دموع التماسيح ...!!

Quote: ** بيانات غاضبة ، ندوات ساخطة ، استنكارات صارخة ، تصريحات نارية ، خطب ملتهبة ، وزيارة عاجلة لوزيرة الشؤون الاجتماعية لدولة تشاد .. كل هذا النحيب الرسمي لأن منظمة فرنسية كادت أن ترحل بعضا من أطفال دارفور من مدينة أبشي التشادية الي العاصمة الفرنسية باريس بغرض التبني .. جميل جدا أن تنتحب مؤسسات الدولة واتحاداتها وتسكب دموعا على أطفالنا ، وجميل جدا أن يكتشف البعض بأن لهم أطفالا يستحقون نحيبهم ودموعهم، وجميل جدا أن ينبري اتحاد المحامين ليدافع عن حقوق هؤلاء الأطفال بندوة الغد المعلنة ، وجميل جدا أن تتكبد وزيرتنا الاجتماعية مشاق السفر الى تشاد بحثا لحال أطفالنا هناك .. كل هذا النحيب الرسمي فعل جميل يستحق الثناء وكل الدموع الرسمية التى تتفرع أنهارها من بحيرة تلك القضية دموع غالية تستحق شكر الناس ثم الدعاء بأن يجعلها الله في ميزان حسنات عيونها .. ويا لرحمة تلك العيون الدامعة في سبيل ..« أطفالنا » ...!! ** فقط هناك في تشاد ثمة أسئلة لها عيون ذات نحيب و دموع تحدق في حال عيون البلد الرسمية - وتوابعها - هذه الأيام ، ثم ترجع التحديق كرتين فيرتد اليها التحديق خاسئا وهو حسير .. هى أسئلة - غير بريئة - تشع من عيون الأطفال هناك ، لنبحث عن اجاباتها الشافيات ، ان وجدت ، وهى من شاكلة : لماذا تأخرت زيارتك كل هذا الوقت يا سيدتى الوزيرة ..؟.. سنوات أربع هى عمرنا هنا ، نفترش الثرى ونلتحف الثريا ونقتات الاغاثة ، ماذا لو أن يوما فقط - من تلك السنوات الأربع - شهد لك بتكبد المشاق ثم تفقد حالنا ومعرفة ان نمنا جياعا أوعلى طعام ..؟.. أم انك يا سيدتى الوزيرة لم تكوني على علم بوجودنا في تشاد طوال تلك السنوات ، واكتشفت الأمر - فجأة - بعد سعى المنظمة الفرنسية لسرقتنا وتبنينا ..؟.. أليس لنا حق شكر تلك المنظمة الفرنسية التي آثارت - بمحاولة سرقتنا - انتباهتك نحونا وجاءت بك - وبوفدك الكريم - الينا ...؟؟ ** وعيون أخرى أيضا في معسكرات اطفالنا - بأبشي التشادية - تحدق في عيون القانونيين الجالسين على منصة ندوة اتحاد المحامين، ثم تسألهم - بغير براءة الأطفال - أسئلة من شاكلة : ما هى الأسباب التي جاءت بنا الي تشاد - أيها القضاء الواقف - لنعش تحت رحمة المنظمات الغربية ، فتطعمنا من تشاء وتسرقنا من تشاء ..؟.. هل بحث لسان حال عدالتكم المؤقرة تلك الأسباب وكشفت للناس غير المشروع منها ثم حاسبت شخوصها على عدم مشروعية تلك الأسباب..؟ أم أن كل الأسباب التي أتت بنا من ديارنا الي أبشي مشروعة ، وأن حديث الدنيا عن تجاوزات الحرب مجرد « شائعات » لا ترتقي لمستوى « لجنة دفع الله » و« تقرير أوكامبو » ..؟ الم يكن خيرا لاتحاد المحامين أن ينتحب ويسكب دموعا يوم فرارنا من ديارنا بحثا عن الحياة ، ومن ثم يصرخ ويفيض دموعا في يوم غد الاحد ..؟.. أم أن يوم فرارنا - بجلودنا - من ديارنا لم يكن يوما يستحق عناء نحيب حنجرة ولا سكب قطرة دمع ..؟.. أليس لنا حق شكر المنظمة السارقة التي أعادت الي ذاكرة عدالتكم مآسي يوم رأينا فيه « جنا » يمتطى « جيادا» وبيده « ج 3 » ...؟ ... أو هكذا تسأل عيون الأطفال دموع كبارهم ...!!