وإخفاء فشل الجولة فإن واقع المشكلة على الأرض بدارفور يكشف حجم الرفض الذي قوبلت به جولة سرت كان جلياً في مظاهر الرفض الشعبي التي عبر بها النازحون في معسكرات النازحين بولايات دارفور نافيين الإشارات حول إن هناك من يمثلهم في طاولة المفاوضات، وعلى خلفية سرت يأمل المراقبون أن تكون الحكومة قد وعت لضرورة إدارة حوار حقيقي مع الفصائل الدارفورية والقوى الوطنية القومية ونازحي دارفور والمجتمع الدولي باعتبار أن أي تجاوز لهذه الأطراف يعني إلغاء إرادة سياسية مهمة وتغييب متعمد من الإنقاذ يدل بشكل أو آخر على أنها في الأصل لا تبحث عن حل كامل ومسؤول لقضية دارفور.
بيد إن المراقبين السياسيين يرون إن الفرصة باتت سانحة أمام الفصائل الدارفورية لمواصلة مشروع وحدتها للدخول في المفاوضات القادمة برؤية موحدة تفضي إلى التوصل لاتفاقية مدعومة بالقبول السياسي والشعبي.
غير إن ما يدعو للإشفاق السياسي على تداعيات سرت وفشلها في تقديم أي خطوة واضحة نحو تحقيق السلام في دارفور إن الحكومة وكعادتها في الممارسة السياسية تريد خلط جملة من الأوراق بسرعة وضجة متلازمتين لصرف الأنظار عن فشل المفاوضات ولعل أبرز دليل على هذه الممارسة محاولة للكسب السياسي من حادثة الأطفال السودانيين التي كشفتها الحكومة التشادية ومع التأكيد على حقوق الطفل وفق كل المعايير الدولية والرفض المبدئي إلى المتاجرة بالأطفال في دارفور إلى حين التحقق وكشف الحقائق إلا أن هذا الرفض لا يبرر سياسة خلط الأوراق والمزايدة السياسية التي تريد الإنقاذ من خلالها معاقبة فرنسا لموقفها تجاه موقف عبدالواحد محمد نور الذي تستضيفه في عاصمتها والذي رفض المشاركة في مفاوضات سرت.
كما إنه من غير المبرر أخلاقيا ولا وطنياً أن تصبح الأجهزة الحكومية بهذه الطريقة الهستيرية وكأن هؤلاء الأطفال هم الوحيدون بدارفور في حين إن ذات الحكومة نسيت من طول إهمالها أن الأطفال مثار الحديث هم عدد صغير لم تقدم لهم الحكومة أي شيء سوى تشريدهم بفعل الحرب إلى تشاد المجاورة كلاجئين منذ أعوام بل إن المؤسسات الحكومية المعنية بالطفولة والتي أصدرت بياناً وما تلاه من تصعيد بالتظاهرات وغيرها من التصعيد لاحقاً هي نفسها الجهات التي ظلت تعاني من حالة خرس تام ولسنوات عن حال الأطفال بالإقليم ما بين قتلى وجرحى ونازحين ومتشردين وعليه لا يتخيل عاقل إن الحكومة تقصد من هذا التصعيد الإعلامي تعزيز حقوق أطفال دارفور وحمايتهم من الاتجار – وهذا واجبهم لم يذكروه إلا أمس الأول – بدليل إنها أعلت الصوت السياسي وهي لا تملك في يدها أي معلومات واسعة حول الحادثة سيما وإنها وقعت في أرض دول مجاورة ويبدو واضحاً إن الحكومة إنما تريد أن توظف الحادثة المرفوضة مبدأ لصالح مداراة فشل المفاوضات بجانب صرف الأنظار عن قضية القوات الدولية هجيناً كانت أم مشتركة والتي بدورها تستعد للدخول للسودان، وبالعودة إلى مربع التطورات الأخيرة ممثلة في إطلاق الحكومة التشادية سراح سبعة من المتطورين في حادثة ابشيي يتضح إن وفد الحكومة السودانية لم يستطع إنجاز أي تقدم في الحصول على معلومات جديدة حول الحادثة وما يثار حول احتمالات حالات تهريب سابقة وما يثير الانتباه إن وزيرة الرعاية الاجتماعية قادت وفد الحكومة السودانية عاد للخرطوم من انجمينا ملتزماً بالصمت مما يفسر إن الحكومة فشلت في المسعى القانوني والسياسي فركنت إلى إغلاق الملف بالصمت وكأن شيئاً لم يكن.
= = = = = = = السودان لكل السودانيين المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان
(عدل بواسطة sultan on 11-09-2007, 03:08 AM)
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الميدان 6 نوفمبر 2007 | sultan | 11-07-07, 01:13 AM |
كلمة الميدان | sultan | 11-07-07, 05:23 AM |
ملاحظات الحزب الشيوعي حول مشروع القوات المسلحة لسنة 2007م | sultan | 11-07-07, 06:23 PM |
حول قرار اللجنة الحكومية لإعادة المفصولين | sultan | 11-07-07, 11:17 PM |
بعد نعي سرت الحكومة تعمد لخلط الأوراق لمدارة فشلها السياسي | sultan | 11-08-07, 08:27 PM |
موقف وطني جامع لوقف تلاعب السلطة بمصير أهلنا بدارفور....سليمان حامد الحاج | sultan | 11-09-07, 03:16 AM |
الدور الأجنبي في اتفاقيات السلام | sultan | 11-09-07, 06:18 PM |
ايها الدارفوريون انتبهوا ... مآلات سرت وسيناريوهات الحكومة المتوقعة | sultan | 11-10-07, 10:20 PM |
Re: الميدان 6 نوفمبر 2007 | عمر ادريس محمد | 11-11-07, 00:53 AM |
الأوبئة أم ريا وسكينة........فيصل الباقر | sultan | 11-13-07, 04:51 AM |
|
|
|